في التاسع والعشرين من آذار (مارس) عام 1976، قبل يوم واحد من الإضراب ، اجتاحت قوّات معززة من الشرطة الإسرائيلية والجيش ثلاث قرى فى الجليل الأعلى ، واندلعت المواجهات في قرية دير حنا وامتدت إلى عرّابة وسخنين , وأعلنت لجنة الدفاع عن الأراضي التي تألفت في حينه ، يوم الثلاثين من آذار إضراباً عاماً ..
وفي يوم السبت الثلاثين من آذار (مارس) عام 1976 هبت جماهير شعبنا الصامد في الجليل والمثلث والنقب بناء على دعوة لجنة متابعة الجماهير العربية احتجاجاً على قرار الحكومة الإسرائيلية مصادرة 21 ألف دونم من أراضى الجليل بغرض تحويلها لمنشئات عسكرية ، في كل من عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد ، حيث بلغ مجموع ما صادرته سلطات الاحتلال منذ النكبة وحتى ذلك التاريخ مليون دونم ، وملايين غيرها في كافة أنحاء فلسطين التاريخية بعد أن شردت القسم الأكبر من الشعب الفلسطيني خارج أرضه ..
وتحل الذكرى الرابعة والثلاثون لـ«يوم الأرض» ، التي يحييها الفلسطينيون اليوم ، في وقت تشهد القضية الفلسطينية مرحلة بالغة الخطورة . فحكومة اليمين الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو تمضي قدماً في مشاريع الاستيطان والتهويد بخطى سريعة ، والعجز العربي يتبدّى في نقاشات عقيمة حول سبل منح جهود التسوية الأميركية فرصة جديدة ، فيما الانقسام الفلسطيني يقف حاجزاً أمام أي انتفاضة شعبية تعيد تصويب وجهة الصراع ..
ورغم أهمية «يوم الأرض» بالنسبة لكل الفلسطينيين ، إلا أنه يكتسب أهمية خاصة بالنسبة لفلسطينيي العام 1948 ، فهو شكل حداً فاصلاً بين مرحلتين: مرحلة النكبة ومرحلة الكفاح . لكنّ الأهم، هو أنّ «يوم الأرض» قد أزال ذلك «الخط الأخضر» الوهمي ، بعدما أثبت فلسطينيو الاراضي المحتلة منذ العام 1948 أنهم جزء لا يتجزأ من المقاومة الفلسطينية، وإن اختلفت أشكال النضال ..
ولعل من أبرز نتائج «يوم الأرض» هو أنّ النضال الذي جسده فلسطينيو العام 1948 في ذلك اليوم أصبح يشكل مصدر قلق لقادة الاحتلال ، لاسيما في ظل الغليان الشعبي الذي تشهده القدس والضفة الفلسطينية وقطاع غزة ، والذي يرى كثر أنّه قد يمهّد لاندلاع «انتفاضة ثالثة» ، إذا ما توافرت الظروف الداخلية لانطلاقها ..
يوم الأرض الخالد ، يوم مجيد من أيام شعبنا المجيد ، لنتكاتف معا لنجعله يوما يتجدد فيه العهد لأرضنا الغالية ونجدد الوفاء لدماء الشهداء و الأسرى والجرحى الذين دفعوا دمائهم و أرواحهم و حريتهم ثمناً لحريتنا واستمرار بقائنا فوق هذه الأرض الطيبة ..
إن الاحتفال بيوم الأرض هذا العام يتسم بطابع خاص حيث العدوان يطول الأرض المقدسة ، والاستيطان يأكل ما بقي من أرض بحوزة الشعب الفلسطيني في القدس على وجه الخصوص ، ومترافقاً مع قمة عربية عنوانها القدس ، وفي هذا الإطار لا فرق بين يوم للقدس ويوم الأرض فكلاهما يرمز لهوية الشعب الفلسطيني ووطنه الذي لابد سيستعيد وجهه العربي ذات يوم ..
شارك بتعليقك