نحالــــــــين ( همسات )
جميلة هي في كل الأوقات ، جميلة صباحا" ومساء" ، صيفا" وشتاء" ، كأغنية فيروزية أدمنها العشاق والمغتربون .. نسمعها على أسرتنا ، نكتبها برسائلنا .. ندندن بها خلف الشبابيك في أيام العطل نعتقها بأعيننا قطوف محبة لتصبح بين شفاهنا نبيذ كلام وشوق .
مساء الخميس .. تدهشني في (نحالين) التفاصيل الصغيرة , كتموج الخرز المرصع في ثوب أميرة .. مع غروب الخميس .. تسندل (نحالين) ردنيها على ذراعيها وتستريح .. موظف عائد إلى شقته بيده جريدة وحلوى للصغار ، عامل وطن غسل رأسه ورجليه من خابية قريبة ، بائع يانصيب يقطف أوراقه عن نصبة الخشب ليعود إلى بيته البسيط ، سائق سرفيس يصطف أمام بيته فيستقبله الأولاد بقبل اليدين والشوق ، سيارة بيجو تحمل الزوجة والأولاد وتتجه نحو نحالين .. تتوقف يحمل الابن العائد كيس من الفواكه وصندوق جوافة .. إلى الأهل هناك .. وأخرى تسبق الريح تحمل تعب الأسابيع والحنين إلى جلسة ليلية لا تنتهي .
تختبيء الشمس بين أضلع الجبال نابضة بنور يخفض ولا يغيب .. لكنها تبقى تلمع في عيون غائب : يركن رأسة على زجاج الحافلة متكئا" على إجازة .. في انتظاره وجبه غداء أخرت لأجله . وتعليلة في بيت الختيارية .. وأخوات قادمات من مناطق قريبة وأولاد كثيرون كل يريد حصته من اللعب .
مساء الخميس ، تصغر البيوت ، فتصبح أضواء فقط .. ويصغر التعب ويصبح رعشة استمتاع ..مساء الخميس تمسح نحالين على وجوه النحالينيون جميعا" بكفها الامومي المنجد بالغيم .. وتتركهم يغفون على ركبتها بتساوي وبمحبة عادلة .
يقولون ألام بتلم .. ونحالين بتلم أيضا....وشكرا
شارك بتعليقك