مشاهد غضب تجتاح قرية مردة : ثلاثون جندي إسرائيلي من الوحدة الخاصة
يفرون أمام غضب سكان القرية العارم
سلفيت23-9-2007وفا- جميل ضبابات
المشهد في قرية مردة شمال سلفيت في الضفة الغربية كان درامياً إلى أبعد
الحدود، عشرات الجنود الإسرائيليين من الفرقة الخاصة المدججين بالأسلحة
يفرون أمام سكان القرية الذين اعتراهم غضب كبير اثر اقتحام أحد منازلها.
وشهدت القرية التي يبلغ عدد سكانها 2500 نسمة، في ساعات صباح اليوم،
إحدى أغرب القصص التي يمكن توثيقها حول فشل وحدة خاصة من الجيش
الإسرائيلي في إتمام عملية عسكرية أعدت لها بشكل جيد.
وكان نحو20 جندياً من القوة الإسرائيلية الخاصة تسللت قبيل موعد السحور
إلى منزل أحمد ناجح خفش، واحتجزوا أسرته المكونة من سبعة أفراد في غرفة
واحدة لتكتمل بعد ذلك فصول المشهد.
وبمجرد دخول أفراد هذه القوة الخاصة بهدوء إلى منزل آل الخفش، انتشر
الخبر بين سكان القرية كما تنتشر النار في الهشيم واخذوا يتداولون
تفاصيل هذه العملية عبر الرسائل القصيرة من خلال الهواتف النقالة،
وبينما كان الجنود متحصنون داخل المنزل تعالت صيحات في القرية عبر
سماعات مسجد القرية اليتيم يحث المواطنين على ترك النوم والتوجه إلى
منزل أل الخفش لطرد الجيش منه.
وقال محمد نجل صاحب المنزل المستهدف: "كان هجومهم مفاجئاً، لقد حشرونا
داخل غرفة واحدة ولولا تدخل أهالي القرية السريع لطردهم لكنا مازلنا
محشورين".
ويصف أهالي القرية هذه العملية العسكرية الإسرائيلية التي حاولت
تنفيذها إحدى الوحدات المختارة الإسرائيلية بالفاشلة والمكشوفة منذ
اللحظة الأولى لها.
وروى الواثق بالله أيوب القاطن في منزل يبعد قرابة 100 متر عن منزل أل
الخفش ما جرى، "رأيتهم ينتشرون بسرعة في كل أنحاء المنزل، حيث تحصنوا
داخله. .بعضهم ركن بجانب فتحات النوافد، وآخرون صعدوا إلى سطح المنزل،
وآخرون انتشروا في ساحة المنزل والحديقة المجاورة".
وقال أيوب: "خرجت القرية عن بكرة أبيها وكأنها ماضية إلى احتفال. .
رأيت نساءً يحملن أطفالهن معهن إلى المعركة المقبلة في هذا المنزل".
ويؤكد الأمر ذاته، زياد قاسم الذي وصلته رسالة عبر هاتفه النقال تتضمن
دعوة للحضور إلى منزل أخته الذي تعرض للمداهمة من قبل أفراد هذه الوحدة
الإسرائيلية الخاصة، واصفاً في الوقت ذاته حضور أهل القرية إلى المنزل
بأنه كان سريعا وتفاعليا وأن الجميع شارك في عملية طرد الجنود.
وذكر عدد من سكان القرية أن طلاب المدارس الذين كانوا في طريقهم إلى
مقاعدهم الدراسية حولوا طريق سيرهم من المدرسة إلى دار أل الخفش
ليشاركوا أيضاً في عملية طرد الجنود".
وشكلت نساء القرية حلقة هجوم متقدمة في هذه المعركة التي تواصلت بضعة
ساعات، حيث حاصرن المنزل من كل الجهات، وبدأن بالصراخ على الجنود كي
يخرجوا.
وقال أيوب: إن الجنود الإسرائيليون حاولوا غير مره ابعاد النساء عن
ساحة المنزل، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل.
وفي محاولة لصد هذه الموجة العارمة من الغضب في القرية، طلب الجيش
الإسرائيلي تعزيزات من خارج القرية، وسرعان ما وصلت ثلاثة جيبات وثلاث
سيارات عسكرية أخرى.
وبدأت عملية تفاوض حامية بين الضباط الإسرائيليين وبين رئيس مجلس
القرية، الذي انتدبه أهالي القرية لشرح موقفهم القاضي بأنهم لن يفكوا
الحصار عن الجنود إلا إذا خرجوا من المنزل.
وطلب الضابط الإسرائيلي من سكان القرية الابتعاد قليلاً ريثما ينسحب
الجنود من المنزل، كما قال رئيس المجلس صادق الخفش.
وأشار الخفش إلى أن جنود الاحتلال رضخوا لشروط أهل القرية، ووافقوا على
الانسحاب بعد ابتعاد المواطنين عن المنزل، الذي لم يبعد أكثر من خمسين
مترا عن المكان، حيث خرج الجنود فجأة واحدا تلو الآخر، وما كان من
سكان القرية إلا إطلاق صيحات النصر والتصفيق والتهليل لهذا النصر
السريع على أفراد القوة الإسرائيلية الخاصة.
شارك بتعليقك