فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

خربة خريش: قرية خريش المدمرة أ.عبدالعزيز أمين عرار الفصل الرابع القسم الأول

مشاركة AZEEZ ARAR في تاريخ 5 تشرين ثاني، 2007

صورة لقرية خربة خريش - فلسطين: : زيارة لقرية اخربة خريش المهجرة -- تصوير قيس فحماوي أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
الفصل الرابع
الحرب العربية ـ الإسرائيلية
وتهجير أبناء خريش وتدميرها
يقول الراوي:ـ
"بداية الحرب أطلق اليهود النار من رابيه كان الجيش البريطاني يرابط فيها، وحدثت اشتباكات بين اليهود والعرب لاستلام الرابية، وهي عبارة عن موقع للجيش البريطاني، وفيها غرفة دائرية وطاقات لاستخدام السلاح، ومكونة من طابقين .
تقع بين مدينة يافا ومستعمرة تل أبيب، وعندما نجح العرب في قطع الشارع الذي تطل عليه الرابية. جاء الإنجليز وطلبوا منهم الخروج، فرفض العرب، فقذفهم الإنجليز بمدفعية المورتر، وكانت النتيجة تهشيم المناضلين الفلسطينيين، وهدم الرابية على من فيها، وجرح عدد من الأشخاص، ومنهم حياة حسني عبد الرحمن من خريش، الذي تهشم وجهه.
وبعد هذه الحادثة هاجم اليهود محل حزبون المسيحي على طريق يافا ـ تل أبيب، وبهذا قطعوا الطريق على يافا والعرب، ولم يكن العرب يحملون السلاح الكافي للمعركة، سوى بنادق وقنابل يدوية، وهرب أهالي يافا، ولم يبق سوى عمال البيارات الذين عملوا عند أبناء عائلات يافا " ( ).
اشتد خطر المنظمات الصهيونية ، التي راحت تتقدم إلى قرى مدينة يافا .
فشل العرب في معارك يافا مع يهود تل أبيب، الذين ساندهم الجيش البريطاني، وشعر الشباب العربي بالخطر يمتد إلى قرى يافا، ومنها:العباسية، و سلمه، والخيرية، و كفر عانة، وغيرها .
حدثني أحد الرواة:ـ
" بعد معارك يافا انتقلت المعارك إلى قراها، وإلى مدن اللد، والرملة، وقرى:سلمه ، العباسية كفر عانة الخيرية. وفزع المناضلين العرب من جميع القرى، واحتل العرب كبانية يهودية عند قرية سلمه و أخرجهم الانجليز منها، وانتقل اليهود إلى الجلد.
وجاءنا جيش الإنقاذ بأمر من مكتب الجامعة العربية في سوريا بقيادة فوزي القاوقجي القائد الأعلى، ونائبه مدلول بيك، ووضعوا خمسين نفر في قرية بيار العدس القريبة منها"( ).
انتظم في جيش الإنقاذ عدد من شباب المنطقة عرف منهم احمد عبدالحق الشملة، وعبدالعزيز سلامة عودة من خريش ، وعلي خليل من رأس عطية .

معركة بيار عدس:
تقع قرية بيار عدس إلى الغرب من بلدة جلجولية، وتبعد عن خريش 4 كم .وبعد أن تمركزت فيها أعداد صغيرة من جيش الإنقاذ لا تتعدى الخمسين شخصا تعرضت لهجوم يهودي يومي 28 و29 شباط 1948، عن هذا الهجوم، ودور أهالي خريش في معاونة جيش الإنقاذ يقول الراوي:ـ
"لم يكن فيها سوى المقاتلين، ومعهم عدد من المناضلين الفلسطينيين، و استمرت المعركة من الساعة السابعة مساءً إلى الفجر.
دخل أعضاء منظمة الهاغاناه في بيار عدس، وكانوا عشر أضعاف العرب، و هاجموا خمسين نفرا من جيش الإنقاذ وخمسة عشرة مناضلا .
دارت معارك طاحنة في الشوارع، ولم ينجح اليهود في فرض سيطرتهم على القرية الصغيرة، وكانت القنابل اليدوية والرشاشات فرّقتهم، وردوا على أعقابهم، واضطر اليهود لعمل هدنة بغرض رفع قتلاهم، وجرح عدد من المناضلين العرب.
وكانت الفزعات تأتي إلى القرية من قلقيلية، وقرى يافا الشرقية، وقرى طولكرم، ومنها:خريش، وحبله وكفرثلث، وعزون، وضرب اليهود قسم من الفزيعة وجرحوا اثنين، وبعد ثلاثة أيام جاء تدخل الشيخ توفيق أبو كشك على أساس أن يرفع اليهود قتلاهم، وأمر بانسحاب المناضلين من بيار عدس وانسحبوا، وتمركزوا في جلجولية تحت قيادة مدلول بيك العراقي "( ).

وحول دور أبناء قرية خريش في معركة بيار عدس تقول الراوية:ـ
"جاء إلى خريش شخص فارع على دراجة مسرعا، وقال يا عرب يا إسلام وين الهمة والنخوة العربية؟، هان راح حياة عمي عمر الحاج محمود، ومعه بطلع ثلاثين شخص من خريش، وركبوا سيارة شحن، وراحوا يقاتلوا في بيار عدس، وكان منهم رشيد قاسم، وعبدالعزيز الشيخ أحمد، وأخي عثمان عبدالهادي، وأخي حسن عبدالهادي، وذيب القبطان، ومجموعة شباب من خريش وكفرثلث "( ).
ويذكر أحد المشاركين في معركة بيار عدس:ـ
"شاركتُ في المعركة مع عمي عمر الحاج محمود، وغبنا يوم واحد، وقالوا عنا ماتوا، وكنا نقاتل عند مقام النبي يامين القريب من كفرسابا، وبيار عدس، وعمي عمر معه رشاش خمسمية، وكنت أعبي له الرشاش وهو يطلق على الهدف، وبعدها توجهنا إلى بيت عبدالرحيم السبع، وكنت يومها فتى صغيرا ووحيد أمي "( ).
لم تقتصر معارك جيش الإنقاذ على معركة بيار عدس بل قاتلوا قرب رأس العين ومجدل الصادق يقول الراوي:ـ
"عاد اليهود ليرتكبوا مجزرة دير ياسين، واستشهد عبدالقادر الحسيني، وعمّ الحزن فلسطين، ومن بعده أصبح حسن سلامه وعلي الطوباسي من قواد جيش الإنقاذ، وكانوا قوة لوحدهم، وقاموا بتحليل الألغام التي وضعها اليهود، وانفجرت قنبلة في حسن سلامة، ومعه صديقه محمود جبر أبو حطب، وتوفيا على المطرح "( ).

قام أبناء خريش باستقبال المعزين باستشهاد محمود جبر أبو حطب، وقاموا بمواساة أقاربه الذين هاجروا إلى خريش .


ورغب اليهود في كشف الخصم أمامهم، فقاموا بحرق المحاصيل، و قام عدد من الفلاحين الفلسطينيين بالذهاب إلى هذه الأراضي ؛ لالتقاط ما تبقى من عرانيس الذرة ليأكلوها أو ليطعموها علفا لدوابهم، لكن رصاصات القتلة كانت لهم بالمرصاد، واستشهد من خريش إبراهيم عبدالرحمن عرار، وتفصيل حادثه استشهاده يرويها أبن عمه عثمان عبدالهادي الذي رافقه يقول:ـ
" الأرض مزروعة بالذرة، قام اليهود بحرقها، راحوا العرب يلتقطوها، ورحت أنا، ومصطفى حسن أبو عمر، وإبراهيم عبدالرحمن عرار، ونزلنا في قطعة أرض، قرب بابور الحاج حسين من عرب الجرامنة، وبينما نقطف الذرة شفت اليهودي بحبي، وبيده شيء أبيض، قلت لهم معه بكيت فشك، ، صار اليهودي يطخ على جهة الجنوب جهة رأس العين، وأصاب ناس هناك، ثم ارتد على جهتنا، وطخ طلق واحد، فوقع إبراهيم الحمدان، بينما هرب مصطفى الحسن لجهة الشرق، وأنا حبيت بسرعة على إبراهيم، وكان مرميا على وجهه، و قلت له:ـ يا إبراهيم لا تمزح .
قال:ـ ثارت فيي يا أبن عمي، وكان عمري يومها ستاشر سنة .
صرت أطلع على صدره لم أجد شيء، وقلبته على ظهره، وإذا بالدم ينزل من بطنه، قمت برفع حطته وحزمته فيها، بعدها أحكي معي، وقال خذني ولا تتركني، وآلا سيذبحني اليهود، حاولت أن أختفي أنا وهو، فوجدت تلم تراكتور ومددته فيه ، ونمت بالقرب منه، بعد شوي حسيت في خروشة بين الذرة، ورفعت رأسي، وإذا بجندي عراقي، و كان ذلك بداية وصولهم، قمت ربد وضربتها عليه، فجاء إلي ووصلني، وإذا بجماعتنا من خريش فارعين، قمناه ووصلناه بعرباية فرس، وأخذناه إلى الطريق الواصل بين قلقيلية ورأس العين، ومنها إلى دار عارف الجيوسي، وجاء إلى هناك عمي المختار إدريس الحاج محمود، قال له سلامتك، ياخالي.
رد عليه ما فيها سلامة، خلاص بدي أموت .
وجاء أخوه إسماعيل، وقال له: يا إسماعيل القرشين مطرحهن، وكان خاطب بنت رشيد عبدالسلام، ودوه على مستشفى نابلس وعند عنبتا فارق الحياة "( ) .

تم توزيع الجيش العراقي في المنطقة الممتدة من كفرقاسم إلى جنين، بينما جرى توكيل الجيش الأردني، والجيش السوري، والجيش المصري، والجيش اللبناني في أماكن أخرى من البلاد، وبحسب المناطق القريبة منهم .

فرحت نساء فلسطين بقدوم ضباط وجنود الجيش العراقي الذين قدموا للدفاع عن فلسطين والذين رابطوا في أرض المثلث فقلن فيهم:ـ

يا زتون ما مروا عنك عراقية بارودهم في كتوفهم مجلية
يا زتون ما مروا عنك غير اثنين الحرس والنقطة ع رأس العين ( )

وعن قدوم الجيش العراقي إلى البلاد وأسبابه يقول احد الرواة:ـ
"لم يكفي جيش الإنقاذ ولا متطوعي البلاد، ولا الجهاد المقدس لحماية البلاد فأرسلت الجامعة العربية سبعة جيوش عربية، جاءتها هذه القوات من مختلف الجهات فرابطت قوات الجيش العربي الأردني بقيادة كلوب باشا (رجل بريطانيا في المنطقة ) في كل من القدس، واللطرون، وقرب اللد، والرملة، وأما القوات المصرية فرابطت في جهات غزة والنقب، أما القوات العراقية في نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وكفر قاسم ورأس العين ( ).

النضال الفلسطيني والعراقي في منطقة المثلث العربي:
يظهر من سير المعارك وروايات الذين شاركوا فيها من المناضلين الفلسطينيين أن الجيش العراقي لم يمتلك خطة هجومية عسكرية، بل كان شأنه شأن الجيوش العربية الباقية، فقد جاء ليحافظ على مواقع، وحدود مرسومة، فهو لم يتجاوز خط سكة الحديد التي تربط بين رأس العين، وحيفا، وتمر غرب جلجولية، وبيار عدس، وقلقيلية، والطيرة الصعبية، وطولكرم.
كما أن الفلسطينيين كانوا في شك وغير مؤمنين بجدوى حرب الجيوش العربية حدثني أحد الرواة:ـ
" طلب العراقيون من الفلسطينيين تقديم عدد من المتطوعين والمال، وسئلت وجاهات في قرى كفر ثلث، وخريش، وبديا، وكفر قاسم، حول مساهماتها، وقد أبدت بعض القرى عدم القناعة في جدوى الحرب أو المشاركة فيها، بسبب شعورهم أن الحرب لم يُعد لها لكن المسئولين العراقيين هددوا باستخدام المدفعية العراقية في قصف القرى التي لا تبدي استعدادا للمشاركةً في القتال، وقد جمعوا أهالي كفر ثلث وخريش، وحضر الاجتماع الشيخ علي كايد القدومي، وأخي أمين أبو صفية وغيرهم وطلبوا من الناس الحراسة، ودفع مصاري لإطعام المتطوعين، والناس بإدهاش تحرس، وفي باب الجامع قالوا للشيخ علي أسكت أو تدفع جميع المبلغ المستحق للحراسة على جميع القرى، ودفع الشيخ علي أربعين قرشا للضابط عزات العراقي، وعمل في الحراسة من قريتنا كفر ثلث، وخريش محمد خليل إبراهيم عن الشواهنه، وأخذ أجره من الحمولة وعمل سالم البدوي على حساب دار الخطيب والذي كان راعيا عندهم، ومن الجماعة الغرابة في كفر ثلث والزاقور شخصين، وحرسنا أنا وأخي أمين أبو صفية، ومعنا عبد الله ظاهر، وحسين أبو هنية، ويوسف حماد، ويوسف عبد الله أبو صفية والحاج هدى محمود يروح يكري ناس بدلا عنه "( ) .

لم تقتصر المشاركة على هذا العدد القليل، وتوسعت لتشمل أعداد كبيرة من قرى فلسطين، وبلغ عددهم في قرية خريش وكفرثلث حوالي سبعون مناضلا، .
وممن شارك في هذه المعركة من قرية كفر ثلث القناص المشهور حسن حامد عبد الوهاب عمر والذي استشهد في حرب حزيران عام 1967، وسقط مدافعا عن أسوار مدينة القدس ، ومحمد موسى عرار .

معارك الجيش العراقي حول جلجولية ورمات هاكوفيش:
ليس أبلغ من الاستشهاد بأحد المناضلين عند حديثه عن سير المعركة، وعلاقتها بالدفاع المحدود ضمن معركة سياسية محدودة، أغد لها سلفا في مطابخ الملوك والزعماء العرب يومها ،وهذه المعارك التي أبلى فيها بعض الفلسطينيين بلاء حسنا ولاقت الدعم والتشجيع من ضباط الجيش العراقي رغم أنهم كانوا مكتومي الأنفاس لان الأوامر جاءتهم بأن لا يتقدموا قيد أنملة عن الحدود التي جرى تخطيطها يقول أحد المناضلين الذي شارك فيها:ـ
"كانت بداية مشاهداتنا لمعارك الجيش العراقي أن هذا الجيش قصف ملبس ورأس العين حيث تتمركز القوات اليهودية، ودخل المجاهدين الفلسطينيين إلى المعسكر البريطاني قريباً من رأس العين وهرب اليهود إلى الغرب تحت غطاء من نيران المدافع والدبابات العراقية، وتقدمت مشاة الجيش العراقي إلى مجدل الصادق، وحدثت معارك باسلة بينهم وبين اليهود وخسر الطرفين عدد من الدبابات والسيارات العسكرية، وبعدها جاءت أوامر للجيش العراقي بأن يحافظ على مواقعه ولا يتقدم، ورجعت القوة إلى كفر قاسم، ورابط العراقيون على طول خط سكة الحديد الممتدة من رأس العين إلى طولكرم وجنين شمالا وسعوا إلى ضم فلسطينيين"( ).

وعن المناوشات التي جرت غير بعيد من خريش وجلجولية، وعن مشاركة أبناء القرى الفلسطينية يقول أحد المشاركين:ـ
" سيطرت الحركة الصهيونية على عشرة بيارات كبيرة من البرتقال قرب بيار عدس إلى الغرب من جلجولية، وبدأت المعارك حولهن، وفي البداية كانت مناوشة، واجتمع ضابط عراقي وصهيوني وفيها حذر الضابط العراقي الضابط اليهودي بأن يخلي العشر ببارات لكن الضابط الصهيوني قال
:ـ سنأخذها غصبن عن السبع ملوك، وكان الوسيط الدولي حاضرا، فما كان من الضابط العراقي إلا أن بطحه على الأرض، وخبط عليه، وفصل بينهم المراقب الدولي، وقام العراقيين بتوزيع جنود ومناضلين على البيارات، وأمر الضابط العراقي أثنين من المناضلين العرب بتعبئة أكياس الرمل ووضعها سواتر ترابية أمامهم، وأمرهم بالتسلل إلى البيارات وهم منبطحين أرضا، وفي هذه الإثناء دخلت ثلاث دبابات إسرائيلية داخل الأشجار، وبدأت الرشاشات تحصد شجر البرتقال، ورد العدو الصهيوني وأصيب العريف العراقي بجرح في كتفه، وتسلم رشاشه جندي أول وأصيب هو الآخر بنفس الإصابة، واستلم الرشاش جندي عراقي، واثنان من المناضلين، وأوقفوا تقدم الجنود بعد أن جاءتهم أوامر من القيادة الخلفية في تله عارف بجلجولية وأعطى هؤلاء إشارات إلى المدفعية في صوفين عند قلقيلية فأخذت مدافع العراقيين تدمر دبابات الإسرائيليين، وشوهدت إحداها محترقة غربي جلجولية، واشتركت مصفحة لبلدية قلقيلية في المعركة وكانت محملة بمدفع رشاش من نوع Six Bounder، ومعها برن واتجهت لبيارة رفيق أبو حجلة إلى الجنوب من البيارة الأولى، وهي مكشوفة وضربها اليهود بمضاد للدروع وبنشرت . بعد ذلك جاءت دبابتان عراقيتان وطرحنا عليهم بان يتقدموا لنجدة المصفحة العربية فكان الجواب ماكو أوامر جاءت دبابة إسرائيلية، وهي الثالثة، وطلعوا عن سكة الحديد إلى السهل، وبدأنا في الرماية عند ذلك تنفست مصفحة قلقيلية الصعداء، ومشت ولا زالت ترمي، وعندما شاهدها اليهود طلعت على السكة تركوا الخنادق وهربوا وسقطت بيارة أبو حجلة ثانية في أيدي العرب، و بعدها سقطت العشرة بيارات في أيدي العرب واستلموهن 15 يوم، وبعدها جاء أمر بوقف إطلاق النار الأخير ورجعنا لخط إطلاق النار شرقي خط سكة الحديد "( ).

والبيارات العشرة واحدة للداعور وأخرى للببان ومحمد العودة ورفيق أبو حجلة واليافاوي وغيرهم وكانت معركة رمات هاكوفيش قد حدثت في مكان لا يبعد كثيرا عن خريش ، وهي قريبة من قلقيلية وقرية الطيرة الصعبية بالمثلث، وفي هذه المعركة ظهر التعاون الجلي بين أفراد الجيش العراقي وضباطه والمناضلين الفلسطينيين و حول هذه المعركة نذكر بعض المعلومات التي استقيناها من أحد الرواة:ـ
" قصف اليهود سوق الخضار في قلقيلية بينما قصف العراقيون مستوطنة رمات هاكوفيش شمال قلقيلية، ولقد جاء الملك عبدالله ملك الأردن يومها على القائد العراقي عمر علي في طولكرم.
وفي هذه الإثناء قام العراقيون بجمع سبعة متسللين فلسطينيين والمعروفين بسرقة البقر من الكيبوتسات اليهودية، وطلبوا منهم المساعدة في تنفيذ أحد المهمات، وسلموهم مسدس إشارة تنوير، وطلبوا منهم إطلاق إشارة عند اقترابهم من المستوطنة، وقالوا لهم إذا نجحتم في هذه المهمة تطلقوا طلقة خضراء، وإذا فشلتم تطلقوا طلقة حمراء، وتقدموا لمستعمرة هاكوفيش، وجاءوا الخنادق من الغرب، وكانوا يجيدون اللغة العبرية، ولما وصلوا الخنادق وجدوا حارس بباب المستعمرة وانقّضوا عليه بالخناجر بعد أن أوهموه أنهم دورية إسرائيلية وأجهزوا على بقية الموقع واستلموه. وبدلا من إن يطلقوا طلقة خضراء أطلقوا طلقة حمراء، وطلقة خضراء أخرى، وكان الجيش العراقي على أهبة الاستعداد للهجوم وفكر العراقيون إن المناضلين الفلسطينيين غلطوا فعلا بدأ إسناد المدفعية مع تقدم الجنود، وسقطت كل الخنادق بيد الفلسطينيين والعراقيين وكانت معركة حامية الوطيس خسر فيها العرب عددا كبيرا، وذهبت إلى قلقيلية، وكان فيها أكثر من عشرين دارا استشهد أبناؤها "( ).

حدثني هذا الراوي عن بعض العمليات التي قام بها المناضلون، والمناوشات التي جرت يقول:
" ذهبنا نحن الأربعة: توفيق أبوصفية، ويوسف ابوهنية، وعثمان عرار، وموسى البدوي من شرق الأردن و الذي عمل راعيا في خريش . أرسلنا يومها للقيام بالمهمة عريف في الجيش العراقي، وضربنا بيار عدس، التي رابط اليهود فيه، ورجعنا بسلام، وصارت مناوشات وانتقلنا إلى خندق في تل عارف مطرح مستعمرة ازدحيمد الحالية، وفي ليلة من الليالي هاجمونا اليهود وبدأت الرماية من الطرفين، وبقيت المعركة دائرة لغاية الساعة الثالثة صباحا، وكان عندنا جنديين عراقيين، فعندما أحس الجنود العراقيين إننا فقدنا الأعتدة، ضبوا ملابسهم وحزموهن وانسحبوا، وبعد ذلك لم يبق سوى خمس طلقات معنا، وقلت يا جماعة لا تضرب إلا إذا شفت جندي العدو، وبعد وقت قصير، وإذا بكعوشة من الشرق نهرنا عليه، وإذا به محمود المدور محمل خرج على جحش وبه عتاد وأسلحة، وعرفنا على نفسه وقلنا له تقدم، وقسم علينا الفشك، وسأل عنا، و قال: بلزمكم خبز ؟.
بعدها انتقلنا إلى جسر المويلح على سكة الحديد قريب من بيارة أبوجبارة، وهناك أيضا هاجمونا اليهود، وكان الخندق منفرد وبعيدين عن وحدة المناضلين والجيش العراقي، وبقيت الرماية لغاية الصبح، وقعدنا مدة لا بأس بها، وانتقلت لمز لقان بيار عدس، ومن المهمات التي كلفنا بها العراقيون، أن أرسلوني أنا وداود الحاج احمد السرحي، والشيخ سليم سلامة هدشة على بيارة رفيق ابوحجلة، كنا نقعد بها الصبح ونرجع ليلا إلى القيادة، يوم من الأيام رحنا وقدمنا على الخندق وإذا اليهود محتلينه وحطوا فينا ضرب، وكان عبد العزيز الشيخ أحمد وداود السرحي، و خليناهم في الذرة علشان الحماية الخلفية، وتقدمت أنا والشيخ سليم سلامة، والزرع محروق وكنا نحاول الوصول إلى الغرب ونقترب من اليهود، وكان الشيخ سليم يشجعني، وله تجربة في ثورة 1936 وبعد قليل فر حراسنا وتبعناهم، ورجعنا للقيادة العراقية في دار عارف بجلجولية وأشرف علينا الضابط عزت الذي أمرنا بالهجوم مرة ثانية على البيارة ورجعنا، ووجدنا اليهود هاربين"( ).

وعن أسماء الذين شاركوا في حرب 1948 والمعارك حول جلجولية وبيار عدس يذكر الراوي:ـ
" احمد تيم، عثمان عرار، عبد الحافظ موسى عرار، محمد موسى عرار، محمود العمية، رشيد عبد حسن عبد السلام، علي احمد سعيد عبد السلام، سعيد احمد عبد السلام، صبري صالح حسين عرار، حسن عبد الرحمن، عبد العزيز الشيخ احمد عرار، داود الحاج احمد شقير، إسماعيل حسن عبد السلام، مصطفى حسن أبوا عمر، محمد عمر عودة، عمر الحاج محمود عرار، وغالبيتهم من خريش( ).

وللبحث تتمة



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

الاسم المكمل لهم اخي عمر
هو صالح عرار عودة
ذكرتم في بحثكم الكريم والقيم اسم حسن عبدالرحمن من الذين شاركو في حرب 48.واسم ابراهيم عبدالرحمن الذي استشهدقرب عنبتا فهل هما اخوين؟وماهوالاسم الكامل لهما ان امكن ؟شاكرين ومقدرين مجهوداتكم
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع