بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وصحبه ومن وفى،وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم إن العين لتبكي وإن القلب ليحزن، وإنا على ما يحدث لأهلنا في غزة لمحروقون ومحزونون.
ولكن إلى متى سنبقى كذلك؟
وهل تعتقدون أن الحزن والألم والغضب وحده يكفي؟
لا وألف لا، لا يكفي البكاء والعويل، بل يجب أن نفعل شيئا، ولهذا كتبت مقالي هذا.
أول شيء أطلبه من الجميع أن تشاركوني الرأي في هذا المكان، أن تضعوا اقتراحاتكم وآرائكم ماذا يمكننا أن نفعل لغزة العزة؟ وأن نتعاهد سويا على تنفيذ ما يمكننا عمله.
وقبل أن أنهي مقالي لا بد وأن أضع بين أيديكم بعض الخواطر والمعاني حول هذا الموضوع.
إخواني وأخواتي الكرام:
أولا: قال تعالى: (( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)) البقرة 155-156
وقال أيضا: (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل* فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم )) آل عمران 173-174
فلن نقول إلا ما يرضي ربنا : إنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل
ثانيا: الأمل، يجب أن لا نيأس أبدا ولنتذكر يوم الأحزاب، عندما جاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الأحزاب نقضوا المعاهدات، وتآمروا على المسلمين، فصرخ بأعلى صوته: الله أكبر ، الله أكبر ، أبشروا بنصر الله، في حين أن الأمر كان مرعب ومخيف وخطير في تلك اللحظات.
فالأمل يقود إلى العمل، واليأس يسعد شياطين الإنس والجن، فأوصيكم بالأمل الأمل الأمل.
ثالثا: كيف ظنكم بالله؟؟ أنا ظني بالله بأنه سينصر الحق وأهله، حتى وإن لم يبدوا لنا ذلك واضحا جليا في بداية الأمر، غزة وأهلها وقادتها العظام (حفظهم الله جميعا) أصبحوا في قلوب الملايين من البشر، أليس ذلك جزء من النصر؟ بلى إنه أول بشائر النصر.
الشهادة في سبيل الله، أليس ذلك فوز عظيم ونصر لمن استشهد؟؟
رابعا: من خلال مطالعتي لكتاب ( "الموسوعة الذهبية في إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية" للدكتور أحمد مصطفى متولي، وهو كتاب رائع بالمناسبة ) توقفت عند هذه الإحصائية : "وفي إحصائية أمريكية تؤكد أن نصف حالات الانتحار بسبب الإدمان، و64% من حوادث السير ومصرع المشاة كل ذلك بسبب الخمر" صفحة رقم 1041 تحت بند الإعجاز الوقائي في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
عندها حمدت الله كثيرا بأنه اصطفانا في فلسطين، يموت الكثير منا بعزة وكرامة شهداء وهم يدافعون عن الحق ولإعلاء راية لا إله إلا الله، وغيرنا يموت شر ميتة، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، ونسأل الله أن يتقبل شهداء غزة وجميع شهداءنا وأن يرزقنا وإياكم جميعا الشهادة في سبيله والحياة والعمل في سبيله، وأن يختم لنا بالصالحات أعمالنا.
وفي الختام أقول : كفى .. كفى .. كفى بكاء وعويل، كفى صراخ ونحيب، كفى شكوى وتذمر، كفى يأس وإحباط، بدون عمل، انهض.. اعمل .. تحرك .. خطط .. فكر.. حاول، نعم للعمل والأمل، لا لليأس والإحباط والكسل.
ولكن البعض يقول: ماذا أعمل؟ وأنا أقول: كما أن "مكة أدرى بشعابها" كما يقولون، فإن كل إنسان أدرى بنفسه وبظروفه المحيطة وبما لديه من إمكانيات.
اجلس مع نفسك وفكر ساعات وساعات حتى تصل إلى ما تريد، خطط واعمل واستعن بالله، وسنذكر أنفسنا وإياكم في التعليقات ببعض الأمور التي يمكننا عملها
مرة أخرى أرجو من الجميع التفاعل والمشاركة بالرأي والاقتراحات، و جزاكم الله كل الخير، ولن ننسى بأنه:
بالإيمان والأمل … والعلم والعمل … معا نصنع حياة أجمل
معا نصنع الحياة // صناع الحياة
شارك بتعليقك
فها هم أبناء غزة يسرجون بدمائهم الزكية الطاهرة القناديل لتنير لنا الدرب حتى نصل إلى النصر والتحرير والله على ما يشاء قدير…
1. صلاة الفجر على وقتها: لأن فيها تدريب على الإرادة، ولن ننتصر حتى يكون عدد المصلين في الفجر كما في صلاة الجمعة، هذا ما قاله أحد الصهاينة، فهم يعرفون أهمية صلاة الفجر ودورها في تقوية الإرادة عند من يحافظ عليها، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على المحافظة عليها.
2. أن يكون لنا هدف في الحياة، وأن نخطط للحياة، ومن هنا أقدم لكم اسم كتاب رائع يساعدكم على ذلك: "كيف تخطط لحياتك" للدكتور صلاح صالح الراشد، وغيره الكثير من الكتب التي تتحدث عن هذا المجال.
5. العودة إلى القرآن قراءة وتدبرا وفهما وحفظا وعملا بما فيه في حياتنا.
هذه بعض الاقتراحات، أرجو أن نرى مزيدا من الاقتراحات والآراء حول هذا الموضوع
ماذا نفعل لنصرة أهلنا في غزة؟
اقتراحاتي ستكون في محورين: اقتراحات في المدى القريب وأخرى في المدى البعيد ولا تقتصر على اللحظات الحالية:
المدى القريب:
1. الصيام والدعاء لأهلنا وللمجاهدين في غزة خاصة عند الإفطار، فدعوة الصائم لا ترد
2. الدعاء في كل وقت وخاصة في الثلث الأخير من الليل قبل الفجر لإن الدعاء مستجاب في ذلك الوقت.
3. مراجعة النفس والتوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي والعزم على عدم العودة لها، فقد يؤخر الله النصر بسبب ذنوبنا ومعاصينا