اشرقت شمس الصباح وداعبت قطرات الندى أوراق الشجر و ابتسمت ورود الياسمين الأبيض و الأصفر لتقول لمراد هلم إلى يوم جديد إلى أمل جديد إلى سعادة أو حزن جديد إلى حلم ليس بجديد حلم لطلما اراده مراد ان يتحقق حتى لو تحقق قبل يوم من يوم الوعيد حلم في وجدانه كما الزيتونة رسخ و في شراينه كما كرم العنب تمددت و في قلبه يرابط كما الأسد المكافح يزلزل الأرض من تحته وهو يزأر.
استيقظ مراد على صوت صقرا محلقا في السماء,قائلا:يا حلمي متى تتحقق و يرى شعبي السنبلةو الزيتونة تتبسم بفرح يتحقق, وعدونا يخرج من ارضنا أفواجا لا يدخل,يا حلمي ها انا ذاهب إلى ما بعد برج و جدار وسلك ممدها انا ذاهب إلى أرضي التي سلبتو إلى بيارة جدي و بيت الأصالة والتراث المحبب.
جهز مراد نفسه وتطيب ولبس لباسه العسكري و تبسمو خرج الي غرفة الجلوس حيث الجميع يتأمله فقبل أمه وعانقها وقبل يد أبيه و رأسه و ودعه وداع الرجل للرجل و اقترب من زوجته الحامل و وضع يده على كتفها,و قال:فلتحدثي ابننا ياسين عن عن ابيه الذي احب الأرض و الوطن.
خرج من البيت بكامل زيه العسكري وسلاحه يلمع,ركب فرسه العربي الأبيض كما فارس من العصور الوسطى وخيوط الشمس تلاحقهو تتأمله من بين الغيوم,كان مراد يحمل سمات الفارس البطل المناضل و سمات العزة والكرامة,كان فرسه الأبيض يهرول بين الحقول وكان مراد يهرول معه إلى الشهادة,تخطى مراد ما يسمى بالخط الأخضر حتى وصل إلى مكان مطل و قريب على حاجز اسرائيلي ,ربط فرسه و اتكأ على صخرة و هو على استعداد تام لإطلاق رصاصاته التي حرم نفسه الكثير ليجمعها ,كان المكان يعمه الصمت والسكون و لحظة دقت ساعة الصفر و هبت عاصفة الإنتقام ودوا صوت الرصاص,كان مراد يقتل الجندي تلو الأخرمكبرا مع كل طلقة يرى النصر يقترب مع كل مرة يضغط فيها على الزنادو صرخات الجنود الصهاينة تعلو لانه البطل من القوم الجبارين من أبناء هذه الأرض.
و لحظة سكون بينما كان مراد يعبأالذخيرة اذ بصوت كصوت البرق يدوي صوت رصاصة القناص الإسرائيلي المدجج في برج عسكري محصن,رصاصة اردت ابا الياسين شهيدا يروى الوطن من دمه ويروي الزيتزنة و السنبلة.خرجت روح هذا المقاتل لتكون اسد شامخا فوق الجبل و لتكون الصقر المحلق في السماء تخرس هذا الوطن.
و بعد وصول خبر استشهاده إلى اهله أطلقت امه زغرودة ايقظت النور من خلف الأفق,أما زوجته فأقسمت بأن تربي ابنها على درب ابيه المناضل كما و أقسمت بأن تغنى له أغنية الشهيد كل يوم.
هذه قصة فارس مغوار أبى الذل عرف حدود وطنه و حارب بالندقية و القلم و دافع عن قضيته والهدف بكل شرف و عزة و فدم لها أغل ما لديه.
نحن أمة خرج منها الأيوبي و الفاتح و الفاروق نخن أم اعزها الله و كما حررت قدسنا مرة ستحرر من جديد وسيرفع علمنا الفلسطيني خفاقا أراضيها ويعلو صوت أذان المسجد و أجراس الكنيسةو تكون القدسة حرة و عاصمتها القدس الشريف............
الكاتب و المؤلف: معاز غازي سمحان اسعد
.....جلجليا.....
شارك بتعليقك
you
وارجوا من الجميع المشاركة في اي معلومات ليهم
و وضع صور اخرى لقريتنا الحبيبة
كل الأحترام لأهالي جلجيليا احبيبة
ابو الليث
المقاله
_الفارس القناص _
لـ جهاد مراد
قصة سامية، معانيها راقية، مشاعرها حانية. جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. حملت القصه لغة الإسلام الأصيلة، ومعاني الجهاد. اعجبتني القصه واعتبرها من احلى القصص التي قرأتها، عشت مع القصه بجميع احداثها. وانصح جميع شباب جلجيليا بقراءتها، ولا أزال متأثره بها وهي قصه حقيقة سجلت في تاريخ الجهاد الفلسطيني.
أريد أن أشكر الشاب معاز غازي سمحان أسعد على هذه المقاله الرائعه.
جزاك الله كل خير.