فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

رنتيس: في أربعين شاعر القضية الراحل محمود درويش

مشاركة محمد الرنتيسي في تاريخ 23 أيلول، 2008

صورة لقرية رنتيس - فلسطين: : رنتـــــيـــــــــس القـــــديـمـــــــــــــة #6 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
حظي باجماع الجميع وظل ناطقا باسم فلسطين في الحياة والممات
مثقفون وأدباء فلسطينيون يستذكرون الشاعر الأممي الكبير محمود درويش في أربعينيّة ملؤها الحزن والأسى والآهات والدموع

رام الله - الدستور - محمد الرنتيسي

على هذه الأرض ما يستحق الحياة.. على هذه الأرض أم البدايات أم النهايات، كانت تسمّى فلسطين.. صارت تسمّى فلسطين..، أخيراً عاد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش إلى مرقده الأخير بمدينة رام الله، التي شهدت آخر أمسياته الشعرية قبل رحيله بأقل من شهر.

رحل بصمت، تماماً كما ولد، فشكل صدمة عمت أرجاء الوطن، تأثر بها محبوه، وأحسوا باليتم من بعده، وتأسفوا على ما ضاع عليهم من ابداعات درويش المقبلة، لأن الموت غيب جسمه، أما روحه وصوته وكتاباته فلم ترحل معه، بل بقيت معنا، نعود إليها كلما شعرنا بالإحباط لنتزود منها بجرعة أمل، تعيننا على الصمود والبقاء.

وبعد أربعين يوماً مرت كأنها الدهر.. لا زال فينا من يسأل.. هل حقا تركنا المتيّم والمتمم، هل رحل من علمنا كيف نحب أمهاتنا أكثر، هل رحل من أسال الدموع من عيوننا وهو يذكرنا بنكهة خبزهن ورائحة قهوتهن، وجعلنا نحب زهر اللوز أكثر..؟.

إنه خير متتبع للحدث والقضية، إنه المؤرخ وصاحب الهمّ في كل المراحل الجميلة والصعبة والمريرة، قلمه السّباق دائماً، لم يجفّ يوماً، ولم يبخل يوماً، كيف لا وهو من رفع همّ القضية التي حملته وحملها للعالم أجمع!!

لم يقف درويش عند وطنه، خرج للعالم بصوته الجهوري.. كفى إيذاءً للإنسانية في كل مكان، ردد البشر كلماته الجامعة، على هذه الأرض ما يستحق الحياة، إلى أن أصبحت هذه الكلمات نبراساً، بل قصصاً ودروساً في النضال لكل الأجيال.

رحل محمود درويش الذي طالما حنّ لخبز أمه وقهوة أمه ولمسة أمه.. رحل الشاعر العملاق وهو يحمل كل حنينه لفلسطين، ليعتصر قلبه المحب لتراب وطنه ولأمته وللحياة، حيث توقف في الغربة ليعود لأحضان فلسطين ويرتمي في ترابها في رام الله، على أمل أن يرقد أخيراً هانئاً مطمئناً في القدس الشريف.
ترجل الشاعر العظيم الذي كان معلماً لكل الشعراء في الحب والحياة والمقاومة، لتفتقده فلسطين والأمة العربية التي تغنت بقصائده حتى أضحى عظيماً في فلسطينيته.

رحل عنا محمود درويش في التاسع من آب، بعد 67 عاما من حياة حافلة بالعطاء، دأب ينتقل فيها من قمة إلى أخرى أعلى منها، دون كلل أو ملل، كان إنسانا جميلا، قبل أن يكون متنبي عصرنا الحديث، يرى ما لا نراه، في الحياة والسياسة وحتى في الناس، ويعبر عن كل هذه الأمور بلغة وأشعار وكأنها وجدت ليكتبها.

في ذكرى الأربعين، تجولت "الدستور" في أروقة الأماكن التي أحبها درويش، بل وتألق بأشعاره فيها، قابلنا أصحاب درويش ومحبوه، فكانت هذه أقوالهم في شاعر القضية.

صدمة في الوسط الثقافي
وزيرة الثقافة الفلسطينية تهاني أبو دقة عبرت عن حزنها العميق لذكرى رحيل الشاعر الكبير محمود درويش، وقالت: "في هذه الذكرى، نودع مجدداً الشاعر الكوني محمود درويش، المبدع الاستثنائي، صاحب النشيد الهوميري، "على هذه الارض"، الذي منح بلادنا فضاء الحياة، فأينعت كلماته على ترابنا سياقا معرفيا تجاوز الاقاصي والامداء، ليحمل صوت شعبنا الى حيث يكون العدل والحرية والابداع".
وأضافت: "لقد جعل محمود درويش فلسطين ألم العالم بأسره، واوصلها الى كل اللغات، فلا زالت سيرته وشعره ودوره الوطني الذي لعبه منذ أكثر من 40 عاماً منارات تضيء لنا طريق الحرية الذي دافع عنه درويش.. لقد كان بحق شاعر القضية الفلسطينية".

وفي ذكرى أربعين الراحل الكبير قالت أبو دقة: "لا زلنا ننعى للأجيال الفلسطينية الشاعر الكبير الفذ محمود درويش الذي ارتبط بفلسطين وارتبطت فلسطين به، قولاً وفعلاً وأبجديةً، وترسخت من خلال شعره المقاوم الذي يحفظه ويردده الصغار والكبار، والذي يمثل مختلف مراحل القضية الفلسطينية وما مرت فيها من مفاصل ومفترقات مهمة، ظل خلالها ابناً باراً لوطن غالٍ وقضية عادلة، وسيبقى أطفال فلسطين يسمعونه يردد في نشيد أبدي متواصل "على هذه الأرض ما يستحق الحياة..على هذه الأرض سيدة الأرض، كانت تسمى فلسطين.. لأنك سيدتي، أستحق الحياة".

أما الشاعر الفلسطيني عبد السلام العطاري فقال في هذه المناسبة: "ما زلنا على ثغر الصدمة التي لم نقدر بعد على تداركها كمثقفين فلسطينيين وعرب على وجه الخصوص، وها نحن لم نعتد بعد غيابه ولم نتعود انتظاره، ولكن اعتقد بعد حين سنشعر بكل هذا عندما نشتاق لقصيدته ولنصه النثري وعندما نشتاق لصوته ونبراته المائية الرائقة وترددها العذب وصداها الندي".

وأضاف: "في الأربعين التي تمرّ بهدوء وسكون كمشيته التي كانت تتهادى ما بين "السكاكيني" والجوار الذي أحبَّ وأحبَّهُ، تأتي الذكرى كي نكون على مقربة منه مرة أخرى ونحن ندرك بأن النائم على تلة تشارف البحر والقدس سيقف بعد قليل لينشد أغنيات السنابل، ويسّاءل عن مدى النظر الذي يأتي ليعيد المشهد من جديد.. ويحلم من جديد بأن الحلم هو الحقيقة الباقية دون أن تصاب بهشاشة التردي التي بتنا عليها".

ما أحوجنا لكلماتك
بدوره قال النائب العربي طلب الصانع من القائمة العربية الموحدة في فلسطين المحتلة عام 48 في هذه المناسبة: "نحيي اليوم ذكرى مناضل قومي كبير، ورمزاً من رموز المقاومة، الذي حارب بكلمته وشعره الاضطهاد والاحتلال الاسرائيلي واغتصابه للأرض والانسان".
وأضاف: "برحيل درويش، خسرت الأمتان العربية والاسلامية رجلاً شجاعاً كافح وقاوم طيلة حياته من أجل فلسطين، وذلك من خلال شعره وصوته، ولا شك أن رحيله فاجعة كبرى للشعب الفلسطيني وخسارة كبيرة لفقدان شاعر وانسان ومناضل كبير على مدار حياته التي كرسها من أجل القضية الفلسطينية".

أما المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس فقال: "يعز علينا أن ننعى صديقنا وعزيزنا الشاعر محمود درويش قبل أن يرى بأم العين الحلم الفلسطيني وقد أصبح حقيقة واقعة، فلطالما كتب محمود درويش عن فلسطين وعن عدالة القضية وعن القدس وعن الشعب الصامد المناضل، وها هو اليوم ينتقل عنا وفلسطين ما زالت تعاني الأمرين وما زال الجرح ينزف والقدس محاصرة ومعذبة ومهددة".
وأضاف: "لقد ترك لنا شاعرنا الكبير تراثا إنسانيا ووطنيا كبيرا، واسمه يذكر بكل احترام وتقدير في المحافل الفلسطينية العربية والعالمية، وقد شاهدت كتبه مترجمة إلى اللغات العالمية وعليها إقبال شديد، وهذا يدل على أنه كان بالفعل الشاعر الانسان وصوت الثورة المتحدي".

وختم حنا حديثه بالقول: "في ذكرى الأربعين.. نفتقدك أيها الشاعر الإنسان وشعبنا يمر بظروف غاية في الصعوبة، فكم نحن بحاجة لكلماتك التي تدعو إلى الأخوّة والوحدة والمصالحة، ومن أراد أن يكرمك اليوم في رحيلك فليعمل من أجل ما كنت تنادي به دائما إلا وهو وحدة الشعب، لأن الوطن واحد والقضية واحدة".

مفرد بصيغة الجمع
من جانبه، أكد المتوكل طه، وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية، أن الشاعر الراحل محمود درويش قد نال شهرة عربية ودولية بعد ان تناول في شعره القضية الفلسطينية وكرّس إبداعه الأدبي والشعري للدفاع عن قضية شعبه العادلة.
وطالب المتوكل كافة الشعراء والأدباء والكتاب الفلسطينيين والعرب إلى ايلاء القضية الفلسطينية القدر الاكبر من اهتماماتهم، والعمل على معايشة المأساة الفلسطينية من خلال الكلمات، أسوة بدرويش، مشيراً إلى ان الشعب الفلسطيني سيبقى ينجب الأدباء والشعراء كما استطاع ان ينجب القادة.
وقال طه: "كان محمود درويش صوت المقهورين، كان مدافعا عن كرامة الانسانية، لقد علمنا أن الفن الرائع لن يهزمه الموت، لأنه باقٍ ما بقيت الإنسانية، لقد رحل الشاعر الفارس، رحل دليلنا إلى اللغة الأجمل والوطن الأنبل، ولكن عزاءنا أنه ترك فينا ولنا إرثًا شعريًا عظيمًا، سيظل نبراسًا نهتدي به، ليس نحن فحسب، بل عموم الأمة الإنسانية، التي لم تغيّب للحظة شعر درويش".

الكاتب العربي الفلسطيني عصام مخّول قال لمناسبة أربعين الراحل الكبير: "لسنا في معرض رثاء درويش، فأي كلام يفي "سيد الكلام"، ما نريد أن نقوله عنه وله وفيه!!.. وهل بمقدورنا أن نبلل البحر بحفنة ماء.. محمود درويش، لقد ملأ الدنيا وشغل الناس، بل شغل الدنيا وملأ الناس، قوة وجمالاً وكبرياء وثقة، بكل ما هو انساني فيهم".

وأضاف: "عظمة محمود درويش لا تقتصر على أنه شاعر قضية وطنية وانسانية عادلة، بل انه شاعر وقضية انسانية عادلة، هو الشاعر وهو القصيدة، هو الشاعر وهو القضية، هو نشيدها "الوطني" ومنشدها، وهو "وثيقة استقلالها"، وحقها في العودة، هو موسيقاها الخارجة من قلب الألم الى فضاءات الأمل".

لقد فقدت الثقافة الوطنية الفلسطينية برحيل محمود درويش مركز الثقل، وهذا لا يعود الى مكانته الخاصة في المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي على امتداد ما يصل الى أربعة عقود وحسب، بل والى تزامن هذا الحدث مع لحظة تاريخية يبدو فيها المشروع الوطني الفلسطيني في طور التدهور والانحسار، ومما يزيد من الاحساس بفداحة الأمر، أن رحيل درويش يمثل أيضاً خاتمة مادية ورمزية لرحيل ابرز ممثلي وصناع الهوية الثقافية والسياسية للفلسطينيين منذ أواسط التسعينيات حتى الأن.


نقلاً عن صحيفة الدستور الأردنية
بقلم: مراسل الصحيفة في رام الله - محمد الرنتيسي



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

اذا كان لابد لنا من قمر فليكن ناصعا وهكذا كان محمود درويش ناصعا على حياتنل طالما كنت اراه و اجمعه في مرتبة النبوة وداعا يا املا ظل يكوينا وداعا يا عمرا لم يتكرر ولن يعود
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع