فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

رنتيس: سباق اسرائيلي بدماء فلسطينية

مشاركة محمد الرنتيسي في تاريخ 17 كانون ثاني، 2009

صورة لقرية رنتيس - فلسطين: : رنتـــــيـــــــــس القـــــديـمـــــــــــــة #13 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
قادة الاحتلال: بعد انتهاء العملية لن تجدوا بناية واقفة!!
سباق اسرائيلي "على سدة الحكم" بدماء فلسطينية

رام الله – الدستور - محمد الرنتيسي

كالعادة.. الفلسطينيون هم دوماً "كبش فداء المحرقة" لاسرائيل، ففي كل دورة انتخابات عامة في دولة الاحتلال نرى هذا المسؤول الاسرائيلي أو ذاك يتبارى ويتنافس في كيل الاتهامات وسط التهديد والوعيد للفلسطينيين، لعله يكون الأسبق الى سدة الحكم لرئاسة الوزراء في الدولة العبرية.

وفي هذه المرة نسمع صوتاً عنصرياً جديداً وتصريحاً صهيونياً خطيراً، انطلق من فم امرأة الموساد، وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، التي رأت في فلسطينيّي الـ48، بأنهم مجرد فئة طارئة على الجغرافيا، وبأن الحل لمشكلتهم الوطنية موجود في مكان آخر، في اشارة الى الدولة الفلسطينية، على اعتبار أن وجودهم مشكلة وتحتاج الى حل – حسب رأيها-.

اسرائيل ومنذ بدايات احتلالها للأرضي الفلسطينية، تسعى للتخلص من الفلسطينيين سواء الباقين في مناطق الـ48، أو الذين بقوا وهجروا الى مناطق الـ67، فالهدف الصهيوني محدد، وهو تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الشرعيين، لتحقيق المقولة الاسرائيلية التي عملت ولا تزال لتطبيقها الحركة الصهيونية العالمية، وهي "أرض أكثر وشعب أقل".

هذه هي السياسة التي تنتهجها اسرائيل من خلال عمليات القتل والتهجير للسكان، والأمثلة على ذلك كثيرة، اذ لا يمر يوم أو أسبوع الا وتقوم اسرائيل بهدم منزل أو أكثر، بحجج وذرائع واهية، فضلاً عن عمليات الاغتيال والاعتقال والتهجير ونهب الأراضي لصالح الجدار العنصري، الى جانب اعتداءات المستوطنين التي تصاعدت في الآونة الأخيرة، كل هذا يدلل بصورة واضحة كم تسعى اسرائيل لطرد الفلسطينيين واجبارهم على ترك وطنهم ونسيان قضيتهم.

اليوم تنفذ اسرائيل مذبحة بشعة من خلال عمليات ما أسماه الاسرائيليون "الرصاص المتدفق" التي اندلعت على نحو خاطف عبر عمليات جوية طالت المراكز الأمنية الفلسطينية، ما ادى الى سقوط ما يقارب الـ(500) شهيد، وضعفهم مرات عديدة من الجرحى، ولا تزال العمليات الجوية والبحرية متواصلة حتى كتابة هذه السطور، في ظل تدفق الدبابات حول القطاع، وبدء العمليات البرية، فهذا نائب رئيس الاركان الاسرائيلي اللواء دان هرئيل يعلنها بشكل واضح: " الاسوأ لا زال امامنا.. وبعد انتهاء العملية لن تجدوا بناية واحده واقفة".

تأهب حزبي للانتخابات
الكاتب والمحلل السياسي سميح شبيب قال في حديث لـ"الدستور" أن ما جرى ويجري في غزة لم يكن حدثاً مفاجئاً، بقدر ما كان متوقعاً، خاصة بعد اتخاذ مجلس الوزراء الاسرائيلي قراراً بشن هجوم على قطاع غزة، في ظل حالة التأهب الحزبي لخوض الانتخابات في أوائل شباط القادم، اذ سبق للقادة الاسرائيليين ومنذ ما يزيد على العام ونصف العام، أن هددوا بعمليات واسعة النطاق، بهدف القضاء على حماس، بعد الاجتياح البري لغزة.

وأضاف شبيب: "بدأت الحرب الاسرائيلية على القطاع، ومن الواضح بأنها لن تتوقف سريعاً، بهدف "تغيير الواقع الأمني في القطاع"، وفقاً لتصريحات رئيس الوزراء ايهود اولمرت، وهذا التغيير يعني ميدانياً وقف اطلاق الصواريخ بأنواعها على الاراضي الاسرائيلية وقفاً تاماً، وبالتالي التنسيق مع الجهة الفلسطينية الميدانية هناك لإبرام اتفاق هدنة جديدة مع اسرائيل، وفقاً لترتيبات أمنية اسرائيلية".

وتابع شبيب: "ما ترمي اليه اسرائيل، هو تسديد ضربات موجعة ومؤثرة ضد حماس والمقاومة الفلسطينية في القطاع، لدرجة إضعاف المقاومة، وبالتالي إرغامها على القبول بهدنة وفقاً للاشتراطات الاسرائيلية، وبمعنى أدق، وقف الصواريخ وقذائف الهاون وغيرها من غزة تجاه اسرائيل، التي ستعمد في حال الوصول لهدنة كهذه الى فتح المعابر، بما يتلاءم واستراتيجيتها الأمنية والاقتصادية".

الهدف: حصد أصوات انتخابية
أما الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، فقال في تعليقه على عدوان غزة: "يجري هذا العدوان بتوقيت فرضته حاجة احزاب الائتلاف الاسرائيلي الحاكم لاستخدام الدم الفلسطيني في ميدان المزايدات الانتخابية، وبغرض تحسين مواقفها المتردية، ولأن صوت المعارضة اليمينية التي يتزعمها بنيامين نتنياهو كان اكثر علواً، وأكثر تشدداً وتطرفاً، ولو نظرياً وسياسياً ضد الفلسطينيين ومن يسمونهم في اسرائيل "الارهابيين"، فإن اطراف الائتلاف الاسرائيلي تعمدت ان يطغي سلوكها المتطرف على تطرف اليمين حتى تترك انطباعات قوية لدى الناخب الاسرائيلي الذي يتميز اغلبه بالتطرف".

وأضاف عوكل: "لقد لاحظنا مؤخراً أن جميع الاحزاب الاسرائيلية بما في ذلك "ميرتس" التي توصف بالاعتدال وتأييد السلام، قد اتفقت مع السياسة المتطرفة جداً التي مارستها اسرائيل بحق سكان قطاع غزة".

واشار عوكل الى أن الشيء الـمدهش والـمدمر في هذه النزعة الإسرائيلية الانتخابية هو اعتبار الفلسطينيين والعرب ميدانا للتدريب على الرماية ليس الا، ومنطقة فراغ سياسي لا يتأتى من طرفها أي رد مُعتبر يستحق أن يدرج في حسابات القرار السياسي.

وأضاف: "سيقول كثيرون إن الهجمة الإسرائيلية الراهنة على قطاع غزة هي بسبب "حماس" وأن لها ظروفها الخاصة، لكن هذا هو التعذر الإسرائيلي الذي يغطي الـممارسة الأهم والأخطر وهي توظيف الفضاء الفلسطيني والعربي كميدان لاظهار البطولات والـمزايدات التي يستهدف السياسيون الإسرائيليون من ورائها حصد أصوات انتخابية من الشرائح الأكثر تطرفاً في مجتمعهم".

بدورها قالت النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني حنان عشراوي تعليقاً على ما يجري في غزة: "يجب أن نعرف جميعاً أن جزءا من العوامل الأهم وراء الحملة النازية الجديدة ضد قطاع غزة تكمن في محاولة تسيبي ليفني وايهود باراك الظهور بأنهما ليسا أقل تشدداً وصقورية من بنيامين نتنياهو قائد الليكود الـمتطرف الذي يتوعد الفلسطينيين حال فوزه بالانتخابات القادمة".

وأشارت عشراوي الى أن ما يجري في القطاع يندرج في اطار تنافس القادة الاسرائيليين لكسب مزيد من الأصوات لاحزابهم في الانتخابات الاسرائيلية القادمة.

ويجمع المراقبون والمحللون السياسيون على أن الوجه الأبرز لهذا العدوان هو الخضوع لـمنطق التنافسات الانتخابية الإسرائيلية الداخلي وما ينتج عنه من مزايدات يتم تطبيقها على الساحة الفلسطينية والعربية.

خلاصة القول: الانتخابات العامة في اسرائيل قادمة، وسيزداد الحصار والبطش والقتل بحق الفلسطينيين كلما اقتربت، لأن قوة التنافس الاسرائيلية ستكون على حساب الدم الفلسطيني والأرض الفلسطينية، لذا يتوجب على الفلسطينيين أن يتنبهوا لذلك كثيراً، وأن يتحدوا، لأن في وحدتهم الضمان الأكيد والدائم لمواجهة الأخطار الاسرائيلية، وممارسات الدولة العبرية المجرمة، ولأن تكاتفهم هو سلاحهم الأقوى في معركة الوجود والحرية.


نقلاً عن: صحيفة الدستور الاردنية
بقلم: مراسل الصحيفة في رام الله محمد الرنتيسي



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع