فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

رام الله: القدس

مشاركة moatasem abed salam في تاريخ 26 نيسان، 2008

صورة لمدينة رام الله: : صورة نادرة من الجو لرام الله والبيرة في عام1995 . اُنقر الصورة لتكبيرها. أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
بين فتح مكة وبشريات فتح القدس



الحديث عن القدس ، يبعث في النفوس الأمل والأنس ، كيف لا وقد احتضنت القدس المسجد الأقصى ؛ أولى القبلتين ، وثاني المسجدين ، مسرى نبينا محمد r ومعراجه المفضي لأطباق السماء ، وبها صلى بكل الأنبياء ...

ومن يومها والصراع على بيت المقدس محتدم بين أهل التوحيد وأرباب الشرك العنيد ، وما من مرة يغتصب فيها الشرك بيت المقدس ويدنّس ، فليس سوى المسلم الموحّد بمنقذ له ومخلٍّص ، حتى بات مستقراً في الأذهان ؛ أذهان أولي الألباب، أن المجاهد على ثرى بيت المقدس لا يرضى من الغنيمة بالإياب ، إنما يظل يرنو إلى ما أعده الله تعالى من حسن المآب، لكل من خضد شوكة الشرك وفتح لعزّ أمته وتمكينها أرحب باب ..

أما وقد طالعتنا الإدارة الأمريكية بقرارها الغاشم القاضي بشرعية اغتصاب يهود للقدس وحيازتهم إياها وتدنيسهم لها، بات لزاماً علينا أن نعرّج للحديث عما قضته الإرادة الربانية : من أن القدس أرض إسلامية ، وميراث شرعيّ لجموع المسلمين على مرّ السنين ، وأن حالها وحال أهلها المجاهدين لاستردادها ، المرابطين في أكنافها ، لا يخرج عن حال الجماعة المسلمة في ظل الظروف التي كانوا يرتقبون فيها فتح مكة وتحريرها من دنس الشرك والطغيان ، تلكم الظروف التي تنزلت فيها على النبي rوصحبه الكرام الآيات البينات في سورة الفتح (وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطاً مستقيما ، وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا) [ سورة الفتح 20، 21 ] فقوله تعالى : (فعجل لكم ) أي[ فتح خيبر ] قاله ابن عباس ومجاهد ( تفسير الطبري 26/89 ) (وكف أيدي الناس عنكم) تتناول الآية جميع من هم بالنيل من الجماعة المؤمنة سواء أكانت قريش حين رامت قتال المسلمين ، أم يهود حين هموا باغتيال من بالمدينة بعد خروج الرسول r وصحبه منها ، أم أهل خيبر وحلفاءهم الذين أرادوا نصرهم من أسد وغطفان [ انظر ابن القيم زاد المعاد 2/218 ] .

وكان من مغازي هذا الفتح والكف (ولتكون آية للمؤمنين) قال الشوكاني ـ رحمه الله تعالى ـ [ سنة لمن بعدكم ] [ فتح القدير 6/65 ] سنة تحمل في ثناياها عظة وعبرة ؛ ومن شأنها أن تولّد في نفوس الأجيال المتعاقبة المدافعة عن حقوق الأمة وحرماتها ومقدساتها ثمرات عديدة ؛ منها :

ثمرات فكرية ؛ ( فيعلموا أن الله تعالى هو المتولي حياطتهم وكلاءتهم في مشهدهم ومغيبهم ) [ تفسير الطبري 26/90 ] ترجمة واضحة لقوله تعالى (إن الله يدافع عن الذين آمنوا أن الله لا يحب كل خوان كفور ) [ سورة الحج آية 38 ] ومصـداقاً لقوله r : ( تكفل الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجرٍ أو غنيمة ) [ متفق عليه ] .

وثمرة نفسية : تشحذ عزائمهم وتلهب نفوسهم فيوقنوا أن الله تعالى حافظهم وناصرهم على سائر الأعداء مع قلة عددهم وعُددهم فتقر بذا عيونهم وتطمئن قلوبهم وليعلموا بصنيع الله هذا بهم أنه العليم بعواقب الأمور وأن الخيرة فيما يختاره لعباده المؤمنين وإن كرهوه في الظاهر ، وعليه فما عليهم إلا أن يعضوا بالنواجذ على الخيار الذي ارتضاه الله لهم ، فتنشرح له صدورهم (كُتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) [ سورة البقرة آية 216 ] ( انظر تفسير ابن كثير 7/341 ) .

وثمرة حركية : تمتد إلى من جاء بعدهم فتابع دربهم واقتفى أثرهم وانحاز لخيارهم بعزيمة لا تلين، نابعة من ثقة بالله ويقـين ،لـذا قـال الرازي ـ رحمـه الله تعالى ـ ( وليجعلها لمن بعدكم آية تدلهم على أن ما وعدهم الله تعالى يصل إليهم كما وصل إليكم ) [ تفسير الرازي 14/97 ]

قوله تعالى (ويهديكم صراطاً مستقيما) أي : ( ويسددكم أيها المؤمنون طريقاً واضحاً لا اعوجاج فيه ) [ تفسير الطبري 26/19 ] .

أمّا كنه هذا الطريق وحقيقته ـ في ظل تلك الظروف ـ فهو : ( التوكل عليه والتفويض إليه والاعتزاز به ) [ تفسير الرازي 4/ 97 ]وأنعم به من طريق من هُديَه هُدي إلى خير كثير (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) [ سورة الطلاق آية 3 ] أي : ( كافيه ) [ تفسير الطبري 28/139 ]

ونحن معشر المسلمين أضحينا نرى رأي العين كيف أن المولى جل شأنه يعجل لإخواننا المرابطين في بيت المقدس وأكنافه بفتوحات خيّرة تحمل في طياتها عبراً نيرة ، فتكون آية للمؤمنين المرابطين المدافعين عن حوزة الأمة وحياضها وحرماتها ومقدساتها ، وتكون سنة للذين يجيئون من بعدهم فيقتفون آثارهم وينحازون لخيارهم وتكون في الوقت نفسه مبعث أرق ومصدر قلق للغاصبين المعتدين ، فحياطة الله تعالى للمرابطين المدافعين عن حقوق الأمة وكلاءته إياهم باتت واضحة للعيان، شاخصة لا تحتاج لبرهان ، فكم من مرة يأخذ الله تعالى عنهم العيون والأبصار ! وكم من مرة يكف عنهم أيدي الظالمين الأشرار ، فيحقن بذا دماءهم ويبلغهم مأمنهم ، ويرد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ..

فكل هذا مع قلة العدد والعُدّة من شأنه أن يهدي إخواننا المرابطين على ثرى بيت المقدس صراطاً مستقيماً قوامه : التوكل على الله ، والثقة به ، واللجوء إليه ، والاستنصار به في وقت عزّ فيه النصير ، وانعدم فيه المجير.

أما قوله تعالى (وأخرى لم تقدروا عليها) فقد قال الحسن وقتادة ( هي مكة ) [ تفسير الطبري 26/ 92 ] ومعنى (فلما أحاط الله بها) أي : حبسها لكم ـ لا عنكم ـ وعليه ( فإن لم تقدروا عليها في الحال ، فهي محبوسة عليكم لا تفوتكم ) [ تفسير القرطبي 16/184 ] إذاً هي موقوفة على المؤمنين محفوظة لهم ، لذا قال الرازي : ( حفظها للمسلمين )[ تفسير الرازي 14/98] ،( وفي معنى الإحاطة إيماء إلى أنها كالشيء المحاط به من جميع جوانبه فلا يفوتهم مكانه ، فجعلت كالمخبوء لهم )[ تفسير ابن عاشور 26/180]

من أجل ذلك قصم الله تعالى ظهر أبرهة وجنده لما أرادوا مكة بسوء ، وهموا أن يبسطوا عليها هيمنتهم ونفوذهم ، فلم يتأت لهم ذلك لأنها محفوظة لقوم آخرين ، فقد أحاط بها رب العالمين ، لمحمد r وصحبه المجاهدين .

إذا كان ذلك كذلك فإن آلية نيل هذا الوقف وحيازته وامتلاكه بينها الفراء بقوله: ( أحاط الله بها لكم حتى تفتحوها وتأخذوها ) [ تفسير الشوكاني 5/93 ] إنه الفتح وما يتطلبه من إعداد وعُدّة وجدٍّ واجتهاد وكدٍّ وتشمير وتضحيات في خضم المسير .

وإنما حبس الله تعالى مكة ولم يعجلها لهم كفتح خيبر ذلك أن مكة خير البلدان عند الله تعالى وقد حرمها الله يوم خلق السموات والأرض وفيها أول بيت وضع للناس ، فامتلاكها يتطلب مهراً كبيراً؛ من طاعات مزيدة ، واستنفار طاقات مديدة ، واستيفاء ضرائب عديدة؛من الأنفس والأموال والدماء والجراح والأرواح ، على طريق بلوغ هذا المرام ، فلما وفى النبي r وصحبه باستحقاقات هذا النصر ومتطلبات هذا التحرير أوتوه فأثابهم الله فتح مكة ووهبهم إياه ، فقد دخلها الجيش الإسلامي فاتحاً بقيادة النبي r في السنة العاشرة من الهجرة وفي هذا يقول المولى جلّ شأنه (إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) [ سورة النصر ]

وقدس الأقداس كذلك ؛ يجري عليها ما جرى على مكة من قبل فلشأنها العظيم حبسها الله تعالى للمؤمنين ولم يحبسها عنهم ، وانه وان كانت مكة لم يقو أحد حتى من الكيانات الكبرى آنذاك من أن يخضعها لهيمنته وسيطرته ؟ كونها موقوفة للأجيال المؤمنة- بخلاف بيت المقدس الذي تداعى عليه الرومان والتتر والصليبيون والإنجليز وفي الوقت الراهن يهود ،فهذا كله ليس بمدعاة للالتباس ، ولا شذوذا عن الخاصية المشتركة بينه وبين مكة ولا انتقاص ، إنما ثم فارق لطيف بين مكة والقدس مفاده : أنه يقتص من الظلمة بمجرد أن يريدوا مكة بسوء ويهموا به ( ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) [ سورة الحج 25] فـ ( يعاقب البادي فيه الشر ، إذا كان عازما عليه ، وان لم يوقعه ) [ تفسير ابن كثير 5/411] في حين قد يستدرج الظلمة إلى بيت المقدس لحظوته بخصيصة ومزية معهودة ، غدت عبر الزمان سنة تاريخية مشهودة ؛ ألا وهي أنه ( لا يعمر فيه ظالم ) فمن استشرى ظلمه وامتد حتى طال دنسه بيت المقدس كان ذلك سبب اندحاره ، وجريرة انخذاله وانهزامه ،وهذا ما كان بشأن الغزاة الطامعين ببيت المقدس، إذ خرجوا منه أذلة صاغرين يجرون أذيال الهزيمة ، ويهود على الأثر، فلن يطيب لها الحال والمستقر ، قال تعالى (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا) [ سورة الإسراء 7] فإلى أن يأتي هذا اليوم الذي يحررها فيه المؤمنون لن يمكن فيها لعدوٍ غاشم أو معتد دخيل ناقم ، إنما ستظل كشأنها على مدار التاريخ لا يعمر على ثراها ظالم ، وفي بطحائها وبين جنباتها يقتص من كل مجرمٍ آثم .

من هنا درج النبي r على نسبة ملكية بيت المقدس وأكنافه إلى المسلمين في وقت لم تكن فيه بحوزتهم، فها هو يدعو المولى عز وجل بقوله:( اللهم بارك لنا في شامنا) [صحيح البخاري رقمه 990 ] وهي وقتئذ بأيدي الرومان وما ذاك إلا لأن النبي r كان على بينة من أمر بيت المقدس وأن المقادير الإلهية والإرادة الربانية قضت بأن يكون بيت المقدس :

مأرز إيمان عند الفتن والافتتان : فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله r :( إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام ، ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام )[ مستدرك الحاكم 6802 وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ]

وبيت المقدس محط اجتباء ومستقر أهل الاصطفاء ؛ فعن أبي أمامة ؟رضي الله عنه ؟ قال: قال رسول الله r( الشام صفوة الله من بلاده ، إليها يجتبي صفوته من عباده ) [ الحاكم في المستدرك برقم 8602،والهيثمي في المجمع10/59 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحةبرقم1909] وعن ابن حوالة ؟رضي الله عنه ؟ قال : قـال لي رسول الله r : ( أتدري ما يقول الله تعالى في الشام ؟إن الله تعالى يقول : يا شام أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرتي من عبادي ) [ رواه الإمام أحمد في المسند 4/ و110،100 أبو داود في سننه برقم 2383 والحاكم في المستدرك وصححه4/510]

ـ وبيت المقدس موضع كلاءة وعناية : ففي حديث ابن حوالة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي r قال : ( فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله ) [ مسند الإمام أحمد 4/ 110،100 ـ والحاكم في المستدرك برقم 86030 وصححه ـ والهيثمي في المجمع 10/59 وقاله رجال ثقات ]

قال العز بن عبد السلام ؟ رحمه الله تعالى ؟ :(وإخبار النبي r أن الشام في كفالة الله تعالى ، وأن ساكنه في كفالته ، وكفالته : حفظه وحمايته ، ومن حاطه الله تعالى حفظه فلا ضيعة عليه ) [ ترغيب أهل الإسلام 28 ] من هنا فلن يضيع الله تعالى المرابطين في بيت المقدس وأكنافه وان ادلهمت عليهم الخطوب ، ونزلت في ساحتهم الكروب ،فسينجيهم منها علام الغيوب .

وبيت المقدس ملاذ الطائفة المنصورة ؛ فعن أبي أمامة الباهلي _ رضي الله عنه _ قال : ( قال رسول الله: ( لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين ، لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ، إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك ، قالوا : فأين هم يا رسول الله ؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) [ رواه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائد المسند 5/169 ، والهيثمي في المجمع 7/288 وقال : صحيح بشواهده ] .

وبيت المقدس وأكنافه موطن الملحمة الجهادية :التي يطيح بها أخيار البرية بشر البرية ، وفي هذا يقول الرسول r : ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبىء اليهودي من وراء الشجر والحجر فيقول الشجر والحجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد فانه من شجر اليهود ) [ رواه مسلم ] .

وفي أكنافه تقطع دابر فتنة المسيح الدجال، إذ يلقى الدجال هلكته على يد نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام كما جاء في الأثر عن النبي r أنه قال : ( يقتله ابن مريم بباب لد ) [ أخرجه أحمد في المسند 3/420 والترمذي في سننه برقم2244 والحديث صحيح لغيره ]

وبيت المقدس محضن الخلافة الإسلامية في آخر الزمان ؛ فها هو الرسول r يقول لابن حوالة ؟ رضي الله عنه - : ( يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدس فالساعة يومئذ أقرب من يدي هذه على رأسك ) [ مسند الإمام أحمد 5/288 وصححه الألباني في صحيح الجامع 7838 ] .

وبيت المقدس أرض المحشر والمنشر ؛ ففي حديث ميمونة بنت سعد ؟ مولاة النبي r ؟ قالت : يا رسول الله ! أفتنا في بيت المقدس ! قال : ( أرض المحشـر والمنشـر) [ رواه أحمد في مسنده 6/463 وابن ماجة في سننه 1407 والطبراني في الكبير 52/ 32 ] .

فهذا ما وعدنا الله تعالى ورسوله r بشأن بيت المقدس ، وصدق الله ورسوله ، فما وعدنا الله ورسوله سيصلنا ؟معشر المسلمين ؟ لا محالة ، وزمان وصوله ووقته مرهون بتسديد استحقاقات هذا الشرف العظيم ؛ فستظل القدس محبوسة لنا ، محصورة لنا ، موقوفة علينا ، لا يمكن فيها لظالم ولا يهنأ فيها غاصب ، حتى نفي باستحقاقات نيل هذا الشرف العظيم ،شرف تحريرها وامتلاكها وإرجاعها إلى حوزة المسلمين ، وضمها إلى ارثهم الإسلامي التليد ، سواء أكانت هذه الاستحقاقات :

استحقاقات ايمانية : بالاستمساك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه r والاعتصام بهما ، وبتحقيق الولاء والبراء وتمحيصهما

واستحقاقات دعوية : ببذل جهدنا واستفراغ طاقتنا لإخراج جيل رباني قرآني ، يواصل المسير ، ويحمل راية التحرير.

واستحقاقات نفسية و بدنية : بالصبر على لأواء المرحلة ؛ مرحلة صيانة حقوق الأمة وحفظها وعدم التفريط بشيء منها ، مهما كانت ضغوطات الواقع ثقيلة، ومهما نالت من دمائنا وابتلعت من فلذات أكبادنا .

واستحقاقات مالية : ببذل ما في الوسع والجود بالنفيس والرخيص نصرة لبيت المقدس وقضاياه ، وتثبيتا لأهله المرابطين في حماه ، وكفالة لأسرة الشهيد الذي جاد بدماه ، وخلافته في أهله بخير .

واستحقاقات جهادية : برفع راية الجهاد والاستشهاد ، والالتفاف حولها ، وانتهاجها سبيلا وحيدا ، وملاذا سديدا لتحرير البلاد وإعزاز العباد .

وبعد : فهذا ما شاءته الأقدار الربانية بقدس الإسلام ، فأنى للإدارة الأمريكية أن تناوىء هذه الإرادة وتقدم بين يديها ، فتقضي بمنحها لشر الأنام ؟ وليست هذه هي المرة الأولى في تاريخ القدس التي يمنح فيها من لا يملك من لا يستحق - فمن كان يظن أنه سيستدرك على المولى جل شأنه في أقداره ، أو يعقب عليه في أحكامه ، ألبسه الله تعالى ثوب النقيصة والخذلان في عقر داره ، وسيفعل به كما فعل بأشياعه من قبل (إنهم كانوا في شك مريب)[ سورة سبأ 54 ]، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) [سورة يوسف21 ] .



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع