الوعي الديني غيّر المفاهيم حولها..
المقامات والمزارات في فلسطين تصارع للبقاء كي لا تغدو شيئاً من الماضي
رام الله - الدستور - محمد الرنتيسي
منذ زمن بعيد تكثر في فلسطين ما يطلق عليها القبور والمقامات والزوايا، التي كان الناس ينظرون اليها ببعد عقائدي تعبدي، الى أن ساعد الوعي وانتشار الثقافة الدينية على تلاشيها حتى باتت شيئاً من الماضي.
ويوضح المختصون في هذا المجال أن محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، تعد واحدة من أكثر المناطق الفلسطينية احتضاناً للمقامات والمزارات، مقدرين عددها بأكثر من مئة، منها (52) في مدينة الخليل ذاتها، بينها قبور بعض الأنبياء، وإن كان هؤلاء لا يجزمون بدقة الروايات حولها.
تاريخ قديم وإرث حضاري
ومن بين المقامات المعروفة في محافظة الخليل قبور الأنبياء ابراهيم واسماعيل واسحاق وزوجاتهم المغطاة بستائر خضراء في الحرم الابراهيمي الشريف، فيما العديد من الأحياء في المدينة سميت نسبة الى الصحالين أو الأنبياء مثل حي (جبل حوهر).
وفي بلدة دورا غربي المدينة يوجد مسجد النبي نوح، الذي يوجد بداخله قبر يطلق عليه قبر سيدنا نوح، الأمر الذي أكدته روايات عدة في البلدة، ومفادها بأن زوجة أحد سلاطين الدولة العثمانية أبلغت المواطن عبد القادر الهندي الذي كان حضر حينذاك من أفغانستان أن قبر سيدنا نوح يقع في هذا المكان، فتولى رعاية المسجد المذكور، حيث بقيت رعايته الى يومنا هذا مقتصرة على عائلة الهندي، التي اعتبرت فيما بعد أن هذه الخصوصية تشكل إرثاً حضارياً لهم.
ويسرد الباحث محمد ذياب أبو صالح المختص في تاريخ فلسطين والخليل العديد من المبررات حول أهداف هذه المقامات والمزارات وأسباب انشائها وتاريخها، فيقول ان بعض المقامات كانت عبارة عن زوايا أو مساجد يتعبد فيها الصالحون خاصة في مرحلة الدولة الفاطمية حين عم الفساد وانتشر، ولم يجد الصالحون وهم قلة قليلة في ذلك الوقت سوى اعتزال الناس والتفرغ للعبادة، وبالتالي كانوا محط احترام الآخرين وتقديرهم، فأقاموا على قبورهم أو بقربها مساجد أو قباباً أو مقامات.
تعددت التفسيرات.. والجهد واحد
ومن التفسيرات الأخرى لوجود هذه المقامات بحسب الباحث أبو صالح، سقوط أصحابها شهداء خلال المعارك مع العدو، حيث كانت قبورهم تحوّل الى مساجد، اكراماً لهم في أماكن استشهادهم,
وفيما يتعلق بقبور الأنبياء مثل قبر النبي نوح في دورا قال أبو صالح ان السياح ظلوا الى عهد قريب يقصدونه من مختلف أنحاء العالم على أنه قبر سيدنا نوح عليه السلام، واستنتج من أبحاثه أن بعض المقامات نسبت الى بعض العلماء والشيوخ الذين كانوا يأتون الى مدينة الخليل وبقيمون فيها بجوار قبور الأنبياء، اعتقاداً منهم أنها مدينة مباركة، موضحاً أن هؤلاء كانوا في كثير من الأحيان يقيمون مدارس خاصة بهم في بيوتهم لتعليم التلاميذ القرآن الكريم والفقه واللغة وغيرها.
ويذكر أبو صالح أن بعض هؤلاء العلماء كانوا يدفنون بعد وفاتهم في مدارسهم، ثم تقام علامات تدل على ذلك، الى أن تحولت تلك القبور الى مزارات، وسميت العديد من الأحياء بأسمائهم، غير أن مرور السنين وزيادة الوعي الديني والثقافي وانتشار التعليم أدى الى تلاشي قضية النذور والمكانة العقائدية لتلك المقامات، حيث كان الكثيرين من أجدادنا يرون في هؤلاء الصالحين أنهم قادرون على الضر والنفع، وكثيراً ما كانوا يقدمون عند قبورهم النذور والهدايا.
واضافة للتفسيرات التي ذكرها الباحث أبو صالح، يذهب البعض الى القول بأن الدولتين العثمانية والمملوكية كانتا تنشئان المساجد وتطلقان عليها أسماء الأنبياء والصالحين كنواة لإنشاء التجمعات السكانية وتثبيت الناس حولها.
من قبور للأنبياء الى مساجد
من جهته يوضح الشيخ ماهر مسودة، مفتي الخليل ان هناك روايات تتحدث عن دفن سيدنا آدم عليه السلام في مغارة (المكفيلا) بمدينة الخليل، بالقرب من الحرم الابراهيمي الشريف، وهو سبب شراء سيدنا ابراهيم عليه السلام للمغارة، كما يروى أن بني اسرائيل دفنوا سيدنا يعقوب هناك أيضاً.
ويضيف مسودة أن من بين القبور التي اشتهر على أنها قبور لأنبياء اضافة الى قبر النبي نوح في بلدة دورا، قبر النبي لوط في بلدة بني نعيم بمحافظة الخليل، وقبر النبي يونس في بلدة حلحول المجاورة للمدينة، موضحاً أن الأهالي في البلدات الثلاث أقاموا بالقرب من هذه القبور مساجد تحمل أسماء الأنبياء الثلاثة.
والى جوار مقام النبي يونس في بلدة حلحول، يوجد منارة قديمة بناها الملك الأيوبي عيسى، ابن شقيق القائد صلاح الدين الأيوبي في العام 1226، ولم يبق من المسجد القديم المبني على المقام، والمنارة المذكورة المبنية بجانبه إلا القليل، بعد أن اصبح المسجد القديم جزءا من المسجد الكبير "الحديث"، الذي تم بناؤه ضمن عملية التوسعة لمسجد النبي يونس.
ويقع بجوار مقام النبي يونس، مقام آخر اقل شهرة من سابقه، غير أنه يكتسب أهمية فائقة، بسبب كشف غير متوقع فيه، حدث في أوائل ثمانينات القرن العشرين وما تزال أصداؤه تثير فضول الكثيرين، حيث عثر في هذا المكان على ثاني أقدم نقش إسلامي في العالم.
ويشير الشيخ مسودة الى أن حالة الوعي التي بدأت تنتشر بين الناس ساعدت على تلاشي فكرة التيمّن والتبرك بالقبور والأولياء الصالحين، ولكن ومع ذلك، فإن بعض العجائز في مدينة الخليل لا زلن يذهبن الى الحرم الابراهيمي الشريف ويقمن بوضع (تمائم) عليه، ولكن يكميات قليلة.
وللحقيقة والتاريخ فإن مفتي الخليل يؤكد بأنه لا يوجد دليل قطعي على أن جميع القبور المسماة بأسماء الأنبياء في فلسطين هي قبورهم الحقيقية، لكن هذا ما نقله السلف للخلف، موضحاً: "نحن لا نأخذ هذه الروايات على محمل الاعتقاد، غير أننا لا نطعن فيها"، مشيراً الى أن العديد من الحارات والمساجد في مدينة الخليل سميت بأسماء العلماء والصالحين، لعل أشهرها مسجد (علي البكاء) الذي سمي بهذا الاسم لما عرف عنه بأنه كان كثير البكاء من خشية الله.
ولا غرابة اذن في أن تحمل بعض القرى الفلسطينية أسماء بعض الأنبياء الذين تدل الروايات على دفنهم فيها، مثل قرية "النبي صالح" بمحافظة رام الله، و"النبي إلياس" بمحافظة قلقيلية، و"النبي صموئيل" بمحافظة القدس.
* نقلاً عن صحيفة الدستور الأردنية
بقلم: مراسل الصحيفة في رام الله - محمد الرنتيسي
شارك بتعليقك
لك مني أسمى التحيات
محمد كريم
كفركنا -فلسطين 48
إعداد
نعمان داود أحمد الأشقر
أستاذ الاجتماعيات في مدرسه ذكور قلقيليه الاساسيه الأولى
وكاله غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيون
عام 2004 م ـ 1425هـ
للمراسلة [email protected]
الإهداء
إلى الذين عشقوا تراب فلسطين وقد خصها الله تعالى بالقدسية والبركة دون غيرها.
إلى الذين عشقوا الحرية التي تفوح منها رائحة الليمون والبرتقال والنرجس .
إلى شهداء فلسطين الذين روت دماؤهم الأرض الطاهرة ....
إلى الذين سقوا الأرض بحبات العرق السندسية التي انهمرت من جراح أبطال هذه الأرض .
إلى أبي الذي علمني الاجتهاد والصبر .....
إلى أمي الغالية واخوتي الذين علموني الصبر والانتماء لهذا الوطن ....
إلى أرواح الشهداء والجرحى والأسرى والثكالى في فلسطين الجريحة ....
إلى كل الاخوة والأخوات الذين ساعدوني في إخراج هذا البحث على صورته ، واسأل الله أن ينتفع به كل الدارسين .
إن شاء الله،،
المقدمة
أسباب اختيار البحث:
نبعت فكرة هذا البحث من إدراك الباحث العميق لأهمية آثار فلسطين و مقدساتها التي تمثل جانبا أساسيا ومهما في قضية فلسطين هذا إن لم تكن تمثل جل القضية .
فالمقدسات والآثار هي روح الأمة وتاريخها وتراثها الذي تتناقله الأجيال ، وعنوانا لبروز حضارتها على مدى السنين والأجيال .
ولما كانت مقامات ومساجد وآثار فلسطين تعاني من محاولات الطمس والتهويد من قبل الاحتلال من جهة ومن قبل أبنائها من جهة أخرى ،حيث يقوم الاحتلال بنهب آثار فلسطين وتزييفها بينما يقوم بعض أبنائها بهدمها أو يتخذونها مرابط لخيولهم ودوابهم في حين يقوم سماسرة بهدمها أو بيع حجارتها في السوق الإسرائيلية في محاولة دءوبة لمحو شخصية فلسطين العربية والإسلامية .
وقد دفعت الباحث أسباب أخرى لاختيار بحثه هذا ومنها أنه شاهد مجموعة كبيرة من هذه المقامات التي انتشرت في طول البلاد وعرضها واتخذت أماكن ومواضع مختلفة مما أثار فيه رغبة البحث والتقصي .
فرضية البحث :
يهدف الباحث في عمله هذا إلى توضيح أسباب نشوء المقامات ومعللا أسباب اختيار المواضع التي قامت عليها ،وتقديم نبذة تاريخية عن أهم وأبرز المقامات في محافظة قلقيلية .
منهجية البحث :
لقد اختار الباحث منهجية تقوم على اتباع المنهج التاريخي في جمع المعلومات حول المقامات واتباع الأسلوب الميداني في جمع المعلومات وتحليلها، وقد حصل على هذه المعلومات بعد زيارة المواقع المختلفة ، كما أن الباحث أجال النظر في مجموعة من المصادر والمراجع التاريخية والدينية.
وقد حرص الباحث على تنقيح الروايات الشفوية وعدم الإغراق فيها .
أهمية البحث : يعد هذا البحث من الأبحاث المهمة ـ حسب رأي الباحث ـ خاصة إذا علمنا أن عددا كبيرا من المقامات تنتشر في فلسطين ، ولا نبالغ إذا قلنا أن كل قرية أو جبل يتواجد به مقام.
وإذا كان المسجد يمثل الوجه الرئيسي للعمارة الإسلامية فإن المقامات لا تقل أهمية عن ذلك ، إذ لعبت دورا مهما ومتميزا في مختلف العهود والعصور ، حيث كانوا يمارسون بداخلها شعائرهم وعاداتهم الدينية مثل الفرائض والنذور والصلاة ، وأيضا نذورهم وإقامة مواسم خاصة بهم كموسم النبي موسى في أريحا وموسم النبي صالح ، وموسم عيد النبي شعيب للطائفة الدرزية .
فصول البحث : جاءت هذه الدراسة في بضعة فصول وهي :ـ
الفصل الأول: يبحث في أسباب نشوء المقامات،حيث يتناول الباحث الفترات التاريخية التي نشأت بها المقامات وانتشارها بشكل كبير في بعض الأزمنة واختفائها بأزمنة اخرى حيث استخلص الباحث مجموعته من الأسباب التي أدت إلى نشوء المقامات .
الفصل الثاني : رأي الشريعة الإسلامية:وفيه تناول الباحث رأي الشريعة الإسلامية التي تحارب هذه الظاهرة وكيفية محاربتها وتطرق أيضا في هذا الفصل إلى الأعمال التي كانت تمارس داخل وخارج المقامات .
الفصل الثالث : المقامات في محافظة قلقيلية :يتناول هذا الفصل سرداً مفصلاً لجميع المقامات الموجودة في مدينة قلقيلية وقرى المحافظة ثم تناول بضعة مقامات تقع في أراضى فلسطين المحتلة عام 1948 .
وقد خرج الباحث بمجموعة من النتائج والتوصيات التي دونها في نهاية البحث .
مصاعب البحث :واجهت الباحث عدة مصاعب وعراقيل ومنها عدم تيسر الحصول على دراسات بحثية تقدم معلومات تفصيلية ورغم ذلك أمكن الباحث الإطلاع على بعض الأبحاث والكتب الحديثة التي تناولت المقامات بإيجاز معلومات مبتسرة واتخذت طابعا وصفيا وليس تحليليا وبعضها تناول المعلومة التاريخية ونسي الطابع العمراني الأثري .
وواجهت الباحث أيضا مصاعب ومعوقات ناتجة بسبب الاحتلال الصهيوني ومنها الحيلولة دون زيارة بعض المقامات والوصول إليها حيث اتخذتها السلطات مواقع عسكرية مغلقة ، مثل مقام أبى الجود في فرعطة .
الفصل الأول
- نشوء المقامات في التاريخ الإسلامي-
المعنى الاصطلاحي واللغوي للمقامات :
يقف الإنسان حائرا في أسباب نشوء ودواعي وجود هذه المقامات المنتشرة في فلسطين ، وقد تجاوزت مئات المقامات وروي عنها الكثير من الروايات وبولغ في تعظيم شأنها ، وهي كلمة تكررت على الألسن ،فما هو المقام وما المقصود به ، وما أهميته في حياة الناس .
قبل التطرق إلى المقامات نود أن نذكر معنى شاملا لتعريف المقامات وبعض الكلمات التي ترادفها مثل المقام ، والولي ، والمزار ، والتصوف، وهي كلمات تحمل نفس السياق اللغوي تتربط ببعضها البعض وتعني القداسة.
يعرف المقام لغة :أنه كل محل سواء كان بناء أو دونه ( شجرة ، ونبع ماء ، ومغارة أو غرفة …الخ ) وكان مكرسا لأحد الأنبياء أو المجاهدين أو أولياء الله الصالحين ،وقد يكون المكان لشخص صنع به أحد عجائبه ، أو كومة من الحجارة جلس عليها ، فاتخذت مكانا مقدسا لدى الناس وأخذوا يتبركون به ويقدمن نذورهم لأسباب مختلفة .
فالمقام حسب ما تعتقده العامة : كل محل سواء كان بناء أو دونه مكرسا لأحد الأولياء أو الأنبياء أو المجاهدين والزاهدين الصوفيين ، وهو يحتوي في كثير من الأحيان على ضريح وبعضها لا يحتوي على ضريح (1).
آما من الناحية اللغوية :
المقام : المجلس الذي تقيم به وتبقى ساكنا به .
المزار : موضع للزيارة .
الولى : المحب الناصر ، النصير للمحتاج .
الصوفية : حركة دينية واسمها يعود إلى لبس رجالها الصوف (2).
والصوفية تهتم بالحياة الآخرة ومخافة الله وهي لاتريد من الحياة سوى محبته وتقواه والتوكل عليه والخلوة إليه في أماكن خاصة .
جاءت أهمية المقامات في التاريخ الإسلامي ، خاصة في الفترة الأيوبية والمملوكية والعثمانية وتعد
………………………………
1) كنعان ، توفيق ، الأولياء في فلسطين .
2) كلبونة ، عبدالله كلبونة ،مجلة الفجر الجديد، ج3 ، ص70
الفترة التركية ذات أهمية مميزة حيث استخدم بعضها للتعليم والكتاتيب ، ويعتقد لباحث أن سبب نشوئها في العهد الأيوبي يعود لاتخاذها كمواقع للحراسة واستطلاع خطر العدو ، حيث أشعلت المشاعل بما ينبه للخطر القادم والمحدق وربما نشأ مقام النبي رابح كموقع عسكري(1).
لاحظ الباحث عبر تفحصه لطابعها المعماري أنها على اختلاف واضح من الناحية المعمارية والتكوين والموقع ، مما يعني الحقب وبنائها في فترات مختلفة ، حيث أن بعضها انشأ كزاوية وما لبث أن هجرها أهلها أو مات شيخها ، وعرفت لدى الناس باسم المقام والولي كما هو حاصل في زاوية الشيخ عيسى السنيري التي اتخذت مقاما مسجدا ولا زال قبر الشيخ بداخلها (2).
ويختلف عمران وبناء هذه المقامات حيث يتألف بعضها من غرفة صغيرة لها محراب كمقام المعارين في كفر ثلث بينما توجد مقامات أخرى وفيها قبور كما هو موجود في مقام النبي يامين في كفر سابا ، ومقام أولاد العوام في حبلة وهناك أشكال كثيرة غير موجودة في المحافظة ،مثل وجود غرفتين أو اكثر أو مصلى بجوار المقام (3).
وهناك وجه آخر نرى فيه أن المقام يتكون من قبر منفرد داخل ارض أو مقبرة كمقام الشيخ غانم في قرية حجة ، وبعضها مغارة وشجرة تين كمقام الخريشي في خريش (4).
ولقد لاحظ الباحث أن اغلب المقامات الحق بها بعض الأشجار مثل الصبار أو أشجار كبيرة مثل التين والزيتون والعنب والخروب والبلوط والسريس …الخ .
وهناك أيضا اختلاف واضح بالنسبة لمواضع المقامات ، حيث يقع بعضها على قمة مرتفع وأخرى في داخل القرية ووسط التجمعات لسكانية وبعضها اتخذ مكانا قصيا من القرى ، و البلدان الفلسطينية.
…………………………………..
1) انظر صورة المقام في ملحق الصور صورة رقم ( ).
2) انظر صورة المقام في ملحق الصور صورة رقم ( ).
3) العسلي ، كامل ، مقامات فلسطين ، ص38.
4) خريش : قرية احتلت ودمرت وهجر أهلها عام 1948.
نشوء المقامات في التاريخ لإسلامي :
تعد المقامات أحد الظواهر التي ارتبطت بالتاريخ الإسلامي الحديث ولم تظهر في الفترات الأولى للإسلام ويعزى ذلك إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان موجودا ولم يعتر الدين الخلط كما أن عهد الصحابة الراشدين ـ شهد هو الأخرـ محاربة هذه البدع ومن الأمثلة على ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام بقطع شجرة الحديبة بعد أن راى الناس يقدسونها (1).كما أن الناس شغلوا في فتنة عثمان حتى مجيء الخلافة الأموية في سنة 41هـ (2) .
ويرى الباحث أن ظهور المقامات جاء بعد استيلاء الخلافة الأموية على الحكم وظهور عدد من الفرق الدينية ،وأهمها الشيعة و الخوارج وتعد فرقة الخوارج أول فرقة إسلامية ظهرت وبعد استشهاد الحسن في كر بلاء عام 61 هـ ، وانتساب الشيعة إليه ورغبتهم في الانتقام له جاءت فكرة تعظيم الرجل الصالح الحس بن علي كرم الله وجهه ، فبعد مرور ثلاثمائة عام على استشهاده ـ أي في عهد الدولة العباسية ـ قاموا ببناء مسجد على ضريحه الصحن الحيدري ، والذي يعد أحد اعظم الأضرحة في العالم (3). ولكن هذه الظاهرة بقيت محصورة بين الشيعة (4).
ويمكن الاستنتاج انه أول ضريح بني عليه مسجد في الإسلام . وبعد مجيء الدولة العباسية ودخول قسم من الأتراك والفرس ، والموالى من غير العرب وتعرض الدولة العباسية للمشاكل والفتن مما أدى إلى ضعف الدولة وإهمالها للناس وعدم قدرتها في الدفاع عن الدولة . أدى هذا إلى نشوء حركة دينية واسعة وظهور بعض العائلات الحاكمة ذات الاتجاه الديني وأهمها الدولة الأيوبية التي أخذت على عاتقها تحرير البلاد الإسلامية .
اهتم صلاح الدين الأيوبي بالشريعة الإسلامية وأولى شيوخها أهمية وقربهم منه ، وشجع حركة الجهاد ولم شمل المجاهدين من مختلف البلدان الإسلامية ، كما قامت الدولة الأيوبية بإنشاء التكايا
والزوايا للعباد الصوفيين . وقام البعض الأخر من رجال الدين بالتعبد في رؤوس الجبال والتفرغ لعبادة الله والدفاع عن الناس .حيث اعتبر الناس رجال الدين والشيوخ وقادة المعارك أولياء لدى الله فقاموا ………………………………………
1) ابن تيمه ، الجواب الباهر لزوار المقابر – 1998 ص15.
2) تاريخ الطبري . ج5 – 347.
3) مراسلو الجزيرة ، حلقة عن النجف وكربلاء – 23/5/2004
4) المقريزي ، تقي الدين احمد بن علي ، السلوك لمعرفة دول الملوك ، ص7، 1974
بتقديس الأماكن التي كانوا يسكنونها والذهاب إلى شيوخها لأخذ البركة من أصحابها والروايات التي قالت أن هناك معجزات تحصل على يد أصحابها.
وبعد نشوء الدولة المملوكية والعثمانية زاد الاهتمام بهذه الظاهرة . حيث يلاحظ أن جميع المقامات الموجودة في فلسطين يعود تاريخ بنائها إلى الفترة العثمانية وذلك من اجل إطفاء أن الدولة العثمانية هي دولة إسلامية وشغل الناس في أمور الدين والعبادات وعدم انشغالهم بأمور السياسة . وقامت الدولة العثمانية بإدخال معتقدات وعادات من اجل إطاعة الحكم وعدم عصيانه .
ولقد زاد تمسك الناس بالمقامات في مطلع القرن التاسع عشر بعد إهمال الدولة العثمانية لهم حيث اعتبروها بأنها الحامية لهم والحماية هنا تتم بأن أحد الأولياء كان يسكن بها ونفس المقام يحمل نفس القداسة (2).
وعندما سكن بعض المشايخ هذه الأماكن أصبحت تمارس بداخلها أعمال مثل الكتاتيب والسحر والشعوذة ، واصبح الناس يدعون أن هؤلاء المشايخ " الأولياء " أصحاب كرامات ، ويتجه لفترة الدولة العثمانية اصبح الناس يسكنون رؤوس الجبال للعبادة والتزهد والابتعاد عن الناس ويدعون جلب البركة للناس . وقد ساعد أن حكام آل النمر قد زادوا الهبات لأصحاب المقامات وإنفاق الأموال عليهم من اجل ضمان سيطرتهم على الحكم وإطاعة الناس لهم (4).
وفي رأي الباحث أن أسبابا عديدة أدت إلى نشوء المقامات وربما جاءت للأسباب التالية :
1) طبيعة المنطقة واستخداماتها حيث اتخذت بعض المناطق العالية كربط للمجاهدين في أيام الحروب الصليبية وانتهى الحال بالأجيال اللاحقة لتقديس أماكنهم وتسميتها بأسمائهم .
2) تأثيرا ت الديانات الفارسية في الممارسات الدينية الإسلامية وتقديس الأشخاص وبعض الأشجار كما أن بعض أعمال التقديس جاءت بفعل تأثيرات قديمة فتقديس الشجر عادة كنعانية مثلا .
……………………………
1) العسلي ، كامل : التصوف ص470.
2) كنعان ، توفيق ، الأولياء في فلسطين ، ص242
3) كلبونة ، عبد الله ، مجلة الفجر الجديد ، العدد الرابع . ص42 سنة 82.
4) النمر ، احسان ، امتياز بلاد الشام ، ص 209
3) محاولة الحكام الهاء الناس بأمور الدين وتشجيعهم لبناء الزوايا والتكايا لأشغالهم عن سياسة الحكام وكسب طاعتهم .
4) التصوف بما جرى فيه من خلوة وعزلة وتعبد في أماكن بعيدة عن الناس ، وظلت ذكرى هؤلاء في أذهان الناس بعد موتهم فجرى تقديس س الشخص والمكان .
4) تعد الفرقة الشيعية من الفرق المهمة في انتشار تقديس المقامات والأشخاص بما جرى من تقديس لمدينة النجف الأشرف وكربلاء ومقامات الحسن والحسين وعلي رضي الله عنهم .
5) شعور الناس بالرغبة في الحماية من العقاب الرباني ،وذلك اللجوء إلى الأشجار والأحجار وأولياء الله الصالحين ليكونوا وسطاء بين الله والناس .
أثر التصوف في نشوء المقامات
في أواخر القرن الخامس الهجري ، والحادي عشر ميلادي ، ومع نشوء الدولة الأيوبية ظهرت طريقة دينية عمت الدول الإسلامية . حيث اصبح المتصوفون قوة كبيرة داخل المجتمع واصبح الحكام يخشونهم . وكانوا يلقون الدعم من الدول الموجودة في ذلك الوقت حيث كان الحكام يعتبرونهم اليد اليمنى في حروبهم ودعواتهم إلى الناس ويظهر أن تعاليم الصوفية تغلغلت بقوة في زمن الدولة المملوكية والعثمانية(1).
حيث اصبح التصوف في فلسطين سلوكا وممارسات ، ومن اشهر الرجال الصوفيين في فلسطين ابن رسلان ومنهم أيضا أبوالعون الغزي الذي سنتطرق إلى سيرته ومقامه ، ومن الملاحظ هنا أن رجال الدين الصوفيين كانوا يمثلون للناس الأولياء الذي يقبل الله أدعيتهم (2).
وهنا من الملاحظ أن نجد عائلة حاكمة في فلسطين وهم آل النمر حيث قال الشيخ عبد الغني النابلسي ما وجده عند آل النمر من الوقوف على أسرار التصوف حيث قال بهم .
عندهم أنست تود الآي مثل موسى طالبا للعنس
أهل إكرام وجود وتقي مالهم من غير الهدى من حرس
……………………………………
1) الغزالي ،إحياء علوم الدين ، مقال في مجلة هدى الإسلام .
2) الحنبلي ، مجير الدين ، الانس الجليل ص77 ، ج2 .
وهذا ما أوجد للشعب فيهم اعتقادا راسخا فانسجموا مع أمرائهم وشيوخهم إلى هذا التقديس وقد دام هذا طويلا فقد كانوا شيوخا من الشعب يقبلون أيدي الصبيان دون البلوغ (1).
…………………………………………….
1)النمر ، إحسان النمر ، امتياز جبل نابلس ، ص209-210.
الفصل الثاني
موقف الشريعة الإسلامية من
تعظيم شأن المقامات
موقف الشريعة الإسلامية
لم توجد في بداية الخلافة الإسلامية مقامات أو ما شابه . لان الإسلام كان في بداية قوته حيث كان الناس يتمسكون بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف .
ولكن الناس في عهود لاحقة ـ وربما جرى ذلك في عهد الدولة الأيوبية ـ أخذوا يقيمون فوق قبر أحد الأولياء مسجدا ويجعلونه قبرا مميزا ويذهبون إليه ويقيمون الشعائر الدينية وقراءة القرأن وغيرها ، وقرأ القرآن على الميت ، ومع أن رأي الشريعة الإسلامية لا يشجع جلوس قارئ القرآن عند القبر وطلب المغفرة إلا أن زيارة القبور مستحبة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :" كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة (1).
ويستفاد من ذلك الحديث أن الزيارة يجب أن تكون لغرض التذكر . آما التوجه إلى المقام والدعاء عنده وطلب الرحمة من الله بواسطة صاحبه حرام لأن الدعاء مستجاب من أي مكان يصلي به المسلم وليس في مكان محدد كما أن المسلم لا يحتاج لوسيط ليشفع له عند الله ، وكان الناس يذهبون مسافة بعيدة للدعاء عند بعض المقامات أو القبور والتي تحتاج إلى سفر ومؤونة ، ورأي الشريعة الإسلامية يخالف هذا العمل حيث نستدل على ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى "(2).
وقد حرمت الشريعة الإسلامية بناء القبور وتجصيصها بشكل لافت للنظر وتبذير الأموال على بنائها حتى لا تتخذ قدسية مخالفة للشريعة ،فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه مر على قبر عثمان بن مطعون وكان القبر مستويا بالأرض فوضع عليه علامة وهي صخرة صغيرة وقال " تعلم بها قبر أخي وادفن إليه من مات من أهلي "(3).
………………………………
1) رواة ابن ماجة، ص 3684 .
2) رواة ابن ماجة ص3200 .
3)رواة مسلم ، كتاب الوصايا ، ص14.
ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم الجلوس على المقابر وقال لا تجلسوا على المقابر ولا تصلوا عليها "(1).
وكذلك حرم بناء المساجد على القبور وقال :" لعن الله زوراه القبور والمتخذات عليهن المساجد والسرج "(2).
وفي رواية أخرى قال :" لعن الله اليهود الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "(3).
وهذا دليل قوي على أن الإسلام قد حارب هذه الظاهرة .
وهناك أمثلة كثيرة عن محاربة هذه البدع واهم هذه الأمثلة أن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى أناسا يصلون تحت شجرة الحديبية ويقومون بتقديسها لأن تحت هذه الشجرة تمت بيعة الحديبة فأمر عمر بقطعها (4).
ونلاحظ هنا أن الخليفة عمر بن الخطاب لم يقطع هذه الشجرة إلا لتكون خطوة نحو الاتجاه الصحيح لمحاربة هذه البدع . ولو أن كل مكان صلى به النبي اصبح مقاما أو مزارا لأصبحت جميع أراضي المسلمين مقامات ومزارات .
…………………………………..
1)رواة أبو داود ص3228.
2)رواة الإمام احمد بن حنبل ج1/ص218.
3)احمد بن حنبل – نفس المصدر .
4)الجزائري ، أبو بكر الجزائري ، منهاج المعلم ، مكتبة الصفا – 2002م.
أصناف المقامات
المقامات لها أشكال كثيرة ولعل أهم هذه الأشكال ما يلي :
1) المقام الذي يضم قبرا وبعض الأشجار وابار مياه مثل مقام الشيخ عيسى السنيري (1).
2) المقام الذي لا يضم قبرا. وإنما بعض الأشجار وأبار مياه مثل مقام النبي رابح (2).
3) قبر من غير مقام مثل مقام الشيخ غانم (3) .
4) كهف مع قبر أو من غير قبر مثل مقام الخريشي .
5) سياج حجري على شكل دائري مثل مقام الشيخ علي (4).
6) نبع ماء أو بئر .
7) شجرة معزولة أو مجموعة من الأشجار .
8) كومة أحجار .
9) حجر أو صخرة .
وهناك شرطان حتى يوصف المكان بالمقام :
1) أن تجري فيه طقوسا دينية مثل النذور والقسًم أو إنارة المصابيح .
2) أن تشهد فيه ظواهر غير طبيعية مثل سماع الأغاني أو حدوث عقاب رباني لبعض الناس وهم بداخله أو ظهور صلاح أو حيوانات ذات أشكال غريبة بداخله .
الأعمال التي تمارس في المقامات :
إن الطقوس الخاصة بالمقامات أساسها ديني لا شك ، ولكن بعضها لا يتفق بالضرورة مع أركان الدين والإيمان الإسلامي .
الأعمال التي تمارس في المقام :
يقوم الناس في المقامات بأعمال كثيرة يمكن إيجازها على النحو التالي :
…………………………..
1) عيسى السنيري : يقع في قرية سنيريا .
2) النبي رابح : يقع في قرية حجة .
3) الشيخ غانم : يقع في قرية حجة .
4) الشيخ علي : يقع في قرية كفرثلث .
1) الطقوس الدينية وهي كالآتي :
I) قول عبارات الحماية وتلاوة الفاتحة والتشهد والتبرك فيه .
II) اظهار الإجلال والتوقير وطقوس الصلاة المعهودة .
ج) وضع الممتلكات داخلها من اجل حمايتها .
د) ربط الخرق والنذور والأعياد .
هـ) المواسم والأعياد وحماية بعض الجثث للناس المهمين .
و) الاتصال بالأولياء .
لكن معظم الناس يتم اتصالهم بالأولياء داخل أو بجوار المقام وكثير من الناس لا يدخلون المقام إلا حين يكونون على وضوء وهناك بعض المقامات يحرم على الناس دخولها كمقام الشيخ الطوري في حيفا ويحرم على المرأة الحائض دخول المقام أو الصلاة أو شرب شيء من الماء .
في المقامات يقوم الناس بالترام الصمت وعدم الأكل داخلها وفي جميع المقامات يمنع دخول الدواب إلى المقام فحدثت حادثة أن أحد البغال ادخلها صاحبها إلى مقام فماتت بعد أن خرجت من باب المقام مباشرة (1).
ومن مظاهر إجلال المقامات إبقائها خالية من روث الحيوانات والمأكولات والمشروبات(2).
ولا يقدم أي إنسان على قطع شجرة الولي ، ولم يتوان السكان على معاقبة بعض الأشخاص عندما يقوموا بمحاولة قطع بعض الأشجار التي تحمل نفس القداسة واكبر مثال على ذلك أن أحد سكان قرية كفرثلث حاول قطع بلوطة مقدسة في مطلع القرن الحالي فتصدى له أهل القرية (3).
وقبل دخول المؤمن للمزار يقول : دستور يا سيدنا أو دستور وحضور يا ستار ، يا حفيظ يا أمين (4)، ونظرا لشدة احترام الناس للأولياء " صاحب المقام " فانهم يتركون أدواتهم الزراعية بحماية الولي كما هو حاصل في قرية حجة (5).
…………………………..
1) مقابلة أجريت مع داود الأشقر بتاريخ 23/5/2004 عمره 80 عام . تاجر متجول سابق في كفرثلث.
2) مقابلة أجريت مع عبد الحق الشمله بتاريخ 1/6/2004 عمره 110 اعوام . جندي سابق في كفرثلث .
3) مقابلة اجريت مع رشدي أبو هنية عمره 110 أعوام ، 15/6/2004.
4) مقابلة أجريت مع هدى رزق الله 90 عام مزارع من كفرثلث7/6/2004
5) مقابلة اجريت مع يوسف مصالحة ، عمره 60 عاما من قرية حجة 17/6/2004
وهناك كانت بعض عائلات السياسيين تقوم بدفن أبنائهم بجوار هذه المقامات خوفا من نبش قبورهم من قبل أعدائهم و خصومهم ، كما هو حاصل عندما قامت عائلة عبد الهادي بدفن أبنائها محمد الحسين ، يوسف سليمان ، وعبد الكريم بجوار مقام الخضرة (1).
ولا يهمل الفلاح الفلسطيني مقام وليه فيقوم بإصلاحه وجمع التبرعات من اجل كسب رضاه (2).
ولا تقتصر زيارة الناس للمقامات على الذهاب إلى المزارات . فربما جاء صاحب المقام للناس في المنام وطلب منهم القيام ببعض الأمور أو تسمية مواليدهم باسمه وربما يخرجون أحيانا بالليل على شكل طيور وصلاح وهنا لا يستحب قتل الطيور عند الناس وفي ذلك أبيات من الشعر يرددها العوام وهي :
طاروا أول الليل حلو شعورهم حلو
فرشوا سجاجيدهم ع البحر وما ابتلوا
طاروا في آخر الليل وفي حرم النبي صلوا (3).
2- إشفاء المرضى:
حين تطلب المرأة من الولى شفاء ولدها ، تقول له : أنا خدامك يا ولى الله ، تشفي لي ولدي ومن الأفعال الشافية لدى الفلاحين الدوران حول قبر الولي أو مقامه سبع مرات ووضع حجر على رأس المقام في كل مرة كما يحدث في الشيخ علي في كفرثلث .
وكانت النسوة في الماضي يقمن بزيارة الشيخ ووضع الحجابات داخل شقوق المقام لطلب الشفاء لأولادهم وأيضا الشرب من مياه المقام وهناك أقوال أن البركة لا تصدر عن الأولياء وحدهم بل تصدر عن الأولياء الأحياء عندما يضعون أيديهم على المريض لشفائه(4) .
…………………………………
1)كلبونة ، عبد الله كلبونة ، مجلة الفجر الجديد ، عدد 47 ، سنة 84
2) مبني على المشاهدة . عمره 65 مقابلة
3) مقابلة أجريت مع الأستاذ المتقاعد حاتم احمد – عودة 5/6/2004 .
4) مقابلة أجريت مع ظاهر غرابة مزارع من كفرثلث بتاريخ 5/6/2004 وعمره 95.
3- القسم : القسم مسألة يومية معتادة في حياة الفلسطيني ، فهو دائما يذكر الله وأولياءه ليشهد على صحة أقواله . لكن القسم المهم هو الذي يتم بالمقام . وكان الرجل الذي يتهم بسرقة ولم يكن من دليل يبين صحة ذلك كانوا يأخذونه إلى مقام في قريته فإذا رفض القسم اعتبر هذا تحمله مسؤولية السرقة .
وفي إمكان المستحلف عندما يعجز عن الحصول على حقه ، أن يغضب الولي داخل المقام ويقلب الحصيرة على القبر وإثارة الغبار نحوه من اجل سرعة العقاب للفاعل ويقول : يا سيدي يا سيف الدين خذلي حقي من الوغد الكذاب " وان كان المتهم بريئا واحزنته التهمة فيأخذ بعض قصارة المقام ويرميها على مستحلفه ويقول " يمينك يقلب عليك " فيقول المدعي " يقلب عالكذاب "(2).
واكثر الأيمان ترددا على السنة الفلسطينيين : وحياة الله ، والله العظيم ، ورب العزة ، والله ما في اعز من الله ، ورب السما ، والله هالغيث الدارج من السماء وغيرها .
وهناك أنواع من القسم دارجة مثل القسم بأسماء الأنبياء : وحياة محمد وموسى ، والخضر الأخضر وغيرها .
وهناك بعض الإيمان مثل وحياة المصحف ، وحياة هالنعمة وحياة الكعبة ، والمصحف والكعبة والصخرة الشريفة (3).
4- النذور : لا زال الناس حتى اليوم ينذرون بطلب الخلاص من مرض أو عقم . وكان الناس في الماضي ينذرون عند المقامات رغبة في الخلاص . وتروي بعض النسوة عند المقام أبياتا من الشعر
………………………….
1) مقابلة أجريت مع ظاهر غرابة 85عاما 5/6/2004 .
2) مقابلة أجريت مع محمد عودة 75عاما 7/6/2004 مزارع .
3) مبني على الاستماع والمشاهدة .
عندما يأتيها مولودا ذكر تعاقب قبله ذكورا وماتوا فتقول :
يا خضر الأخضر عليك اليوم طيرتي واحد مر يش واحد مكحل عيني
ينذرون علي إن عاشوا هالثنين لا ذبح ذبايح واقدم للخضر دينتي(1).
وهناك بعض الناس لا زالوا يمارسون حتى اليوم مثل هذه العادات ، ومنها انهم يلبسون أطفالهم دشاديش بيضاء وبعض الحرز والتعاويذ في رقبته أو على رأسه عمه ، ويكون هذا الصبي منذورا لان اخوته تعاقبوا على الموت "(2).
وهناك مثل تردده النساء كبار السن في المأتم وهو " يا ربي ربيت كل شبر بنذر "
5- التعاويذ والحجب : هناك فرق بين الدين والسحر والعلم في الطب الشعبي ، فإذا كان الطب الشعبي يستند في بعض الاحيان إلى الأعشاب والسحر .
فالتعاويذ المكتوبة تستخدم لتحمل على الجسم ، وتعلق فوق سرير المريض وتستخدم فيها بعض الكتابات المفهومة وبعض الطلاسم غير المفهومة في كتابتها .
وهناك بعض النساء يقمن بقراءة القرأن على شخص مريض ومن بعضهم الكلمات التي تردها " بجاه العلي والحسين وبجاه أحبابك الأولياء يا رسول الله ...(3).
وكانت النساء وهن اكثر فئات الشعب التي تذهب إلى المقامات لعمل التعاويذ والحجب حيث يعتقدن أن هناك وظيفة للحجب للوقاية من العين الحاسدة وخصوصا الزرقاء وعندما تلبس المرأة ابنها هذه الخرزات تقول " كل مجحوص حمصوص وكل محروس مقروص"
ووضع قطعة تسمى " الماسكة " في رقبة المرأة خوفا من الإجهاض وغيرها الكثير من هذه البدع (4).
……………………….
1) مقابلة أجريت مع الأستاذ المتقاعد حاتم احمد 65 عاما 15/6/2004 .
2)مبني على المشاهدة ومقابلة مع عائشة شواهنه 90 عاما .
3)مقابلة أجريت مع حمده عوده70 عاما 15/6/2004 .
4) مقابلة أجريت مع أمنه الراس 95 عاما 15/6 /2004 حجة : مزارعة .
6- الخرق :
من الطقوس في المقامات ربط الخرق وإقامة القناطر حول المقام وغالبا ما تكون هذه الأعمال حول بعض الأشجار المقدسة وربط بعض قطع اللحم حول الشجرة كما هو حاصل في بلوطة أم زبن (1).
7- مناطق محايدة :
كثير ما كانت تستخدم مناطق محايدة للاحتماء بها من بعض الأشخاص ومناطق لحل المشكلات وذلك لأنها تعتبر مناطق مقدسة لجميع الناس ويحرم على الناس القتال داخلها نظرا لقدسيتها .
…………………………………….
1) مبني على المشاهدة .
الفصل الثالث
المقامات في محافظة قلقيلية
محافظة قلقيلية
تقع محافظة قلقيلية في شمال الضفة الغربية وهي إحدى المدن التي تتميز بطبيعة الأراضي الساحلية التي كانت ممتدة من جهة الغرب . تعد محافظة قلقيلية من المناطق الاستراتيجية من الناحية السياسية والجغرافية حيث تقع على الحدود الفاصلة بين الأراضي التي احتلت عام 48 م وعام 67 و تتميز محافظة قلقيلية بوفرة مياهها وثمارها .
بلغ عدد سكان محافظة قلقيلية عام 1997م حوالي 69269 نسمة وتضم في جنباتها عددا كبيرا من القرى وهي فلامية ، جيوس ، كفر قدوم ، حيت ، باقة الحطب ، حجة ، اماتين ، فرعطة ، صير ، الفندق ، جينصافوط ، عزبة الطبيب ، عسلة ، النبي الياس ، عزون ، كفرثلث ، حبلة، واد الرشا ، عزبة سلمان ، الأشقر ، المدور ، عزبة جلعود ، بيت امين ، عزون العتمة ، كفرلاقف .
حدود محافظة قلقيلية :
من الشمال : محافظة طولكرم
من الشرق : محافظة نابلس
من الجنوب محافظة سلفيت
من الغرب : مناطق الخط الأخضر والأراضي المحتلة عام 1948م(1).
المقامات في مدينة قلقيلية:
تقع مدينة قلقيلية في شمال الضفة الغربية، ترتفع عن سطح البحر حوالي 75م . بلغ عدد سكانها حوالي 31772نسمة (2).
…………………….
1) دائرة الإحصاء المركزية الفلسطينية عام 1997 م.
2) نفس المصدر
تبعد قلقيلية عن البحر الأبيض المتوسط حوالي 14 كم وتقع شمال القدس على بعد 75 كم ونتيجة لاتفاقية رودس حرم أهالي قلقيلية من جميع أراضيهم الساحلية والخصبة التي وقعت داخل الأراضي المحتلة عام 1948 .
كانت قلقيلية في عهد المماليك قرية صغيرة وكانت تعتبر قرية من قرى جلجوليا ، وكانت أحد مراكز الحرم وبعد النكبة أصبحت مديرية (1).
مقامات قلقيلية الواقعة في المنطقة المحتلة عام1948
ذكر أن مدينة قلقيلية لا تحتوي على أي مقام ومعظم مقاماتها تقع ضمن الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948م وهنا يجب تعريف القارئ بشيء موجز عن هذه المقامات .
مقام النبي شمعون :
يقع في الشمال الغربي لمدينة قلقيلية في بقعه تعرف اليوم باسم بقعة خريكة ، تحتوي على تل وأثار راسخة (2) تتراوح مساحة المقام حوالي 3×3 م ،يقع باب المقام من الجهة الشمالية ويبلغ ارتفاعه حوالي 2م ويحيط بالمقام مجموعة من الاشجار، وشمعون كما هو معلوم هو أحد أبناء يعقوب بن إسحاق ولا علاقة له بهذه الديار ، ويمكن أن يكون تحريفا للاسم العربي للنبي سمعان الذي كان يطلق على هذا المكان . والهدف من هذه التسمية هو محاولة تزييف التاريخ الإسلامي وإعطاء الصفة اليهودية لهذا المقام . ولا يوجد في الدين الإسلامي أي نبي أطلق عليه اسم النبي سمعان ولا نعرف كيف جاءت هذه التسمية ، وقد أقام اليهود على هذه البقعة مستعمرة تدعى (نير يال).
مقام سراقة :
مقام سراقة : يقع في الجانب الغربي من مدينة قلقيلية وحوله ارض عرفت بوقف سراقه وهو مقام مبني على حجارة تعود للعصور الوسطى لا يوجد بداخله ضريح ، كان أهالي قرية كفرسابا يمارسون بداخله عادات السحر والبركة والشعوذة ، يوجد على أحد جدرانه كتابات ونقوش عربيه غير واضحة ، وهناك بعض الأقوال وهي على الأرجح للتأكيد أن صاحبه هو الشاعر العراقي سراقة البارقي المتوفى عام 78هـ . ويذكر أن هذا الشاعر قد هجا الحجاج وهرب واحتمى في فلسطين أقام في هذا المقام، واما ما يتناقله العامة أن هذا مقام سراقة صاحب سواري كسرى فهي روايات ضعيفة (3).
…………………………….
1) الدباغ ، مصطفى ، بلادنا فلسطين ، ج3 ، ق3 ، ص267.
2) الدباغ ، نفس المصدر
3) نفس المصدر ص277.
مقام النبي يامين (بنيامين) :
يقع هذا المقام في الجانب الغربي لمدينة قلقيلية ، والأرض المقام عليها تسمى وقف يامين ، ويقع في منتصف الطريق بين جلجوليا وقلقيلية . وهو مقام معقود على حجارة يعود تاريخها للعصور الوسطى ومساحته تبلغ 4×4 م له باب يفتح على الجهة الشمالية وعليه قبة تدل على الطابع الإسلامي للمقام ويوجد داخل المقام محراب منحوت في الواجهة ليدل على القبلة ، ويحيط به سور وبداخله بئر ماء وبجانبه تينة كبيرة من ناحية الغرب(1).
كما يوجد بداخله قبر شيد عام 1926م ولا أحد يعرف عنه شيء أما سبب التسمية فيعود إلى أحد أحفاد يعقوب بن إسماعيل (2).
……………………………….
1) مقابلة أجريت مع حامد حسن عمر بتاريخ 20/6/2004
2) الدباغ ،مصطفى مراد ن بلادنا فلسطين ، ج3، القسم الثالث ،دار الهدى كفر قرع ، سنة 2002، ص
مقام أبو العون في جلجوليا:
تقع قرية جلجوليا غربي مدينة قلقيلية ، تبعد عنها 5كم هجر قسم من أهلها عام 1948 وبقي القسم الآخر فيها متمسكين بتراثها وهويتها العربية ، ويوجد في جلجوليا عدد من المقامات ولعل أهمها هو مقام أبى العون .
شخصية صاحب المقام:
أبوالعون محمد الغزي الشافعي كان شيخا وإماما ناسكا وكان أحد المتصوفين ورجال الدين البارزين يذهب الناس إلى زيارته بشكل مستمر . وكانت شفاعته لا ترد .
قال فيه صاحب الأنس الجليل " في عصرنا ولي النعم …أبو العون الغزي … شيخ الإسلام والطريقة القادرية(*) … متع الله الأنام بوجوده … فعمر هذا المشهد وحفر البئر بصحن المسجد . وعمر برجا على ظهر الأبوان من جهة الغرب ووضع فيه أدوات الحرب لقتال الفرنج وكانت عمارته بعد التسعين والثمانمائة . وغير ذلك من الخير " وتوفي شيخنا الجليل في ربيع الأول سنة عشر وتسعمائة بمدينة الرملة (3).
…………………..
1) مقابلة أجريت مع حامد حسن بتاريخ 5/6/2004 وهو مزارع كان يعمل في المنطقة .
2) كفرسابا ، القرى الفلسطينية المدمرة . جامعة بيرزيت .1984
3) الحنبلي . تقي الدين بن محيي ، الأنس الجليل ج2، ص78 بتصرف.
(*) القادرية : أحد طرق التصوف التي نشأت على يد الشيخ أبو العون
يقع المقام في قرية جلجوليا وهو عبارة عن بناء مساحته حوالي 200م عليه مئذنة آيلة للسقوط . يقع بجوار الشارع العام المؤدي إلى قرية كفرقاسم (1) ، يوجد على جانبه برج عسكري يقدر ارتفاعه حوالي 10م ويوجد أيضا بداخله بئر ماء وهو بناء جميل يغلب عليه الطابع العسكري (2).
مقامات قرية خريش:
تقع في الجنوب الغربي لمدينة قلقيلية وتبعد عنها حوالي 7 كم وترتفع عن سطح البحر حوالي 75 م ، ويحيط بأراضيها أراضي كفر ثلث وحبلة وجلجوليا ومعظم سكانها تعود أصولهم إلى قرية كفرثلث . هجر أهلها عام 1948م حيث كان عدد سكانها عام 1945م حوالي 75 نسمة أقيمت على أراضيها مستوطنة يارهيف (3).
مقام الخريشي:
يقع المقام وسط القرية ويعتبر من اقدس الأماكن لدى سكان القرية ، وهو عبارة عن مغارة مساحتها 4×4 لا يوجد بداخله أي ضريح ويوجد بداخل المغارة محراب منحوت ليدل على جهة القبلة . ويوجد في مدخله تينة كبيرة عمرها يتجاوز 300عام . كانت نساء القرية يقمن بتنظيفها وإضاءة الشموع ليلة الجمعة ويقول سكان القرية أن رجلا صالحا وابنه كانوا يسكنون بداخلها (4).
شخصية صاحب المقام:
محمد بن احمد الخريشي كان والده بناء، درس في الأزهر ثم قدم إلى القدس واشتغل بالتدريس . كان عالما غافرا وناسكا وزاهدا وخاشعا كثير التهجد أقام في القرية فترة من الوقت وكان دائم الترحال توفي عام 1001هـ وكذلك الشيخ إسحاق بن محمد الخريشي المتقدم ذكره اخذ العلم عن والده كان حسن الصوت والأداء وإماما للمسجد الأقصى توفي سنة 1035هـ (5).
………………………………..
1) كفرقاسم : قرية تقع ضمن الأراضي المحتلة عام 1948 حدثت بها مجزرة على يد اليهود عام 1956م
2) مقابلة أجريت مع محمد عودة بتاريخ 25/5/2004 عمره 85 عاما .
3) الدباغ ، مصطفى : بلادنا فلسطين .ج3 ، ف3 ، ، ط2003 دار الهدى ،ص315
4) مقابلة أجريت مع داود الأشقر 15/6/2004 عمره 85 عاما أحد سكان القرية المدمرة .
5) المحيي ، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر مكتبة الخياط بيروت.
مقامات قرية كفرسابا:
تقع قرية كفرسابا على مسافة 3كم إلى الغرب من مدينة قلقيلية ، بلغ عدد سكانها عام 1945 حوالي 1270 نسمة ، احتل الإسرائيليون البلدة عام 1948 وهدموا بيوتها وبقي القسم الآخر منها ولا زال يشهد على الدمار والإبادة وطمس الهوية .
يوجد داخل قرية كفرسابا عدد كبير من قبور الأولياء والصالحين واغلب الظن انه لا يوجد عن تاريخها شيء لان معظم أصحابها كانوا يعيشون في القرن التاسع عشر وما تلاه . وفي مقابلة أجراها الدكتور شريف كناعنة مع أحد سكان القرية المدمرة قال له انه يوجد مقام بجانب ديوان آل بدير يطلق عليه الشيخ محمد وهو عبارة عن قبر محاط بجدار قصير ويوجد قبر لولي يقع في شمال القرية يطلق عليه الشيخ علي ، ويوجد مقام لولي يقع في شرق البلدة اسمه ابوالزرد وكن نساء القرية يقمن بدهن القبر بالزيت وإضاءة الشموع ليلة الاثنين ، وبجانب ديوان ال الولويل يقع مقام يطلق عليه المكحل وهو عبارة عن قبر بسيط وكانت النساء يذهبن اليه لابقاء النذور عنده (1).
مقامات قلقيلية الساحلية (الحرم):
كانت اراضي قلقيلية تمتد من السهل الساحلي حتى الجبال الوسطى التي تفصل قلقيلية عن قراها . ووقعت معظم الاراضي الخصبة من مدينة قلقيلية ضمن الاراضي المحتلة عام 1948 وكانت قلقيلية تعد احد مراكز ونواحي الحرم ، وكان من يزور الحرم يأخذ دليلا له من مدينة قلقيلية الناس .
قرية الحرم:
تقع من الشمال الغربي لمدينة قلقيلية تبعد عنها حوالي 15 كم وترتفع عن سطح البحر حوالي 110م . وكانت تعرف باسم سيدنا علي نسبة الى سيدنا علي بن عليل المدفون فيها وهو احد احفاد عمر بن الخطاب . أقامت إسرائيل على أراضيها مستوطنة هرتسيليا (2).
…………………..
1) قرى فلسطين المدمرة ،جامعة بير زيت ،ع11
2)حسونة ، يوسف كمال ، فلسطين والاعتداءات الإسرائيلية، 1999م.
المقام بناء مربع الشكل وهو عبارة عن مسجد عليه قبة مساحتها غير معروفة . يوجد على جانبه الغربي مئذنة يتراوح طولها من 15-20 مترا يعود تاريخ بنائها إلى عام 470هـ (1) ويوجد أيضا بداخله ضريح لأحد أحفاد عمر بن الخطاب وهو علي بن عليل بن يوسف … بن عبدالله بن عمر بن الخطاب لا زال الناس حتى اليوم يقومون بزيارته والتبرك حوله بعد أن كانوا قبل عام 1948 هـ يقيمون الأسواق التجارية والقيام برحلات منتظمة ويعد هذا المقام أحد ابرز المقامات في فلسطين لكثرة المراجع التي تناولته وسبب ذلك انه كان في مكان واضح وعامر عدد من الأحداث التاريخية وقد ذكره صاحب الأنس الجليل في كتابه " من الأولياء المشهورين بأرض فلسطين ، صاحب الكرامات … الأولياء علي بن عليم … وضريح السيد علي بن عليم بشاطئ البحر المالح عليه منارة مرتفعة . حتى الإفرنج إن اقبلوا على ضريحه كشفوا رؤوسهم ... توفي سيدنا … عام 474هـ ولم نزل الظاهر بيبرس بأرض فلسطين زاره ونذر النذور ودعا عند قبره وفتح البلاد (2).
ولا زال حتى الآن يقام موسم تجاري بداخله يطلق عليه موسم سيدنا علي .
مقامات قرى محافظة قلقيلية
مقامات قرية سنيريا:
تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة قلقيلية . بلغ عدد سكانها 2123 نسمة عام 1997م ويحيط بالقرية عدد كبير من القرى أهمها كفرثلث وبديا ومسحة وبعض المستوطنات الإسرائيلية(3) .
مقام الشيخ عيسى السنيري:
يقع المقام وسط القرية بالقرب من المسجد وهو عبارة عن غرفة تتراوح مساحتها حوالي 4×4 م يوجد بداخلها محراب ليدل على القبلة وثلاثة قبور وهي للشيخ السنيري وزوجته وخادمته وفي رواية أخرى قيل ابنته (4).
……………………………
1) القرى الفلسطينية المدمرة ، رقم 11، جامعة بير زيت .
2) حسونة ، يوسف كمال – فلسطين والاعتداءات الإسرائيلية .
3) لجنة الإحصاء المركزية ، 1997م .
4) مبني على المشاهدة ، والاستماع .
هناك ضريح يقع على الجهة الشمالية من الغرفة وهو قبر للشيخ السنيري عرف عنه التصوف والتزهد وكثرة العبادة واعتزاله للناس ، وكتب عليه بعض الكلمات :" بسم الله الرحمن الرحيم . أمر تجديد هذا المسجد المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى الشيخ الصالح زين الدين عمر بن المرحوم الشيخ عيسى السنيري نفع الله به وذلك في شهر ربيع الأول من شهور سنة تسع وسبعون وثمانمائة هـ احسن الله إليه " (1).
وهناك رواية أن الشيخ أبي العون الغزي عندما أراد أن يبنى مسجدا وقلعة في جلجوليا لجأ إلى طلب المساعدة من الشيخ عيسى السنيري بحيث أعطاه كيسا من المال لإتمام بنائه ، وبعد ذلك قام أبو العون بالزواج من ابنة الشيخ عيسى السنيري .
ويميل الباحث إلى تصديق هذه الرواية ، لأن الفترة الزمنية واحدة.
وكذلك يوجد تحت مسجد سنيريا سبع جثث لرجال قيل انهم قتلوا أثناء إحدى الثورات على الدولة العثمانية وتفيد الروايات أن عمر هذه الجثث المغطاة بأكفان بيضاء يتجاوز 300عام ولا يوجد كتابة أو مرجع لهذه الجثث (2).
وعائلات سنيريا تعود بأصلها إلى الشيخ عيسى وهي عمر والشيخ وغيرها من العائلات (3) .
مقامات قرية حبلة:
تقع القرية إلى الجنوب الشرق من مدينة قلقيلية على بعد 3كم وترتفع 100م عن سطح البحر .
……………………………….
1) مقابلة أجريت مع رشدي أبوهنية 15/6/2004 عمره 110 عام
2) نفس المصدر السابق ، ومبني أيضا على المشاهدة .
3) مبني على المشاهدة والاستماع .
مقام الولي (أولاد العوام):
يقع في الجهة الغربية من القرية حيث يمكن الوصول إليه بالسيارة وهو عبارة عن بناء مربع الشكل له باب يفتح على الجهة الغربية لا يوجد بداخله أي ضريح مساحته حوالي 4×4م ، عليه ساحة تبلغ حوالي 100 ، ويوجد في ساحته قبران لا أحد يعرف عنهما شيء ويوجد تحت الساحة عدة قبور تعود إلى حوالي مائة عام مضت .
وجميع الروايات تفيد بأن بعض أحفاد الزبير بن العوام قد استشهدوا في معارك الحروب الصليبية هنا وترجح الروايات أن القبرين هما لطلحة والزبير ولا زالت بعض النسوة يقمن بتنظيف المكان وإضاءة الشموع ويوجد على ظهر المقام قبة جميلة الشكل يغلب عليها اللون الأخضر (1).
مقام الشيخ مصطفى:
يقع في جنوبي القرية وهو عبارة عن قبر محاط بسور قصير من الحجارة يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر والشيخ مصطفى هو أحد الرجال الصالحين الذين عاشوا في القرية وكن النسوة يقمن بطلاء الزيت على القبر وإضاءة الشموع حوله وإقامة حلقات الموالد (2).
مقام قرية كفرلاقف:
تقع شرقي مدينة قلقيلية بين الطريق الواصل بين قلقيلية ونابلس وترتفع عن سطح الأرض حوالي 1069 قدما عن سطح البحر(3) .
مغارة الست نفيسة:
تقع جنوبي القرية ، مساحتها حوالي 4×4 م تحيط بها أشجار الزيتون والبلوط ، أما سبب تسميتها فيعود إلى امرأة صالحة عاشت في القرن الثامن عشر وكانت تقوم بأعمال قراءة القرآن على المرضى وبعض أعمال الطب الشعبي عرفت على يديها أنواع كثيرة من البركة وبعد مدة رحلت من القرية وبقيت المغارة مقدسة لدى سكان القرية والتقديس هنا ليس للمكان وإنما للشخص الذي كان بالمكان (4)
…………………………………
1) مقابلة أجريت مع خليل عودة 15/6/2004 عمره 75عام ومبني على المشاهدة .
2) مقابلة أجريت مع داود الأشقر 15/6/2004 عمره 80عام .
3) دائرة الإحصاء المركزية 1997م.
4) مقابلة أجريت مع هاني جبر بتاريخ 15/6/2004 عمره 45 عام كفرلاقف .
مقام النبي إلياس:
تقع قرية النبي إلياس على الطريق الواصل بين نابلس وقلقيلية والمقام عبارة عن غرفة مربعة الشكل تبلغ مساحتها حوالي 4×4م له باب يقع من الجهة الشمالية وعلى الجانب الشمالي يوجد مسجد يطلق عليه مسجد النبي الياس نسبة الى النبي الياس وتوجد على المقام بعض الكتابات غير واضحة وضريح لا يوجد بداخله أي جثة بعد ان تم نبشه .
اما بالنسبة لتسمية المقام بهذا الاسم نسبة الى النبي الياس عليه السلام الذي كان موجودا به .
والرواية الصحيحة للتسمية بالنسبة الى الياس اله الحضرة لدى الكنعانيين وعند فتح البلاد على يد المسلمين بقي الاسم الكنعاني مقدس لدى السكان وأطلقوا عليه الاسم النبي الياس(1).
اما من قام بتجديد المقام وبنائه فقد اجمعت كل الروايات انه محمد بن عبدالقادر شيخ جبل نابلس واغلب الظن انه تم بناؤه في سنة ثمانمئة للهجرة (2).
مقام الخليل في كفرقدوم:
تقع قرية كفرقدوم على الطريق الواصل بين نابلس وقلقيلية ولعل الاسم لهذه القرية نسبة الى عملية الختان التي قام بها ابراهيم عليه السلام لنفسه وذلك بواسطة القدوم.
مقام الخليل :
يقع المقام في غربي القرية وهو بجانب المسجد القديم من الجهة الشرقية وهو عبارة عن بناء مكعب الشكل يرتفع حوالي 2.5 م عليه قبة في وسطه يبلغ ارتفاعها حوالي متر واحدا وقطب دائرتها حوالي 1.5 واما باب المقام فاراتفاعه 1م وعليه ساحة تقدر مساحتها حوالي 20 مترا .
يوجد داخله مغارة تنخفض عن سطح الارض حوالي 2 م بشكل مائل ويوجد داخل المغارة مغارة اخرى ارتفاعها لا يتجاوز 50 سم وطولها في الداخل متر . ويوجد ايضا داخل المقام بسطة صغيرة ترتفع بشكل بسيط عن ارضية المقام ويعتقد الناس ان عملية الختان تمت على هذه البسطة (3).
………………………………
1) حمدي عوده 20/6/2004 ، 65عاما .
2) الوقائع الفلسطينية ، 1534.
3)، مقابلة اجريت مع انور جمعة من كفرقدوم بتاريخ 18/6/2004 عمره 65عام .
مقامات قرية باقة الحطب:
تقع قرية باقة الحطب شمالي مدينة قلقيلية يقدر عدد سكانها حوالي 2000 نسمة أقيمت على رأس تلة وترتفع عن سطح البحر حوالي 1056 قدما (1).
مقام الشيخ علي النجدي:
يقع هذا المقام في الأطراف الشمالية للقرية وهو عبارة عن مغارة ينزل اليها عبر أربع درجات وتدخل عن طريق باب لا يتجاوز ارتفاعه 1,5 مترا، ويوجد بداخلها ضريح و بئر ماء أما بسبب التسمية فإنها تعود إلى الشيخ علي النجدي هاجر من نجد الى فلسطين واستقر في باقه في مطلع القرن التاسع عشر (2).
كان يقوم بتعليم الأطفال وكان صاحب كرامات وكانت دعوته مستجابة .
مقامات الشيخ زيد وزريق وهلال:
تقع جميع هذه المقامات في الجهة الشمالية للقرية . فالشيخ زيد وزريق لهما قبران موجودان تحت شجرتي بلوط وسريس يعود تاريخها الى اوائل القرن الماضي . وكانا رجلين صوفيين متعبدين ودعاؤهما مستجاب .
اما بالنسبة للشيخ هلال او النبي هلال كما يطلق عليه العامة فهو شيخ جليل اقام في قرية باقة وتوفي بها (3).
مقامات قرية حجة:
تقع هذه القرية الى الشمال من محافظة قلقيلية ، احدى القرى عريقة التاريخ الاسلامي ويدل على تاريخها ذلك المسجد الموجود بها وعليه كتابات تدل على انه بني في عهد السلطان محمد قلاوون، ومعنى كلمة حجة هي السوق الجامع ، او المركز التجاري المرموق (4).
…………………………………
1) دائرة الاحصاء الفلسطينية ، 1997.
2) مقابلة اجريت مع منان التيتي ، 8/6/2004 ، 55عام باقة الحطب .
3) بلدية باقة الحطب . اوراق اطلعت عليها .
4) كلبونة ، عبدالله ، مقامات فلسطين (د.ت).
مقام الشيخ عطا:
يقع عند مدخل القرية الجنوبي ، على طرف الشارع العام ، بجواره مسجد قيد الانشاء وهو عبارة عن غرفة مربعة الشكل ابعادها لا تتجاوز 3×3م ويتوصل الزائر الى داخلها ، عبر باب لا يتجاوز ارتفاعه 1,8 م (1).
يقابل الداخل اليه محراب حجري منحوت في الواجهة الجنوبية وهو عبارة عن زاوية متوسطة الشكل ، يغطي ظهر الغرفة قبة متوسطة الشكل على شكل دائري ، تم الوصول لبنائها على هذا الشكل بعد تحويل الاركان الى مثمن بواسطة حنايا ركنية (2).
يوجد في اسفل الجدار الغربي نافذة صغيرة على ارتفاع قليل من مستوى ارضية الغرفة ولا يوجد داخل المقام أي ضريح او ملحقات المقام من اشجار وابار مياه (3).
اما بخصوص اسم الشيخ عطا فيستفاد من الروايات التاريخية التي يرويها سكان القرية بانه كان احد الرجال الاولياء الورعين الاتقياء . الذين نالوا احترام سكان القرية . واعتقادا به بنوا هذا المقام (4) تخليدا لذكراه واستنادا لهذه الروايات يعتقد ان بناءه تم في القرن التاسع عشر .
مقام النبي رابح:
يقع في الجهة الغربية للقرية على مرتفع جبلي ، يشرف على القرية وهو عبارة عن غرفة منفردة ، تبلغ مساحتها حوالي 4×4م يدخل اليها الزائر عبر مدخل شمالي معقود بحجر بارتفاع حوالي 180سم ويقابل المدخل محراب حجري منحوت بالجدار ، يغطي سطحه قبة كروية الشكل بنيت بعد تحويل اعلى اركان المربع الى مثمن ، بواسطة حنايا ركنيه تقوم عليها القبة ، ولا يوجد بداخله أي ضريح (5).
وفي جميع واجهات المقام نافذة صغيرة في كل الجهات لادخال الضوء من جميع الجهات .
………………………….
1) مقابلة اجريت مع محمد الراس ، 86 عام ، مزارع .
2) مبني على المشاهدة .
3) مقابلة اجريت مع شادي الصيفي – خريج كلية الاثار ، جامعة النجاح .
4) مبني على المشاهدة .
5) مبني على المشاهدة .
ينتشر خارج المقام صحن حجري (بيدر) مساحته حوالي 50 م ، ويحيط به ايضا بقايا ابنية حجرية يبدو انها كانت تستخدم كمرافق للمقام ويوجد من جهة الغرب اشجار الخروب والزيتون والتين، و يوجد من جهة الشرق بئران ماء احدهما معمور والاخر لا توجد داخله المياه .
اما سبب التسمية فيعود الى ان احد السكان رأى في المكان شيخا يدعى النبي رابح يأمر ببناء مقام له . وهنا يجب ان نؤكدانه لا يوجد في الشريعة الاسلامية أي نبي يدعى النبي رابح (1) .
مقام الشيخ غانم:
يقع داخل القرية في الجهة الشرقية منها ، وهو عبارة عن قبر بسيط ضمن مساحة لا تتجاوز 2×2م . يقوم ضمن مساحة من الارض وهو محاط بسلسلة حجرية ولا يميز القبر عن قبور المسلمين سوى قدم حجارته . اما سبب التسمية ان الشيخ غانم هو احد رجال القرية الاتقياء عرف عنه الورع ونال احترام اهل القرية فاحترموه وبقي قبره لذكراه ، وهو في الاغلب احد رجال القرن الماضي ، والملاحظ من روايات اهل القرية عن هذه المقامات الثلاثة السابقة هو ارتباطها في الحرص على حماية مزروعات القرية من العبث ولا تزال هذه الرويات ، تنتقل حيزا في نفوس الآخرين (2).
مقامات كفرثلث:
كفرثلث قرية كنعانية الأصل اسمها بعل شلشية ، تقع قرية كفرثلث في الجنوب الشرقي من مدينة قلقيلية يتبع اليها مجموعة من القرى والخرب المجاورة لها . بلغ عدد سكانها عام 1997 حوالي 3101 نسمة (3).
اما بخصوص تسميته فقد اختلفت الروايات حوله فالروايات تشير ان جد الرجال الصالحين سكن القرية وتزوج احد نساء القرية رأى اثناء منامه شخص صالح يسمى المغازين يأمره ببناء مقام له.
اما الرواية الثانية فتقول ان شخص من منطقة جنين سكن القرية والتجأ إلى آل عرار وتزوج إحدى بناتهم وانه رأى في المنام شخص يأمر ببناء مقام له ،وقد حدد له قناطر في أرض تعود ملكيتها لآل عرار (4).
…………………………………………………………..
1) مقابلة أجريت مع محمد الربع ، 85 عاما ، 15/6/2004 .
2) مقابلة أجريت مع رباح مصالحة ، 55، 15/6/2004 .
3) عرار، عبدالعزيز ، ومقبل زياد ، القرية الفلسطينية بين المتحول والثابت ن دار القلم رام الله ، عام 1985، ص7.
4) مقابلة أجريت مع حامد حسن عمر عوده بتاريخ سابق ذكره .
وهناك رواية أخرى تستند إلى شيء من الدقة أن المقام بني في منطقة بعيدة عن القرية وعلى أعلى تلة في القرية ، حيث ان الناظر يرى انه ذا موقع استراتيجي حيث من المتوقع انه استخدم للتبليغ عن الغارات الصليبية وكان المجاهدون يستريحون بداخله أثناء الحروب لذلك أطلق عليه الاسم (1).
مقام المغازين:
يقع في وسط القرية ، على اعلى قمة في القرية وهو عبارة عن بناء مربع الشكل . استخدم في بنائه حجارة من البلدة على اغلب الظن . يعود تاريخها الى اكثر من ثلاثمائة عام (2) ، مساحته حوالي 3×4م وله مدخل شمالي لا يتجاوز ارتفاعه متر واحد ويقابل الزائر أثناء دخوله محراب منحوت في الواجهة الجانبية لا يتجاوز ارتفاعها متر ليدل على اتجاه القبلة .
يتكون المقام من الداخل من عقد مثمن الشكل ، وتوجد أيضا على جدرانه كتابة غير منقطة وغير معروفة التاريخ ويطل من الجهة الغربية للمقام شباك طوله حوالي متر وعرضه 75 سم كانت تضع به المياه لسقاية عابري السبيل والطيور ويغطي المقام قبة ترابية دائرية الشكل بوسطها فتحة للإنارة ويحيط بالمقام مقبرة آلـ عيسى التي لم تكن موجودة بالماضي (3).
مقام الشيخ علي:
يوجد وسط القرية وهو عبارة عن سياج من دون ضريح داخله ، يقع بجانبه بئر ماء ومقبرة لعائلة الغرابة في القرية حيث أجمعت الروايات ان هذه العائلة سكنت القرية قبل الفتح الإسلامي وأسلمت عند بداية الفتح بذلك تكون أول العائلات التي سكنت القرية (4).
اما الشيخ علي هو احد رجال القرية في القرن التاسع عشر عرف عنه الزهد والورع ومخافة الله كان الناس يعتقدون انه يجلب البركة . وكان اهل القرية يقدمون له الاكل وكل ما يلزمه . وبعد ان ترك القرية قام الناس بتقديس المكان الذي سكن به .
بلوطة ام زبن:
عبارة عن شجرة بلوط يتجاوز عمرها اكثر من 600 عام . يعتبرها الناس مقدسة لأن عددا من الاولياء ورجال الدين في المنطقة كانوا يستريحون وينامون تحتها .
…………………………
1) مقابلة أجريت مع نظمي عودة ، 85 عام بتاريخ 21/6/ 2004.
2) مبني على المشاهدة .
3) مقابلة أجريت مع رشدي ابو هنية 115 عام 15/6/2004.
4) مقابلة أجريت مع حامد حسن عودة 55عاما 15/6/2004.
يحيط بشجرة البلوط مغارة كبيرة ذات 3 ابواب ويوجد تحت الشجرة مجموعة من الحجارة الكبيرة على شكل غرفة دون سقف وقد أجمع عدد من الرواة الذين قابلهم الباحث ان هذه الغرفة بنيت قبل حوالي 200 عام حيث ان مرضا معديا الم بالقرية فاصاب مجموعة منهم فاضطر سكان القرية إلى عزل هؤلاء المرضى تحت هذه الشجرة خوفا من العدوى ووضع الطعام لهم في اماكن بعيدة عن القرية . حيث ان كل الرجال الذين اصيبوا بهذا المرض ماتوا ولا زالت قبورهم موجودة داخل المغارة (1).
وكانت نساء القرية وحتى اليوم تقوم بوضع القناطر وربط الخرق حولها لمنع الحسد والأمراض (2).
بلوطة الشيخ مصطفى:
تقع الى الغرب من ام زبن كان يجلس تحتها احد الرجال الاتقياء ويعلم الناس امور الدين وهناك رواية تفيد ان قبرا موجود تحت الشجرة ويميل الباحث انه لا يوجد أي اثر او معلم لهذا القبر (3).
…………………………….
1) مقابلة اجريت مع ظاهر غرابة 18/6/2004 85 عاما .
2) نفس المصدر ، ايضا كامل شواهنة 95عاما .
3) مقابلة اجريت مع عائشة شواهنة ، 19/6/2004 85 عاما .
النتائج والتوصيات
لقد كانت أهم المضامين في هذه الدراسة التعريف بمجموعة مقامات يجهلها الناس في قرى وبلدات المحافظة .
ونظرا لأهمية هذه المقامات كجزء هام من التاريخ والتراث الفلسطيني فإن الباحث يوصي بما يلي:ـ
1) فهم روح الشريعة الإسلامية الغراء بعيداً عن اعتناق الخرافات والإيمان بالشعوذة على حساب والابتعاد عن ممارسة بعض الشعائر الخرافية مثل زيارة القبور أيام الخميس أو بناء وإنفاق أموال على بناء قبور ذات تكاليف ضخمة .
2) أن يقوم رجال الدعوة والدين ببيان الحكم الشرعي في قيام بعض الناس حتى هذا الوقت ببناء مساجد على الأضرحة .
3) مطالبة وزارة الأوقاف باعمار هذه الأماكن التي لا يوجد داخلها أي ضريح أو أي اثر لإنسان وإقامة مساجد أو بعض الأماكن التي تنقص القرى داخلها .
4) على وزارة الآثار المحافظة على هذه الأماكن وذلك عن طريق جمع المعلومات حول تاريخها والقيام بإصلاحها وترميمها لأن جميعها آيلة للسقوط .
5) دعوة الهيئات المختصة الى ملاحقة كل الأشخاص الذين يقومون بسرقة هذه الآثار وبيعها داخل الأسواق .
6) دعوة البلديات والمجالس المحلية إلى حمايتها وإصلاحها ومنع استغلالها من بعض السكان حيث يقومون بتخزين وتربية الدواب داخلها .
7) دعوة المدارس والجامعات إلى تنظيم رحلات طلابية لهذه الأماكن وذلك كي تبقى الذاكرة التاريخية حية .
8) دعوة وزارتي السياحة والتربية والتعليم إلى إدراج هذه الأماكن في النشرات السياحية وتنشيط الحركة السياحية إليها من اجل تنشيط الحركة التجارية في المنطقة الموجود بها .
9) دعوة الهيئات المختصة بالقيام بكل ما هو لازم من اجل بقائها شاهدا على روعة التاريخ الإسلامي.
الخاتمة
حاولت قدر الإمكان وبشيء من الإيجاز أن أوضح في هذا البحث المتواضع أحد المواضيع المهمة التي لا زالت تشغل قسما من الناس حيث تعد المقامات جزءا مهما من التاريخ الفلسطيني .
ان المقامات في منطقة قلقيلية عايشت عدد من الفترات التاريخية وتطرق الباحث إلى مجموعة من الأسباب حول نشوء المقامات في التاريخ الإسلامي بدءا من الفترة الإسلامية الأولى إلى مطلع القرن التاسع عشر ، حيث نلاحظ ان هناك مجموعة من الأسباب الرئيسية التي نشأت عليها المقامات .
وقد تبين للقارئ أن الخلافة الراشدية قد قامت بمحاربة هذه الظاهرة ثم تطرقنا إلى الفترة التي تلت الخلافة بدءا من الأزمة السياسية في الإسلام مرورا بالأحداث التي نشأت عنها وهي : ظهور عدد من الفرق الدينية التي اهتمت ببناء وتقديس وتمجيد الأولياء ومقاماتهم .
وقد ظهر لنا عبر الاستقراء والبحث أن الدولة العباسية قد أحيت وشجعت فكرة تقديس الأولياء ومجدت دور الأشخاص حيث قام الخلفاء العباسيون ببناء الصحن الحيدري ، ثم ظهر دور الأيوبيين والمماليك والأتراك العثمانيين .
ثم راح الناس العوام يقدسون ويمجدون حتى قدسوا الحجر والشجر وفي أي مكان حل فيه ولي صالح ، وقد تخيلوا تأثيراته وكراماته وقد نشأ تأليه لهؤلاء الأشخاص حتى سمي كثيرون بأسماء أنبياء وصحابة لم نقرأ عنهم في القرآن حتى أن بعضهم مات في غير المكان الذي جعل مقاما .
لقد توصل الباحث إلى أن ظاهرة المقامات والأولياء والتبرك بهم ليست من الشريعة بل هي وافدة من الديانات الوثنية وغيرها .
كما توصل الباحث إلى تحريم بناء المساجد فوق الأضرحة ، ثم سرد الباحث مجموعة من الأعمال التي مورست داخل المقامات وفيها تبين الخلط بين ممارسة الشعائر الدينية والشعوذة التي تخالف الشرع الحنيف .
المصادر والمراجع
1- إبن تيمية ، الجواب الباهر في زوار المقابر ، 1998م .
2- الجزائري ، أبوبكر الجزائري ، منهاج المسلم مكتبة الصفا ، 2002م.
3- الحنبلي ، مجير الدين بن تقي الدين ، الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل ، 1358هـ.
4- الدباغ ، مصطفى ، بلادنا فلسطين ، ج3 ، ق3، دار الهدى ، كفرقرع ، 2002م .
5- العسلي ، كامل ، مقامات فلسطين(د.ت).
6- الغزالي ، احياء علوم الدين ، القاهرة ، 1954م.
7- المقريزي ، تقي الدين احمد بن علي ، السلوك لمعرفة دول الملوك ، 1974م .
8- النمر ، إحسان ، امتياز بلاد الشام ، دمشق .
9- الوقائع الفلسطينية .
10- حسونة ، كمال ، فلسطين والاعتداءات الإسرائيلية ، 1999م .
11- كنعان ، توفيق ، الاولياء في فلسطين .
12- لجنة الإحصاء المركزية ، ط1، 1997.
13- محيي ، خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ، مكتبة الخياط بيروت .
14) عرار، عبدالعزيز ، ومقبل زياد ، القرية الفلسطينية بين المتحول والثابت، دار القلم رام الله ، 1985.
المجلات
1- C.D مجموعة الحديث الشريف :
ا) سنن ابن ماجة .
ب)ابن مسلم ، كتاب الوصايا .
ج) احمد ابن حنبل المسند .
2- كفرسابا ، سلسلة القرى الفلسطينية المدمرة ، جامعة بيرزيت ، ع11، 1984.
النشرات
1-ملفات محفوظة لدى مجلس باقة الحطب اطلعت عليها .
المقابلات الشخصية
1- أنور جمعة .
2- امنة الراس من قرية حجة .
3- حاتم احمد عودة .
4- حامد حسن عمر.
5- حمدي محمد عودة .
6- خليل محمد يوسف .
7- داود الاشقر .
8- رباح مصالحة .
9- رشدي ابوهنية .
10- شادي الصيفي.
11- ظاهر غرابة .
12- عائشة عبدالغني شواهنة .
13- عبدالحق الشملة .
14- كامل شواهنة .
15- محمد التيتي .
16- محمد الراس .
17- محمد الربع .
18- محمد خالد عودة .
19- نظمي عيسى .
20- هاني جبر .
21- هدى رزق الله .
22- يوسف مصالحة .
فهرس المحتويات
الموضوع رقم الصفحة
الإهـــــــداء …………………………………………………………….1
الشكر والتقدير……………………………………………………………………2
المقدمـــــة …………………………………………………….............3
الفصل الاول
الفصل الأول: نشوء المقامات في التاريخ الإسلامي ………………………………9
التصوف ………………………………………………………………………..11
الفصل الثاني : موقف الشريعة الإسلامية من تعظيم شأن المقامات……………
وقف الشريعة الإسلامية ………………………………………………………….12
- موقف الشريعة الإسلامية……………………………………………………….13
- قراءة القرآن على الميت ……………………….……………………………..13
- تحريم تجصيص القبور ……………………………………………………….14
- أصناف المقامات والأعمال التي تمارس بداخلها …………………………………16
- أصناف المقامات …………………………………………………………….17
- الأعمال التي تمارس بالمقام ……………………………………………………18
- الطقوس الدينية ……………………………………………………………….18
- شفاء المرضى ……………………………………………………………….19
- القسم ………………………………………………………………………. 20
- النذور ……………………………………………………………………… 21
- التعاويذ والحجب …………………………………………………………… .22
- مناطق محايدة ………………………………………………………………..22
الفصل الثالث
الفصل الثالث: المقامات في محافظة قلقيلية ………………………………………..24
مقامات قلقيلية عام 1948 ………………………………………………………..25
- مقام النبي شمعون ……………………………………………………………25
- مقام سراقة ………………………………………………………………….25
- مقام أبو العون………………………………………………………………….26
- مقامات قرية خريش …………………………………………………………..27
- مقامات قرية كفرسابا……………………………………………………………28
- مقامات قلقيلية الساحلية …………………………………………………………28
مقامات قرى قلقيلية ……………………………………………………………….29
- مقامات سنيريا ………………………………………………………………..29
- مقامات حبلة ………………………………………………………………….30
- مقامات كفر لاقف………………………………………………………………31
- مقامات النبي الياس……………………………………………………………32
- مقامات كفر قدوم………………………………………………………………32
- مقامات باقة الحطب ………………………………………………………….33
- مقامات حجة …………………………………………………………………33
- مقامات كفر ثلث……………………………………………………………….36
- النتائج والتوصيات ……………………………………………………………38
- الخاتمة……………………………………………………………………….40
- المراجع والمصادر……………………………………………………………..42
- المقابلات……………………………………………………………………..43
- الفهرست……………………………………………………………………..44
- الملاحق والصور……………………………………………………………..46
الملاحق :