حلال لكم حرام على غيركم :
حينما تنقلب الموازين ويصبح الحلال حراما والحرام حلالا في زمن غاب فيه المنطق وحضر منطق وقانون الغاب ، ففي الامس القريب كان هناك الكثير من المحظورات في العمل المؤسساتي وبالاخص تسييس المؤسسات وجعلها تعمل من المنطلقات والتوجهات الحزبيه ، فهذه القوانين تحترم ولا احد يعارضها وجميل جدا ان ترى مؤسسات الوطن تعمل لكل ابناء الوطن بعيدا عن الحزبيه والشعارات الرنانه ، ولكن ومع كل اسف تطبق القوانين واللوائح الداخليه لتلك المؤسسات حسب الحاجه وحسب مصلحةحزب السلطه الحاكمه،
ففي معظم المناسبات تلاحظ الحزبيه واضحة فيها ، فلا ادري ما علاقة تخريج طلبة الثانوية العامه او أي احتفال يخص العملية التربوية والتعليميه بزج واقحام الحزبية فيه ، فأتساءل :
* ما علاقة تكريم الطلبه بخطابات سياسيه تشيد بتاريخ هذا الحزب او ذاك وتتحدث عن انطلاق الثورة (اصدق ثوره في التاريخ كما تم وصفها)....بدلا من الحديث المخصص بالكامل عن النجاح والتفوق ومناقشة الامور التربوية بشكل عام ، وان كان لا بد من االحديث في السياسة والاحزاب فليكن في مناسبات خاصه بذلك.
* وهل غاب عن اذهان القائمين على هذا الاحتفال ان اكثر من ثلثي الحضور في الاحتفال الذي اقيم في البلده لتكريم الطلبه هم ليسوا من الحزب الذي تتغنون فيه وتنشدون القصائد من اجله وتلقون المديح على اسماع الجميع وتهاجمون احزاب اخرى وتنعتونهم بصفات ذميمه انتم وخطبائكم الذين احضرتموهم ليمثلوا اعلى المستويات .
واخيرا ارجو ان يكون هناك احترام لمشاعر الحاضرين ، فهناك اكثر من توجه وفصيل فانه من المعيب ان تدعو شخصا او ضيفا الى بيتك وتبدأ تطلق عليه عبارات الذم والهجوم القاسي بدلا من ان تحترمه وتقدر مشاعره .
وفي الختام فاعلم ان الالحان العذبه التي تطرب اذنيك لسماعها ربما يسمعها اخر اصوات نشاز ولا تطيب لمسمعه ، فلتتعلم مهارة الاتصال مع الاخرين وادب التعامل مع الغير ، فهنا اتحدث عن مهارة وادب وقليل من من هو يحسنها ويتقنها.