قادة الاحتلال يشبهون فشل الجيش الاسرائيلي في حرب لبنان الأخيرة
بفشله في الهجوم على رنتيس قبل 55 عاماً
اعداد: محمد الرنتيسي / صحافي مقيم في رام الله
في تاريخ الجيش الاسرائيلي منذ اقامته وجدت بعض الكلمات التي تعمقت في وصفه وتحولت الى مصطلحات، ولا توجد حاجة لاضافة أي شيء عليها.. كلمة واحدة، وتكفي.
ولهؤلاء الذين لا يعرفون: "في السنوات التي أعقبت حرب الاستقلال، كما تسميها دولة الكيان الصهيوني، وحتى أواسط سنوات الخمسينات، نُفذت بعض العمليات من قبل الفدائيين الفلسطينيين، والتي جاءت غالبيتها تسللاً، وقُتل فيها العديد من جنود الاحتلال، وجاءت معظم هذه العمليات من الاردن ومصر".
في تلك الأثناء حاول الجيش الاسرائيلي بطرق مختلفة أن يرد وينتقم من تلك العمليات، ولكن الكثير من عمليات الانتقام تلك فشلت آنذاك، كما فشلت عملياته الأخيرة ضد لبنان، والتي حاول من خلالها رد الاعتبار لجنوده بعد عمليات الاختطاف التي تعرضوا لها في لبنان وفلسطين.
ومن نقاط الفشل الذريع لجيش الاحتلال، تلك التي حصلت له ليلة التاسع والعشرين من شهر كانون الاول (29/1/1953)، وذلك في المحاولة التي جرت ضد قريتي (بالمه) الفلسطينية في منطقة المثلث، و(رنتيس) بالضفة الغربية، فقد حاول 120 جندياً اسرائيلياً من لواء (جفعاتي) أن يهاجموا طوال اربع ساعات ونصف ليلاً قرية بالمه، والقرية المجاورة لها رنتيس، حيث دافع عن القريتين الرجال المحليون فقط، ولم ينجح جنود جفعاتي في الدخول الى أي من القريتين أو ضربها بالطريقة التي خططوا لها، بل هناك من يقول انهم قد فروا من المنطقة مخلفين وراءهم الذخيرة والعتاد.
لقد شعر الجيش الاسرائيلي بالخذلان من هذه النتائج في الهجوم على القريتين والذي كان مخططا له في عملية انتقام من السكان الفلسطينيين، في أعقاب عملية فدائية ضد أهداف اسرائيلية، وكان هناك ضابط شاب برتبة رائد اسمه (اريك شارون) تم استدعاؤه لاقامة وحدة جديدة عرفت باسم الوحدة (101)، وهذه الوحدة بدأت بضرب العديد من القري العربية بدون رحمة، اضافة الى موشيه ديان، باعتباره رئيسا لأركان جيش الاحتلال آنذاك، حيث شعر بمدى الفشل في عملية قريتي بالمه ورنتيس، واعتبرها نقطة مركزية للتحول في طبيعة تركيبة الجيش الاسرائيلي الجديد ولانجازاته الكبيرة الآتية فيما بعد.
ايهود اولمرت، عمير بيرتس، ودان حلوتس مذنبون، بل انهم في الأساس ملزمون، بالتحدث عن انجازات الحرب الأخيرة في لبنان، ومن المستحيل بل والممنوع التجاهل لهذا الأمر، ولكن الذي حصل هناك في لبنان، لا يمكن اعادته.. لقد حفرت هذه الحرب في ذهنية الاسرائيليين وفي ذهنية العرب والعالم على انها فشل ذريع للجيش الاسرائيلي.
اخفاق جيش الاحتلال في الانتقام من لبنان عقب عمليات حزب الله البطولية في العام 2006، شبهه (ايتان هابر) رئيس ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحاق رابين سابقاً، بالاخفاق والفشل الذريع الذي لازم جيش الاحتلال في عملية الانتقام من قريتي بالمه ورنتيس عقب عمليات للمقاتلين الفلسطينيين في العام 1953، وذلك من خلال مقال له، نشرته صحيفة (يديعوت أحرنوت) الاسرائيلية في عددها الصدار بتاريخ 22/10/2006.
وكانت روايات عدة متطابقة، روتها شخصيات من قرية رنتيس، ومناطق فلسطينية أخرى، ذكرت أنه في اطار حوادث المحتلين مع قرية رنتيس، هجومهم عليها بعد النكبة، وتحديداً في ليلة 28 - 29 كانون الثاني سنة 1953 مستعملين شتى انواع الاسلحة، من مدافع المورتر والبنادق الخارقة للدروع والرشاشات والقنابل اليدوية وغيرها، في محاولة منهم للانتقام من المواطنين الفلسطينيين في أعقاب العمليات الفدائية التي كان ينفذها الفدائيون آنذاك، وتفيد المصادر والمراجع بأن المحتلين الصهاينة ارتدوا مكرهين تاركين وراءهم كميات كبيرة من الذخيرة والعتاد، بعد مقاومة بطولية شرسة من قبل رجال القرية والمقاتلين المتواجدين فيها.
شارك بتعليقك