فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

روجيب: ضرب على وتر السلوك والقيم

مشاركة بلول في تاريخ 1 أيلول، 2008

صورة لقرية روجيب - فلسطين: : منظر عام للبلدة. تصوير : صالح دويكات. #4 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
القيم ... السوك ... التربية والتعليم أم التعليم والتربية .... العولمة والأخلاق ... أثر التلفاز ووسائل الاتصال على السلوك ...... كثر الحديث مؤخرا عن هذه القضايا والملفات وخصوصا السلوك والأخلاقيات .... وهو موضوع بالنسبة لي على الأقل بالغ الأهمية لأنني اراقب جيدا التحولات في السلوك العام سواء في الأمكنة العامة أو أي تجمع عفوي أو منظم .... ولسان حالي وكأنني أصبحت عجوزا تسعينيا (لم نكن كذلك ابدا) .....

افتتاح مصنع جديد .... افتتاح وكالة تجارية جديدة ترافقها حملة ترويجية .... الهدف دعم الاقتصاد الوطني ..... النتيجة أن المستهلك لا يعطي بالا للمنتج الجديد لأنه تعلق بمنتجات أخرى تضر بالمنتجات الفلسطينية ليس على قاعدة الجودة طبعا .... الواقع أننا نمارس اقتصاد السوق وبالتالي نحن سوق مفتوح وبالتالي عقل استهلاكي مفتوح لكل الأنواع باستثناء المنتج الفلسطيني ....

المعطيات كافة تشير إلى نقلة نوعية في عدد لا بأس به من المنتجات الفلسطينية لا توازيها نقلة نوعية في السلوك الاستهلاكي للمستهلك الذي لا زال مصرا على الجودة دون أن يحدد عناصرها ولا آليات التحقق من معايير الجودة، بالمقابل كل ما هو ليس فلسطينيا رائع عال الجودة انيق التغليف نسبة ربحه كبيرة عروضه مغرية!!!! ما شاء الله كل هذا في جميع المنتجات باستثناء الفلسطينية ....

السؤال المهم والأهم لماذا نطلب وظائف في القطاع الخاص؟ ..... لماذا نطالب القطاع الخاص بدوره في المسؤولية الاجتماعية ودعم فرق كرة القدم ودعم دوري السلة ودعم رياضة المعاقين ودعم العودة إلى المدارس وحاسوب لكل تلميذ؟ ....

تقودك الظروف مهما كان سببها لكي تغادر عبر معبر الكرامة وهناك تشهد العجب العجاب (ولا أعمم) أهم ظاهرة من تراجع منسوب السلوك الأيجابي هي الفهلوة والتشاطر على اعتبار أن البقية اغبياء لا يعرفون شيئا ولا يستطيعون ممارسة ذات الأسلوب ..... أنت عرضة للتدافع غير المبرر وتخطي الدور بطريقة لا تنم عن أية معايير أخلاقية تربينا عليها، والتدافع هنا لا يستثني أمرآة عجوز ولا شيخ كهل ولا مريض ولا من تحمل طفلا، يمتد هذا التراجع بحيث تشهده عندما يتم الفحص على ماكنة الفحص أذا ما أطلقت صافرة يمسك الصديق لصديقه الدور ويتخطى المجموع ويدخلوا على قاعدة الفهلوة والشطارة، ولا تجدي نفعا كل عبارات الرضا والدعاء الطيب للشباب لعلهم يكونوا مثالا أكثر حضاريا ....

في المكان الذي تتجمع فيه الحقائب ملقاة على الأرض يبدأ الفصل الثاني من الفهلوة العلامة الفارقة لتراجع السلوك بالكامل (ولا أعمم)

أما السائقين الأشاوس فحدث ولا حرج فالفهلوة تحت شعار الوضع الاقتصادي المتدهور وارتفاع أسعار الوقود باتت جزء من مكونات الجسم وتسري بالدم، التسعيرة على الاستراحة محددة على مواقف السيارات، وتبدأ المساومة مع معركة مع نكد مع رفع الصوت وتأتي الخلفية حاجز مدخل أريحا وعذابه، المطلوب ضعف التسعيرة المكتوبة ولا نقاش مشمول الحقائب (الطرد) مشمول خروجية استراحة اريحا (التي تنافس استراحة مطار هيثرو!!!!!)، الأزمة هنا مدى الالتزام باللافتة المكتوبة بالخط العريض فوق موقف كل مدينة، وما يزيد عن التسعيرة من طلب داخلي يضاف على أسس منطقية فقط، ولا تهدأ المعركة طوال الطريق نكد وصوت مرتفع ونقاش عديم الجدوى وفي النهاية أن شمر الراكب عن ساعديه وصاح عاليا وعرف عن نفسه أنه من الموقع الفلاني ومعلنا أن من يقف وراء شجرته أسد يتأقلم السائق ويطلب الستر، وبعدها يعلن لبقية الركاب أنه تنازل منعا لتفاقم المشكلة أما أنتم ستدفعون يعني ستدفعون لأن البقية وراء شجرتهم أرنب.

ما يحدث في رحلة العذاب عبر معبر الكرامة هو انعكاس لحالة التراجع في السوك بدرجة مبالغ بها وهي تقع في البنك والمؤسسة الصحية وفي افتتاح المعارض وعلى حواجز الاذلال الاحتلالية.

في المستشفى الحكومي مكبر الصوت ينادي (طبيب أخصائي كذا إلى الطوارئ) يتكرر النداء ما يزيد عن ثلاثين مرة على مدار ساعة من الوقت، ترى لماذا لا يستجيب الدكتور، لماذا لا يتخذ اجراء لمعالجة الخلل واستدعائه، ما الذي جرى للمريض الذي ينادى من أجله، ما هي ردة فعل المواطن المراجع ومدى ممارسته لمسؤوليته بالاحتجاج وضمان حقه بالعلاج وحقه بالعيش بكرامة كحق من حقوق الإنسان.

أما في السلوك اليومي في مواقع أخرى حدث ولا حرج عدم التزام الحد الأدنى من روح الزمالة بحيث يتم الاستهتار بالاقتراحات والتوجهات أذا جاءت ممن يسمونهم الدرجات الدنيا ..... في السوق حدث ولا حرج ... في المواصلات العامة حدث ولا حرج ...........

تقودك قيم الوفاء إلى التراكض مع المتراكضين لتشارك في مناسبة عامة عزيزون ابطالها ولكنك يجب أن ترتدي حذاء من حديد أو نوع عليه واقي حديد، ويجب أن تكون جاهزا للكمات من هنا وهناك لا تدري من اين تأتي، وفي ختام المشهد قبل أن تأتي عبارة النهاية يجب أن يشهد الشارع في المحيط كميات من القمامة بانتظار عربات البلدية في اليوم التالي ....
في هذا الوضع لا تجدي نفعا احتجاجات الجار الطيب (ابو أشرف) الذي طالما وقد تجاوز السبعين من عمره ظل مدافعا عن النظافة والنظام وظل حريصا على حديقته وعلى الحي ككل، احتجاجه جاء كصرخة باللهجة العامية التي تحث على الانتماء وترك المكان كما كان نظيفا .... رغم نصائح (ابو مهند) له بأن يهدي شوي لأنه خاض التجربة طويلا في هذا الاتجاه ولا حياة لمن تنادي ....

واضح تماما غياب عدة عناصر أثرت في الواقع على مجمل هذه الظاهرة:

أولا: تراجع الدور التربوي للمدرسة ولست حكما لأحكم أن كان هناك تقدما على المستوى التدريسي.

ثانيا: تراجع الدور التربوي للأسرة على قاعدة الفهم الخاطئ للدور التربوي للأسرة بالتالي تقدم مخرجات للمجتمع تعتبرها منتجات عالية الجودة سلوكيا ولكنها ليست كذلك وما يحدث على الأرض تصديق لكلامي (ولا أعمم).

ثالثا: تراجع الانتماء في المجتمع الفلسطيني بحيث باتت الأهداف الشخصية الخاصة مقدمة على الهدف العام والمصلحة العام، وهذا بات يعزز في المجتمع الفلسطيني بصورة واضحة وجلية (المهم أن يسلم رأسي) .... ننظر صباح مساء لكن التنفيذ والالتزام ليس على أسرتي ولكن على الجيران وأولادهم فالجميع يستأسد على الجيران وعلى زملاء الدراسة مع ابناءهم وعلى الشلة كشماعة نعلق عليها قصورنا التربوي والتربية على القيم.

رابعا: غياب المرجعيات القيمية الموجهة للسلوك فهناك محظورات في لحظة قيمية محددة ولكنها مسموحة في لحظة قيمية أخرى وهنا يقع التضارب أمام المتلقي سواء كان طالبا أو عضوا في الأسرة، ويصبح السؤال مباحا لماذا تقع الازدواجية في ذات اللحظة؟؟؟؟

خامسا: تتكاثر المؤسسات المتخصصة في القضايا الشبابية ولكن لماذا لا يتوقف منسوب التراجع السلوكي وبشكل خاص لدى الشباب.

سادسا: الأزمة أنك تصبح مذموما أذا ما تحولت في نظر الناس إلى واعظ أو داعيا للتغير فأنت هنا متفلسف حامل للسلم بالعرض جئت في زمان غير زمانك.

سابعا: أما المسجد فالويل لك أن صليت ركعتي السنة بعد ركعتي الفرض في صلاة الجمعة فلجنة بناء المسجد الفلاني تستعجلك لأنها تريد أن تفترش مكانك لتجمع المال، ولجنة صيانة المسجد الذي تصلي فيه تريد أن تحتل موقعا، وعدا عن التدافع والقفز من فوقك رغم أن الجميع قرأ (أذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب)

مللت الحالة المثالية التي تتحوط حولة طاولة مستديرة للتحدث في مواضيع شتى وفي النهاية يذهبون كل في حاله بحثا عن الخاص .... هذه الحالة المثالية اراها أنا شخصيا حالة من الهروب من الواقع بدلا من الخروج ليشكلوا قيادة الغيير,,, يجوز في الحالة المثالية أن تقول (أن تشعل شمعة خيرا من أن تلعن الظلام) ...

مللت الحالة المثالية الإلكترونية التي نتبادل بها الرسائل والمواعظ (فالرسائل لن تصل وما وصلت) لأن الجمع المستهدف هو ليس على النت ولا يبحث عما نبحث هو أن دخل البوابة الإلكترونية يبحث عن الالعاب وما دونها ....

(ابو ابراهيم) الذي التقيته مجددا وتعرفت عليه حديثا اختصر المسافات وقال لي تخيل أن أحد الاساتذة الجامعيين من وراء المحيطات حضر إلى الوطن، الرجل اجتهد فنصح ولفت نظر افراد عائلته إلى الاهتمام بالشباب فهم المستقبل ونواة التغيير، الرجل كان صادقا ولكن (ابو ابراهيم) قرأ المكتوب من عنوانه فاضاف لم يروا الناس سيارة مستأجرة مع الرجل ولم يتحدث الرجل عن شحنة قادمة خلفه ولم يتحدث عن حوالة بنكية، وهنا بات كلامه في الهواء...

(ابو منير) ابدى امتعاضه من سلوك بعض الناس في التقليل والاستهانة بالأخرين معتبرا أن بعض الناس يضعون رجل على رجل ويقيمون الناس على اسس ومعايير غريبة عجيبة، وهذا ينتقل لابناءهم الذين سيقلدونهم حتما في طريقتهم وهنا تقع المصيبة حيث يتربى لدى الجيل الجديد شوفة الحال والاستهانة بالأخرين وشؤونهم وانجازاتهم.

الأهم من هذا وذاك تراجع السوك والاخلاقيات يتناسب طرديا مع تراجع دور الأطر التربوية والموجهة للسلوك في المجتمع ... في أوائل التسعينات تطوعت مدارس الفرندز ونظمت مؤتمرا حول (التربية على القيم) وكان النقاش فيه خصبا غنيا ومهما وتم توثيقه لا أدري لعلنا بحاجة إلى جهد أكبر في هذا الاتجاه لعل وعسى ....
الأهم دور قيادة التغيير ......



بقلم المحامي منتصر رواجبه



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع