فتح وحماس تتمسكان بالشروط
تشكيل الحكومة عقبة صعبة أمام الحوار الفلسطيني
محمد الرنتيسي ـ رام الله:
تبدي حركة حماس استعدادها للذهاب بعيداً في طريق المصالحة الوطنية مع حركة فتح، بيد أن هذا الاستعداد يقابله تعنت أكبر في رفض مبدأ تشكيل حكومة تكنوقراط، قائلة إن الشعب الفلسطيني يمر بمرحلة حرجة للغاية، ويحتاج إلى حكومة قوية.
وتسعى حماس إلى إقناع أعضاء اللجنة الخاصة بالحكومة التي تضم 13 شخصا من مختلف الفصائل، إلى الموافقة على حكومة ذات رؤية سياسية للتعامل مع قضايا إعادة الإعمار وتهيئة الأجواء للانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وكان رئيس الحكومة المقالة التي تدير غزة إسماعيل هنية استقبل مبادرة الرئيس محمود عباس لإجراء حوار وطني بمبادرة مماثلة أتى فيها: "إن حماس ستفاجئ الجميع، وأنها مستعدة للقيام بعشر خطوات مقابل كل خطوة تتخذها فتح على طريق المصالحة".
لكن في الحوار الجاري حالياً في القاهرة على طريق التوافق الفلسطيني وإنهاء الانقسام، لم تبد حماس استعداداً للقيام بأية زحزحة عن موقفها من حكومة التكنوقراط، واكتفت فقط ، وفقاً لمسؤولين فيها ، بإعداد مداخلة مطولة لعرضها أمام المجتمعين حول رؤيتها لشكل الحكومة المقبلة.
أما على الجانب الآخر، فقد أبدت فتح وعدد من الفصائل الموافقة على تشكيل حكومة تكنوقراط، وقالت مصادر في وفد الأولى: إن تشكيل حكومة سياسية في الوقت الحالي يجابه برفض العالم، ولن يغير من الأوضاع كثيرا في غزة، فالدول المانحة لن تقدم أي شيء لحكومة ذات توجهات سياسية ضد مبدأ قيام الدولتين، وهو ما سيجعل الوضع كما هو عليه في القطاع دون أي إعمار.
وحول الرؤية المصرية التي تدعو إلى تشكيل حكومة توافق وطني، ألمحت حماس إلى أن الموقف المصري يظل ضمن ساحة الرؤية الخاصة به ودائرة المقترحات، وأن اللجنة التي تدرس قضية الحكومة لم تتخذ قرارا بعد، الأمر الذي سيأتي بالتوافق وليس بالتصويت.
وفي لجنة الأمن وتفعيل أجهزتها، توافقت الفصائل على المبدأ العام الذي يقوم على بناء أجهزة أمنية فلسطينية على أساس مهني بعيدا عن الانتماء السياسي والفصائلي . ودعت إلى وقف التنسيق الأمني مع الجيش الإسرائيلي، واعتبرت أن ذلك يصب في خانة القضاء على المقاومة.
نقلاً عن صحيفة "عكاظ" السعودية
بقلم: مراسل الصحيفة في رام الله "محمد الرنتيسي".
شارك بتعليقك