فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

رنتيس: القساميان ايهاب ابوسليم ورامز فهمى ابوسليم

مشاركة احمد نسيم سمور في تاريخ 8 حزيران، 2008

صورة لقرية رنتيس - فلسطين: : رنتـــــيـــــــــس القـــــديـمـــــــــــــة #1 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
القساميان إيهاب ابوسليم ورامزفهمى عزالدين ابوسليم
وسط قرية صغيرة لا تبعد إلا أمتارا قليلة عن الخط الأخضر من جهة مدينة رام الله تسمى رنتيس، ولد وتربى الشيهدان رامز فهمي عز الدين أبو سليم21 عاما وقريبه إيهاب عبد القادر محمود أبو سلم19 عاما، الذين نفذا عمليتي القدس وتل أبيب يوم الثلاثاء في 9-9-2003، واللتين أسفرتا عن مصرع 15 صهيونيا وجرح العشرات.
وفي أكناف عائلتين فقيرتين تسكنان بيوتا من الطراز القديم بنيت قبل ما يقارب الأربعين عاما، عاش الشهيدان أبو سليم اللذان تربطهما إضافة إلى علاقات الصداقة الحميمة رابطة الدم، فهما من عائلة واحدة تسمى عائلة أبو سليم وهي من أكبر العائلات في قرية رنتيس التي لا يتجاوز تعداد سكانها الألفي نسمة.
العمليتان الاستشهاديتان ... ومفاجاة القرية
لم يكن يعلم سكان هذه القرية الصغيرة أنه سيخرج من بينهم أبطال يقومون بعمليتين بطوليتين في قلب الدولة العبرية، ففي الليلة التي وقعت فيها العمليتان قدم جنود الاحتلال على غير عادتهم بأعداد كبيرة إلى القرية، وتحديدا صوب بيت الشهيد إيهاب أبو سليم وقاموا باقتحامه ومداهمته وإخراج من فيه إلى العراء. دار حديث بين والد الشهيد عبدالقادر أبو سليم وضباط الاحتلال الذين سالوه عن ولده إيهاب، فأخبرهم كما أخبره ولده أنه ذاهب إلى الجامعة، جامعة بيزيت التي كان يدرس فيها في كلية الآداب في السنة الأولى.
لكن ضابط الإحتلال سارعه بالقول: لم يذهب إلى الجامعة بل ذهب إلى جهنم، ولدك نفذ العملية التي وقعت ظهر اليوم في القاعدة العسكرية، فجر نفسه وسط حشد من الجنود في مدينة الرملة فقتل ثمانية جنود وجرح أربعين آخرين، وأنت وولدك محمد معتقلان منذ اللحظة، وعندها اصطحب الجنود الأب وابنه الذي لم يتجاوز السبعة عشر ربيعا إلى السجن.
وبعد العبث بمحتويات المنزل قام جنود الاحتلال بمصادرة كل الكتب والوثائق والصور التي تتعلق بالشهيد إيهاب إلى جهة غير معلومة ، وتركوا البيت مصطحبين معهم والد الشهيد وأخاه إلى جهة غير معلومة حتى اليوم.
في هذه الأثناء كان رامز يستعد لتنفيذ العملية الاستشهادية الثانية التي وقعت في مدينة القدس، حيث فجر رامز نفسه إقتدائا بصديقه إيهاب وسط حشد من رواد مقهى هليل يافي في القدس الغربية، وأسفر الإنفجار عن مصرع سبعة صهانية وإصابة 37 آخرين بجروخ مختلفة، وفور وقوع العملية فرضت قوات الاحتلال حظر التجوال المشدد على القرية.
الذهول و الفرحة:
مع حظر التجول ومداهمة بيت الشهيدين شاع نبأ استشهاد رامز وإيهاب بين الأهالي، لكنهم لم يتأكدوا منه بعد ، ومع بزوغ الفجر، كان الخبر قد تأكد، في هذه المرحلة شعر الناس بالذهول وعدم القدر على تصديق ما حدث لم يتوقعوا أن يخرج من قريتهم الصغيرة المحاصرة وسط المستوطنات والحواجز الصهيونية شابان استشهاديان يفجران نفسيهما في قلب الدولة العبرية .
فهذا خالد خال الشهيد رامز يقول أصبنا بالذهول من الأمر، لم نصدق في البادية ما حدث ، ولكن رغم ذلك فقد بدت الفرحة بادية على وجوه أهالي القرية وذوي الشهداء الذين اختلطت دموع الحزن على أبنائهم بدموع الفرح بتلقين الدلة العبرية درسا لن تنساه أبدا إنتقاما لإخوانهم الذين يقتلون كل يوم في كافة أنحاء الارضي الفلسطينية.
أما مجدي ابن خال الشهيد إيهاب فيقول لم نتوقع يوما أن يكون إيهاب أحد الاستشهادين، سجن مع رامز في سجن النقب الصحراوي لمدة شهرين إداريا، بعدها أفرج عنهما بعد عدم ثبات أي من التهم الموجهة إليهما بالانتماء إلى حركة حماس، وإننا كأقارب الشهيدين نشعر بالفخر الكبير من استشهاد ولدينا إيهاب ورامز.
عائلة الشهيدين:
نشأ الشهيدان رامز وإيهاب أبو سليم وسط بيئة إسلامية صالحة ، فهما ينتميان لأسرة محافظة مناضلة، فالتزما بالصلاة والدوام على أدائهما بالمسجد منذ صغرهما ، وتذكر عائلة الشهيدين أن رامز وإيهاب كانا ملازمين لبعضهما في مرحلة الدراسة الأساسية في مدرسة القرية ، وكانا رغم تفاوت سنيهما دائما الدراسة والصداقة. ولد رامز لأب يكبر إخواته وهو أخ لولد واحد وأربع أخوات أصغرهن آلاء 12 عاما، وولد عام 1982 ، فيما أبصر إيهاب النور بعده بعام ونصف تقريبا ، ليعيش مع والده إلى جانب ستة أشقاء ، أربعة أبناء وبنتين أصغرهن تبلغ من العمر ثماني سنوات .
ورغم أن رامز يكبر إيهاب بعامين إلا أن علاقات قوية وصداقة حميمة كانت تربطهما ، وساعد على ذلك العلاقات الاجتماعية الجيدة بين العائلتين وقرب منزل الشهيدين من بعضهما حتى إنه لا تفصلهما سوى مسافة لا تتجاوز المائة متر.
قام رامز ووالده بجهد كبير في مدرسة اليتيم العربي الصناعية التي أكمل فيها دراسته الثانوية والتي يعمل والده حارسا فيها منذ وقت طويل بكل جهد لإتمام بناء منزل جديد لنجله رامز، لكن وافته المنية قبل أن يتمه، وباستشهاد رامز تعود الذكرى بأبي رامز إلى العام 1986وهو العام الذي استشهد فيه شقيقه حسن عز الدين على أيدي قوات الاحتلال في لبنان.
أما والد الشهيد إيهاب الذي اعتمد في السابق على العمل داخل الدولة العبرية فهو عاطل عن العمل اليوم بعد إغلاق سوق العمل الصهيونية أمام العمال الفلسطينيين.
الجهاد والاستشهاد
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى الحالية كان للشهيدين ما أرادا، فرامز الذي عرف عنه نشاطه المميز في الكتلة الإسلامية في جامعة القدس المفتوحة في مدينة رام الله وإيهاب الذي طالما لوح بعلمه الأخضر في ساحات جامعة بيرزيت أصبحا من نشطاء حركة المقاومة الإسلامية حماس في بلدتهم ينفذون فعالياتهما ويستجيبون لندائتها.
كان الشهيدان من نشطاء الكتلة الإسلامية في جامعة القدس المفتوحة وجامعة بيرزيت، لكن أحد لم يكن يتوقع أن يكون الشهيدان من أبرز نشطاء كتائب القسام في مدينة رام الله وأن يكونا الاستشهاديان الذين يقومان بالعمليتين البطوليتين.
الشهيدان ومحاولة اغتيال الشيخ:
يقول أهل الشهيدين إنه في أعقاب عملية الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس ، بدا الغضب على وجه الشهيدين الذين على ما يبدو كان لهذه الحادثة أكبر الأثر في نفسيهما .
فهما كما يقول خالد أرادا أن ينتقما للفلسطينين الذين وقعوا ضحية لجرائم الاحتلال ، أرادوا ان ينتقموا إلى كل الكوادر الفلسطينية التي تعرضت لها طائرات الاحتلال الفاشية بالاغتيال والقتل.
ويضيف على ما يبدو لم يستطع الشيهدان تحمل ما يحدث في الأراضي الفلسطينية فوجها بجسديهما رسالة إلى إلى العدو الصهيوني مفاده أنه لن تمر جرائمه دون عقاب رادع يردع كافة أبناء صهيون.
قرية رنتيس
وقرية رنتيس التي ينحدر منها الشهيدان تقع على عدد من التلال المنخفضة المطلة على مدينة الرملة، وقد أغلقت قوات الاحتلال مع بداية الانتفاضة مدخلها الوحيد بالسواتر الترابة ، مما دفع أهالي القرية إلى سلوك طرق ترابية وعرة طلية ثلاث سنوات مضت.
.
ويعتاش معظم سكان القرية على الزراعة والعمل داخل الدولة العبرية، والذاهب الى القرية يلاحظ بساطة وطيبة لا تجد لها مثيلا، ولكن مع الانتفاضة الحالية فقد ساءت أوضاع الناس الاقتصادية ، كما قامت قوات الاحتلال بإعدام أحد أبناء القرية عند حاجز عين عريك العسكري، وتركته ينزف حتى الموت، الأمر الذي زاد من نقمة الأهالي على قوات الاحتلال.
ضحى رامز وايهاب بأغلى ما يملك الإنسان لرد العدوان الصهيوني الواقع على الشعب الفلسطيني غير آبه بشيوخه وأطفاله ونسائه.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع