فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

سنجل: ام جودة افضل داية فلسطينية .... تقرير نشر في جريدة فلسطين ... نقله عاشق سنجل ... اتمنى ان يعجبكم ....:):):):)

مشاركة عاشق سنجل في تاريخ 1 أيار، 2009

صورة لقرية سنجل - فلسطين: : سحجة أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
من دافع حبي الشديد لبلدي الحبيبة سنجل اتابع كل ما يكتب عنها في الصحف والنت والكتب وغيرها ... واليوم جايبلكم تقرير روووووووووووووووووعة عن افض داية فلسطينية وهي احدى نساء قرية سنجل ... انها ام جودة شبانة ..ز والتي ولدت بيديها اكثر من 50000 طفل نعم خمسين الف طفل من سنجل والقرى المجاورة ...لا تستغربوا فهي سنجلاوية بكل فخر ومن كان سنجلاويا فلا تعجب ان يكون مبدعا ...
اترككم مع التقرير...

قراءة ممتعة....
مهنة لم يعد لها وجود

قابلات متمرسات يروين لـ"فلسطين" ذكرياتهن مع "لحظة الميلاد"




أم جودة.. ستون عاماً من الخبرة ولّدت خلالها خمسين ألف طفل

حنان... قابلة متعلمة بمواصفاتٍ حديثة

أم محمود : "الداية" يجب أن تتصف بالجرأة والصبر والحكمة



رام الله/ تقرير خاص فلسطين:

تطورات العصر لم تشمل التكنولوجيا فحسب...بل امتدت إلى اندثار بعض المهن التي كانت تتعامل بشكلٍ مباشر مع الإنسان، ومنها مهنة "القابلة" أو ما تسمى باللغة الدارجة "الداية" التي على يدها ولدت "أمهات زمان" أطفالاً أصبحوا الآن رجالاً...تلك القابلة تحظى بميزةٍ نادرة لا يحظاها غيرها عندما تبصرُ عيناها تلك اللحظة الرائعة التي يولد فيها "كائن حي" ليعلن عن تاريخ حياة جديد في السلالة البشرية، ولتكن هي بذلك صاحبةُ "السبق" في حمل "البشرى".

من تبقّى من هؤلاء القابلات اللاتي مارسن المهنة "بالفطرة المحضة" على قيد الحياة، بقيت ذاكرتهن تختزن بالكثير من حكايات الميلاد بعد أن استخرجن "بيدٍ خفيفة" الأجنّة من أرحام الأمومة.

ومع تقدم الطب منذ سنواتٍ طويلة اختفت هذه المهنة وأصبحت المرأة التي تستعد للمخاض تلجأ بطبيعة الحال إلى المستشفيات، وذلك بحكم وجود الأطباء الذين كانت ممارستهم عن علم ودراية.

"العيش والملح".. هذه المرة عزيزي القارىء سيكونُ مع قابلاتٍ من رام الله، اللاتي كن، على الرغم من بساطة أدواتهن ذوات خبرة طويلة التي بواسطتها تداركنَ الكثير من المواقف والأمراض المتعلقة بطب النساء.







مشهود لها بكفاءتها

رحلتنا الممتعة بدأت مع القابلة أم جودة شبانة(86عام) التي تعتبر أشهر من نارٍ على علم في هذا "العلم القديم" وذلك في كلٍ من قرية "سنجل" الواقعة شمال مدينة رام الله، سيما أن لها تاريخاً طويلاً على مدار ستين عاماً في هذه المهنة.

وبدأت حديثها بابتسامة العجائز وهي تستغرب من أنها تقوم بالإدلاء بتصريحٍ صحفي للمرة الأولى في حياتها:" يا بني أنا أمارس هذه المهنة منذ مطلع شبابي تحديداً عندما كنت في العشرين من عمري ولي الشرف أن وزارة الصحة اختارتني "القابلة" رقم واحد، وذلك بعد مغادرة القابلة التي كنت أتعلم منها، حيث بدأ الناس يطلبونني بالاسم، ووقتها أذكر ذلك اليوم الذي لا يمكنني أن أنساه، حين قال لي الطبيب بعد رؤيته لحقيبتي المليئة بالأدوات الطبية، والتي حصلت عليها من حماتي، التي كان لها هي الأخرى باع طويل في "الكار":" أنتِ القابلة التي يمكننا أن نثق بها في منطقتكم، وستكونين من أفضل القابلات رغم صغر سنك ".

وأضافت وكأنها تروي لنا حكايةً شيقة:"بصراحة هذه الثقة التي منحني إياها الأطباء دفعتني إلى أن أكون خير القابلات في رام الله، والحمد لله سمعتي كانت تصل إلى أقصى الجنوب والفضل يعود إلى حماتي التي لم تترك صغيرةً أو كبيرة إلا علمتني إياها في هذا المجال ، لازلتُ اليوم أتذكر أول دينارٍ أردني تقاضيته...كانت الفرحة لا تسعني".

كأنهم أولادي

بنبرة فيها نضج الحكمة تابعت أم جودة:"الجميع في قرية سنجل و"ترمسعيا" و"جلجيليا" وهي قرى في شمال رام الله، ينادونني "بجدتي":"لقد ولد علي يدي خمسون ألف طفل، ولا زلتُ أعرف الكثيرين منهم بعد أن أصبحوا كباراً، وكلهم مسجلة أسماؤهم في دفتر "الكيادة" وهو دفتر يتم فيه تقييد وحفظ أسمائهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم، فأنا من أخرجُتهم إلى الدنيا بيدي، وأنا أول من نظر إلى وجوهم، هذه المهنة بصدق زادت من شعوري بالأمومة، لدرجة أنني أحسّ بأن كل من وُلدوا على يدي هم أولادي وخارجون من بطني".

ولم تقتصر هذه المهنة عند أم جودة على مجرد التوليد فهي تداوي الأطفال والنساء على حد سواء، مضيفة:" كنتُ أمكث مع "الوالدة" لأكثر من عشر ساعات حتى أتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات، وإن حدثت هذه المضاعفات فأنا أقدم العلاج، وإذا لم يكن بإمكاني، سرعان ما أقوم بتحويلها إلى المستشفى، والحمد لله أنه لم يمت على يدي أي طفل بتاتاً طيلة حياتي إلا طفل واحد أخرجناه من بطن أمه وكان ميتاً"، مشيرة إلى أنها كانت تعالج المواليد من بعض الأمراض مثل "الرقان"(الصفار)، كما أن الأطفال الذين كانوا يولدوا وهم في حالة إغماء، كنتُ أعالجهم بضربهم بشكلٍ خفيف على ظهورهم، وبرش القليل من الماء على وجوهم، وبحمد لله توفقتُ في كل الحالات التي عالجتها".

خبيرة في علاج العقم

أم جودة، التي لم يستعص عليها مرض العقم أيضاً، تابعت حديثها:"لقد عالجتُ الكثير من النساء اللاتي عانينَ من العقم لسنواتٍ طويلة، وأكثرهن أنجبن بقدرة الله بعد فترةٍ قصيرة".

وبأسلوب الواثق من خبرته:"من الأشياء التي أفخر بها، بأنه جاءتني ذات يوم امرأة "عقيم"، حيث إنها قضت فترة طويلة في أمريكا بحثاً عن العلاج بدون جدوى، وبعد معالجتي لها بفترة أنجبت توأماً، وحتى يومنا هذا تلك المرأة ممتنة لي، حيث ترسل لي دائماً الهدايا".

وأعربت عن سعادتها بأن الكثير من الأطباء يلجأون إليها لطلب وصفات للعقم، مشيرةً من جهةٍ أخرى إلى الأدوات التي كانت تستخدمها في العلاج، "الصابون النابلسي" التي كانت تصنعها على شكل "تحاميل للاطفال"، إضافة إلى البودرة التي كانت تصنعها لعلاج الحساسية.



"القبالة" تخصص أكاديمي!

وسيلة التواصل الالكتروني هي من جمعتني مصادفةً مع الفتاة الفلسطينية الشابة حنان أبو العلا (22عاماً) التي تعمل "كقابلة" في سوريا، وعن سبب اختيارها لهذه المهنة بالذات قالت:"أنا في الأساس درستُ التمريض في النرويج، ثم التحقت بمعهد متوسط يدّرس القبالة في سوريا فهو علم وطب جديد ومطلوب بشكل كبير " .

وأضافت:" أحياناً الأم التي تستعد للميلاد تطلب إشراف قابلة عليها، وليس طبيباً الذي من الممكن أن يكتفي بهمة الإشراف في هذه الحالة، خبرتي لا تزال في بدايتها، وحتى الآن لم استولد سوى ثلاثين طفلاً، الغريب بأن هذه المهنة انقرضت في فلسطين، بينما في المقابل أصبحت علماً يدّرس في الجامعات السورية"، لافتةً إلى أنه إذا ما توجّهت المريضة إلى المشفى للولادة يكون للقابلة حوالي نسبة 45% من الأجر الكامل للمشفى الذي يتم التعاقد معه، أما إذا ذهبت بنفسها إلى بيت الوالدة فعندئذٍ من حق القابلة الحصول على نسبة كاملةً".

وأكدت حنان أن مهنة القابلة اختلفت عن الماضي تماماً، مضيفةً: " نحن كقابلات نستخدم الأدوات التي يستخدمها الطبيب، وعن نفسي لا استطيع أن ارتاد أي بيت مهما ارتفع سعر الأجرة، لأني أخشى من تحمل المسؤولية وحدي إذا ما حدثت مضاعفات، حيث أفضل أن يكون معي طبيب مشرف".

وتصف حنان مشاعرها لحظة نزول المولود بكثير من الحماس:"هو شعور بالانجاز العظيم يجعل عيوني تدمع بالفرحة، على الرغم من عدم وجود صلة بيني وبين هذا المولود" .

رأس الجنين في الخارج

من رام الله مرةً أخرى...أم محمود فقهاء (70 عاماً) قالت لفلسطين:" بدأت هذه المهنة وأنا في الثلاثين من عمري، كانت البداية بالنسبة لي هواية، وعندما لاحظت احدى القابلات في المنطقة مقدرتي على هذا العمل، ساعدتني في الحصول على الترخيص لأبدأ عملي بها بشكلٍ رسمي".

أم محمود التي تربطها بأم جودة "زمالة المهنة أشادت بمهارات الأخيرة قائلةً:" أم جودة في نظري "لا يُعلا عليها"، فهي من أمهر النسوة اللاتي عملن في المهنة، حتى أنها فاقت بعض الأطباء في خبرتها، وأنا لم أصل إلى مستواها، فهي بلا منافس الأبرع في مدينة رام الله، وما ميزها عن غيرها هو تخصصها في علاجها للمواليد".

واعتبرت أم محمود أن مهنة "الداية" ليست سهلة، ويجب أن تتسم من تحترفها بالشجاعة وحسن التصرف في اتخاذ القرار والصبر، مضيفةً:"كنتُ انتظر ساعات طويلة لإخراج المولود من بطن أمه سالماً".

أم محمود تبنّت وجهة نظر خاصة فيما يتعلق بالمشافي التي اعتبرت أن وجودها قضى على هذه المهنة، قائلةً:" مهنة الداية يجب أن تقتصر على النساء فقط، وأنا أرى أن المشافي لا داعي لها، فالمرأة التي تستعد للولادة عندما تبقى في بيتها، فهي تحافظ أكثر على نفسها" .

وتروي لنا أم محمود أصعب المواقف التي مرت بها بكثير من الحنين لتلك الأيام:" في ذات مرة وأنا أقوم بتوليد امرأة في عملية ولادة صعبة من نوعها، وكانت مسألة نقلها إلى المستشفى مغامرة لأن حياتها كانت معرضة للخطر، حيث خرجَ رأس الطفل وبقي جسده في بطن أمه، مما أصاب الطفل بالاختناق، وهذا استدعاني أن اصرخ في وجهها قائلة: اطلقي..اطلقي"، وبعد مضي بعض من الوقت خرج المولود مغمى عليه، حيث استخدمت الطريقة المعتادة فأمسكت قدميه وضربته بخفة على ظهره، ولكن هذه الطريقة لم تجد، فاضطررتُ إلى فرك بصلةٍ في أنفه إلى أن بكى، لا يمكن أن أصف لكم مشاعري في تلك اللحظة، لم استطع أن أمنع نفسي من البكاء".

لعل القارىء مرّت في ذاكرته صورة "الداية أم زكي" في مسلسل "باب الحارة" عندما كانت تهمّ على عجل إلى نساء الحارة عند المخاض مستعينةً بالماء الساخن والخرق النظيفة..

مهنة "القبالة" التي كانت قديماً تنتقل بالوراثة ،أو بالتعلم عن طريق "دايةٍ" خبيرة وكبيرة في السن، أخذت منحى آخر في الوقت الحاضر من قِبل بعض الجامعات الفلسطينية لتدرج هذا التخصص ضمن أقسامها، وذلك من أجل ايجاد قابلاتٍ قانونيات ذوات كفاءة عالية ويعملنَ وفق أسسٍ علميةٍ صحيحة، لا سيما أن مجتمعنا يهيمن عليه الذكور في النظام الصحي، ولكن الأمر بكل تأكيد يحتاجُ إلى مزيٍدٍ من الجهد من أجل تفعيل دور القابلات القانونيات في تقديم الرعاية للأم والطفل.
___________________

اتمنى اني قد افدتكم وشكرا على القراءة ... غلبتكم معاي ....
مع تحيات اخوكم في الله _______عاشق سنجل _______



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

الله يرحمك يا ستي ويجعل ماواكي الجنة طول عمرك فخر لسنجل وفلسطين وشكرا لكل واحد ساهم بنشر الموضوع
شكرا لجميع الاشخاص الذين تعبوا في هذا المقال من اجل هذة الامراة العظيمة حقا لقد كانت نعم الامراة ونعم الاخلاص وجميعنا نرفع رؤوسنا بهاالله يرحمك ياجدتي ام جودة ويجعل ماواكي الجنة
الله يرحمك ياستي ويجعل ماواكي الجنة كنتي فخر للجميع
كل الشكر للذي نقل هذا اللقاء الممتع مع امهاتي من الدايات والذي بفضل الله ومن ثم فضلهن استمرت السلالة الفلسطينة وانشاء الله لهن الثواب العضيم هؤلاء الجبارات الاتي يجسدن شخصياتهن روح الامومة ونرد على من يقول انه لايوجد مثل الخنساء فهو كاذب هؤولاء الامهات هن كامثال الخنساء ولا انسى ان ارسل برقية من الورد الى اامي العزيزة والتي ضحت بحياتها من اجل ان ترى ابنائها من افضل الناس
رحم الله جدتي العزيزه على قلبي الحاجه مسعده عبد الحليم (ام جوده )لقد كانت ام الجميع ولها الفضل الكثير الكثير ولن ننساها ما حيينا ما بقي الزيتون والتين والشجر والحجر
الله يرحمك يا ستي ويجعل مأواك الجنه علا خدمتك للناس
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع