فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

طولكرم: كتاب أحمد شاكر الكرمي: مختارات من آثاره الأدبية والنقدية والقصصية "مفكرة المحرر" ……أرشيف م. سليم هاني الكرمي

مشاركة م. سليم هاني الكرمي في تاريخ 15 كانون ثاني، 2023

صورة لمدينة طولكرم: : Al-hesbeh/Al-muntazah Street أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
كتاب أحمد شاكر الكرمي: مختارات من آثاره الأدبية والنقدية والقصصية "مفكرة المحرر" ……أرشيف م. سليم هاني الكرمي


أحمد شاكر الكرمي: مختارات من آثاره الأدبية والنقدية والقصصية:

أصدرت وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية عام 1964 كتابًا عن أحمد شاكر بعنوان “أحمد شاكر الكرمي: مختارات من آثاره الأدبية والنقدية والقصصية”، قدم له فؤاد الشايب ؛ جمعه وأشرف على طبعه عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى).

وقد قسم أبو سلمى آثار أخيه أحمد شاكر إلى الأقسام السبعة الآتية: مفكرة المحرر، وآراء أحمد شاكر الكرمي، والمعرض العام، والنقد، والشعر الغربي، والقصص، وأقوال ورسائل.

وقد بلغت عدد صفحات الكتاب 300 صفحة، وصدر عن دار أطلس للنشر،
وهو كتاب شهير ومنتشر في المكتبات العامة بالوطن العربي.
______________________________________________________

الميزان :

جريدة اسبوعية ادبية جامعة ، أنشاها الصحافي والأديب السّاخر الفلسطيني احمد شاكر الكرمي الذي رحل وهو في مطلع حياته، صدر العدد الأول منها في 20 كانون الثاني 1925، واصبح الوطني البعلبكي يوسف حيدر شريكاً له بدءاً من العدد الرابع، احتجبت "الميزان" بعد أقل من عامين من صدورها.

هي الجريدة الأدبية، الناجحة كانت تصدر في (٨) صفحات كبيرة لكل صفحة موضوع خاص، ففيها صفحة الأدب ، والاجتماع ، والنقد ، والسيدات، والعلم ، والتاريخ ، و يكتب فيها نخبة من كتاب سورية ومصر الكبار منهم حافظ ابراهيم، خليل مردم بك، الشاعر اللبناني أمين نخله، الصحافي والأديب الحلبي سامي الكيالي، علي أدهم، الكاتب السوري شفيق جبري، وماري عجمي صاحبة مجلة "العروس" الدمشقية.

قال صاحب "الميزان" ورئيس تحريرها في افتتاحية العدد الاول: "اعتاد اصحاب الصحف ان يملأوا فواتح الأعداد الأولى من جرائدهم بالوعود والآمال والخطط والبرامج. اما نحن فليس لدينا، ولله الحمد، وعود نعدها ولا آمال نسردها". اضاف: "أما الأغراض التي نسعى للوصول اليها من انشاء صحيفتنا هذه فكثيرة، أهمها تعزيز الصحافة الأدبية في البلاد". وختم قائلاً: "اذا وفّقنا لإدراك بعض هذه الأغراض او كلّها، كان ذلك غاية ما نرجو. واذا فشلنا، فلن يمنعنا الفشل من البحث عن طريق جديد نخدم فيه الهوى القديم".

بدل اشتراكها في سورية خمسة ريالات مجيدية ( او نحو ٢٢٥ غرشاً سوريا) وفي الخارج نصف جنيه مصري ( او خمسون فرنكا ) يدفع مقدماً . ويرسل عدد واحد من الجريدة مجانا لكل من يطلبه
ترسل طلبات الاشتراك وكل المراسلات بعنوان جريدة الميزان - صندوق البريد ١٧٥ - دمشق (سورية )


أعداد أولى لدوريات مجهولة . جريدة "الميزان" الأدبية الدمشقية - ...https://www.sauress.com › alhayat
وهو، بالضبط، ما جرى للصحافي والأديب السّاخر الفلسطيني احمد شاكر الكرمي الذي رحل وهو في مطلع حياته. صحيح ان الوطني البعلبكي يوسف حيدر اصبح شريكاً له بدءاً من ...
https://www.sauress.com/alhayat/31018875
_________________________________________________________

"مفكرة المحرر" التي كتبها صاحب الجريدة، ولم تخلُ الافتتاحية او الفاتحة من السخرية الأصيلة التي كانت سمة نتاج احمد الكرمي، حيث ووزع "مفكرة المحرر" على خمسة عناوين ومقاطع كما في العدد الأول.



الكاتب والجمهور



يكتب الكاتب لنفسه أو لصديق من أصفيائه، فلا يبالي بتطرفه في الرأي، أو خروجه على عقيدة موروثة، أو تجاوزه حدا من الحدود التي فرض المجتمع على الناس الوقوف عندها.

ولكنه لا يستطيع أن يسلك هذا السبيل فيما يكتبه للجمهور، ان الجمهور عدو في ثياب صديق، فهو يطرب لما يكتبه الكاتب، ويظهر له الحب والاعجاب، وقد يتولع به ويعبده أيضا، ولكنه لا يتسامح معه البتة، بل تراه على استعداد دائم للانقلاب عليه واسقاطه عندما يشتم منه رائحة الخروج عن عقائده وعاداته، فهو يحاسبه على أتفه الامور، ويحكم عليه أحكاما قاسية لأقل الهفوات، والانكى من هذا، انه لا يقبل في احكامه استئنافا ولا تمييزا.

ان أغبى الكتاب وأشدهم عمى وحماقة، هو الذي يخدعه رضى ذلك المولى الاحمق الذي يسمونه الجمهور.



التأليف والاخلاق


ثارت في مصر -في الايام الاخيرة -معركة حامية الوطيس في موضوع، كان ولا يزال مثارا للاختلاف بين الكتاب، فقد شاء الاستاذ الخضري، أن يهذب كتاب الأغاني، ويرتبه ترتيبا جديدا، وينفي منها ما لا يجيز ذكره ذوق هذا العصر من فحش القول وهجره، وقد تم للأستاذ ما أراد، وأخرج الى الناس الجزء الاول من المختصر، الذي سماه مهذب الاغاني، فأثار ذلك الكتاب، تلك المعركة الحامية، التي انقسم فيها الكتاب الى فريقين، فريق يقبح عمل الاستاذ في التصرف بالكتاب والحذف منه وفريق آخر يحبذ عمله الذي نفى به عن الكاتب عيبا، طالما صرف عنه وجوه طلاب العلم والمتأدبين.

وليس هذا الخلاف، واقعا على جواز تصرف الكاتب في مؤلفات سواء بحذف أو تغيير فقط، ولكنه واقع على امر اخر اشد منه خطرا وأجل شأنا، وهو ايجوز للكاتب أن يخرج فيما يكتب عن سنن الآداب العامة، ويدون أمورا مخجلة ينفر منها الذوق أم لا يجوز ؟!.

ان الذين يقولون، بأن لا علاقة بين فن الكتابة في ذاته وبين علم الأخلاق، لا يهمهم أن يكون جيد التأليف، جاريا على سنن الفن وأصوله، أما ما فيه من الصور، فلا يتحملون تبعة ضررها، ولا يرغبون في فخر فائدتها، ولكنهم يتحملون تبعة نقصها وعدم موافقتها لأصلها الموجود في الخارج، إذا كانت من الصور التي لها أصل في الخارج.

اما الذين يقولون ان لفن الكتابة علاقة بالأخلاق، فانهم لا يرضون عن كل صورة أو أثر فني، لا تكون وراءه فائدة ونفع أدبي للناس. ولكل من هذين الفريقين وجهة، الا أن وجهة الفريق الأول أجدى على الفن من وجهة الفريق الثاني وأقرب الى الصواب، فان الوعظ والارشاد واصلاح ما فسد من الاخلاق، هي من وظيفة الوعاظ والمرشدين لا من وظيفة الفنانين.

كان لي صديق، بليد الخاطر، ضعيف التفكير، وكان لا يجهل عيوبه هذه، ولا يحجم عن الجهر بها امامي، لسقوط الكلفة بيننا، وقد جاءني ذات يوم فقال: لقد عزمت على أن أداوي بلادتي بالدواء الوحيد، الذي لم أجربه الآن، وأعني به الحب، فقد قرأت في بعض الكتب أمس أن الحب خير استاذ.

وأحب صاحبنا حبا شاذا، واشتد وجده اشتدادا يرحم من أجله، ولكن الحب لم يفتح أغلاق ذكائه، ولم يطلق عقله من عقاله، فأقلع في آخر الأمر عن الحب مكرها، ويئس من اصلاح نفسه.

لقد كان ذلك الصديق مصيبا في اعتقاده أن الحب خير استاذ، فان هذه حقيقة مفروغ منها، ولكنه لسوء الحظ كان يجهل أن ذلك الاستاذ يحتاج الى تلميذ نجيب.

وفي متأدبينا الاحداث، حرس الله مهجهم، كثير ممن يعتقدون أن قراءة المنفلوطي أو العقاد، تجعلهم مفكرين وكتابا؟ وتراهم يقدرون قيمة أنفسهم بمقدار ما قرأوا من كتب، ورحم الله ابن اسحاق اذ يقول: ان الكتب لا تحيي الموتى، ولا تحول الاحمق عاقلا ولا البليد ذكيا، ولكن الطبيعة إذا كان فيها أدنى قبول، فالكتب تشحذ وتفتق وترهف وتشفي.


اللغويون والادب


لا جدال في أن اللغة هي مادة الأدب، ولكن امتلاك تلك المادة وحدها، من غير المام بفنون التصرف بها، لا يصير المرء كاتبا ولا شاعرا. كما أن امتلاك الذهب مثلا، وهو المادة التي تصنع منها الحلي، لا يصير مالكه صائغا، ولو حاول، ركفلر أو روتشيلد، على وفرة غناهما واتساع ثروتهما، أن يصنعا خاتما او سوارا من ذهبهما المكنوز، لكان حظهما من الاجادة أسوأ من حظ أصغر عامل في صاغة دمشق.

ان الكاتب والشاعر، يحتاجان مع التفقه في اللغة، إلى معرفة فنون أخرى لا يتم الادب الا بها، فليس كل من تضلع في اللغة وتعمق في درس أسرارها، يستطيع ان يكتب كتابة قيمة او ينظم شعرا بارعا.

اننا لا ننكر أن علماء اللغة يكتبون كتابة صحيحة، وينظمون الكلام الموزون المقفى، بل نقول إن أكثر ما تجود به قرائحهم، كالتماثيل المنحوتة من الرخام، لها هياكل قائمة وهيئات ظاهرة ولكنها بلا روح ولا حياة.


هرة الهراوي


الأمثال ويسميها الأفرنج " Fables " قصص، توضع على السنة الحيوانات وما شاكلها، مما لا يعقل، وقد عني بها المتقدمون، ولم يهمل أمرها المتأخرون، فجعلوها مجلى لمختلف الحكم، ومعروضا لمتنوع المواعظ، ووصلوا في التفتن بها حد الابداع.

وقد أراد الحاج محمد الهراوي، الشاعر المصري المعروف، ناظم كتاب " سمير الأطفال"، ان يطرق باب تلك الامثال، فنظم القصة الأتية، التي تمثل عاقبة الطمع قال:

وهرة جاهلة
مرت بباب النفق


وكان فيه قطر
تمر عند الغسق


قالت أظن انه
مسكن فأر معرق


لا بد أن أرقبه
بباب هذا النفق


مر القطار فانبرت
ترنو له بالحدق


مدت اليه عنقا
فمر فوق العنق


وراح يروي مثلا
من شلوها الممزق


رب امرئ أودت به
أطماع غر أحمق


وقد أرجعتنا هذه القصة الغربية، إلى طرق القدماء والمحدثين، الذين وضعوا حكايات وقصصا على ألسنة الحيوانات ، من بيديا الهندي الى لافونتين الافرنسي ، فلم نجدها تنطبق على شيء منها ، فان الحاج الهراوي ، لم يكتف بتجريد هرته من أبسط مزايا العقلاء ، بل جردها أيضا من غرائز الهرر وصفاتها، وجعلها تتوهم نفق السكة الحديدية الكبير، جحر فأر، وذلك ما لا يمكن وقوعه من هرة، ثم تجاوز ذلك الى ما هو أغرب وأعجب فجعل الهرة تظن القطار الضخم، بما فيه من نار وحديد، وبما له من صغير وضجيج، فأرا من الفيران، فتمد اليه عنقا لتصطاده وتفترسه.

فاللهم صن غرائز الحيوانات وطبائعها، من أن تعبث بقوانينها من عبقرية الشعراء


شيخ القهوجية


كان الداخل الى مقهى (ديمتري) القديم في ساحة المرجة، يرى صورة منصوبة فوق منضدة البليار، تمثل شيخا جليلا هو (فكتور هوغو) صاحب البؤساء ونوتردام دي باري.

وقد كنت كلما أممت ذلك المقهى، ارتاح لرؤية تلك الصورة، وأقول في نفسي: الحمد لله الذي أوجد بين أصحاب المقاهي، من يقدر الادب قدره ويعرف لأهله حقهم، وأبديت ذات يوم اعجابي، بعمل صاحب المقهى، الى صديق لي، فضحك من قولي، وقال كنت أظن مثلك، أن هذه الصورة لم تنصب في ذلك المقام الا اكراما للآدب، وتمجيدا لرجاله، حتى خطر لي ذات يوم أن أبتاع تلك الصورة وأزين بها منزلي، فذهبت الى صاحب القهوة وقلت له: الا تبيعني ذلك الشيخ الجليل، وتريحه من ضوضاء مقهاك وجلبته؟ فقال لي وما تعمل بها أنت؟ ان هذه الصورة لا تنفع أحدا سوانا، معاشر أصحاب المقاهي، فعجبت من قوله وقلت له: وكيف ذلك؟ فقال نعم لأنها صورة شيخ «قهوجيه» باريس، فعلمت من تلك الساعة ان صاحب المقهى لم يكرم «هوغو» لأدبه، بل لتوهمه انه شيخ أهل حرفته.

وبعد أن ضحكنا من هذه القصة ما شاء الله ان نضحك، قلت لصديقي: هنيئا لهوغو في قبره، فانه إذا خسر مشيخة الادب يوما، أمكنه أن يستعيض عنها بمشيخة القهوجية، ولا أظن الثانية الا أجدى عليه من الاولى.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع