فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

طولكرم: طبقة الفهماء بقلم حسن الكرمي، مجلة الاديب اكتوبر 1963 ... أرشيف م. سليم هاني الكرمي

مشاركة م. سليم هاني الكرمي في تاريخ 29 كانون ثاني، 2023

صورة لمدينة طولكرم: : طولكرم _ مفرق الشاهد في الليل أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
طبقة الفهماء بقلم حسن الكرمي، مجلة الاديب اكتوبر 1963 ... أرشيف م. سليم هاني الكرمي

العروة الوثقى: استطاع حسن سعيد الكرمي مع صديقيه فؤاد جبور حداد وسعيد جريس العيسى أن يشكلوا نواة جمعية "العروة الوثقى" الأدبية الفلسطينية في لندن. وهو اسم مأخوذ من آية قرآنية (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم). وهو مصطلح يعني الوحدة والتمسك بالمبادئ، استخدمه الشيخ جمال الدين الأفغاني وغيره. إلا أن الاقتباس الأرجح كان من مجلة "العروة الوثقى" التي ترأس تحريرها الشاعر سعيد العيسى عندما كان طالباً في الجامعة الأمريكية.
جمع الثلاثةَ الذين شكلوا هذه الجمعية حبُّ الأندلس والتاريخُ العربي فيها، والألم على ضياعها، واستشعارهم ضياع فلسطين بنفس الطريقة. وتوسعت هذه الجمعية بين الأدباء في العاصمة البريطانية.. غير أن المعلومات عنها شحيحة، ولم يكتب عنها أحد بالتفصيل سوى بعض القصص هنا وهناك.
غير أن وجود عدد من الكتاب والشعراء في لندن وعملهم المباشر في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أو ما كان يُعرف أيامها باسم "إذاعة لندن" كان له تأثير إيجابي في الاطلاع على ثقافاتهم من داخل بلادهم، وإرسال المقالات من هناك إلى الصحف العربية.
وسجلت هذه الجمعية اتجاهاً قومياً عربياً في وسط لندن (ركزوا في جانب مهم من إنتاجهم على الأندلس وحضارتها)، حتى شك البعض بأن أحد أقطابها، وهو الشاعر سعيد جريس العيسى مسلم الديانة وليس مسيحي






طبقة الفهماء
بقلم حسن الكرمي
من العروة الوثقى في لندن
مجلة الاديب - اكتوبر 1963_ الجزء 10_ السنة 22
المجلد 44
https://archive.alsharekh.org/Articles/144/14688/329558


اشتهر العصران السابع عشر والثامن عشر في اوروبا بانهما مرحلة التنور في تاريخ الفكر البشري ، بمعنى أن الانسان ، بفضل ما اكتشفه من آراء جديدة في العلم النظامي والفلسفة ، أصبح متحررا من الوهميات ومن الافكار القائمة على سبق الحكم وعلى الماثورات عن القديم . ولكن القرن الثامن عشر كان اعلى كعبا في هذا المضمار ، ولا سيما في مضمار الفكر الحر وتعظيم العقل على حساب النقل . وكانت فرنسا قطب الرحى، بفضل ما انجبته من رجال فهماء مفکرین امثال قولتير و ديدرو ودالمبير وروسو و مونتسكيو و دو لباخ وغيرهم . واتجه هؤلاء الفهماء في حركتهم الفكرية اولا ضد الكنيسة لانها كانت معقل المحافظة على القديم وثانيا ضد سلطة الحكم لانها كانت رمزا للاقطاع وواسطة لاخضاع عامة الشعب واغلبيته لطبقة معينة من الناس. وأهم ما هاجموه في حملتهـم ضد الكنيسة العقيدة ( التومية ) ، نسبة الى تومـا الاكويني ( ١٢٢٤ - ١٢٧٤ ) ، وقوام هذه العقيدة ان العقل ليس له مجال في المسائل الدينية والإلهية ، وانها مجاله خاص به وحده، ولا يجوز تقديم العقل على الايمان، لان الايمان اصدق دليل واضبطه, وهو لا يضلل الانسان بمثل ما يضلل العقل, ولاسيما اذا استعمل العقل في غير الوجه الحق. هذه هي العقيدة التي هاجمها الفهماء في فرنسا، وسعوا الى تقويض أركانها واسسها . وانتقلوا الى مهاجمة الكنيسة نفسها ورجالها وسلطتها ، لان الكنيسة باتباعها العقيدة " التومية " اتخذت لنفسها مركز "حامي الحقيقة". وفي هذا بحث طويل لا مجال للخوض فيه هنا . فلنترك الدين ناحية ولننتقل الى الناحية الفكرية الاجتماعية والسياسية ، وهي الناحية التي مهدت لقيام الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر .

من الغريب في تاريخ طبقة الفهماء في فرنسا ان هؤلاء ، على عظم ما كانوا عليه من القريحة الادبية ومضاء الذهن ، لم يتفرغوا لادبهم وحده . بل خلطوا بين الادب والسياسة والدين، على عكس الادباء الالمان في ذلك الوقت . واختلفوا عن رجال الادب في بريطانيا ، لان الادباء الانكليز انخرطوا في سلك المجتمع وساهموا في الاعمال الحكومية وهم ظلوا منعزلين اجتماعيا وحكوميا وفكريا . وجعلوا همهم في كتاباتهم الخوض في المسائل الاجتماعية ومبادىء الدولة ، فطرقوا مثلا موضوع اصل المجتمع البشري ، واصل حقوق المواطن وحقوق الدولة ، واصل العلاقات الطبيعية والصناعية بين الأفراد ، وأصل العادات العرفية وأصل القانون . ورغما عن تباين الآراء بين الكتاب الفرنسيين في ذلك الوقت عن هذه الموضوعات جميعها ، فان الفكرة التي تجمع بينهم هي ان النظام الاجتماعي ، بما هو عليه من تعقيدات وتشابكات ، يجب ان يستبدل بنظام آخر يكون بسيطا ويكون مصدره التفكير المحض والقانون الطبيعي . وأول ما وضعوه في المقدمة هو ان الناس سواء لا فضل لانسان على اخر ولا لطبقة على اخرى ، وان الماضي بجميع وجوهه ونواحيه يجب ان يزول وان يستعاض عنه بنظام جديد يمليه العقل وحده . وانقطاع هؤلاء الفهماء عن الاتصال بالشعب من جهة وبالحياة العملية والحكومية من جهة اخرى جعلهم يمعنون في تصوراتهم الفكرية امعانا شديدا ، على عكس الفهماء في بريطانيا وفي اميركا مثلا. واتصف هؤلاء بالخيلاء الفكرية ، فكانوا في الحقيقة ، مع ايمانهم بعظمة العقل ، لا يؤمنون الا بعظمة عقولهم . وادت بهم هذه الخيلاء الى التقليل من أهمية الافكار عند العامة ، بل الى احتقار عامة الشعب من الناحية الفكرية ، بعكس الفهماء في بريطانيا وأميركا الذين حافظوا على مراعاة شعور عامة الناس وأغلبية الشعب . ولكن النتيجة ان زمام الحركة السياسية اصبح في ايدي الفهماء في فرنسا بدلا ان يكون في ايدي السياسيين كما في البلاد الاخرى .

ومن الغريب ايضا في قضية الفهماء قبيل الثورة الفرنسية أن طبقة النبلاء في فرنسا كانت سادرة في عميائها، ولم تدرك ان هؤلاء الفهماء لا يسعون الا للقضاء عليهم وعلى النظام الذي يعيشون فيه . فكانوا يشجعون الفهماء ليستعينوا بهم في القضاء على سلطة الملك، وكان الملك يجد في الطبقة المتوسطة اكبر عون له على هؤلاء النبلاء . فكان الفهماء في ذلك الوقت شقوا طريقا لهم بين هذين الاتجاهين السياسيين ، وعملوا عملهم ، فاطمعوا الشعب بأن المستقبل يخبىء لهم ، اذا تحرروا ، مجتمعا كماليا وحكومة مثالية . ورأى الشعب دليلا عمليا على ذلك وهو الثورة الاميركية . فآمن باراء زعمائه المفكرين ، وجميعها آراء تصورية مجردة مبنية على الكلمات الطنانة والتعميمات المغربة . ولم يحدث في تاريخ امة سابقة ان يكون الادباء هم قادة الثورة فكريا وقادتها عمليا معا . وهكذا كان .

قلت ان طبقة الفهماء في فرنسا في القرن الثامن عشر كانت تستهين بعامة الشعب ، بعكس هذه الطبقة في بلاد اخرى . وقد ذكرت انفا هذا الخلاف الفهماء في بريطانيا وأميركا. واريد الان ان أعرج باختصار بقدر الامكان على موقف هذه الطبقة في روسيا قبل الثورة واعتمد في قولي هذا على غوركي (١٨٦٨ - ١٩٣٦)، وعلى دستويفسكي (۱۸۲۱- ۱۸۸۱) ، وعلى بردايف ( ١٨٧٤ - ١٩٤٨ ) لابين بايجاز كيف ان الاتصال كان وثيقا بين الفهماء وعامة الشعب ، بل ان الفهماء الروس كانوا يتصفون بحرصهم على الدفاع عن حقوق عامة الشعب. ویری دستويفسكي ان التجافي والانفصال بين الفهماء وعامة الشعب من أشـد الفواجع . ويحض على وجوب الاتصال بين الطرفين وعلى ضرورة اهتمام الفهماء بما هو في مصلحة الشعب ، لان الشعب في رايه هو مصدر الحقيقة . ويرى بردايف ان هذه الدعوة الى الاهتمام بالشعب دعوة روسية خالصة واتجاه يختلف عن اتجاه الفهماء في فرنسا مثلا . اما غوركي فقد انب الادباء والفهماء لانعزالهم عن الشعب ولعدم تحملهم المسؤولية الاجتماعية وعدم التوحيد بين قضيتهم وقضية الطبقات العاملة ولعلني أعود الى تفصيل ذلك في مقالات قادمة .

قلت ان فرنسا في القرن الثامن عشر كانت مركز الحركة الفكرية التحررية التي تقوم على تحكيم العقل دون النقل وعلى الفحص والمشاهدة والمراقبة عن طريق الاسلوب العلمي الذي دعا اليه العالم الانكليزي بيكن ( ١٥٦١ - ١٦٢٦ ) من قبل، وهو الاسلوب الذي قال عنه انكلز ( ۱۸۲۰ - ١٨٥٩ ) صدیق مارکس ( ۱۸۱۸ - ۱۸۸۳ ) ان الأوروبيين تعلموه من العرب. ويرجع تاريخ هذه الحركة الفكرية في الأصل إلى المدنية الاغريقية والى فلاسفة اليونان العقليين، وعلى راسهم افلاطون و ارسطو ، ولو ان هــذه الحركة خالفت تلك الفلسفة في اسس عديدة. وأهمل العرب فلسفة افلاطون واهتموا بغيره، وخصوصا ارسطو ، ولا سيما على يد ابن رشد في الاندلس ( ۱۱٢٦ - ۱۱۹۸) الذي اوجد فلسفة له عرفت بالفلسفة الرشدية وكان لها تأثير كبير جدا حمل توما الاتريني على معارضتها وايجاد فلسفه جديدة عرفت بالفلسفة القومية كما ذكرت آنفا.

کان افلاطون ( ٤٢٧ - ٣٤٧ ق.م ) يعتقد مثل هراکلیتس ( ٥٤٠ - ٤٧٥ ق . م ) ان العالم الطبيعي في تحول دائم، وان العلم القاطع لا يمكن لهذا السبب الحصول عليه من هذا العالم الطبيعي. ولهذا فان افلاطون كان لا يثق بالمعلومات المستفادة من العالم الخارجي بطريق الحواس ، ولا يؤمن بفائدة الاختيارات والمشاهدة لان هذه لا يمكن أن تثبت شيئا. وزاد على ذلك بقوله ان تقليب الاشياء بين الايدي ومعالجتها وفحصها امر لا يليق بالاغريقي الحر ، لان هذا شان العبيد وليس من شان الاحرار . وقال ان العقل يجب ان يبتعد عن العالم الطبيعي لان الحقيقة لا يمكن الوصول اليها عن هذه الطريق بل عن طريق التفكير المجرد والتخيل الفكري وحده . ومن هنا جاء ضرر افلاطون على التفكير العلمي مدة قرون عديدة ، و وجدت فلسفته، حتى في القرن السابع عشر ، من يناصرها في شخص الفيلسوف الفرنسي ديكارت ( ١٥٩٦ - ١٦٥٠ ) .

أما أرسطو ( ٣٨٤ - ٣٢٢ ق.م ) ، فمع انه كان باحثا طبيعيا ، فقد سار في آخر الأمر على نظرية افلاطون من هذه الجهة ، ولو انه خالفه من جهات اخرى . فكان يقول ان التامل هو أسمى ما يصل اليه الانسان من كمال ، وان النظريات الفكرية المجردة تفوق العمليات . ولعل أرسطو كان اول من وضع مبدا التفكير أولا ثم التطبيق ثانيا ، على عكس الأسلوب العلمي ، وهو المبدا الذي سار عليه رجال الدين في القرون الوسطى لاثبات صحة الكتب الدينية . مثال ذلك أن ارسطو كان يرى في فكره ان الشكل الدائري هو الشكل الاكمل . ولذلك فان الكون يجب ان يكون على شكل دائري او كروي ، لانه اذا لم يكن كذلك كان خالقه غير كامل وهذا محال . ومن هنا وضع ارسطو نظريته في شكل الكون وقال انه عبارة عن كرة عظيمة وفيها كرات تمثل النجوم السيارة ، وجميعها تدور حول الارض التي هي مركز الكون . وقد ظل مبدا ارسطو العلمي هذا متبعا قرونا عديدة وسيطر على المعتقدات الدينية في القرون الوسطى وفيما بعدها الى القرن السابع عشر ، حتى ان العالم غاليليو ( ١٥٦٤ - ١٦٤٢ ) عد مارقا من الدين لانه جاء بنظرية تخالف نظرية ارسطو الفلكية.

ومن الامثلة على تطبيق مبدا ارسطو في الفكر العلمي ان احد كبار رجال الدين، وهو القديس أوغسطين( ٣٥٤ - ٤٣٠) أراد أن يثبت ان الله خلق العالم في سنة ايام ، ولماذا خلقه في سنة ايام ولم يخلقه في خمسة أو سبعة مثلا . فقسم الاعداد الى ثلاثة اصناف : (1) الاعداد الأكثر كمالا (۲) الاعداد الكاملة (۳) الإعداد الاقل كمالا ، وقال أن العدد ستة هو أول الاعداد الكاملة ، ولذلك فان خلق الكون في ستة ايام لان العدد ستة هو عدد كامل. ولو خلق الله العالم في عدد آخر من الايام لما كان عمل الخلق هذا كاملا ، وهذا كفر محال . ومن الأمثلة أيضا ان بعضهم، وهو فرانسسكو سري ، كان يرى ان النجوم السيارة يجب ان تكون سبعة لا غير ، وهي القمر والشمس وعطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل ، لان منافذ الراس سبعة وهي المنخران والعينان والاذنان و الفم.

هذه امثلة على الفلسفة التي سعى اكثر المفكرين الفرنسيين وغيرهم في القرنين السابع عشر والثامن عشر للقضاء عليها . والان ، بعد هذا الاستطراد ، انتقل الى ناحية أخرى في حياة الفهماء الفرنسيين الاجتماعية وهي الحياة البوهيمية .

كان الادباء في القرون الوسطى وفي أوائل القرون الحديثة متصلين بالكنيسة وبالنبلاء . ولكنهم انفصلوا ، وكونوا لانفسهم طائفة مستقلة ، لا علاقة لها كبيرة بالنبلاء ولا بالشعب عامة. واخد افراد هذه الطائفة يجتمع بعضهم إلى بعض ، واتخذوا المقاهي مكانا لاجتماعاتهم ، يتباحثون فيها في أفكارهم وفي موضوعات كتاباتهم. وكان ديدرو (۱۷۱۳ - ١٧٨٤ ) صاحب الموسوعة قدوة الفهماء الفرنسيين في حياتهم البوهيمية هذه ، وفي عدادهم سان سيمون ( ١٧٦٠ - ١٨٢٥ ) الفيلسوف الاشتراكي وأوغست كونت ( ۱۷۹۸ ١٨٥٧ ) صاحب الفلسفة اليقينية . Positivism هؤلاء البوهيميون رواد المقاهي في باريس، كانوا يجدون في معيشتهم هذه ملجا من المجتمع حولهم ينقطعون فيه عنه ومكانا لابحاثهم ونظرياتهم. وكان لهذه المعيشة ناحيتان : ناحية ايجابية وهي التفكير ووضع الآراء والافكار الجديدة ، وناحية سلبية وهي الانقطاع عن الاتصال بالمجتمع عموما وبعامة الشعب خصوصا ، والتمرد على النظم الاجتماعية والمعايير الماثورة . ولم يكن هؤلاء يعبأون بالفروق بين اصناف المجتمع ، وكانوا يعتبرون انفسهم طائفة واحدة ، لا عبرة في ذلك باختلاف الطبقات الاجتماعية التي ينتمي اليها أفرادها. وكانت الصلة التي تجمع بينهم وتوحد بين صفوفهم خدمة العلم وتقديس العقل . والنوادي في بلاد الانكليز والمقاهي في البلاد العربية كانت ولا تزال تقوم مقام المقاهي الباريزية بالنسبة الى طبقة الادباء والفهماء .

لندن
حسن الكرمي



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع