الحياة الرياضية
مبروك لطائرة سنجل.. أبطال فلسطين
--------------------------------------------------------------------------------
محمد الرنتيسي / عضو اللجنة المساندة لاتحاد الكرة الطائرة في محافظة رام الله
أخيراً وبعد ما يربو على عشرة أعوام صهلت جياد سنجل مجدداً واستعاد فريق نادي سنجل للكرة الطائرة كأس فلسطين إلى خزائنه..
ليس بالجديد على فريق سنجل إحراز هذا اللقب، فشمس سنجل لم تغب عن اللقب عشرة أعوام، بل إن اتحاد اللعبة هو الذي غاب وامتنع عن تنظيم البطولة لمدة خمسة أعوام متتالية، ما يعني أن البطولة لو انتظمت سنوياً لأصبح في جعبة هذا الفريق أكثر من خمسة ألقاب على الأقل.
لا نقول هذا الكلام جزافاً أو على سبيل الإطراء لنادي سنجل، ولكنها الحقيقة التي لا ينكرها أحد، فسجلات البطولة أثبتت أن فريق نادي سنجل ينفرد بعيداً في القمة، فهو الفريق الوحيد الذي أحرز لقب البطولة ثلاث مرات حتى الآن منذ انطلاقها في العام 1987. اليوم يستعيد أبناء سنجل اللقب المفقود ويزفون الكأس الغالية إلى خزائنهم بعد طول غياب.. اليوم يعيد التاريخ نفسه.. قبل عشرة أعوام وقف اللاعب عماد عصفور ليرفع كأس البطولة في العام 97، واليوم يعود نفس اللاعب إلى فريقه الأم حاملاً نفس الكأس.. اليوم يغرد العصفور السنجلاوي على طريقته الخاصة.. ليطرب عشاقه ومحبيه.. فيبدع رافي عصفور نجم المنتخب الفلسطيني بالكرة الطائرة في قيادة فريقه لاعباً ومدرباً ويقود الكتيبة البيضاء إلى لقبها الثالث بكل جدارة واقتدار..
قبل انطلاق منافسات المرحلة الثانية من النسخة الأخيرة (الثامنة) لكأس فلسطين تراهنت مع العديد من سماسرة ومتابعي اللعبة حول من سيحمل كأس البطولة، وكنت أراهن على السناجلة بكل قوة ودون تردد، لقناعتي الشخصية بأن هذا الفريق مكانه الطبيعي في المقدمة وليس له مكان آخر غير القمة. كيف لا والتاريخ يقف إلى جانبه بكل قوة، فهو صاحب إنجازات لا تعد ولا تحصى على مستوى محافظة رام الله والبيرة بشكل خاص، وعلى مستوى الوطن بشكل عام.. كيف لا وهو يضم في صفوفه أبرز لاعبي المنتخب الفلسطيني بالكرة الطائرة، بل إنه شكل خلال السنوات السابقة رافداً أساسياً وشرياناً مغذياً للمنتخب منذ تأسيسه، ولم يكتفي بهذا القدر، حيث واصل طريقه لملامسة النجاح متشدقاً بسلاح العزيمة والمعنويات العالية حتى أصبحنا أمام مدرسة مميزة بالكرة الطائرة اسمها مدرسة نادي سنجل. إن فريقاً بمستوى سنجل الذي شرف الطائرة الفلسطينية أكثر من مرة في منافسات وبطولات عربية يستحق أن يكون بطلاً لفلسطين وممثلاً لها في المنافسات العربية والإقليمية، فهذا الفريق الذي لا يعترف بالتدريبات الموسمية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا يعرف مدربه والقائمين عليه للمحاباة سبيلاً أثبت للقاصي والداني أنه على قدر التضحيات والاستعدادات تكون النتائج، وأن فريقاً لا تتجدد الدماء في عروقه سيكون مصيره الفشل وإن وصل إلى القمة يوماً ما.
مبروك لطائرة سنجل إنجازها الجديد، وعودتها للتحليق في فضاءات الوطن.. ومبروك لإدارة هذا الفريق التي حصدت اليوم ما زرعته بالأمس، وعقبال الثنائية بعد الفوز بالدوري الممتاز.
شارك بتعليقك
mabrok ya shabab