قبل ست سنوات رحل جسده الطاهر و بقيت لنا الروح و بعض من الذكريات بما تحمله من أشجان و دموع,سنوات مضت و كل في خلجاته يسأل عنك ليحاكيك أو ليشكي لك هما قد أثقله و أنت كما عهدناك رامز,لم تكلفنا عناء البحث عنك,نراك متجسدا في شجرة الزيتون في باحة منزلكم,و في شجرة النخيل في وادي قريتنا تعانق السماء بعلوها و ابائها,و في شجرة الدوالي في سفح الجبل تتمسك جذورها بذرات التراب خوفا من أن يدوسها مستعمر أو يفصل بينهما جدار أو خشية منها أن تكون جزء من مشروع تسوية هزيل.
(الضابط الاسرائيلي:ماذا تدرس؟
الطالب الفلسطيني:أدرس الطب!!
- هههه,تدرس الطب لكي تعالج الارهابيين اللذين نحاول القضاء عليهم؟!
- هؤلاء ليسوا ارهابيين!!!انهم مناضلون من أجل حرية فلسطين!!!
-اخرس..اخرس....اذا أكملت سأقتلك!!!
-أنا أعلم جيد أنكم متخصصون بالقتل و تجيدونه,فأنتم قتلة الأطفال و النساء و الشيوخ..
و أنا لم ولن أنسى كيف قتلتم صديقي و رفيق دربي رامز.)
و ما أن ذكر اسمك رامز حتى رجفت قلوب محبيك و بكتك,ووقف المئات احتراما و تقديرا لكبريائك,لم يعلموا من هو رامز لكنهم أدركوا أن حدثا جلل قد وقع و أن اسم شهيد قد ذكر.
الحوار بين الطالب و الضابط كان ختاما للعرض المسرحي باللغة الروسية على خشبة المسرح في جامعة دونتسك الطبية. و في ذكراك ووفاء لدمائك أراد من تلفظت أنفاسك الأخيرة بين يديه من خلال هذا العرض أن تكون أيقونة للمعذبين على الحواجز اللتي زاد عددها عن الألف بين ثابت و طيار!!و أن تنقل للرأي العام وجع المحاصرين الصابرين في غزة وأنات الاسرى و أن تدق ناقوس الخطرفي القدس بما يتهددها من عملية تهويد و أسرلة..
رامز..كنت دائما متفائلا شجاعا عزيزا كريما تؤمن بحتمية الانتصار و بفلسطين اللتي كبرت بأحلامنا,و ما أجملها من أحلام..فلسطين بدون احتلال,بدون جدار واسلاك شائكه اي كل معالمها عربيه خالصه حضارتها اسلاميه باختصار ان ترجع ما قبل النكبة والاستعمار.
وبدأنا نبحث عن حلمنا بين ثنايا الكتب وحجارة البيوت وعلى سفح الجبل,وبين ذرات التراب التي لم ترضى لنفسها الروابط التي توصل لها علم الكيمياء فاتحدت مع بعضها بروابط دمويه وفاء لدما ابنائها. رفيقي.. لم يدم البحث طويلا عن احلامنا حتى تجدها باستشهادك.
ليس لتوفيك دمعات عين
ولكن ستبقى وذكرك سائد
بقلم: علي عرار
[email protected]
شارك بتعليقك