فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

طيرة بني صعب: طيرة بني صعب في الحرب:نضال وصمود فبقاء(2)../د.محمد عقل

مشاركة د.محمد عقل في تاريخ 3 شباط، 2013

صورة لقرية طيرة بني صعب - فلسطين: : منظر عام أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
في 7/1/1949 نفذ العراقيون هجومهم الكاسح. كانت القوة المهاجمة مكونة في الأساس من جنود محليين فلسطينيين من فوج صلاح الدين تساندهم بطارية المدفعية العراقية الموجودة في خربة صوفين، أما العمليات فقام بها الرتل المتحرك. في هذه المرة كان قائد الرتل الرئيس الأول شاكر محمود شكري الذي كان تابعاً لقيادة الفوج الآلي الأول في قلقيلية. بهذه الطريقة نجح العراقيون في تخطي البلبلة التي كانت قائمة في صفوف قواتهم. بدأ الهجوم مع ساعات الفجر الأولى حيث قصفت بطارية المدافع الاستحكامات وصبت عليها وابلاً من النيران، بينما نجح جنود فوج صلاح الدين في السيطرة على أحد الاستحكامات، وحتى الساعة العاشرة صباحاً سيطروا على استحكامين آخرين. لتعزيز المهاجمين أرسل العقيد حسيب(نجيب) الربيعي، قائد الجحفل الأول، سرية من الفوج الأول من اللواء الخامس عشر ووحدة مجنزرات من كتيبة خالد بن الوليد. هذه القوات كانت عبارة عن احتياط، كما وضعت كتيبة الصحراء السابعة على أهبة الاستعداد للاشتراك عند الضرورة في المعارك. تمحور القتال حول استحكام رقم 42 حيث جرت محاولات عدة لاقتحامه في الساعة العاشرة والثانية ظهراً لكنها باءت بالفشل. تلاهما اقتحام ثالث نجح العراقيون خلاله من احتلال الاستحكام مستعملين القنابل الدخانية والحارقة التي ساعدتهم كثيراً.



بصورة عامة برهنت المدفعية العراقية في ذلك اليوم على وجود قدرة مهنية عالية لديها. كان تركيز النيران ناجعاً رغم تبذير كميات كبيرة من الذخيرة، أما التعاون بين المهاجمين والمدفعية العراقية فكان ناجعاً سواء عند الكر أو الفرّ حيث تقدم القادة الصغار مع فصائلهم بشجاعة نادرة، وقطعوا جميع الاتصالات اللاسلكية فيما بينهم، ما اضطر الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب إلى رمات هكوفيش تحت ضغط قوات فوج صلاح الدين ومن معهم من العراقيين. في أعقاب هذا النصر ارتفعت معنويات العراقيين عالياً، وقد أرسل ولي العهد عبد الإله رسالة شكر إلى قائد الجحفل الأول وقائد الفوج الآلي الأول جاء فيها: "نبارككم على نجاحكم في سحق العدو في تل كوفيش ونبتهل إلى الله عز وجل أن يديم نصركم"، كما أن الرئيس الأول شاكر محمود شكري، قائد الرتل الآلي، أصدر أمراً يومياً شكر فيه المتطوعين ورجال رتله على روح التفاني التي أبدوها أثناء القتال. يقول ناتان شور في كتابه "قوة الإرسالية العراقية في حرب 1948" (مخطوطة) إن عدد قتلى العرب بلغ حوالي خمسة عشر قتيلاً وأربعين جريحاً منهم سبعة قتلى عراقيين، ويضيف أن الدرس المستفاد من هذه المعركة هو أن العراقيين يملكون نوعين من السلاح الفتاك: الأول سلاح المدفعية والثاني جنود المشاة من المقاتلين الفلسطينيين. من الجدير بالذكر أن الأدبيات الفلسطينية تسمي هذه المعركة بمعركة رمات هكوفيش الرابعة التي استشهد فيها 12 جندياً عراقياً، واثنين من مناضلي الطيرة وسبعة من مناضلي قلقيلية من فوج صلاح الدين وأربعة مدنيين من سكان الطيرة(عائلة الخرسان) وثلاثة من سكان قلقيلية، أما الاستحكامات فكانت تقع على تل يسميه الأهالي الحرش أو كنايات أبو علبة بين الطيرة وقلقيلة.

ورد في كتاب رمات هكوفيش بالعبرية أنه في ليلة 2/1/1949 نزلت وحدات من لواء جبعاتي إلى معقل اللصوص(المقصود الطيرة) ونفذوا عمليتهم دون خسائر وعادوا إلى قاعدتهم بسلام. قوة أخرى احتلت كل الاستحكامات والمواقع الشرقية وتمركزت فيها....في 4/1/1949 حدث تطور ينذر بالشر، وحدات جبعاتي أُخرجت من الاستحكامات وحلت محلها قوات البحرية، وبعد مرور يوم واحد فقط، أي في 6/1/1949 اكتشفت المراقبة حشوداً هائلة للعدو تنبئ بهجوم شامل. في فجر 7/1 فاجأ العدو قوات البحرية بمهاجمتها من الخلف، كانت معركة بالحراب، ولكن لم يكن بمقدور قوات البحرية الصمود أمام العدو المتفوق عدداً وعتاداً، كل الاستحكامات الجنوبية انتقلت ليده ما عدا موقع الحرش الذي ظل في يد جنود البحرية. ومن الصباح حتى المساء دارت رحى معركة قوية على هذا الموقع. قُصف الحرش والكيبوتس في ذلك اليوم بآلاف القذائف الحارقة....في الساعة الثالثة بعد الظهر شدد العدو الضغط على الاستحكام بإمطاره بنيران مدفعية جهنمية من آليات ومجنزرات، اشتعلت الأشجار في الحرش والاستحكام. قسم من الذخيرة شبت به النيران، المدرعتان اللتان كانت إحداهما تابعة للكيبوتس والأخرى للجيش واللتان قدمتا المساعدة طيلة اليوم من إيصال الذخيرة إلى إخلاء الجرحى أُصيبتا ومدرعة أُخرى أُعطبت ولم تعد صالحة للاستعمال، ومع هبوط الليل انسحب جنودنا، ولم تمض ساعة حتى سُمعت من بعيد هتافات العدو بالنصر...



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع