فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

رنتيس: الوحدة الوطنية ضرورة ملحة

مشاركة محمد الرنتيسي في تاريخ 17 كانون ثاني، 2009

صورة لقرية رنتيس - فلسطين: : رنتـــــيـــــــــس القـــــديـمـــــــــــــة #14 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
التوافق بين "حماس" و"فتح" أهم ركائزها..
الوحدة الوطنية ضرورة ملحّة لصد العدوان على غزة والقضية الفلسطينية

رام الله – الدستور - محمد الرنتيسي

يجمع الكل الفلسطيني هذه الأيام على ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني بكل فئاته وعلى مختلف انتماءاته الفكرية والسياسة، ووقوفه صفا واحدا في وجه آلة الحرب والدمار الصهيونية.
ويرى المواطنون العاديون والمسؤولون الفلسطينيون أن الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون في هذه المرحلة بالذات لاعادة اللحمة والوحدة الوطنية، باعتبارها السلاح الأقوى الذي سيعينهم على الانتصار في معركة الوجود والحرية التي يخوضها الشعب الفلسطيني نيابة عن الأمة العربية والاسلامية ضد العدو الصهيوني.

ومع ازدياد الحديث والتصريحات بشأن عودة الوحدة الوطنية باعتبارها أمراً ملحاً لإنهاء حالة التأزم السياسي الداخلي والخارجي في الساحة الفلسطينية، يثار في أوساط النخبة والقادة السياسيين التساؤل بشأن نجاعة هذه الخطوة في صد العدوان على غزة، خاصة وأن الأيام الأولى للعدوان شهدت تراشقا اعلاميا غير مبرر بين قطبي التيارات الفلسطينية "حماس وفتح".

وحول هذا الموضوع أوضحت مصادر رسمية فلسطينية أن هناك اتصالات ولقاءات عقدت خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل أتون الحرب على غزة، بين مسؤولين في حركتي حماس وفتح وفصائل فلسطينية أخرى، بهدف ترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية، كما أن فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة شكلت خلال الأيام الأولى للعدوان غرفة عمليات مشتركة للتصدي للعدو المحتل، وضمت هذه الغرفة مجموعات مقاتلة من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وأخرى تابعة لكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح، ما يدلل على أن هذه الوحدة بدأت بالعودة مجددا للواجهة النضالية الفلسطينية.

ومن اللافت للانتباه أن هناك تركيزاً كبيراً من قبل كبار المسؤولين الفلسطينيين سواء من مؤسسة الرئاسة أو من الحكومتين في الضفة وغزة، يتمحور حول ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، في حين يغيب الحديث الجدي عن أهمية انجاز التوافق ما بين حركتي حماس وفتح باعتبارهما الفصيلين الكبيرين على الساحة الفلسطينية.

حماس وفتح والشعب في قارب واحد
النائب في المجلس التشريعي حسن خريشة أوضح في حديث لـ"الدستور" أن التوافق بين حماس وفتح أهم بكثير من تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تحظى بقبول المجتمع الدولي، مشدداً على أنه لا إمكانية للخروج من المأزق السياسي الراهن دون وقوف كل من حركتي حماس وفتح عند مسؤولياتهما والوصول إلى اتفاق فيما بينهما حول مجمل القضايا الخلافية والتفاهم على طبيعة الأدوار لهما لمعالجة الأوضاع السياسية والاقتصادية للشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة استثمار هذا العدوان بالعودة الى خيار الوحدة الوطنية.

ويؤيد د. جورج جقمان أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت بشدة ما جاء على لسان خريشة بشأن أهمية تحقيق التوافق بين حركتي حماس وفتح وقال "رغم اختلاف وتباين مواقف الفصيلين الكبيرين إلاّ أن هناك مساحة واسعة للتوافق"، مشيراً إلى مواقف حماس المعلنة تجاه عدم معارضتها لمساعي الرئيس عباس بالدخول في مفاوضات سياسية مع إسرائيل لتحصيل أية حقوق وطنية للشعب الفلسطيني بمعنى استعداد حماس للقبول بالتقاسم الوظيفي.

وعلى الرغم من ازدياد الحديث عن أهمية عودة الوحدة الوطنية الى الساحة الفلسطينية لإنهاء المعاناة الناتجة عن الحصار السياسي والإقتصادي للسلطة والشعب الفلسطيني، إلاّ أن مصادر رسمية رأت أن الحلقة الرئيسية التي لا يجب إغفالها هي أهمية أن تباشر قمة الهرم القيادي في حركتي حماس وفتح بالدخول في حوار مباشر بعيداً عن الأنظار للتوصل إلى توافق بينهما بشأن التعامل مع مجمل التحديات، وعلى اعتبار أنهما والشعب الفلسطيني يعيشون في قارب واحد.

وفي ذات السياق اعتبر غير محلل سياسي ومسؤول فلسطيني، أن العدوان على غزة، أرجأ الخلاف على التاسع من كانون الثاني، وهو اليوم الذي تنتهي فيه ولاية عباس بحسب الحركة الاسلامية "حماس"، كما اعتبر هؤلاء أن تصريحات قادة حماس بأن الوقت الآن وفي ظل ما يجري من عدوان همجي سافر على غزة، ليس مناسباً حتى لمجرد الخوض في هذا الموضوع، يعتبر بحد ذاته بادرة حسن نية تجاه الرئيس عباس والسلطة الفتحاوية لفتح صفحة جديدة من العلاقة بين الطرفين.

الاحتلال ضد الكل الفلسطيني
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن اسرائيل هي الرابح الأكبر جراء حالة الانقسام الفلسطيني، مشيرا الى أن حديث قادة الاحتلال عن نيتهم توجيه ضربة قاصمة لحركة حماس وتقويض حكمهم في غزة ما هو الا كذبة كبرى وتضليل اعلامي.

ويضيف: "المزايا التي تحققها اسرائيل جراء الانقسام الفلسطيني افضل بالنسبة اليها من اعادة الوحدة الوطنية السياسية والجغرافية بين الضفة وغزة"، منوّها الى أن اسرائيل تهدف من عدوانها على غزة الى التوصل الى تهدئة دائمة مع حركة حماس بشروط اسرائيلية.

ويشير عوكل الى أنه اذا لم يجر حوار جدي ومسؤول خلال الفترة المقبلة بين فتح وحماس للتوصل الى وحدة حقيقية، فان حالة الانقسام السائدة ستتحول الى حالة انفصال دائمة بين غزة والضفة.

وفي ظل الوضع القائم يؤكد المحلل السياسي هاني المصري أن القضية الفلسطينية تمر الآن في أحرج مراحلها، بعد أن استنزف الحراب الداخلي طاقات الشعب الفلسطيني وقدراته، في وقت تسير فيه اسرائيل نحو تنفيذ خططها الاستيطانية بجبهة داخلية موحدة، مشيرا الى أن المشروع الوطني برمته اصبح في خطر بينما تلوح في الأفق الخيارات الاسرائيلية والعربية.

وقال المصري: "الاحتلال الاسرائيلي يقف ضد الكل الفلسطيني وما يطرحه من حلول تصفي القضية الفلسطينية برمتها، وهذا يوفر قاسما مشتركا عظيما، وأساسا قويا لبناء الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال"، مشيرا الى أن الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية يشكل ركيزة اساسية للوحدة الوطنية.

ويجمع المراقبون والمحللون السياسيون أنه في حال نفذت فتح وحماس تهديداتهما خلال العام الحالي بشأن مستقبل السلطة الفلسطينية، بحيث تجري فتح انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة، وتولّي حماس أحمد بحر رئيساً للسلطة الفلسطينية بعد انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس حسب اعتقادها، فان الانقسام الداخلي سيتحول حتما الى انفصال دائم، واذا لم يعالج الانقسام خلال العام الحالي فانه سيصبح انفصالا تاما بين الضفة وغزة.




نقلا عن: صحيفة الدستور الاردنية
بقلم: مراسل الصحيفة في رام الله محمد الرنتيسي



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع