__.......::: مظلوم :::.......__
ذهبت الشمس ... وعم الظلام ... إلا مصابيح بعيدة هناك في الأفق ... وهو ماش في أرض الآلام ... عندما جار عليه اللئام ... لا يدري أن يذهب ... ولا أين هو ذاهب ... وبخطواته المثقلة على الأرض ، يترنح كالناقوس ، باحثا عن ذاته بين الكلمات ، باحثاً عن تفسير لمثل هذه الحالات ... ولم يجد تعبيراً أفضل من " مظلوم " ... نعم ، نعم فهو مظلوم ، ومن العدل محروم ... و بعد جمود طويل ، سحبت هذه الكلمة من عينيه الدموع ، ولكنها لم تمكث على خديه طويلاً ، فقد بدأ بمسح الدموع ، ليبحث عن طريق تضاء بأنوار الشموع .
عندما اقترب مطلع الفجر ، تقرفص ... وعندما اتكأ على الجدار خلفه ؛ أحس بآلام الظهر ، و كأنها موجات تتخلل ظهره من طول المسير ، وهمه الكبير ، فهو الرجل المسالم ، الذي نال منه ظلم الظالم ، وارتكبت بحقه أبشع الجرائم .
وعندما بلغ مطلع الفجر ... بدأ يفكر في أمر غريب ، لقد بدأ يفكر بازهاق روحه ، والرحيل عن وجه هذه الدنيا التي يذهب إليها من ناحية فتأتيه بقبيح ، ومن ناحية أخرى فتأتي به جريح .
وبعد ليحظات من أذان الفجر ... بدأ الناس يخرجون من بيوتهم لأداء الصلاة ... وبينما هو جالس ؛ مر عليه أحد صحبته ، ولقد لاحظ عليه هذا الصاحب أنه حزين كئيب ، و أنه لم ينم الليل وهو يفكر في شيء مريب ... فعيناه حمراوان من السهر والدمع والحزن ... وشعره غير مرتب ... وجسمه هزيل ... فسأله عما جرى معه ... فتلا عليه قصته ، و سأله أين يجد الحل ؟ ... فرد عليه بقوله : " انتقم ، و اقتل ودمر كل من يعتدي عليك ، يا صاح " ... وغدا ذاهباً إلى صلاته ... ومر عليه آخر بعد الصلاة ؛ فلاحظ عليه ما لاحظه الأول ، وسأله كما سأله الأول ... و عندما تلا عليه ما تلاه على الأول ... كان جوابه : " اصبر صديقي ... فالظلم مهما يطول سيأتي العدل ، وإن الفجر لا يبزغ حتى تشتد حلكة الظلام ... " .
وبعيدما غدا ذلك الرجل الثاني لبيته ... بدا وكأن خطوات الثاني بدأت تجر الذي عليه ظلم الظالم بشعرة رقيقة رفيع إلى درب الأمل ، ونسيان ما حصل ، و الشروع للعمل .
و زرع بعد ذلك في نفسه هذا الحدث كلمات و أشعار من قال "
" يا دامي العينين ، و الكفين !
إن الليل زائل !
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
و حبوب سنبلة تموت
ستملأ الوادي سنابل ... ! " 0
مع تحياتي : نصر محفوظ
شارك بتعليقك
انا عاهد زيدان من رامين بوجه تحياتي لنصر وابو نصر وبنتمنى انك تورجينا شي جديد يا نصر وبوجه تحياتي لامجد عبد الرازق و بااااااااااااااااااااي
عاهد زيدان راميـــــن
شكرا على هذة القصة المشوقة والجميلة