فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

طولكرم: كتاب أحمد شاكر الكرمي: مختارات من آثاره الأدبية والنقدية والقصصية "مفكرة المحرر" الصغار صفحة 19 الى صفحة 21 ……أرشيف م. سليم هاني الكرمي

مشاركة م. سليم هاني الكرمي في تاريخ 17 كانون ثاني، 2023

صورة لمدينة طولكرم: : طولكرم - الحي الغربي - شارع العليمي أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
كتاب أحمد شاكر الكرمي: مختارات من آثاره الأدبية والنقدية والقصصية "مفكرة المحرر" الصغار صفحة 19 الى صفحة 21 ……أرشيف م. سليم هاني الكرمي

أحمد شاكر الكرمي: مختارات من آثاره الأدبية والنقدية والقصصية:

أصدرت وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية عام 1964 كتابًا عن أحمد شاكر بعنوان “أحمد شاكر الكرمي: مختارات من آثاره الأدبية والنقدية والقصصية”، قدم له فؤاد الشايب ؛ جمعه وأشرف على طبعه عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى).

وقد قسم أبو سلمى آثار أخيه أحمد شاكر إلى الأقسام السبعة الآتية: مفكرة المحرر، وآراء أحمد شاكر الكرمي، والمعرض العام، والنقد، والشعر الغربي، والقصص، وأقوال ورسائل.
وقد بلغت عدد صفحات الكتاب 300 صفحة، وصدر عن دار أطلس للنشر،

وهو كتاب شهير ومنتشر في المكتبات العامة بالوطن العربي.
______________________________________________________

الميزان :

جريدة اسبوعية ادبية جامعة ، أنشاها الصحافي والأديب السّاخر الفلسطيني احمد شاكر الكرمي الذي رحل وهو في مطلع حياته، صدر العدد الأول منها في 20 كانون الثاني 1925، واصبح الوطني البعلبكي يوسف حيدر شريكاً له بدءاً من العدد الرابع، احتجبت "الميزان" بعد أقل من عامين من صدورها.

هي الجريدة الأدبية، الناجحة كانت تصدر في (٨) صفحات كبيرة لكل صفحة موضوع خاص، ففيها صفحة الأدب ، والاجتماع ، والنقد ، والسيدات، والعلم ، والتاريخ ، و يكتب فيها نخبة من كتاب سورية ومصر الكبار منهم حافظ ابراهيم، خليل مردم بك، الشاعر اللبناني أمين نخله، الصحافي والأديب الحلبي سامي الكيالي، علي أدهم، الكاتب السوري شفيق جبري، وماري عجمي صاحبة مجلة "العروس" الدمشقية.

قال صاحب "الميزان" ورئيس تحريرها في افتتاحية العدد الاول: "اعتاد اصحاب الصحف ان يملأوا فواتح الأعداد الأولى من جرائدهم بالوعود والآمال والخطط والبرامج. اما نحن فليس لدينا، ولله الحمد، وعود نعدها ولا آمال نسردها". اضاف: "أما الأغراض التي نسعى للوصول اليها من انشاء صحيفتنا هذه فكثيرة، أهمها تعزيز الصحافة الأدبية في البلاد". وختم قائلاً: "اذا وفّقنا لإدراك بعض هذه الأغراض او كلّها، كان ذلك غاية ما نرجو. واذا فشلنا، فلن يمنعنا الفشل من البحث عن طريق جديد نخدم فيه الهوى القديم".

بدل اشتراكها في سورية خمسة ريالات مجيدية ( او نحو ٢٢٥ غرشاً سوريا) وفي الخارج نصف جنيه مصري ( او خمسون فرنكا ) يدفع مقدماً . ويرسل عدد واحد من الجريدة مجانا لكل من يطلبه
ترسل طلبات الاشتراك وكل المراسلات بعنوان جريدة الميزان - صندوق البريد ١٧٥ - دمشق (سورية )

أعداد أولى لدوريات مجهولة . جريدة "الميزان" الأدبية الدمشقية - ...https://www.sauress.com › alhayat
وهو، بالضبط، ما جرى للصحافي والأديب السّاخر الفلسطيني احمد شاكر الكرمي الذي رحل وهو في مطلع حياته. صحيح ان الوطني البعلبكي يوسف حيدر اصبح شريكاً له بدءاً من ...
https://www.sauress.com/alhayat/31018875
_________________________________________________________

"مفكرة المحرر" التي كتبها صاحب الجريدة، ولم تخلُ الافتتاحية او الفاتحة من السخرية الأصيلة التي كانت سمة نتاج احمد الكرمي، حيث ووزع "مفكرة المحرر" على خمسة عناوين ومقاطع كما في العدد الأول.


الصغار


لا أذكر الآن، اسم مؤلف الرواية التي سأورد خلاصتها ، ولكني أذكر أنه انكليزي ، وأعلم أن روايته ظلت راسخة في ذهني ، لانني رأيتها تصور تصويرا صادقا حالة أشخاص كثيرين ، يراهم الناس في كل طبقة من طبقات المجتمع وفي كل ناحية من نواحي الارض .

ولدت بطلة الرواية في بيت وضيع فقير ، وكان أبوها يعيش من صيد السمك ، فلم يشأ أن يهمل تربيتها ، فأرسلها قبل أن تشب ، الى مدرسة داخلية في لندن، وظل يجيع نفسه ويجيع زوجته ، ليتمكن من الانفاق على تعليمها، حتى أتمت دروسها وخرجت من المدرسة ، شابة مهدية منعمة ، وكان والداها ينتظران قدومها بفارغ الصبر ويعللان النفس بالسعادة الشاملة التي سينعمان بها بالقرب منها .

ورجعت الفتاة فرأت كوخا حقيرا وحياة ضنكة وعيشنا شظفا ، فكادت تفر من أبيها وأمها من أول يوم ، لولا بقية حياء في نفسها ردتها عن الاسراع في الفرار ، ولحظ أبوها كآ بتها وسخطها وعلما أنها لا تطيق الحياة إلى جانبهما ، فأشفقا عليها ودعاهما حبها إلى النزول على حكمها في الرجوع الى لندن واضطرت أمها الى بيع حلاها، لتزودها بما تحتاجه من النفقات خلال المدة التي ينتظر ان تقضيها في البحث عن عمل يلائمها .

واشتغلت الفتاة في لندن بالخياطة ، ونجحت نجاحا طيبا ، ومرت بضع سنين ، فاذا هي من أشهر الخياطات ، تعاملها الاسر الكبرى وبيوت النبلاء والاشراف ، وكانت خلال ذلك تمد والديها العجوزين ، بما يعينهما على العيش .

واتفق أن والدة الفتاة اشتاقت الى رؤيتها ، فرحلت عن كوخها على شاطيء البحر ، الى لندن، واهتدت الى محل ابنتها ، الذي كان يزخر بالموظفات والعاملات وبالعملاء والعميلات ، ولكن ناطور المحل المولج بحراسة أبوابه ، ظنها لرثاثة هيئها ، متسولة ، فمنعها من الدخول ، فلما قالت له انها والدة صاحبة المحل ، تشدد في منعها ، لانه اعتقد انها مجنونة أو مرشحة للجنون ، وطال الجدال بينه وبينها وعلا الضجيج ، فترا كضت فتيات المحل ليرين ماذا حدث ، وبينا هن ملتفات حول العجوز ، يهزأن بها ويضحكن من دعواها بأنها والدة سيدتهن ، اذ ظهرت على الباب صاحبة المحل نفسها ، وكانت خارجة لتودع أميرة من عميلاتها ، فلما رأت العجوز ابنتها هجمت عليها وصاحت قائلة : ابنتي ! ابنتي ! ولكن تلك الابنة أدركت ما يحيق بها من احتقار عميلتها الأميرة وعاملاتها المتجمهرات ، اذا علمن أن أمها تلك العجوز البالية المشعثة فالتفتت اليهن وقالت : يظهر أن هذه العجوز مختلة الشعور ، احتفظ بها أيها الناطور، إلى أن أوصل الاميرة الى سيارتها وأعود .

وهنا ينصرف مؤلف الرواية الى تصوير أثر تلك الحادثة في نفس الام تصويرا يسيل العبرات .

في الناس كثيرون يصنعون مثل تلك الفتاة ، فينكرون آباءهم وأجدادهم ، لاعتقادهم أن في انتسابهم اليهم حطة وعارا ، وفيهم لا من يكتفون بالفرار من أنسابهم بل يضيفون الى ذلك الانكار ، التعلق بأذيال نسب جديد ليس بينهم وبينه الاصلة أبينا الاكبر ( آدم ) رحمه الله .

ترى في بلادنا حيثما سرت سادة وأشرافا ونبلاء ، يصلون لك أنسابهم بالسند المنقطع الى الحسن والحسين وخالد بن الوليد وأبي عبيدة ، والى كل بطل عظيم ، كتب الله عليه أن يكون اسمه ثوبا مستعارا ، يلبسه المحتالون ليمثلوا به الفصول المضحكة على مسرح هذه الحياة ، فلا ينبغي ان يبلغ بك طيب القلب الى الاعتقاد ، بأن أولئك الأبطال قد خلفوا هذا العدد من الناس أو خلفوا مثل هذه الانواع الغريبة من البشر ، بل يحسن بك أن تعلم أن أكثر المتعلقين بحبال تلك الانساب الواهية ، لم ينتسبوا اليها لينالوا فخرا فحسب ، بل ليستروا ضعة وعارا أيضا . فهم يضربون بتلك الانساب ، سورا على آبائهم وأجدادهم الحقيقيين ، حتى لا تراهم العيون ولا تنفذ اليهم الأفهام . ان من الضعة والصغار أن ينكر الرجل أباه ولو كان عبدا حبشيا ، وينتسب الى سواه ولو كان حرا قرشيا ، ولكن ما الحيلة وفي الناس من حلقوا ليعيشوا صغارا ويموتوا صغارا .



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع