فَدْوَى! وأنتِ النّدَى هَلَّتْ نسائمُهُ
مع القصيدِ , فأوحى اللحنَ للوترِ
وغرّدَ الطيـرُ شــدواً في مرابِعِهِ
بينَ الزهورِ فأعطى الشَّجْوَ للشجرِ
وألهمَ الراعيَ المنسـابَ في دَعَةٍ
مع الغُنَيْمـات بينَ السّهْلِ والوَعَرِ
نشيـدَ شبّابةٍ شَبَّ الحنينُ بها
مع الأصيلِ فأغرى النجمَ بالسّهَرِ
غَنَّى لجفرا ودلعونا قصائدَ مَن
غنّى النَّسيبَ لرَوْضٍ بالرُّؤىَ نَضِرِ
قد كنتِ في رحلةٍ هانَتْ مصاعبُها
لما التقيتكِ ميعـــاداً مع المطرِ
فقلتُ و"الديرُ" في أُرجوحةٍ رَقَصَتْ
لبّيكِ يا أختَ إبراهيمَ ! وانْهَمِري
على جروحِ بلادي بلسماً عَطِراً
وأسعفيها بمــوّالِ الجوى العَطِرِ
واسْتَنْـزلي النّورَ من " عِيْبالَ " أُغنيةً
في "ذا الظلامِ " لصبـحٍ منه مُنْتَظَرِ
وَلْتَسْمعي ما يقولُ اللوزُ من وَلَهٍ
بما شعـرتِ بهِ , أو صُغْتِ من دُرَرِ
ما الدربُ يُوصِلُ بنتَ النّارِ نابُلُساً
بـِ "سيلةِ الظهرِ" غيرَ الحُلْم في السَّفَرِ
و" سيلةُ الظهرِ" فيها اللوزُ مزدهرٌ
حقاً على مَـدِّ عينِ المرءِ والنَّظَرِ
حسناءُ غنّاءُ تاهَتْ في مفاتِنها
ظميـاءُ لميـاءُ في دَلِّ وفي خَفَرِ
لفّاءُ هيفاءُ والإشـراقُ زنّرَها
عرباءُ هدباءُ مثلُ الطيفِ في السَّحَرِ
لما مررتِ بها وقتَ الأصيلِ وقد
طلعتِ بالأملِ المنشودِ في العُمُرِ
رسمتِ عنها بكلْمات كَرُمْتِ بها
رسماً جميلاً بديعـــاً خالدَ الأثَرِ
وهي التي من قديمِ الدهرِ رائعةٌ
ولا تزالُ وتبقى حلـوةَ الصُّـوَرِ
قد سُمِّيَتْ باسمِها حتى مررتِ بها
مثلَ الربيـعِ فصارتْ " سَلَّةَ الزَّهَرِ "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبت الشاعرة فدوى طوقان هذه القصيدة في شهر رمضان عام 1996 عندما كانت تمر بالطريق الرئيسي متوجهة الى دير الاسد لحضور مهرجان ادبي هناك.
شارك بتعليقك
وشكرا مرة اخرى .