على هذه الارض
لمن يهتم ويحب ان يتابع افلام الرعب والعنف والارهاب فليتابع ذلك ليس في دور السينما أو على شاشات التلفاز بل على ارض الواقع وبمشاهدة حية ومباشرة فليذهب الى ارض فلسطين فليشاهد ما يطيب له و يرى من مناظر يصعب مشاهدتها في اضخم أفلام العنف والقتل والارهاب،تلك مناظر الاطفال والفتية الفلسطينيين الذين يدهسهم المستوطنون وتطير اجسادهم على مقدمة سيارات هؤلاء الغاصبين وترتفع في الهواء وتسقط وترتطم في الارض،على مرآى ومسمع من العالم،فلياتي مخرجوا الافلام والابطال والممثلون والمصورون الى هذه الارض ويوفروا معاناتهم في التمثيل والدبلجة لمثل هذه الافلام ولياخذوا تسجيلات جاهزة وحقيقية لافلامهم.
وكذلك الى الفنانين التشكيليين أقدموا الى ارض فلسطين واصنعوا اكبر "لوحة جدارية من الفسيفساء "ولتكن من بقايا الرصاص -الفارغ منه- الذي يطلق على أطفال وفتية فلسطين وكونوا منه لوحاتكم الجدارية وان لم تكفيكم فخذوا من اجساد الاطفال رصاصات استقرت في احشائهم وعظامهم وخذوا من دمائهم النازفة لتضعوا منها الالوان على لوحاتكم،واطبعوا هذه اللوحات والصور على جبين وضمائر العالم لعل قلوبهم الميتة تراها.
اليكم ايها ايتها الفنانون والفنانات المطربون والمطربات تعالوا احيوا حفلاتكم على ارض فلسطين وباسلوب وموسيقى من نوع اخر لعلعها تعجبكم،غنوا على عزف البنادق والرشاشات على دوي القنابل على هدير المدرعات والطائرات التي تقصف هذا الشعب الاعزل،وليتكم تغنون مع هذا العزف أغنية"وين الملايين الشعب العربي وين"لعلها توقظ الضمائر النائمة والميتة.
الى رسامي الكاركاتير اذهبوا الى الساحة العربية الى القمم الهزلية،ادخلوا الى قاعات القمم وخطوا بريشتكم ما طاب لكم من المناظر وليكن هذا الرسم في وقت الاستراحة والغداء لتشاهدوا البطون "الكروش" المتدلية وغيرها من المناظر فارسموا وابدعوا فمهما سرح خيالكم وتفكيركم اثناء رسمكم الاعتيادي لن يصل الى الذاكرة مثل هذا الذي ستشاهدونه باعينكم من مناظر ترسمون منها مئات اللوحات،ولتكتبوا تعليقا على لوحاتكم وهو لسان حالهم"الحمد لله اكلنا وشبعنا وتصورنا وكل شي تمام" فهذا هو حقيقة ما تحققه القمم.
الى اصحاب النفوذ والمال والسلطان في كل مكان،اين العدالةوالى متى يأكل اطفالكم واطفال فلسطين جياع،و يلبسوا واطفال فلسطين عراة، يلعبوا بما طاب لهم من الالعاب واطفال فلسطين يلعبون في مخلفات القنابل والرصاص،يسبحون في ارقى برك السباحة واطفال فلسطين يسبحون في برك دمائهم،ينامون في ارقى المنازل والفلل واطفال فلسطين يفترشون الارض ويلتحفون السماء.
واخيرا يحضرني قول الشاعر الراحل محمود درويش الذي قال كلماته المشهورة "على هذه الارض ما يستحق الحياة" وانا اقول"على هذه الارض ما يستحق البكاء.
فؤاد مسعد
10/10/2010
شارك بتعليقك