بسم الله الرحمن الرحيم
عرس الديمقراطية
ذات يوم شعرت في المنطقة حراك، الناس منهمكون هنا وهناك، يصلون الليل بالنهار كالذي يستغفر بالأسحار، قلت ما الذي حل بالديار ، حتى وصلت إلينا الأخبار، إنهم يجهزون أنفسهم للعرس وأي عرس انه عرس الديمقراطية، تزيني يا ارض البسي حليك وحلتك الجديدة، فقد اقترب الموعد، يا لها من أجواء جميلة تبعث في النفس الارتياح والطمأنينة، أرى صلة الأرحام والزيارات ، إفشاء السلام والتحيات، المعانقة والقبلات، المحبة وحسن العلاقات، كثرة التعارف والصداقات،،،،،،،،
شاهدت منظرا بأم عيني سرق بصري هذا المنظر شاب مسرع ينزل من سيارته طويل القامة عريض المنكبين يفتح الأبواب الخلفية لسيارته ينزل عجوزا قارب على التسعين من العمر نحيل الجسد واهن العظم تبدو عليه علامات التعب انزله بسرعة وحمله على ظهره وهرع فيه مسرعا يترنح على ظهره يمينا ويسارا يكاد أن يسقط بقيت أتابعه إلى أين يذهب به، هل إلى ذاك المركز الصحي القريب من المكان؟ أم إلى أين؟ وإذ به يدخله إلى قاعة العرس، عرس الديمقراطية، كي يدلي بصوته عله يرجح كفة احدهم، يا الله هل يستحق هذا العجوز كل هذه المعاناة ؟
بعدها فجأة أغلقت صناديق الاقتراع ،تمت عملية الفرز، خرجت النتائج انشغل الفائزون في الاحتفالات ، انقطعت صلة الأرحام والزيارات، ذهبت أدراج الرياح الابتسامات والمجاملات- إلا من رحم ربي منهم- بدأت تطفو على السطح الخلافات، بانت المشكلات، وبدأت التساؤلات: أين الماء والكهرباء أين الخدمات.........................،
وبدأت على الحلبة المنازلات، أيها الفائز البس بيديك القفازات، كي تتلقى الضربات وتحمي نفسك من الإصابات،
أعانك الله وقدرك على حمل المسؤوليات.
وأخيرا أبارك لك الفوز، ارضى بالديمقراطية كي ترضى عليك وإلا فلترحل من حيث أتيت.
فؤاد مسعد
9/6/2010م
شارك بتعليقك