جريدة الطليعة الخميس30 تشرين الثاني 1978- السنة الأولى ، العدد 39 – أرشيف م. سليم هاني الكرمي : منحت هيئة التحكيم الدولية لاتحاد الكتاب الاسيويين و الافريقيين في طشقند جائزة اللوتس العالمية للشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي ( أبو سلمى ). وهي تمنح عادة لكبار الادباء و الشعراء التقدميين و الانسانيين في القارتين. ومما هو جدير بالذكر ان أبا سلمى هو الاديب الفلسطيني الرابع الذي يفوز بهذه الجائزة الرفيعة و الثلاثة الاخرون هم : محمود درويش، غسان كنفاني، و كمال ناصر..
هذا و صدر عن دار العودة في بيروت حديثا ديوان " ابي سلمى" متضمنا معظم كتابات الشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي.. او ما امكن جمعه منها.. اذ ان الكثير من كتابات الشاعر قد فقدت ومنها " رواية شعرية عن ثورة القسام" و رواية أخرى عن ثورة سنة 36. واشعار ابي سلمى تنقسم الى قسمين الأول و يمثل مرحلة ما قبل عام 48، ثم يمتد القسم الاخر بعد عام 48 حتى الان. ويلاحظ في ديوان الشاعر التحامه الحاد مع قضايا شعبه السياسيه و الاجتماعيه. ويعتبر الشاعر مؤرخا للنضال الفلسطيني في مراحله المختلفة.
وقد بدأ الشاعر نشر قصائده منذ عام 1935 حيث تمتلئ قصائده بحبه لوطنه وثقته في مستقبل شعبه حتى انه ما زال يحمل مفاتيح بيته في جيبه.. و ينتظر يوم العودة...
وهو يدعو في شوق للتمسك بالأرض ووحدة الشعوب العربية ويعتبر ان أي نصر يحققه شعب ما في سبيل الاستقلال هو نصر لبقية الشعوب المناضلة في سبيل تحررها.
ولم يترك الشاعر مناسبة اجتماعية او سياسية دون ان يقول فيها شيئا كما ان له اشعارا في الغزل وهو غزل من نوع فريد.. فقد كتب للأرض وتغزل بها. فان جمال فلسطين: وديانا، سهولا ، أطفالا، ونساءا تمثل مكانا هاما في قصائده.
ولعل أبا سلمى من اقدر شعراء فلسطين على اثارة القوة في عزائم النفوس بشعره العذب السلس الذي يمثل طموح القاعدة الشعبية من الناس وما اعجب تلك القوة الثائرة و الوهج الجامح في هذه العذوبة و الرقة:
ونحن الذين انرنا الطريق
وكنا مشاعل حق و دين
ونحن الذين خلقنا الجهاد
ونحن الذين حمينا العرين
فلسطين انا بنينا الحضارة
فوق العصور كما تعلمين
ونحن الذين حملنا الرسالة
للاولين و للاخرين
تسير على جانبينا الشعوب
ونحن امام الصباح المبين
ومبدأنا عالم واحد،
وتخليد حرية العالمين
شارك بتعليقك