هذا أنا
أدمنت أحزاني
فصرت أخاف أن لا أحزنا
وطعنت ألفامن المرات
حتى صار يوجعني بأن لا أطعنا
ولعنت في كل اللغات
وصار يقلقني بأن لاألعنا
ولقد شنقت على جدارقصائدي
ووصيتي كانت
وتشابهت كل البلاد
فلا أرى نفسي هناك
ولا أرى نفسي هنا
وتشابهت كل النساء
فجسم مريم في الظلام كما منى
ماكان شعري لعبة عبثية
أونزهة قمرية
إني أقول الشعر
-سيدتي-
لأعرف من أنا
ياسيدتي
اني أسافرفي قطار مدامعي
هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى؟
اني أفكر باختراع الماء
وأنا أفكرباختراع الهند
حتى تطلع الصحراء بعدى سنوسنا
حتى يأكل الفقراء بعدي الميجنا
إن صادروا وطن الطفولة من يدي
فلقد جعلت من القصيدة موطنا
ياسيدتي
قاتلت عصرا لامثيل لقبحه
وفتحت جرح قبيلتي المتعفنا
أنالست مكترثا
بكل الباعة المتجولين
ولاكتاب البلاط
وكل من جعلوا الكتابة حرفة
مثل الزنى
ياسيدتي
عفوا اذا أقلقتكم
أنا لست مضطرا لأعلن توبتي
هذا أنا
هذا أنا
هذا أنا
حزب المطر
أنا لا أسكن في أي مكان
إن عنواني هو اللامنتظر
مبحرا كالسمك الوحشي في هذا المدى
في دمي نار وفي عيني شرر
ذاهبا أبحث عن حريةالريح
التي يتقنها كل الغجر
راكضا خلف غمام أخضر
شاربا بالعين آلاف الصور
ذاهباحتى نهايات السفر
مبحرا نحوفضاء آخر
نافضا عني غباري
ناسيا اسمي
وأسماء النباتات
وتاريخ الشجر
هاربا من الشمس التي تجلدني بكرابيج الضجر
هاربا من مدن نامت قرونا
تحت أقدام القمر
تاركا خلفي عيونا من زجاج
وسماء من حجر
ومضاقات تميم ومضر
لاتقولي: عد الى الشمس
فاني انتمي الآن الى حزب المطر
شارك بتعليقك