قرية جنداس المملوكية المنسية: حجر الأساس لدراسة تاريخ ريف مدينة اللد (1459م – 1948م)
كانت جِنداس أقرب قرية إلى اللد، وبوابة المدينة للقادمين إليها من الشمال. أما اللد فظلت مدينة زراعية إلى حد كبير حتى حرب 1948. مع الأسف، لم تنال المناطق الريفية حول المدينة باهتمام بحثي كافٍ بعد. اليوم ينشر مقالنا عن تاريخ قرية جنداس استنادا إلى مجموعة متنّوعة ونوعية من المصادر المحلية الاولية، بما فيها دفاتر الضرائب العثمانية، الوقفيات، سجلات المحاكم الشرعية والرواية الشفوية. ذكرت قرية جنداس في القرون ال-15 – 17 ميلادي كوقف صحيح لمؤسسات دينية وكضيعة زراعية مزدهرة. أما خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ميلادي فاندثرت جنداس متكررًا أثناء غزوات بدوية ونزاعات القيس واليمن في البلاد. أدى عدم الاستقرار السكني في ناحية الرملة إلى خراب قرى مجاورة لجنداس واللد مثل سِبتارة وكفر جنّس وبيت قوفا وشِيحة. تشتت سكان جنداس في قرى متعددة في جبال فلسطين. انتقل سكان القرى المندثرة إلى مناطق أخرى ونتج عن ذلك تغيير توزيع السكان وتعمير قرى جديدة لهم فيها. كذلك، قد تبين إن أراضي القرى المندثرة لم تبق غير مفتلحة، بل تم زراعتها من قبل مجموعات من القرى المحيطة بها. مثلاً، تم زراعة أراضي جنداس من قبل فلاحي بيت نبالا واللد، وبينما أصبحت أراضي جنداس هدفًا لمبادرات الاستيطان الصهيونية المبكرة، التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر، تم إعادة تأكيد الدولة العثمانية جنداس أرضًا وقفية فباتت مبادرات الاستحواذ الصهيونية بالفشل.
ادناه نتيجة مسح ميداني مفصل لبقايا قرية جنداس المملوكية. بوابة اللد عبر العصور على خلفية تصوير جوي ألماني من الحرب العالمية الأولى
شارك بتعليقك