بيوت اللبن العتيقه لا زال منها ما هو قائم الى يومنا هذا والكثير منها تهدم بفعل قسوه الزمن واهمال السماء لها فلا المطر ايقظ روحها من سباتها العميق ولا الشمس اشعت من نوافذها ذهبت وحيدا ارسم لوحات تاريخنا الجميل ورايت سحرا لا تصفه العين فكان للقلب ذاكره اوسع كي تستوعب حملا ثقيلا من ذكريات الارض وعبق الحقول الممتزجه برائحه خبز الطابون ..يطل الصباح وتفوح ازاهر الكروم وتطلق العصافير الحان رقتها بين الشجر تتطاير اوراق الاعشاب تهب النسائم من وداعه البريه ترف اسراب الحمامات على البيادر يقطر الندى على اوراق الليمون تنتظر الصبيه عند شرفه منزلها حبيبها الاتي من بساتين الخلاء الراعي يصعد من وادي اللبن الاصفر الى جبل الراس الاخضر هناك يربض في البر المعشب ترعى الايائل عند الجداول تتقافز الغزلان على دروب الطبيعه تضحك الارض لعاشقيها تغني الدلعونا تردد العتابا وصوت المجوز والشبابه يصدح بين الجبال هنا اللبن الشرقيه هنا فلسطين هنا حيفا رام الله نابلس بير زيت كوبر النبي صالح صفد عكا ميرون الناصره ترشيحا هنا صفحات الحب الاول وظلال الزيتونه الاولى هنا نواره لوز القوربات تهمس للمسافرين تمهلوا وتاملوا جمال اللبن الشرقيه ..ويمضى المسافرين عيونهم تحدق في خان اللبن قلوبهم تنبض شوقا لهذه الطريق والطابون والمطر وشتاء القريه جاؤوا يحتفلون بعيد الزعتر والميرميه والقهوه والحنون والدلعونا وزريف الطول ونافذه العليه جاؤوا يقولون للمغتربين عودوا فالبلاد بلادكم وما المال قدام حبه تراب من فلسطين
شارك بتعليقك