9/3/2007
أرسل لكم هذا على حلقات للنشر وشكرا
قرية خُريش المُهَجرة والُمَدمَرة
تأليف: عبدا لعزيز أمين عرار
إهداء
إلى أبناء الوطن الذين يحملون مفاتيح بيوتهم
وكواشين أرضهم وذكرياتهم ويحلمون
ويجاهدون في سبيل العودة
إلى أرض البرتقال الحزين.
كلمة شكر
إلى الأخ عبدا لهادي حسن من قرية جلجولية الذي وظف سيارته عدة مرات في زيارة الموقع وتصويره ،وتشجيعه لي على القيام به.
إلى الذين قدموا المعلومات وفتحوا صدورهم لرواية أحداث تاريخية خلت وقد ساعدوا في كشف بعض الحقيقة.
فهرس المحتويات
المحتوى الصفحة
الفصل الأول:الإطار الجغرافي لقرية خريش 1
الفصل الثاني:السياق التاريخي لقرية خريش.
الفصل الثالث: الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية في خريش.
الفصل الرابع: تهجير أبناء خريش وتدميرها .
الفصل الخامس : ألوان من التراث الشعبي الفلسطيني.
الخاتمة.
الملاحق والصور.
مقدمة
كانت الأرض، ولا زالت في بلادنا الغالية، تمثل حالة فريدة من حالات الوجود والخلود الإنساني، الذي عبر فيها الإنسان عن نفسه دوما بحالة تجدد وامتداد، وتفاعل في فلسطين متجاوزة الأثر الذي تركه المحتلين والغزاة وخاض غمار الحياة ليبني ويشيد حضارته عبر التاريخ .
منذ فجر التاريخ زرع الإنسان الفلسطيني أرض فلسطين، وكانت الزراعة بداية الاستقرار وصنع الحضارة ، وقد زرع الأرض قمحا،وأنبتت حبات القمح سنابل ، وفي كل سنبلة مائة حبة، وهكذا حصل بفعل الزراعة التطور والنماء الإنساني، وانعكس في ثقافة وروح هذا الشعب.
لا تخلو بقعة أرض في فلسطين من تعمير الإنسان ، ومن وجود العمران البشري، لكن هذا الامتداد والعطاء الحضاري والتفاعل الروحي العميق. بقيت تتعرض له يد الغدر والخيانة، وأصابته يد التدمير المبرمج من المستعمرين والحركات التوسعية، والإمبراطوريات التي قامت على النهب، والقتل، والهمجية والبربرية.
و استمر تواصل الشعب الفلسطيني في تراثه الروحي، وحضارة أمته العربية عبر السنين والأيام، وعجزت جملة المحاولات اليائسة على محو وجوده، وتدمير كيانه الحضاري والمعنوي. وتمثل العجز الاستعماري بفشله في النيل من ارادته ، وبقيت الشخصية الفلسطينية منفتحة وأصيلة و متجددة وعريقة التراث والجذور، وعميقة الينابيع، وتصهر في بوتقتها الثقافات المختلفة، شأنها في ذلك شأن أمتها العربية.
وعند البحث في تاريخ بلادنا، ومشاهدة آثارها، والتجوال في ربوعها تدهشنا كثرة الخرب الأثرية، التي كانت عامرة بالسكان في يوم ما، ويمكننا أن نقرر أنه لا توجد بقعة في فلسطين إلا ووطئتها أقدام الناس بالتعمير أو العمل فيها .
تضم الآثار موجودات مختلفة مثل المساكن والقصور القديمة، ومناظر لكروم العنب، والكهوف المسكونة، والمنحوتة في الصخر، وتتشكل ألوانها من اللون الأحمر إلى اللون الرمادي بفعل التفاعل العميق بين الأرض والإنسان.
وفي إطار الجغرافيا وسياق التاريخ جاءت حركة الامتداد العربي في فلسطين، ونشأت المستوطنات البشرية ومنها القرى الفلسطينية التي تختلف درجة قيمتها، وأصالتها، وعراقتها، ودرجة حضورها في أحداث التاريخ.
وفي زوايا حركة التاريخ قامت قرية كفر ثلث العربية الفلسطينية في بقعة جغرافية ضمت السهل والجبل، ومنها انبثقت قرى أخرى، مثل: خريش، ورأس عطية، ورأس طيرة، وقرية سلمان، وغيرها من خرب باقية وأخرى مدمرة،وفي آثار وبيوت وخرب هذه القرية تبرز الأصالة والعراقة والقدم التاريخي.
نشأتُ في بلدة (كفر ثلث)، ووجدت نفسي منذ سنوات طفولتي الأولى تواقاً لمخالطة كبار السن؛ بهدف التعرف على تاريخها والقرى المنبثقة عنها.
لقد أشبعتني بيئتي الاجتماعية، وطابعها الريفي المتميز، وطابعها التاريخي و الأثري ميلاً ودافعا نحو الاهتمام بدراسة تاريخها وتراثها.
البداية الأولى في التسجيل، وجمع المعلومات جاءت عام 1974، وشملت تصوير المواقع الأثرية وسماع بعض الروايات. وأثناء تحصيلي العلمي في جامعة بيرزيت، قمت بإجراء دراسة مكثفة، وصرفت اهتماما أكبر في تسجيل التراث الشعبي، وكتابة تاريخ هذه البقعة من فلسطين، التي شملت تحديدا: (كفر ثلث، خريش،و رأس عطية، وسلمان،و المدور، الأشقر،و راس طيرة، والضبعة،و واد الرشا، والشيخ احمد، والزاقور، والغزالات ).
وقد نشرت كتابا بعنوان : "القرية الفلسطينية بين المتحول والثابت" تناول كفرثلث بالتحليل والدراسة كنموذج للتغير والتطور في القرية الفلسطينية منذ العهد العثماني الأخير حتى عام 1985
ولتحقيق هذا البحث لم أكتف بالتسجيل الروائي الشفوي التاريخي، بل استخدمت مصادر كتابية مختلفة ورغم أنها شحيحة ومنها المنشور باللغة الإنجليزية، وأخرى صدرت بالعربية، هذا إلى جانب الاستقراء التاريخي للأحداث، والفحص الأثري لبعض الموجودات، وسماع روايات كبار السن.
تقع الدراسة في عدة فصول عدة فصول وهي :
الفصل الأول :الإطار الجغرافي لقرية خريش ،ويتناول الموقع والمناخ والنباتات ومصادر الشرب .
الفصل الثاني : يكتب عن تاريخ أبناء خريش والأحداث التي رافقت ذلك وعلاقتهم بالزعيم المتنفذ عبدالهادي القاسم ، وأثر التجنيد في حياة السكان زمن العثمانيين .
الفصل الثالث :الأوضاع الاقتصادي والاجتماعية والتعليمية والصحية وهو سجل مختصر لهذه الجوانب.
الفصل الرابع :يتناول الحرب العربية ـ الإسرائيلية في هذه المنطقة وهو من الفصول المفصلة بتناوله دور أبناء المنطقة والأسباب التي أدت لتهجير أبنائها .
الفصل الخامس :يقدم ألوان من التراث الشعبي ودون تفاصيل.
وقد أرُفقت في بحثي ملحقا بأسماء الذين تم تهجيرهم من أبناء هذه القرية .
آمل أن أكون قد وفقت لما فيه الخير وسبر غور بعض ما لم يكتب من تاريخنا .
شارك بتعليقك