تسعى لتحقيق ما عجزت عنه رايس في 16 جولة
كلينتون في المنطقة لإحياء عملية السلام وهي رميم
رام الله – محمد الرنتيسي – الاتحاد:
بعد أن ملّت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس القدوم إلى المنطقة دون تحقيق نتائج، تبدأ وزيرة الخارجية الأمريكية الجديدة هيلاري كلينتون اليوم جولتها الأولى في الأراضي الفلسطينية، حيث ستشرع في جهود صنع السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وتبدأ كلينتون جولتها من القدس المحتلة بلقاءات مع الساسة الاسرائيليين الذين يحاولون تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وتعتزم انتهاز الفرصة لإعادة التأكيد على قوة العلاقة الامريكية الاسرائيلية والبحث عن أفضل السبل لدفع السلام قدما".
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية عشية الزيارة: "لا اعتقد أن الأمر سيتمخض عن ذلك النوع من الخطوات الايجابية سواء للشعب الفلسطيني او كوسيلة لاعادة تقوية الجهود للتوصل لسلام يؤدي الى قيام دولة فلسطينية".
وبعد لقائها بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقره في رام الله، ورئيس الوزراء سلام فياض، ستغادر كلينتون الى بروكسل لتلتقي بوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي.
ولا يعلق الفلسطينيون آمالا كبيرة على زيارة كلينتون، التي لن تختلف عن سابقتها، والتي لم يشتر أحد بضاعتها بعد (16) زيارة ماراثونية لم تنجح خلالها بإزالة حاجز عسكري إسرائيلي واحد.
المحلل السياسي الفلسطيني ماهر المصري قال في حديث خاص لـ"الاتحاد": أن الرئيس عباس ذهب بعيداً في المفاوضات مع رايس، غير أنه لم ينجح معها في تحقيق شيء ملموس على أرض الواقع، حيث طلبت منه الانتظار والاعتماد عليها في سعيها لحمل إسرائيل على تطبيق المرحلة الأولى من خطة "خارطة الطريق"، التي تتضمن وقف الاستيطان، الذي استعرت وتيرته في تلك الأثناء، وأخيرا طلبت منه التخلي عن الاتفاق التفصيلي والعمل على التوصل إلى "اتفاق إطار" لا يطبق الآن وإنما في المرحلة اللاحقة، بسبب الأوضاع الداخلية في اسرائيل، وخاصة المكانة المهتزة لرئيس الجكومة آنذاك ايهود أولمرت.
وأضاف المصري: "اليوم نستقبل كلينتون في ظل نفس الأجواء، حيث فشلت الأحزاب الإسرائيلية مجتمعة حتى الآن في تشكيل حكومة بعد أكثر من 20 يوما على الانتخابات الإسرائيلية".
أما رئيس الوزراء الفلسطيني فياض، الذي جمعته رايس في آخر زيارة لها بوزير الجيش الإسرائيلي ايهود باراك، للبحث في تسهيل حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، وتطبيق المرحلة الأولى من خارطة الطريق، فقد خرج وباراك من الاجتماع، دون حتى بيان صحفي.
ويبدو الرئيس عباس فاقدا الأمل بحدوث أي تقدم في العملية التفاوضية لسببين، الأول، أن الجانب الإسرائيلي يرفق هذه العملية دوما بسلسلة مشاريع استيطانية، والثاني، عزوف الإدارة الأمريكية حتى عن مجرد تسجيل الشكوى الفلسطينية من التوسع الاستيطاني وأثره على العملية السلمية.
بدوره يرى المفكر والكاتب الفلسطيني عادل سمارة أن المكتوب يُقرأ من عنوانه في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الفلسطينيين، إذ لم يصدر عن الرئيس الأسود "أوباما" أي تصريح أو إدانة للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، ما يؤكد على الانحياز الأمريكي التام إلى جانب العدو الإسرائيلي، ومصالح الإدارة الأمريكية في المنطقة.
ويؤكد سمارة أن زيارة كلينتون لن تثمر شيء، وهي لن تجلب جديدا يختلف عن رايس، مشيرا إلى أن الهدف الأساس لهذه الزيارة هو التأكيد على المصالح الأمريكية الإسرائيلية المشتركة.
* كتبه محمد الرنتيسي
مراسل صحيفة "الاتحاد" الاماراتية في رام الله.
شارك بتعليقك