فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

خربة خريش: قرية خريش المهجرةا ولمدمرة - تأليف: عبدا لعزيز أمين عرار

مشاركة AZEEZ ARAR في تاريخ 5 تشرين ثاني، 2007

صورة لقرية خربة خريش - فلسطين: : إحدي بيوت القرية المغتصبة أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
9/3/2007

أرسل لكم هذا على حلقات للنشر وشكرا
قرية خُريش المُهَجرة والُمَدمَرة

تأليف: عبدا لعزيز أمين عرار




الفصل الأول

الإطار الجغرافي لقرية خريش

















1. موقع خريش:

تقع قرية خريش العربية غربي كفر ثلث، وعلى بعد ثماني كيلومترات منها. وهي تبعد خمسة كيلومترات جنوب مدينة قلقيلية، وتبعد شرق جلجولية مسافة 2كم، وعلى بعد كيلومتر واحد شمال كفر برا، وهي تبعد قرابة خمسة كيلو مترات عن منبع نهر العوجا، وتبعد 2كم جنوب قرية حبله .
ترتفع قرية خريش 75 متراً عن سطح البحر، وتأخذ بالتدرج حتى تبلغ 110 م في حدود أراضيها الشرقية، وهي قرية من "قرى العرقيات" الفلسطينية أي التي تقع في نهايات السهل الساحلي الفلسطيني وعند بدايات سلسلة الجبال الساحلية، شأنها في ذلك شأن قلقيلية، وبيت جبرين، وطيبة المثلث، ومجدل الصادق وغيره( ).
يبدو أن هذا الموقع الأثري، أفاد سكانها الجدد في اختيارهم موقعها لسكناهم، خاصة لوجود المغارات، ثم آبار الجمع الموجودة فيها ؛ لغرض الشرب وسقي الحيوانات.
أكسبها موقعها سهولة الاتصال مع المدن الفلسطينية، وقد ارتبطت مع المدن المهمة بطريق ترابي اتصل بالطريق المعبد الواصل بين طولكرم وقلقيلية ومدينة يافا، ومستعمرة ملبس.

2. مساحة أراضيها:
بلغت مساحة أراضيها 3655 دونم حسب سجلات المساحة عام 1935، ولكنها تزيد عن ذلك حسب رأي السكان، ومعاينة الباحث، وسبب ذلك أن سكانها جاءوا أصلاً من كفر ثلث، وظلت ملكيتهم للأرض مستمرة في كفرثلث وخريش، وفي أحواض قرية حبلة المجاورة ( ).

3. خريش الاسم والمسمى:
لا يوجد تفسير لسبب التسمية، لكن من الثابت أن خريش كانت خربة قديمة ربما تعود إلى العهد الروماني بحسب بعض الآثار فيها. دعيت بهذا الاسم نسبة إلى محمد بن أحمد الخريشي الحنبلي، الذي شب وترعرع فيها، وبقي له مقام يدعى باسمه.
4. عدد السكان:
كانت تدرج خريش ضمن تعداد النفوس مع كفر ثلث، حتى بلغ عدد سكانها 70 نسمة في 1/1/1945 م حسب بعض المصادر، لكن هذه الإحصائية غير صحيحة إذ بلغوا قرابة 350 شخصا عام 1948م حيث تحققت من ذلك ( ).
خربة الزاكور:
هكذا تلفظ بالعامية، وهي الزاقورة باللغة الفصحى، وتعني المنطقة المرتفعة، حسبما ورد عند الكنعانيين، وربما أخذت التسمية من الزاقورة الكنعانية، وهي مكان ديني اتخذ للعبادة في ذلك العهد، سكنها حمولة جماعة الغرابة حتى ابعدوا عنها عام 1948م. وتوزعوا في جلجولية والمدور، وسلمان، والشيخ أحمد، وكفر ثلث.
وسكنت الزاقور عدة مرات، ولكنها لم تعرف حالة الاستقرار الدائم ؛ بسبب أحداث الفوضى والتخريب التي مرت بها.
وضمن مخطط أراضي حبله تقع بضعة مئات من الدونمات، ومنها خلة إبراهيم الغربية، وخلة إبراهيم الشرقية، والجخروق، والنزازات، وخلة العشرة، وغيرها من قطع الأراضي التي قامت عليها راس عطية.
ومن الصعوبة بمكان الفصل بين أراضي كفر ثلث وخريش، خاصة أن المذكورين امتلكوا مساحات واسعة في المرتفعات ضمن أراضي كفر ثلث ( ).

5. النباتات والأشجار الحرجية في أراضي خريش:
عرف سكان هذه القرى العديد من النباتات البرية التي أخذت تسميتها منذ عصور خلت، وهي جزء من الموروث التراثي الجغرافي الشعبي الفلسطيني، والتراث العربي الحضاري، حيث وجد بعضها في أرض خريش والبعض الآخر عرفوه.
؟ حمص بس: حمص بري شبيه بالحمص الذي يزرعه السكان، وتأكله الحيوانات والدواب دون الناس.
؟ الخرفك: نبات شبيه بالفجل تأكله الدواب، وبعض الناس.
؟ بندورة حيايا: نبتة برية شبيهة بالبندورة التي يزرعها الناس ويستفاد من جذورها في علاج آلام الظهر حيث تدهن به.
؟ حنون الغزال: وتسمى عصا الراعي بالفصحى، وتستخدم أوراقها الزعمطوط لغرض الأكل والطبخ، ويحشى بها الأرز.
؟ المرار: نبات مر تأكله الأغنام، ويأكله الناس نادرا.
؟ النرجس: نبات بري ذو رائحة طيبة،يزهر في فصل الشتاء ويتبع البصيلات.
؟ البُصُلي: واحدة من البصيلات تستخدم لرعي الدواب عندما تجف أوراقها في فصل الصيف ومنذ بداية شهر أيار.
؟ قنديل: شجيرات شوكية ذات أزهار صفراء اللون تستخدم في صناعة اللتون، وتأكل الدواب أوراقها.
؟ قديح: نبات اخضر اللون استخدموه لغرض الكي بالنار حيث يوضع على الجرح بعد الكي.
؟ الكُّبار: نباتات برية لا ينتفع منها.
؟ العليق: نباتات شوكية متسلقة تأكلها الأغنام، وهناك أراضى تسمى باسم واد أبو عليق، وهي جزء من حرايق دار عرار وتقع بين خربة راس طيرة وقرية عسله، وفي هذا الوادي عبرت كتيبة الجيش الفرنسي كما سنوضح ذلك لاحقا.
؟ الغيلان: نباتات شوكية شجرية تنبت بكثرة شمال خريش في ارض النزازات وفي قرنة المِكون وأراضي خلة إبراهيم الغربية والشرقية، وفي قبور العرب، وخلة الميزان، والصفيرة، وباطن النمرة، والمراح، وخلة الجندي، ويستخدم غلي جذوره في علاج أمراض المعدة.
؟ الغبيرة: نبتة عشبية صيفية تظهر في جنان القرية وجدرها، لا يستفاد منها، ولا يأكلها الحيوان
؟ الرجلة: اشتهرت بها أراضى خريش في السهل الساحلي ثم وادي ناصر و وادي سلمان والشيخ احمد ،و راس عطية ،و مروج رضوان من أراضي كفرثلث ، و استخدمت في الطبخ و الطعام، وهي غنية بالماء ومادة الحديد، وتأكلها الأغنام، ومن النباتات الصيفية.
؟ الخبيزة: نبتة استخدمها السكان في الطبخ، ولا زالوا يستخدمونها، وهي غنية بمادة الحديد.
؟ زعرور: شجرة شوكية استفادوا منها بتطعيمها وتركيبها بطعم من الأجاص.
؟ سدر: نبتة شوكية، اشتهرت بها أرض خريش، وقليل منها في جدر القرية، ووجدت شجرة سدر قرب جامع خريش كان يأكل ثمارها أهل القرية، ولا تزال منها شجرة معمرة في كفر ثلث.
؟ عبهر: شجيرة تأكل أوراقها الدواب، وتوجد في الأراضي الجبلية شرق خريش و في ارض الخراب من أراضي كفرثلث
؟ الشومر: نبتة عطرية طيبة الرائحة استخدمت لديهم في العلاج، وتوجد بكثرة في الوادي القريب من قرية خريش. وفي أماكن متفرقة من أراضى كفر ثلث.
؟ عصفر: نباتات عطرية تستخدم في الأكل.
؟ زعمطوط: اشتهرت به خريش والزاقور، ويمتاز بأوراقه العريضة في هذه المنطقة، وباع أهالي سنيريا كميات كبيرة في نابلس أعوام التسعينات.
؟ ورق اللسان: ورق عريض وجد منه بكثرة في أراضى خريش قرنة الضباع، وقرنة بشير، والعقبة، ويستخدمه الناس في الطبخ.
؟ الخلة، والعقول: نباتات برية ذات مرارة، استخدم في علاج مرض الحصى، وتكثر في أراضي خريش.
؟ السنام: حشائش تنبت في مختلف أراضي كفر ثلث وأعمالها , استخدموها في صنع المكانس لتنظيف ساحة البيوت والغرف.
؟ إعوينيه: نبتة برية تأكلها الدواب تكثر في خربة كفر قرع.
؟ لوف: نبات عريض الأوراق , حار الطعم , استخدم في الطبخ المنزلي , ويفيد مرض السكري
؟ زعيتمان: ( الحويرنة ): يوجد بكثرة شمال شرق خريش وفي مختلف أراضي كفر ثلث وخربها، واستخدم في عمل ( الدكة ) .
؟ نتش: نبات شوكي استخدم في صنع المكانس وفي صناعة الشيد من اللتون والكبارات.
؟ شبلوط، بلوط، غار، بطم: شجيرات حرجية استخدمت في التحطيب ، ويستخدم ثمر البلوط في علاج قرحة المعدة ، وهناك شجرة بلوط مشهورة باسم بلوطة (أم زبن ) على طريق كفر ثلث - رأس طيرة كانوا يعتقدون بأنها مسكونة بالأرواح ، ولهذا كانوا يضعون قناطر تحتها كلما ممر أحدهم بالقرب منها .
؟ ُقريص: يكثر في جدر وجنان كفر ثلث وخريش ، وهو على نوعين قريص الدجاج ، قريص الإنسان ، وقد أكلوا ساقه بدون طبخ.
؟ حُميض: أكلوها كأقراص مشوية بالطابون ولا زالوا يهتمون بجمعها.
؟ الخروب: ينبت في أراضي كفر ثلث الجبلية بكثرة ، وقد اهتموا به ومنه يصنع الرب والخبيصة والسوس وغير ذلك.
؟ الشتيله: تشبه المريمية استخدمت بالتحطيب.
؟ طيون: ينبت في وادي خريش وسائر أراضي كفر ثلث.
؟ غار: ينبت في الأودية ، ورقه يوضع مع المخللات.
؟ سميعة: تكثر بها أراضى السهل غربي خريش , يطبخها الناس مع العجين وتسمى جعجولة.
؟ شقائق النعمان ( حنون أحمر ): - وهو من الزهور التي تزين أراضي كفر ثلث وأعمالها في فصل الربيع.
؟ الفيجم: نباتات تكثر في أراضي السماقات ووادي عزون، ومواقع أخرى استخدمت لغرض الأعياد والأعراس ،ووضع باب البيت لتحل منه البركة ويستخدم كعلاج لآلام الظهر( ).
والقائمة تطول ولا داعي للاستطراد فيها.

6. مناخ خريش:
يمتاز المناخ في هذه المنطقة بالمناخ السائد في فلسطين من اعتدال درجات الحرارة في فصل الصيف، ودفء الحرارة في فصل الشتاء، مع فروق نسبية بسيطة في درجات الحرارة، وكميات الأمطار، ويسقط الثلج في الأراضي المرتفعة الواقعة إلى الشرق منها مثل خربة الزاكور.
ففي أطرافها الشرقية، تقع الزاكور التي تفوقها في الارتفاع ، وتزيد هذه الارتفاعات كلما اتجهنا شرقا في أراضي كفر ثلث، ويتجاوز معدل التهطال وكميات الأمطار الساقطة 550ملم في العام.
ويمتاز جو القرية بارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وتستفيد من الندى حيث تقع في نهاية السهل الساحلي الفلسطيني.
يظل أهالي خريش، الذين طردوا إلى جلجولية وكفر قاسم، في حنين وشوق دائم إليها، رغم قرب المسافة بين خريش وجلجولية، و يفتخرون بحالة الطقس في بلدهم، وكيف لا يكون ذلك [وحنين المرء أبدا لأول منزلي].
تقول واحدة من الراويات اللواتي قابلتهن:ـ "اشعر أن الطقس في قرية جلجولية مثل طقس الغور حار جاف بينشف الريق، عرقك ما بينشف بينما في خريش، وكل ما شرقت على الجبل بتلاقي الضغط يخف والحرارة بتعتدل ونسيم الهواء يلطف الجو " ( ).
ويذكر أحد الرواة الذين سكنوا خريش المدمرة عن مناخها:
" مناخها مثل مناخ قلقيلية، و حبله، والمجدل، وكفر برا، وهذا هو حال قرى العرقيات، فهي تختلف عن غيرها في فصل الصيف، وفصل الشتاء. أمطارها غزيرة، وطقسها لطيف لقربها من البحر ؛ ولأنها معتلية عن السهل تراها توخذ من مناخه، وتختلف عن جلجولية الشبيهة بالغور، وفي خريش بتشعر بنسمات الهواء" ( ).

7. كميات الأمطار:
للتعرف على درجات الحرارة، اعتمد الباحث على تسجيلات كميات الأمطار في مدينة قلقيلية الواقعة إلى الشمال منها على مسافة خمسة كيلو متر تقريبا، وهذه كميات الأمطار الساقطة على النحو آلاتي: ـ

كمية الأمطار السنة
387 1955
5 ,555 60 / 61
588 61 / 62
2 , 428 62 / 63
4 , 667 64 / 65
7 , 722 66 / 67

وبذا يكون معدل الأمطار هو: ـ (5, 564) ( ).

8. مصادر مياه الشرب:
تعددت مصادر الشرب التي استخدمها السكان ؛ لكنها تميزت ببعد المسافة، ومشقتها خاصة في العهدين العثماني والبريطاني. وها هي مصادر الشرب وأماكن انتشارها، وبعض التحولات التي أصابتها.
؟ مياه آبار الجمع: ظل الاعتماد على آبار الجمع، هو الشكل الأعم الأغلب في الحصول على ماء الشرب، حيث يتم جمع مياه الأمطار في فصل الشتاء.
ونظرا لضعف أساليب الحفر الآبار ، ونقص أدوات الحفر المختلفة قبل عام1948، فقد غلب على الآبار صفة الشراكة الجماعية، بموجب نظام المحاصصة، الذي أطلق عليه اسم " الشبر".
ويحدث أن يشترك جماعة في بئر واحد، ويضمون أفراد عائلة، وحمولة، ومعنى ذلك أن هناك مشاع عائلي لبعض الآبار، ولقد شمل هذا الاهتمام آبارا وجدت في أراضى الآخرين حيث يحدث أن تكون الأرض ملكا لزيد والبئر ملكا لعمرو، ويعود هذا الشكل إلى بقايا المشاع العائلي أو الملكية الجماعية.
وتتوزع حول كفر ثلث الآبار والخرب، وتشمل آبار أثرية قديمة حفرت أيام الكنعانيين أو الرومان، وأخرى حفرت في العهدين العثماني و البريطاني يومنا هذا، ونظراً لأهمية مصادر المياه لأصحابها.
قام أبناء كفر ثلث ومنها خريش، بضم مساحة مع البئر سموها " الحرجة " ؛ لغرض توفير كمية الماء، وحتى يمتلئ.
لقد انتشرت الآبار في أماكن مختلفة من أراضي كفرثلث وأعمالها ، بعضها في الأراضي الزراعية، وأخرى في الخرب القديمة ، منذ زمن بعيد، ومها خربة البياض، وخربة كفر قرع، وخربة الزاكور، وخربة عبد الرحيم، وخربة البساتين وغيرها.وقد استغلت الآبار القديمة من جديد حيث عاد الناس للتوطن.
وهناك بركة محفورة في الصخر منذ عهد الرومان وكبيرة المساحة تبلغ مساحتها 100 م2 ويصل عمقها إلى 5 أمتار، وهي مقصورة، وتقع في الجهة الغربية من خريش؛ ولأنها مكشوفة غرق فيها الطفل جمال قاسم سعيد عبد السلام في 18/7/1943، ومات، وكان يبلغ يوم ذاك من العمر 7 سنوات ( ).
؟ الآبار الارتوازية: يعتبر بئر أبو العون أقدم بئر ماء نبع قديم، الذي حفره شيخ تقي كتب عنه الشيخ مجير الدين الحنبلي: ـ " وفي عصرنا ولي النظر عليه سيدنا، و مولانا، وشيخنا ؟ شمس الدين أبو العون محمد الغزي القاري الشافعي، نزيل جلجوليه شيخ القادرية بالمملكة الإسلامية متع الله الآنام بوجوده.
فعمر المشهد وأقام نظامه وشعاره، وفعل آثارا حسنة منها: الرخام المركب على الضريح الكريم عمله في سنة 886 هـ ؟ وحفر البئر الذي بصحن المسجد، حتى وصل إلى الماء المعين، ثم عمر برجا على ظهر الإيوان من جهة الغرب " ( ).

لقد بقي هذا البئر مصدرا هاما لسقي الدواب، وشرب الناس. تتزاحم عليه، وترد إليه آلاف المواشي و الدواب، التي يملكها سكان قرى جلجوليه، وكفرثلث، وخريش، وحبله، وكفر برا، وكفر قاسم، وعرب الجرامنه، وسنيريا، وكانت المزاحمة تسبب عراكاً وخلافاً لاستباق الدور.
وقد شاهدت البئر الذي كان مطموراً بعض الشيء، وكان عمقه لا يتجاوز العشرون مترا، وقطره لا يتجاوز ثلاثة أمتار، وقد رصف بالحجارة من جانبه.
قمت بزيارة الموقع، ووجدته قد خرب، وجف ماؤه، ويعود ذلك إلى الإهمال، بسبب حفر بئر ارتوازي قريب من المكان، وقد بلغ عمق بئر أبو العون 25 مترا، حسب قول بعضهم( ).
ونظراً لأهمية بئر أبو العون كمصدر هام للشرب، فقد اختلفت عليه القرى القريبة منه، ومنها: قرى الصعبيات وهي مجموعة قرى(بني صعب ومقرها كور )، والجماعينيات ( نسبة إلى بلدة جماعين من قرى نابلس )، وقد حكم الأجلق زعيم كفر الديك بين المتخاصمين يقول الراوي: ـ " اختلفت جميع البلاد الصعبية والجماعينية على بئر أبو العون، حتى جاء الأجلق زعيم القضاء، الذي كان زعيم كفرالديك، وقال لهم: "وين تقف فرسي بيكون الحد بينكم".
قام أهالي كفر ثلث والجماعينيات برفع الماء وسكبه في طريق فرسه، وبقيت لحد أبو العون، ووقفت فصار البئر ملكاً لقرى الجماعينيات، وسمح فقط لجلجولية الشرب منه، وضمت القرى المسموح لها: خريش، كفر ثلث، وسنيريا، وقراوة بني حسان، و كفر برا، وكفر قاسم ( ).
ولكن هذه الرواية لم أجد ما يؤكدها في المصادر الكتابية حيث ذكر عدد من الرواة أن جميع القرى القريبة من المكان استفادت من هذا البئر دون استثناء.
بقي بئر أبو العون مصدراً أساسيا للشرب، وسقي الدواب في هذه المنطقة، حتى قام الألمان بحفر ثلاثة آبار ارتوازية في وادي قانا، قبيل الحرب العالمية الأولى، ومنها: بئر يقع جنوب كفر ثلث، والثاني: يقع قرب قرية بيت أمين، والثالث: يقع في وادي الزاكور قرب خربة خريش.
وصار بإمكان أهالي كفر ثلث وخريش، وباقي العزب، والقرى الأخرى، استخدام هذه الآبار في الشرب وري الدواب. رغم أنها كانت تهدف إلى خدمة أفراد الجيش المرابطين في المنطقة في الحرب العالمية الأولى ( ).
وبعد دخول الانتداب إلى فلسطين جرى حفر بئر ارتوازي في أراضيها في بيارتين للحاج حسين صبري ( قلقيلية ) وأمكن أهالي القرية الاستفادة منه في الاستعمال المنزلي، وسقي الدواب.
؟ ألحفاير: حفرت في الأرض على أيدي الرعاة غربي جلجولية قرب أراضي البساتين، ومنها كانوا يسقون دوابهم وهذا يعني أن مخزون المياه في هذه المنطقة كان قريبا من السطح.
؟ استخدام مياه نهر العوجا: أسهمت الملكية الواسعة من الأرض التي تمتلكها كفر ثلث ؛ إلى تشجيع أبناء كفر ثلث وأعمالها إلى التوجه غرباً.
لقد توجه أبناء القرى الفلسطينية الجبلية بدوابهم ؛لترعى في السهل الساحلي الفلسطيني؛ ومنه سهل سارونة القريب منها.
كانت كفر ثلث واحدة من القرى التي توجه رعاتها لرعي دوابهم قرب جلجولية، والمويلح، وعند الظهيرة كانوا يخلدون للراحة مستظلين بنبات السعد*، وناموا تحت الشجر المحيط بنهر العوجا دون خوف أو وجل من محتل، أو من مدعي ملكية.
حدثتني جدتي نعمة داود: "كان موسى العرار،وادريس الأشقر يأخذون الدواب من بقر وغنم إلى نهر العوجة، وبعد أن ترعى عند قرية المر(المويلح) يقيلن عند الظهر، وينام الشباب في عز الصيف تحت نبات السعد هانئين " ( )
ولا يقتصر استخدام مصادر الشرب على ما ذكر، بل أن السكان استفادوا من البيارات القريبة من خريش، و منها: بيارة محمود عثمان أبو حجله، وبيارة عبد حسين مختار كفر برا في عهد الانتداب البريطاني.
واستخدموا النزازات الواقعة شمال خريش، لكن بئر أبو العون كان اكثر المصادر استخداما خاصة في سقي الدواب لسكان خريش، في حين كان بئر أبي عمار والمغراق قرب قراوة بني حسان أفضل مكان يسقي منه أهالي كفر ثلث ودير استيا وقراوة دوابهم ( ).
ولا يقتصر استخدام مصادر الشرب على ما ذكر، بل أن السكان استفادوا من بياراتها ، و منها: بيارة محمود عثمان أبو حجله، وبيارة عبد حسين مختار كفر برا في عهد الانتداب البريطاني.
واستخدموا النزازات الواقعة في شمال القرية، لكن بئر أبو العون كان أكثر المصادر استخداما خاصة في سقي دوابها ، في حين كان بئر أبي عمار والمغراق قرب قراوة بني حسان أفضل مكان يسقي منه أهالي كفر ثلث ودير استيا وقراوة دوابهم ( ).



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

شكرا لكم على هذا المقال
يؤسف خريش
السلام عليكم . اولا انا بالصدفه جيت اشتغل بهالاحراش الجميله مع ككال وشفت بعض الاثارات وبقايا البيوت المدمره والمقبره والمسجد اثار دهشتي سئلت قالولي خربه خريش اسم هده المنطه.دخلت ع محرك البحث وشف مقالك قرأته واستفدت مشكور ع كل حال حتى لو مافي ادله كافيه بهذاك القوقت مشكور ع المجهود وهالمعلومات
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع