في بلادي يا صديقي
نَذبحُ باقاتِ الزُّهور
في عيد الربيعِ....
نطهوها.....
نأكلُ الحمام
شئنا أم أبينا يا صديقي
نستمريءُ القهرَ
نَركعُ للظُّلمِ
نَسجُدُ للِّئام
نُعلنُ الحربَ على الإلهِ
يا صديقي
بالرِّبا والفتاوى
ونُخرِجُ الزكاةَ جهرةً
ونُكثر في رمضان إطعامَ الطعام
ونُدمِنُ أكلَ الحرام
الفسادُ غدا شرعةً
يا صديقي.....
وتلاشت خطوط الفصلِ
بين كسبٍ من حلالٍ أو حرام
واستمرأَ جُلُّ القومِ أكلَ الحرام
النفاق أضحى دَيدَناً
والرويبضة أضحى ناطقاً
يتنقَّلُ كالطاووسِ
بين وسائلِ الإعلام
في بلادي يا صديقي
لا مكان للعقولِ لدينا
ومحظورٌ علينا
طنينُ النحلِ
دبيبُ النملِ، صياحُ الديكِ
همسُ الخواطرِ
هديلُ الحمام
أليسَ في ذاك تحريضاً؟
على عطاء وإنتاجٍ
وتذكيراً بالصلاة
في جوفِ الليلِ
أَليسَ إزعاجاً؟
أليس فيه لحنَ الحقيقة للسلام؟
في بلادي يا صديقي
أدمنّا الشرابَ....
من السراب
والتَّغَنّي بأمجادٍ خَلَت
وامتطينا صهوة الأوهام
حاربنا طواحين الهواء حيناً
وسَرَّحنا شعاعَ الشمسِ
بالضادِِ......
لعروسِ البحرِ، إكليلاً
ورَكبنا بساطَ الريحِ
فوق الغمام
عُدنا من الأندلُسِ
يا صديقي، خائبينَ
وصَحَونا بصحراءِ الخليج
وقاع المحيط
يعترينا الذهولُ
من نِعَمٍ فاقت غرائب الأحلام
في بلادي يا صديقي
لقمة العيش تخمةٌ للبعضِِ
وللبعض فتاتٌ
مرهونةٌ بالفكرِ
وما تبقّى من موائد اللئام
في بلادي يا صديقي
لا حلالَ ولا حرام
الحلالُ ما طالتهُ اليدُ
والحرام ما ضاعََ في الجُبِّ
أو جاوز الثريّا في بُعدِهِ
أو ما رأيناهُ في المنام
في بلادي يا صديقي
لا حلالَ ولا حرام
في بلادي يا صديقي
كُلُّ ما حَولَكَ طارِدٌ
لا ألومُ كُلَّ من هاجَرََ
وعلى غيرِ هُدىً
على وجهِهِ هام
إصبر يا صديقيَ،
إصبر، لا تَبتئِس....
فالعقبى لنا بمشيئة اللهِ
ولكلِّ مرابطٍ....
بمهد الأنبياء في بلاد السلام
زين الدين عابد الشلالده
ديوان الزلزال
01/01/2010
شارك بتعليقك