سيلة الظهر: يا فرحة ما تمت.... ما رأيك في هذا الموضوع ؟ شاركنا برأيك // صناع الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي الكرام:
حملت القلم لأكتب فتألم القلم لشدة ألمي، وحزن لحزني....
آه كم يؤلمني أن أرى الناس على ما هم عليه من حال....ولكن في نفس الوقت يبرق في النفس أمل يسطع مثل سطوع أشعة الشمس الذهبية في وضح النهار.... أمل في وجود الخير في نفوس كثير من البشر ممن حولنا... خير مدفون في أعماق كثير من النفوس ولكنه محتاج لمن يفتح له الباب ويمهّد له الطريق لكي يخرج وينتشر وتعمّ الحياة بهذا الخير الوفير......

سأسلط الضوء في مقالتي هذه على ظاهرة طالما تألمنا لانتشارها في بلدتنا الحبيبة وغيرها من البلدان.... ظاهرة أصبحت عادة من عاداتنا في كل المناسبات.... ظاهرة إطلاق والنار والألعاب النارية في المناسبات السعيدة بشتى أشكالها.... في الخطبة والزواج والنجاح والتخرج وبناء البيوت وغيرها.....
فإلى كل من مارس ويمارس هذه العادة السيئة في مناسباته السعيدة ( أدام الله بيوتكم مليئة بالأفراح والمناسبات السعيدة) أوجّه هذه الكلمة.....

تذكر أن هناك طفل صغير بذلت أمه الجهد والمشقة حتى ينام بعد بكاء طويل.....تذكر أن هناك إنسان يتألم من شدة مرضه ويتمنى أن تغفو عينية ولو للحظات حتى يرتاح ويخفّ ألمه، وما إن أغمض عينية ونام حتى بدأ صوت الألعاب النارية، فماذا سيكون حال كل منهم؟؟!! وهل هذا يرضي الله و رسوله؟؟!!!
تذكر أن هناك طالب علم محتاج لكل لحظة من وقته لكي يدرس فيها وأنت تزعجه في دراسته.... تذكر وتذكر... المواقف كثيرة ولا يتسع المقام هنا لذكرها كلها.
هذا من جانب الإزعاج، أما الجوانب الأخرى:
* الحوادث التي تنتج عنها والإصابات.
* تلويث الجو بدخانها ورائحتها والمواد الضارة الموجودة فيها.
* ثمنها الذي يضيع هدرا... مع العلم أن هناك المئات بل الآلاف من الناس لا تجد لقمة عيش تطعمها لأطفالها الصغار، ولا تجد ثوب تكسوهم إياه، ولا يجدون مالا يشترون به دواء لمرضاهم الذين يتألمون ويصرخون من شدة وجعهم وألمهم، وأنت تحرق مالك في الهواء... اتق الله في ماله الذي أعطاك إياه، ولا تعصيه فيه واشكره عليه قبل أن يحرمك منه في الدنيا ويحاسبك عليه في الآخرة...اتق الله فالمال مال الله وأنت مستخلف فيه.

مرة أخرى هل هذا يرضي الله؟ وهل يرضي رسوله؟ وما حال الملائكة؟؟ ألا تعلم أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه البشر؟! فالملائكة تتأذى من عملك لأن الناس يتأذون من عملك هذا.....
فيا من قرأ مقالتي هذه...إن كنت ممن يمارسون هذه العادة السيئة ... فكلي أمل بك أن تتركها لوجه الله تعالى... ولأجل أن لا تحرق قلب أم تعبت حتى ينام طفلها الصغير وأنت بعملك هذا توقظه مذعورا... ولأجل المريض المتعب الذي يتمنى الراحة والنوم وأنت تزيد في ألمه... ولأجل المحروم الجائع الذي يحتاج للمال الذي تحرقه أنت بالهواء.... ليت أحدا ممن يدخلوا إلى هذه الساحة كان يمارس هذا العمل المؤذي ويقول أنا أول من سيتركه ويخبرنا بذلك ويفرح قلوبنا بقوله وبتنفيذ ما قاله على أرض الواقع والله شاهد على أقوالنا وأعمالنا.

وفي الختام أرجوك فكر معنا بعقلك... ما ضرورة هذا الظاهرة السيئة؟ وتأمل سلبياتها التي ذكرناها وغيرها التي لم نذكرها... وإن لم ترد التفكير بالعقل والمنطق... فأناشد قلبك أن يرحم من يتأذون من عملك الذين ذكرت بعضهم في بداية المقال: المريض والطفل وطالب العلم وغيرهم....ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.... وإن لم ترد العقل والقلب ففكر بمالك الذي يذهب هباء منثورا ويطير في الهواء دون منفعة والذي قد تستفيد منه في أمور لك ولمن حولك.... أرجوك فكر معي وتأمل...

وإن كنت ممن لا يمارس هذه العادة السيئة في أفراحه ولا يرضى عنها... فالزم ما أنت عليه من حال وأرجو منك أن تكتب تعليقا تنكر فيه هذا الأمر، وتؤيدنا عسى أن يتأثر بكلماتك من يقرأها... تعاون معنا لعل الله يهدي ولو شخص واحد بعد قراءته كلامنا ويترك هذا الأمر الذي لا يرضي الله ولا رسوله ولا العقلاء من خلقه. ولا تنس أنه: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أرجو من الجميع إبداء الرأي والنقاش والحوار حول هذه الظاهرة وحول هذا الموضوع لما فيه الخير والمصلحة لبلدتنا ولأهلنا ولنا جميعا....

إخواني أخواتي الكرام: فليعاهد كل منا نفسه أولا ولنتعاهد سويا على العمل والمحاولة لتغيير أنفسنا والتغيير في حياة من حولنا نحو الأفضل... عسى الله أن يغير ما بنا من حال إلى حال أحسن منه....فعمرنا قصير جدا... فلنعمل فيه بكل جهدنا لنترك بصمتنا في الحياة يذكرنا فيها بالخير من بعدنا ويؤجرنا عليها الله تعالى.
والله من وراء القصد.... وهو ولي التوفيق....
معا نصنع الحياة / صناع الحياة
لو سلك صناع الحياة طريقا لسلك اليأس طريقا آخر.....