سنابل الحناء
يارفيق الوطن..أفيض من عبق النشيد على الكلام وفي صحاري أدمعي ألقاً تبدّى في وميض البنفسج, وها هنا صمت على باب المدينة ولا يد تسعى لتأريخ الصدى أوانتشال البرق من لغة الحمائم,فينكمش الحلم عند الشواطئ والحزن في فمي مرارة...
أسمع صوتك من بعيد يهزني.." أسرعي فقد ظهر الهلال.."..يبعثر قلبي نداؤك وأُطلق العنان لجنوني الأزلي ليتغلغل في تفاصيل روحك فأين رحلوا بك ذات مساء؟أتسمع الآهات تأتي من نوافذ حينا؟ غدا ستعبر مضائق الحلم وترثي ذاك الصدئ, فحتى الجبال نفضت غلائلها وصعّدت رعش التلهف مذ أن تركت ظلال يديك على المائدة...ما زلت أضع حبات الضوء في عقدي الطفولي فأعرف أنهم نائمون ونحن الصحاة حتى انكسار النجاة, فكيف لا أقرأ حضورك وصمت الفجيعة قد علا نبض الحروف؟أي لغة لتلك الجدران المقيتة؟وأي لحن لتلك البقايا؟فما الذي يفعله بك السوط غير ألوان لقوس قزح؟ما ذاك الجلاد إلا أسطورة من مدائن المغيب.
يا صديقي... هنا يختلفون على كلمات نشيدك وعلى ألوان العلم وذاك سلام يؤجلنا وراء الوقت.. يجرجر اللغة أكياسا من ورق, فيرحل بعيدا في وجه السقاية ويستدير في الأفق وتلك الحجار الفت محاجرنا واعتادت ملامستنا باحتراف كل صباح إلا أن دوي الأمل المفاجئ جعلنا نرشف شيئا من خشونة نيسان و أنا ما زلت انتظرك على صهوة الرمل عند أول الطفولة ونهاية الرجوع..فانتظر حتى تنتصر لان صيف النزهة قد ولى فالظل يهتك بألق الحديقة ويسكن في شواهقها.
اصبر..فما أسخف ما يصنعون!!, ألا يعلمون أن طريق العودة تحفظ تلك المذكرات المحفورة على جسدك؟قد ضيعت هامتي هامة الصحراء, شكرا للندى, في سرها ومشاع قامتها الوفيرة فليحكموا ما شاءوا..فبلادك شذاها يعبق حرية, وأخبرهم أن فتاة سمراء الجبين ما زالت تمشي بلا قدمين خلف الجسر أعياها الحنين بعد أن بعثروها فوق الرغام..بصقت كل الدخان على الحالمين بالسلام لتجني لك شيئا من سنابل الحناء.
هناك تقف يا رفيق الدرب على الطرف الآخر من حدود الزمن تفصلنا بضعة أرقام على هوية, وجدران البيوت المتعثرة بالجرافات والقنابل تمد يدها إليك..فتنصهر المسافة والظلال وتركض إليك الأعشاب في الشوارع..يسابقها انفجار الشغب على شفة لفم العنفوان.
كلنا لك أشجار تغني بحفيف أوراقها.. فغدا ستطرق أناملك زجاج النوافذ..كل النوافذ وتعانق الوطن المجبول بقلب أمي وعزف الوتر وتطرز على ثوبي خيوطا من الشمس ورذاذا من مطر
عبدالرحمن طلعت الجعافرة.
الاردن-عمان.
[email protected]
شارك بتعليقك
كلمات تخرج من حنجرة تحجرش بها الصوت واصبح انين
كلماتك عبدالرحمن طلعت الجعافرة روح ورياحين
عن هل قريه الحلوة والمنورة
بوجود الشباب المثقفه
صح لسانك يا اخ عبدالرحمان هذا من ذوقك على ماقلته عن قريتنا الصغيره الجميله
اشكرك يا سيد محمد عبد الرحمن الجعافرة على هذا الكلام عن قريتنا واتمنى ان تكون كما يجب ان تكون بين ابناء بلدك الكريمه