بيت من الشعر
تبني بيوتا من الأشعار للبشر
وغيرنا قد بنى بالطوب والحجر
تقول" دنياي " لي ولست لائمها
قولا يؤرقني في الليل والسحر
هل يطعم الشعر خبزا أو يقي مطرا
أو يصرفوه من البنوك يا قمري
أو يشتري سهم بنك أو مؤسسة
أم يكتفي بسهام الطرف والنظر
أوصف لنا كيف جمعُ المال في سنة
وليس عن برقع يَشِفُّ عن قمر
أو ظبية قد غدا "الجوال" يشغلها
تريد كرتا بلا شعر مع الصور
مات الغرام فلا حب لغانية
الحب للتبر واليورو وللدولار
وفر دموعك لا تبكي على طلل
قد يتلف العين كثر السهد والسهر
بل البكاء على عمر يودعنا
أو البكاء على حظ لنا عثر
وقيمة المرء في مال يقاس بهه
وليس بالعرض أو بالطول والقصر
ولا بنثر ولا شعر وقافية
بل الغنى سوف يبقينا بلا كدر
إن الغنىَّ يسوس الناسَ مقتدرا
حتى ولو كان ذا لب من الحجر
يرى النجوم بعز الظهر طالعة
حتى ولو كان يمشي فاقد البصر
فالعين تعشى إذا ما الفقر لازمها
والنفس تهلك لو عاشت مع" الطفر
تلك التفاعيل لا تجدي قلائدها
ولا البحور ستسعفنا من الخطر فقلت لهاوالصبر قد غيضت روافده
والعين تقدح بالنيران والشرر
ماذا دهاك وأنت اليوم عاجزة
هل تعتبين على ما جاء في القدر
ألا تخافين من موت يفاجئنا
وقد بلغنا نصيبنا من الكبر
ان القصور بنيناها لوارثها
لكن اسمك شعر في فم البشر
سل العصور التي بادت مدائنها
عن صائغي شعرها تأتيك بالخبر
لا عن خزائنها ومن سيكنزها
أو من سيتبع خطى قارون للحفر
يا أيها الملأ أفتوا من سيؤنسنا
بيت من الشَعرِ أم بيت من الحجر
"عرار" قد قال يا قومي بلا وجل
تصفو الحياة مع الخربوش والنور
لقد صدقت أبا وصفي وفزت بها
قد كنت وحدك فيهم ثاقب النظر
قد كان شعرك للزهاد فلسفة
وللمحبين آيات من العبر
ثمار شِعرِك في الألباب يانعة
رغم السلافة كانت أطيب الثمر
دنياى : هي زوجتي و كان حوار بيني وبينها
نشرت في جريدة الدستور
علي محمود الفار السيلاوي
شارك بتعليقك