فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

سفارين: أعلام من سفارين

مشاركة AZEEZ ARAR في تاريخ 13 كانون أول، 2013

صورة لقرية سفارين - فلسطين: : سفارين و وادي التين من شمال شرق كفر صور - في الرابع من أيار 2010 أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
التحاقه بحكومة فيصل الأول:
بعد هزيمة الجيش العثماني على يد الحلفاء وتراجعه إلى الشمال وجد أحمد أن عليه العودة واختار الالتحاق بجيش فيصل ،وكان دخوله في الجيش العربي في دمشق 6 تشرين أول 1918 وترخص يوم 19 آب 1920وقد عين محافظا للحسكة ولكن لم يطل به المقام حيث سقطت سوريا بيد الفرنسيين.
كان ملتحقا بالفرقة الأولى باللواء الأول من الفوج الثاني في الرهط الأول برتبة ملازم أول،ويمكن للزائر أن يشاهد صورتين لهاتين المرحلتين في بيته، ويظهر لابسا الفيصلية بدلا من الطاسة في رأسه حيث كان في الجيش العثماني النظامي.
رجع أحمد إلى بلده سفارين بعد أن اعتداء فرنسا بقيادة القائد غورو على سوريا،وتوجيهه الانذار الشهير القائم على فرض عدة شروطات واشتراطات على الشعب العربي السوري وتردد فيصل الأول ولكن رد عليه يوسف بيك العظمة "نموت وتحيا سوريا" ،ولكن القوتين لم تكن متكافئتين ،ورحل فيصل عن سوريا إلى حيفا ثم ايطاليا ،في حين استشهد العظمة،أما أحمد فلم يبق له سوى العودة إلى بلده،وقام بتحميل أغراضه في صناديق وفي خربة غزالة في سوريا تعرض أحمد لقاطعي طريق ووقف أحدهم أمامه ليهدده بالقتل . ورد أحمد :أتريد أن تقتلني افعلها.
وفي هذه الأثناء تدخل رجل آخر ،وهو مسرع ،وقال له: دعه يمر.
سأله أحمد :من أنت ؟
قال: أنا الذي هربته من إعدام جمال باشا السفاح ،وقد ترجتك أمي.
ولكنني آسف إذ نقلوا الصناديق وأخذوها.
خسر أحمد أغراضه وأثاث منزله ومذكراته التي كان يكتبها في عامي 1919 و1920
وبعد استشهاد قائد الجيش السوري يوسف بك العظمة،ودخول قوات غورو دمشق عاصمة حكومة فيصل الأول. ترك البلاد فيصل وتوجه إلى حيفا ومنها إلى ايطاليا وفي عام 1921 عينه الانجليز ملكا على العراق.
التحاقه بدائرة المعارف والتعليم:
بعد عودته للبلاد أيضا التحق بدائرة المعارف وعمل معلما في بلده قرية سفارين في عام 1921 ،وقد خضع لامتحان المعلمين المنعقد في يافا في إدارة المعارف العمومية أكتوبر 1921ثم أصبح مديرا ومعلما وأسهم في بناء غرفتين لا زالت قائمة إلى يومنا هذا، وجعلت مدرسة أساسية،ومع أن أهالي قريته لم يقابلوا جهوده في عملية البناء بحماسة ،ولكنه مضى مستمرا في عمله ،ودفع مبلغا من ماله الخاص يفوق أي من أبناء القرية ،وقدم قطعة أرض وتابع هذا العمل بنفسه، ولا زال اسمه منقوشا ومطرزا إلى يومنا هذا محفوراً على حجر في أعلى الغرفتين وجاء فيه :"سعى في تأسيس هذا المعهد العلمي أحمد حمدى عبدالقادر عشائر خدمة للدين والوطن والعلم الشريف ".
واستمر أحمد يعمل وبتابع طلبته بإخلاص وكانت له مقولة في المعلمين وحكمة خالدة :" المعلم يؤاخذ عن ما يتكلم لا عن ما تزوره أصحاب المآرب".
كان افتتاح المدرسة في قريته والاحتفال بتشييدها عام 1927 في حفل كبير ضم جمع من المسؤولين وتحدثت عنه الصحف الفلسطينية ،وأشادت بدور المعلم أحمد عشائر ،وحضرها مفتش لواء السامرة (منطقة نابلس)وتكلم في هذا الحفل الأستاذ عشائر ،وسليم بيك عبدالرحمن والأديب سعيد أفندي الخليل،وظاهر أفندي حنون، وأخذت صورة للمدعوين،ونشرتها جريدة الاتحاد العربي في طولكرم وغيرها من صحف الوطن.
وكان هذا المعلم مؤمنا بدوره القيادي والتربوي والإصلاحي والاجتماعي معاديا للصهيونية وله طموحات شتى ويملأ الخير قلبه ،وفي أوراقه نقرأ أنه كان يرغب في بناء معهد صحي في بلده ،وعمل حديقة عامة،وإنشاء بئر ارتوازي ،وتأسيس شركة نقل باصات ومطحنة،وهو لا يألو جهدا في شحذ الهمم لبناء عدة مدارس في المنطقة فيقترح على مجموعة من الشخصيات في قرى الكفريات (كفر زيباد،وكفرعبوش،وكفرصور ،وكفرجمال) ومعها كور أن ترسل رسالة إلى مفتش المعارف في قضاء طولكرم ويقنرحون فيها فتح صفوف جديدة بدلا من الذهاب للمدينة ،حيث يذهبون للتعلم فيها بعد الصف الرابع.
ناهيك عن دوره في الصلح وإصلاح ذات البين ،وحل الخصومات والنزاعات التي سببتها أعمال القتل والدم بين العائلات لأسباب العصبيات وغيرها في مناطق جبل نابلس ،وقد نجح في إصلاح الذات البين بين عدة آلاف من المتهاجرين والمتخاصمين والمختلفين أو المتشاجرين في أحداث قتل ودم ،وقد سجل نجاحا منقطع النظير في حل الخصومات بين فئات المجتمع وعائلاته.
انخرط أحمد في عمله التعليمي والتربوي معلما ومديرا في قريته سفارين ،وقد اهتم بالبعد الإنساني في تعليم طلابه ،وقد عبر عن استيائه من عمل المفتش الذي جاء ذات مرة للمدرسة وضرب الطلاب دون مبرر ومع أنهم أجابوه وكانت إجابتهم صحيحة إلا أنه مضى في غيه ولم يعترف للطلاب بإجابتهم الصحيحة وقد راجعه السيد أحمد عشائر في موقفه واعتذر له. وفي عام 1936 تم نقله إلى باقة الغربية في هذا العام،وكانت أشبه بالمنفى لبعدها عن قريته ورغم أنه كان لا يرغب في النقل ويطلب العودة لبلده كما ظهر من خلال رسائله إلى مفتش المعارف ،لكنهم لم يستجيبوا له إلا في عام 1939 وفي هذه الفترة قام الانجليز بإغلاق مدرسة باقة الغربية، بسبب إضراب طلاب المدرسة معلنين تضامنهم مع الأمة في مطالبها،وقد طلب من مفتش المعارف فتح المدرسة،ولكن الانجليز رفضوا فتحها طالما أنهم هم من أخذ قرار الإضراب والذي سبق لهم وأعلنوه في 23 نيسان من عام 1936 وأخيرا عاد الطلاب إلى مقاعدهم بعد فترة من الإضراب وتوقفه أيضا في فلسطين استجابة للملوك والرؤساء العرب.
ظهر للباحث أن نقله كان تعسفيا من قبل الانجليز ودائرة المعارف والتفتيش التابعة لهم ،وكيف لا وهو الذي اهتم بإصلاح ذات البين وتوحيد عائلات وطبقات المجتمع ،وهو ما لا يروق لمستعمر يرى في دوام التناحرات والعصبيات حفظا لسيطرته واستمرار وجوده في أرض فلسطين العربية. ،اهتم أحمد عشائر بإصلاح العلاقة بين رجال حزب المفتي الحاج أمين ورجال حزب المعارضة بقيادة النشاشيبي في منطقة طولكرم، ونابلس، وقد عقد اجتماعا سريا مع أطراف المعارضة ومنهم:احمد الشكعة،وسليمان طوقان،واحمد عبالرحمن ،ومع مؤيدي المفتي ومنهم :عبدالرحيم أفندي العنبتاوي وغيره.ودخل معهم في جدل عميق واستغرق عدة أيام في شهر آب 1938 ولم يمنعه من الاستمرار فيه الا انشغاله في وظيفته التعليمية.
بقي أحمد يحاول الانتقال من قرية باقة الغربية إلى بلده سفارين وكتب عدة رسائل خاطب فيها قائمقام طولكرم والسيد سليمان طوقان والمفتش نور الدين العباسي والأستاذ أحمد سامح الخالدي وغيرهم بسبب أنه ترك عشرون نفرا وفيهم أطفال صغار و "نساء مخدرة" ،وبقي يلح في نقله إلى بلده إلى أن جاء قرار بنقله من مدرسة باقة الغربية في 16/8/1939 بعد أن فتحت المدرسة صباح السبت 12/8/1939 وهو اليوم الأول من عام 1939/1940 ،وقد قوبل قرار نقله بالحزن من قبل أهالي باقي الغربية والقرى المجاورة،والذين أقاموا له حفله في مدرسة جت الأميرية بمنطقة المثلث الفلسطيني وحضرها جمع من الائمة والوعاظ والمخاتير والوجهاء والمعلمين والشخصيات المعروفة في باقة الغربية و جت ونزلة عيسى ووقد حضر الناس جماعات وفرادى إليه مظهرين حزنهم لفراقه وكأنه نبي أو رسول فارقهم "ولكنهم يرحبون ويقولون ما دام الطلب منك فلا يسعنا إلا التسليم وعليه الذي يقابل حزننا هو تلبية طلبك ورواحك للمباشرة على عيالك" () (مذكرات الثلاثاء 29 آب 1939) .
وقد أرسل أحمد عشائر "أبي الصادق" في طلب جمل ودابة للركوب إلى بلده وأخذ بعض الأغراض وترك عدد من الحاجيات في الدار التي استأجرها لأصحابها ،وتكررت الحفلات الوداعية. ففي باقة الغربية أقيم له حفل وداع كبير في دار المرحوم عبدالرحمن اخضير، وقد حضرها خلق كثير، ومن عدة قرى ،وخطب فيهم عدد من الخطباء،وقد أبكوه وهم يشيدون بدوره في منطقتهم كرسول ونبي،وقد اعترفوا له بتحسن نتائج طلابهم و مستوياتهم مع تهذيب أخلاقهم ،وهو الذي أسس بهوا للمصلين في مسجد باقة الغربية ،واجتهد لتأسيس المدرسة الجديدة،وأدخل إصلاحات كثيرة كلفت عشرات الجنيهات،وبناية مسجد في نزلة عيسى قل أن يوجد على شاكلته،ونقشوا أسمه على بلاطة،وعمل على إصلاح ذات البين بين قرى الشعراوية وبلاد الروحة في أم الفحم ،و"قد تكلم حمدان أفندي الحاج أحمد بكلمات رقيقة وبليغة تبكي الحجر الأصم"،واحتراما له سار معه بعضهم وأحضروا له فرسا وودعوه حتى مدينة طولكرم وكان وداعا مهيبا .
تعرض بيت أحمد عشائر "أبي الصادق " في 21/11/1938 للنهب من قبل جند الاحتلال البريطاني، وقد تقدم بشكوى من خلال مختار القرية ،وقد بلغت المنهوبات 35 جنيها و960 مل، عدى عن إتلاف أشياء جمة وقد سجل إفادته لكل من سعادة الحاكم البريطاني في منطقة طولكرم ومفتش المعارف نور الدين العباسي مع توثيق وشهادة مختار القرية،ولكن دون جدوى.حيث ردوا عليه برسالة أن هذه القضية ليست من اختصاص دائرة المعارف وأنها من اختصاص قائمقام طولكرم ،فلم يكل أو يمل فراح يطرز رسائله الاحتجاجية مطالبا باسترجاع منهوباته ،وقد أرسل رسالة إلى قائمقام طولكرم. يلاحظ في هذه الفترة اهتمامه بقراءة ومطالعة الصحف والمجلات التربوية ومنها: الكشاف،والكلية العربية،وصحيفة الأردن ،والاتحاد العربي والحياة الجديدة وفلسطين والدفاع إلى جانب حضوره مهرجانات واحتفالات وطنية وغيرها .
كما أن عشائر أبدى اهتمامه بالصلح والإصلاح بين الناس أينما ذهب. ففي باقة الغربية اهتم بإصلاح العشائر في الجهة الغربية بعد خلاف حول الميراث، وكذلك الحال كان دأبه في إصلاح الناس المتقاتلين منطلقا من الآية الكريمة:"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ..."
وشكل هذا العمل طيلة حياته ديدنه ورسالة آمن بتأديتها.
دوره الوطني: عاد الضابط أحمد إلى بلده سفارين يوم 20 أغسطوس 1920 م ،ورغم الهزيمة لم يستسلم ،ولم ييأس ففي الأول أيار عام 1921 انفجرت ثورة يافا وثار عرب أبي كشك بقيادة شيخهم شاكر أبي كشك واحتشدت جموع فلاحي جبل نابلس ،وكان أحمد عشائر أحد الذين شاركوا في الهجوم على مغتصبة الخضيرة، ويقول في مذكراته:"ذهب عالم شتى إلى الخضيرة نظراً لتعدي اليهود على الإسلام والمسيحية"
ولكن هذا الدور لم يستمر ،ولكنه جاء بأسلوب آخر من خلال العمل الإصلاحي،و معارضة بيع الأرض العربية لليهود،ففي أحد المجالس في قرية بيت ليد بين مخاطر بيع الأرض لليهود من قبل بعض السماسرة ،ويمكننا أن نطالع رسالة أرسلها أحد الأشخاص يعاتب فيها عشائر على عرقلته لبيع أرضه وعدم تشجيعه له ،ويشكو هذا الكرمي أن اليهود عرضوا عليه سعرا لم يعرضه أحد من العرب وهو جنيهان ونصف، ويضيف أنه عرض على كاظم باشا الحسيني مسؤول اللجنة التنفيذية وأمين الحسيني مسؤول المجلس الشرعي الإسلامي بيعهم هذه الأرض ولكنهم لم يقلقوا به.
ويظهر دعمه ودوره لهذا الدور في تبرعه لجمعية الإخاء والإحسان الإسلامية وفرعها في طولكرم والتي اهتمت بمقاومة بيع الأراضي وتسريبها لليهود ،وعنايتها بأسر وعوائل الشهداء
ونستنتج من خلال الوصولات المدونة بتاريخ 1/6/1931
وله من الفضائل والأعمال الجليلة ما يشهد على دوره الوطني والجهادي والذي قام على التبرع بالمال والدعم المعنوي والحرص على وحدة المجتمع من خلال الإصلاح حتى وفاته ،فقد توسط بين عائلة شريم في قلقيلية وأهالي كفرجمال وسار في وفد كبير ضم عدة قرى في المنطقة للصلح بين عائلة صقر توبة وأحمد الدارد المقبوض عليهم من قبل الانجليز والمتهمين بقتل شخص عن طريق الخطأ من آل السبع فرع حمولة شريم في قلقيلية،وقد جاء فترة الحكم بالإعدام على هذين الثائرين ويظهر أنها محاولة لإسقاط حقهم كي يفرج عنهم ،ولكن الانجليز قاموا بإعدامهم متذرعين بقضية جنائية ولكنهم كانت لهم أعمال ثورية في منطقتهم.
ولقد تبرع أيضا لصندوق الأمة عدة مرات والذي كان يهدف للحفاظ على الأرض، وكلف ابنته بالتبرع لصندوق دعم الثورة الجزائرية في عام 1954.
وفاة والده: توفي والده أوائل الثلاثينات ،وهو يكتب أسماء الذين حضروا جنازته ويظهر تأثره فيما كتبه ،وقد مر العيد الرابع على وفاة والده والتي دونها بتاريخ 30 كانون الثاني التاسع ذو الحجة 1357هـ .
وفي سياق جهوده الإصلاحية حصل اجتماع بتاريخ 21 نيسان 1939 من 2 ربيع الأول 1358 بين الشعراوية الغربية والشعراوية الشرقية في عرابة لإزالة سوء التفاهم الحاصل بين الأمة وفخري عبدالهادي،وقد توصلوا إلى نتيجة مرضية ولدى استشارة السادة حمدان الحاج أحمد من باقة الغربية وسليم العموس من عتيل والشيخ الثائر توفيق من علار يقول :"أعطيت رأيي بصراحة وكان له موقعا حسنا في النفوس".
وفي حرب 1948 استقبل عشائر ضباط وقادة من الجيش العراقي في قريته سفارين ،ودعاهم لحفل غداء كبير وشارك فيه أبناء قريته جميعا حتى أن الدجاج والحمام انقطع في هذه القرية الصغيرة.
صفات وأبعاد إنسانية في شخصيته:
عرف الرجل بأمانته وصدقه وكرمه وشجاعته في قول الحق وصراحته حتى أن كثيرين من الرجال والنساء وضعوا أماناتهم من المال عنده ومنهم بعض السامريين في مدينة نابلس ،وشملت المال والذهب ،وهو المؤتمن على تقسيم الميراث بين الناس في عدة حالات والمتبرع الكريم في عدة مواقف ،وقد أرجع أمانات لأصحابها رغم موت والدهم وعدم معرفتهم بها ولكن إيمانه كان خير دافع لهذا العمل.
بعد حرب 1948 وجلاء جيش الانجليز عن البلاد تقاعد من التعليم وتفرغ للأعمال الاجتماعية والإصلاحية بين الناس وبناء الجوامع وتقديم القرض الحسن لمن ذهبوا من أبناء قريته وغيرهم يلتمسون عملا في دول الخليج العربي ،وامتدت مساحة عمله في الصلح والإصلاح من قرية سلواد جنوبا قرب رام الله إلى طولكرم ونابلس وجنين،وتعددت هذه المشاكل ما بين خلاف على الميراث والإرث ومطالبات الرجال والنساء أو القتل العمد والقتل الخطأ وحوادث السيارات وقضايا شخصية ونسائية تتعلق بالعذرية أحيانا ،وكان يرأس لجان الصلح والإصلاح والتي شارك فيها نواب وأعيان ومنهم الأستاذ عبدالله الريماوي (أمين سر البعث في القطر الأردني) والشيخ شاكر أبو كشك وسليم عبدالرحمن وغيرهم ،وقد حرص في حله للمشاكل على تسجيل الإفادات للأطراف المتنازعة ودراستها والتعليق على دور بعض الأشخاص المعرقلين أو المثبطين والمشجعين.
تشييد المساجد في قرى منطقة طولكرم:
اهتم أيضا بتشييد المساجد في عدة قرى وصرف وقته وجهده وتبرع ببعض ماله، ومنها: مسجد في باقة الغربية وآخر في نزلة عيسى و مسجد في قرية حبلة وآخر في كفرثلث ورامين وإصلاح مسجد سفارين وعزون،وكفرعبوش ،وعسلة،ورأس عطية.صرة،قوصين،كفرجمال،وغيرها.
كما دعا أبناء قرية جيت عام 1937 لبناء مدرسة أثناء اجتماعه مع عدد من وجهائهم ووجهاء قرى المنطقة.وبناء مدرسة في كفرصور وبناء مدرسة في قوصين. ناهيك عن إصلاح آلاف الخصومات في الضفتين الشرقية والغربية.
بناء مسجد كفرثلث:
ولقد وردت إليه رسائل تهيب به طالبين المساعدة .فقد وردته رسالة من الشيخ سليم سلامة عودة من كفرثلث وهو إمام لمسجد القرية الذي بني عام 1923 ،والذي يتسع لـ100 شخص ولم يعد يكفي لحاجات القرية التي زاد عدد سكانها ،ووصلت إلى 1300 نسمة ،ثم تبعتها رسالة من لجنة أعمار المسجد والمكونة من المختارين موسى مقبل عودة، ومحمود محمد شواهنة ويوسف محمود شواهنة وظاهر عبدالله شواهنة، ورشيد اسماعيل عيسى عودة وسليمان أبو الرز ،ويطلبون منه زيارة بلدهم والتعاون معهم في بناء الجامع .
لبى أحمد عشائر الدعوة وزار كفرثلث عام 1963 وخطط لزيارة جمال عبدالهادي القاسم الذي يمتلك "بد" ـ معصرة قديمة ـ في كفرثلث ،وذرافقه المرحوم رشيد عيسى "أبو جميل"وطلبا منه التبرع بقطعة الأرض لبناء مسجد ،واستجاب لطلبهم، وكان ذلك يوم 27/8/1963 ،وحصلوا منه على وثيقة تثبت تبرعه ،وشهدت كفرثلث تعاونا لا مثيل له بفضل الدور الذي أسهم به عشائر والذي راح يتنقل في كفرثلث وخربها وهي:خربة الأشقر،وخربة المدور،وخربة سلمان،وخربة الشيخ أحمد،والضبعة،ورأس عطية ورأس طيرة،وانتقل لعزون وعسلة وتبرع هو الآخر بالمال ،ناهيك عن الأموال التي جلبها من متبرعين في نابلس وطولكرم وقرى أخرى حل فيها والجهد حتى أنه قضى ما مجموعه 34يوما من بين 27 شهرا استغرقها بناء هذا المسجد في كفرثلث لهذه الغاية،وقد انتهى بنائه في 20/6/1965. وكانت تكلفته 839 دينارا و545 فلسا.
ويؤمن أحمد عشائر بالعمل الجماعي واستنهاض همم الجميع ،فقد اجتمع مع وجهاء كفرثلث يوم 17/6/1965 وعددهم 23 شخصا ومن مختلف العائلات طالبا منهم المشاركة في صبة سقف الجامع ،باحضار الماء والحصى والاسمنت والحديد.حيث لم تتوفر رافعات ،واشترك الجميع في عونة يلهبهم الحماس الذي بثه فيهم.
ولا يبخل أحمد في الذهاب إلى عمان وتوجيه رسالة للملك حسين بن طلال طالبا المساعدة لبناء مسجد وأرسل رسالة أخرى للأوقاف باسم أعضاء المجلس القروي ولجنة الأعمار طالبين إعادة 45 ديناراً من حساب المسجد في الأوقاف وهي ناتج أرض المشاع وحاصل الزيتون والخروب من أرض الوقف الإسلامي فيها ،وجاءت الرسالة في 15/6/1965 مع اقتراب موعد صبة سقف الجامع ،ثم أرسل أحمد عشائر وفودا إلى قلقيلية لجمع التبرعات لهذه الغاية ومنهم :ظاهر عبدالله ظاهر ومحمود محمد شواهنة وأحضرا 40 دينارا ،وحسن علي عيسى الذي جاء ب8 دنانير ،وفي يوم الجمعة نقل الرجال والنساء الناعمة والماء وعمل الجميع في عونة وعمل جماعي بلا كلل وملل ،وعندما جاء يوم الصبة في 20/6/1965 . كانت كفرثلث على ميعاد عرس كبير حضره أكثر من 84 شخصا بينهم 36 من النساء والبنات ،والذين طرزهم في دفتره ،ويعبر عشائر عن إيمانه بعمله من خلال رسالة أرسلها لأحد أبنائه في الكويت متحدثا عن عمله في بناء مسجد كفرثلث واقتراب انجازه .
وقد عبر الشيخ سليم سلامة عن تقديره واحترامه لهذا الرجل بتدوين ورقة :بعنوان:"كيفية تأسيس مسجد كفرثلث " ،وكأن الشيخان أرادا أن يكون شهادة للتاريخ ومما جاء فيها ".... وكان اتمام هذا العمل بالاتفاق مع جميع أهالي القرية ختيارية وشبان ووجهاء وأعضاء ومخاتير فاننا جميعا في كفرثلث نتقدم بجزيل شكرنا وعظيم امتنان إلى فضيلة الشيخ أحمد عشائر رافع كلمة الله ومجاهدا في سبيل الله ومن الذين قال في حقهم عز وجل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومن ينتظر وما بدلوا تبديلا... وكان على نفقته الخاصة ما يقارب المائتي دينار...".
وكي يحقق غايته على أكمل وجه كان ينام في كفرثلث ويتلقى حسن الكرم والضيافة من عدد من الأشخاص الذين دونهم في مذكراته وعلى رأسهم المرحوم رشيد اسماعيل عيسى الذي استضافه 17 يوما من بين 34 يوما غير متواصلات،وأيضا المختار موسى مقبل ،والتاجر ظاهر عبدالله ظاهر ،والجندي الأول حسن محمد عمر وآخرين .
وفي عام 1959 وجد أن مسجد حبلة لا يلبي الحاجة فقام بدعوتهم لتوسعة المسجد وبنائه من جديد وذهب إلى قلقيلية ودعاهم للتبرع لإخوانهم في قرية حبلة المجاورة لهم .
إن اهتمامه العظيم يتجسد في الجهود والوقت الذي قضاه وصرفه في أعمال الخير دون أن ينتظر أجرة بل كان يتبرع من ماله وينتظر أجر ربه يوم الحساب. فقد قضى 12 يوما في إصلاح ذات البين بين آل السدة في قرية جيت ،و34 يوما في بناء مسجد كفرثلث ،ومنها 9 أيام متواصلة إلى درجة أن ابنه هاشم جاء يبحث عنه.ونظرا لهذا الدور القيادي والمركزي أدرك المرشحون لانتخابات البرلمان الأردني أهمية دوره فأرسلوا له طالبين مساعدتهم واستقبالهم في قريته سواء في انتخابات 1956 و1962 و1963،وقد دعا لهم بالتوفيق، ولم يبد انحيازا لأحدهم ،ولم ينتسب إلى أي حزب سياسي أو ديني بل كان هو بنفسه شيخا له طريقته وفهمه وأسلوبه ويمكن وصفه بأنه شخص أب وطنه وأمته آمن بفعل الخير وتقديمه في أية مناسبة يستطيعها ويقدر عليها . لقد فتح بيته لسماع وجهات نظرهم ،وفي مكتبته نقرأ هذه الرسائل المرفقة بمناشيرهم ودعاياتهم الانتخابية ومنهم: حافظ الحمد الله وسليم عبدالرحمن وأحمد الداعور ومحمد سعيد اليونس وفياض الفياض والدكتور عواد عواد.
التوثيق من أسس النجاح:
اهتم بالتوثيق وكتابة المذكرات وشرح الأحداث التي مرت معه، وكانت مرآة عاكسة لتاريخ المجتمع في هذه المنطقة،وتميز أيضا في خطاباته بالفصاحة والبيان والمشيعة بروح دينية ،وبفعل هذه القدرات توجه إليه محمد موسى عرار بطلب مساعدته في حل مشكلته بعد اتهامه بقضية قتل ودم والتي حكم بسببها بالإعدام عام 1946 ولكنه نجا بعد نسف سجن عكا في تموز 1947 ويشرح له كيف هرب من الأراضي العربية المحتلة عام 1948 وقيام السلطات الأردنية باعتقاله مطالبة بحق آل المقتول مع أنه ليس له علاقة بالقتل وسجل عشائر قصته والتقى بعمه عبدالهادي عرار لهذا الغرض.
أسرته وزواجه: تزوج أحمد عشائر أربعة نساء من قريته وقرى أخرى وأنجبن 11 ذكرا و11 أنثى الذين بقوا أحياء ناهيك عن مثله ممن توفوا،وسعى للعدل بينهن وأوصى بهن خيرا.
هكذا توزع دوره حتى وفاته بين هذه الأدوار التي ذكرناها في الصفحات السابقة
عانى أحمد من مرض السكري وأخيرا توفي عام 1981 رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
إنها شخصية معطاءة وجدنا أنها تستحق التخليد في كتب التاريخ، وسنقوم بإذن الله بهذا العمل بصحبة أستاذ فاضل في جامعة بيرزيت.
حرر بتاريخ :8/12/13 الأربعاء.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع