فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

طولكرم: افتتاحيات صحيفة اليرموك 1- 3 تشرين اول سنة 1930 ، بقلم الاستاذ عبد الغني الكرمي ……أرشيف م. سليم هاني الكرمي

مشاركة م. سليم هاني الكرمي في تاريخ 27 آذار، 2023

صورة لمدينة طولكرم: : غروب الشمس_مدينة طولكرم-تصوير:يارا قزمار أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
افتتاحيات صحيفة اليرموك 1- 3 تشرين اول سنة 1930 ، بقلم الاستاذ عبد الغني الكرمي ……أرشيف م. سليم هاني الكرمي

تأسست صحيفة اليرموك في حيفا بتاريخ 31 أغسطس 1924، وهي أول صحيفة عربية يومية تصدر من حيفا وقد كانت تصدر خمسة أيام في الأسبوع، في الفترة ما بين عامي 1924 و1930. أصدرها الناشر رشيد الحاج إبراهيم والمحرّر كمال عباس. ثم أعيد تأسيسها على يد عبد الغني الكرمي ومحمد عزة القاسم، وقد تولى عبد الغني الكرمي رئاسة تحريرها.

دعت ومنذ لحظة صدورها على مواجهة الصهيونية وحاولت دوماً إسماع السلطات مطالب الناس وواجهت قضايا بيع الأراضي والدفاع عن الفلاحين، نشرت الصحيفة أخباراً ومقالات عن العديد من العائلات التي ساهمت في تسريب الأراضي للحركة الصهيونية كعائلة سرسق وغيرها. كما كانت ذات ميول هاشمية بمعنى أنها كانت تؤيد حكم الشريف حسين لخلافة العالم المسلمين بعد سقوط الدولة العثمانية وليس حكم السعوديين الخلاف سيولد معارك شديدة سينتصر فيها السعوديين ويتراجع الهاشميون حيث سيبقون في الأردن والعراق فقط. توقفت اليرموك عن الصدور عام 1933 ويبدو أنه بسبب تغير المالكين.


ثابروا على خطتكم
كلمة الى أعضاء اللجنة التنفيذية

لم تكن حادثة افشاء اسرار اللجنة التنفيذية بالأمر الجديد. فان الحكومة في خلال السنوات السابقة كانت تصلها اخبار الجنة ومقرراتها بطرق شتى ونحن لا نشك قط في ان هناك من كان على اتصال بالحكومة اتصالا وثيقا سواء من اعضاء اللجنة او من انصارهم والمترددين عليهم.

ولكن الحادثة الاخيرة التي انتجت مصادرة منشور اللجنة ومحاكمة صبحي بك الخضرا كانت اشد من خطرا لان الظروف التي تجتازها البلاد في هذه الاوقات العصيبة غير الظروف التي سبقت فالنضال اليوم القائم بين الحكومة والعناصر الوطنية المجاهدة هو نضال حياة او موت. فالاستعمار قد برز للناس في شكله الحقيقي والصهيونية ازدادت قوة ومنعة بينما نجد الروح العربية المقاومة للاستعمار والصهيونية تبرز بعنف وشدة في جميع انحاء البلاد وعلى الاخص بعد الاضطرابات الاخيرة وبعد رأى العرب ما رأوا من القضايا التي تبعت تلك الحوادث ومن التدابير التي اتخذت ضد أبناء البلاد.

ففي مثل هذه الحالة لا نجد من يشفق أو يرحم او يعذر كل انسان حقيرا كان أو كبيرا زعيما او فردا عاديا ينحط حتى يبلغ درجة التجسس على أكبر هيئة تمثيلية لأهالي البلاد ويكون الذنب أعظم والجريرة أقسى إذا كان هذا الشخص الناقل اخبار اللجنة التنفيذية ومقرراتها من اعضائها أنفسهم أو من موظفيها وامناء سرها.

نعم أن اللجنة التنفيذية لم تجد في تصرف امين السر الذي اعطى نسخة من المنشور الى أحد ضباط البوليس عملا مقصوداً به الخيانة بل عدته خطأ يستحق اللوم وهذا ما لا نستطيع ان نقول عنه الا انه عمل من اللجنة حميد فقد تكون قد احبت ان تطوي تلك الصحيفة التي اختلف الناس في تفسيرها وتأويلها. ولكن العبرة والأمر المشهود هو ان اللجنة قد خطت خطوه جريئة نحو الاحتفاظ بأسرارها ومقرراتها مما لم يسبق لها عمله في السنوات السابقة، فقد قلنا ان الحكومة كانت تتلقى اخبار اللجنة في السابق على الدوام وكانت تحيط بأفعالها علما مما اوقع الوطنيين في حيرة عظمى، فلم تقم اللجنة بأي عمل لمنع ذلك.

وقد تكون الظروف الحرجة التي تجتازها القضية الوطنية الان هي التي حدت باللجنة الى اتخاذ خطة الحزم واجراء التحقيق الدقيق حول تلك الحادثة المؤلمة وهذا أول عمل من نوعه يقصد به تأديب الذين لا يحسنون التصرف بأعمالهم المعهودة إليهم، فهذه أذن اول بادرة تدل على يقظة اللجنة وانتباهها الى ما قد يقوم به اعضاؤها او المتصلون بها مما يعاكس الاماني القومية ويعرقل الاعمال والخطط الوطنية

وحري بنا نحن العرب أن نكون على حذر في القاء التهم الخطيرة كالخيانة الوطنية والتجسس على اعمال الوطنيين قبل ان تقوم الدلائل والبراهين المقنعة على هذه التهم. فاذا تم لنا ذلك وجب علينا ان نضرب أولئك الاشخاص ضربة ادبية قاضية تكون درسا وعبرة للذين ضعفت عقيدتهم وفسد ايمانهم فكانوا زبانية متطوعين للفت في عضد أمتهم وبلادهم فصاروا اشد خطراً عليها من الاعداء المغيرين
على كل واحد من ابناء هذه الامة ان يكون صلب العقيدة ثابت الجنان مؤمنا بحقه مصمما على الدفاع عنه الى اخر رمق فاذا رأى ان هناك اشخاصا خرجوا على ارادة المجموع وكانوا عونا للفاسدين فما عليه الا ان ينبذهم ويحتقرهم كما نحتقر اللؤماء الادنياء حتى يعرف الجميع ان الاماني الوطنية والنهضة القومية لیست مما يجوز لرجل مهما عظم شأنه ان يسخر بها ويكيد لها ويتجسس على النبلاء المجاهدين في سبيل تحقيقها.

وجدير باللجنة التنفيذية وقد خطت قذه الخطوة الجريئة ان تثابر عليها وان تشكل من اعضاها لجنة استعلام وتحقيق وان تكون على حذر تام في اعمالها وخططها حتى لا يجد أحد من ضعفاء الوطنية او أحد صنائع العبودية والاستعمار ثغرة ينفذ منها إلى كشف مقرراتها وتسليمها الى الحكومة مقابل دريهمات او ... ثانك يو.

عبد الغني الكرمي
صحيفة اليرموك صاحباها: محمد عزة القاسم و عبد الغني الكرمي ، رئيس التحرير : عبد الغني الكرمي
العدد462 السنة السابعة ، حيفا في يوم الأربعاء 7 جمادى الاولى سنة 1349 الموافق 1 تشرين اول سنة 1930


ما تنتظرون
من وكيل وزارة المستعمرات

يوقع الملاكون العرب في حيفا مضبطة سيرفعونها لوكيل وزارة المستعمرات البريطانية عند قدومه إلى فلسطين في هذين اليومين. وقد اظهروا فيها بالأرقام الناطقة ما لحق السكان من خسارة حتى أوشكت البلاد ان تقع في هوة الافلاس السحيقة من جراء فداحة الضرائب وعدم قيام الحكومة بواجبها في الدفاع عن ثروة البلاد ومحصولاتها

ونحن وان كنا لا نعلق اهمية كبرى على قدوم وكيل وزارة المستعمرات لأننا نحسب ان ما سيأتي به لا ينفع أماني البلاد ولكننا لا نرى بدا من ابداء رأينا في هذه الحالة الاقتصادية المزعجة

يظهر الكل ناظر ان الحكومة المنتدبة تقصد من تميز هذا الجيش اللجب من الموظفين ومن هذه الضرائب الفادحة والغرامات الباهظة والتهامل الشنيع في الدفاع من محصولات البلاد؟ افقار البلاد وتنفيذ صك الانتداب القاضي بوضع البلاد في حالات سياسية واقتصادية واجتماعية تسهل بناء الوطن القومي اليهودي في فلسطين

اذن فالحكومة متعمدة تعمدا صريحا ان توقع البلاد في هذه الازمة ولو لم يكن الامر كذلك لما تمطى نصاب الموظفين حتى صارواً يعدون بعشرات الألوف والاغرب من هذا ان الاشخاص الذين تلتهم رواتبهم قسما وافرا من الميزانية

وهم قلائل جدا هم الموظفون الانكليز الذين يتناولون رواتبهم من عرق جباه ابناء البلاد ثم لا ينفقون شيئا من هذه الرواتب الا لا بناء جلدتهم ونعنى بذلك أنهم لا يعاملون الا المحلات التجارية الانكليزية ولا يشترون الا البضائع الانكليزية فخسارة البلاد مزدوجة وثروتها الضئيلة تقل رويدا رويدا وتتوارى في جيوب الانكليز او في جيوب اليهود الصهيونيين

وقد كانت الحكومة تصم اذنيها عن سماع شكاوى السكان وتظلماتهم من سياستها الاقتصادية التي كانت لا تريد أن تتحول عنها حبا في ارضاء اصدقائها الصهيونيين وجشعها الاستعماري. مما لم يستدع انتباه العرب واهتمامهم بتفريج الكربة من أنفسهم بأنفسهم ولكننا نقول الحق فالحكومة لم تكن غافلة في ساعة من الساعات عن المهمة التي ألقيت على عاتقها بل قامت بها خير قيام وقد ساعدها على ذلك تلك السيطرة التي لا حد لها على جميع مقدرات البلاد وجنوحها إلى مقاومة العناصر الوطنية المتمردة على سياستها المعينة في صك الانتداب

وماذا ننتظر ان يفعل وكيل وزارة المستعمرات؟؟ اتراه قادراً على الغاء صك الانتداب، وهو علة البلاء والشقاء؟؟ ام تراه آتيا بتفسير جديد لوعد بلفور؟ ام انه اتى بلعبة خشبية يسلى بها اطفال السياسة ويوهمهم ان هذه اللعبة هي الاماني القومية الصحيحة والغاء وعد بلفور ورفع الانتداب؟؟

ما زلنا نقول بضرورة الحذر واليقظة من خطط السياسة الانكليزية، وما زلنا غير امنين من وصولنا إلى ما نبتغيه ما دمنا متفككي العرى منقسمي الآراء

لم يبقى الا قليل على قدوم وكيل وزارة المستعمرات وسترون اننا لم نبالغ في شكوكنا وأننا على حق في مخاوفنا

عبد الغني الكرمي
صحيفة اليرموك صاحباها: محمد عزة القاسم و عبد الغني الكرمي ، رئيس التحرير : عبد الغني الكرمي
العدد 463 السنة السابعة، حيفا في يوم الخميس 8 جمادى الاولى سنة 1349 الموافق 2 تشرين اول سنة 1930


لماذا تحسنون الظن
رغم البراهين العملية الساطعة ?

ها قد مضت اشهر عديدة على حادثة كان لها صدى بعيد واثارت ضجة كبرى في ارجاء البلاد، ونعني بها حادثة تهريب الاسلحة النارية التي ضبطت في جمرك حيفا .

ونحن لا نريد ان نعيد الى الاذهان ما فعلته ادارة البوليس والنيابة العامة مع المتهمين الذين آخرجوا بالكفالة ، واطلق سراحهم بعد الوقت الذي يسمح فيه القانون باخراج الموقوفين من دائرة البوليس أو من السجن . فكل ذلك منقوش على قلوب العرب الذين ما زالوا يعتقدون اعتقادا جازما بان السياسة جعلت اليهود في مستوى سام ، ووضعتهم في حرز حريز يقيهم من الأذى. بل ان السياسة وحدها أقنعت اليهود انفسهم ، بالخطط والتدابير التي قامت بتنفيذها، أن لهم من الامتيازات والحقوق ما ليس لغيرهم من سكان البلاد وأصحابها.

قامت الصحف العربية ، في فلسطين وغيرها من الاقطار ، تطالب بايقاع القصاص بالذين تجرأوا على تهريب الأسلحة ، بكميات وافرة ، لاستعمالها عند اللزوم ! وتالفت وفود من هيئات رسمية وقابلت الحكام وكبار رجال الحكومة ملفتة انظارهم إلى الخطر الجسيم الذي يهدد الأمن العام وحياة العرب كافة من جراء تمادى اليهود في تحديهم شعور العرب ومخالفتهم للقوانين المتبعة ! وتحدث الناس كثيرا في هذه الحادثة ، وكنت تری امارات الخوف والذعر بادية على وجوه الجميع، فقد اظهرت الحكومة (عنايتها الفائقة) بمستقبلهم الاقتصادي والسياسي ، وأفهمتهم مقدار قيمتهم في ميزانها ، ولكن اليهود بعملهم هذا الذي قاموا به تحت سمع الحكومة وبصرها افهموا العرب بلغة عملية واضحه ، انهم لم يعودوا آمنين على حياتهم !

وبتنا ننتظر كلمة القضاء في الموضوع ، حتى انقضت هذه الاشهر الطويله ، فلم نسمع ان دائرة البوليس قد اتمت تحقيقاتها ، ولم نشاهد ان الذين تجرأوا على انتهاك حرمة القانون وتهديد الأمن العام وحياة العرب ، سيقوا إلى القضاء ! مع اننا على ثقة تامة من انه لو كان الفاعل عربيا لكان نشاط البوليس والنيابة بلغلد حده الاقصي !

نريد ان نعرف الاسباب التي دعت دائرة البوليس او النيابة العامة إلى دفن هذه القضية الهامة في زوايا الاهمال طول هذه المده ! فهل هما لم تجدا ( الادله الكافيه ) على الجريمة الشنيعة وعلى المهربين الجناة ام انهما راتا ان ليس في حادثة التهريب المذكورة ما يشكل جرما يعاقب عليه القانون .

ان العرب لا يلحون فى مجازاة الذين أوقفوا أو الذين يدانون في قضايا هامة من اليهود ، لان الجزاء الفردي لا يخفف من مخاوف العرب علي مستقبلهم وحياتهم . فهم اذا اعادوا الكرة وذكروا الحكومة با عمال اليهود المخالفة للنظام والمهددة لسلام البلاد وطمانينتها فانما يقصدون من وراء ذلك المطالبة بتغيير هذه السياسة الشاذة التي تميز اليهود عن غيرهم وتمنحهم من الامتيازات والعطايا ما تضن به على غيرهم. ويتخذون هذه الحوادث دليلا على نيات اليهود السيئة التي يضمرونها للعرب اذا حدثت في فلسطين ازمة سياسية مهما كان نوعها !!

واذا خاضت الصحف العربية في هذا الموضوع فانما تفعل ذلك لتنبيه الرأي العام العربي الى حرج الموقف والى المستقبل المدلهم الذى ينتظرهم وهم تحت رحمة هذا الانتداب السعيد !!

ونحن لا نكتب هذا المقال الافتتاحي الا لنقول للذين يحسنون الظن بالسياسة ، أنهم مخطئون وان البراهين العملية المتكررة التي قامت لدينا على الرغبة في تنفيذ خطة بناء الوطن القومى على انقاض الشعب العربي المخدوع، لهي اقوى من الاقوال المعسولة والتصريحات المغمضة التي يريد ساسة الانكليز ان يقنعوا بها سليمي النية بأنهم لا يضمرون للعرب شرا . فالحوادث افصح لسانا من الاقوال ! !

ومن رأى العبرة فليعتبر ....

عبد الغني الكرمي
صحيفة اليرموك صاحباها: محمد عزة القاسم و عبد الغني الكرمي ، رئيس التحرير : عبد الغني الكرمي
العدد 464 السنة السابعة، حيفا في يوم الجمعة 9 جمادى الاولى سنة 1349 الموافق 3 تشرين اول سنة 1930



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع