الراي الثقافي-جريدة الراي الاردنية عدد الجمعة 17/10/1980 أرشيف م. سليم هاني الكرمي
افتحوا الابواب في أي منفى
لا ترفعوا الرايات السود فوق براكيات المخيمات الفلسطينية، ولا تذرفوا الدمع. فقط اقرأوا اشعاره في الشوارع، واطبعوها على الجدران.
هو ليس بحاجة الى من يبكي عليه، لكنه بحاجة ماسة الى من يعلم الأطفال الفلسطينيين طريق عودتهم. هو قال ذلك، قال ان "سارتر" حين زار غزة في الستينات، التقى طفلا فلسطينيا وسأله ببساطة
- من اين انت؟
فأجاب الطفل بهدوء
- من "الطيرة"؟
- وهل تعرفها
سرح الطفل بصره في الافق وقال
- طبعا، صحيح انني لم ارها، ولكني
اعرف الطريق اليها عن ظهر قلب...
يومها فرح ابو سلمى، وشمخ برأسه
عاليا امام الوجودي العجوز.
لا تقيموا الاحتفالات – والاربعينات–، فان ذلك لا يرضيه يرضيه ان يظل زيتون فلسطين اخضر واقفا في الشمس.
افتحوا الابواب في اي منفى، سيكون في كل خيمة ضاحكا وواثقا كذلك الطفل الذي يعرف الطريق الى الطيرة .. امنحوه فرصة الاعتذار عن قبول الالقاب والجوائز. انه صخرة في جدار الثقافة الفلسطينية الثورية، لم يتحطم، لكنه التصق الآن بالدم بالصخور الأخرى. غسان كنفاني، كمال ناصر وغيرهما .
لا تكتبوا اسمه في الدفاتر والكتب فقط اقرأوا اشعاره على تلاميذ المدارس...فهو جزء من تاريخ شعب عظيم.
ابا سلمى.. فلتهنا روحك بسلام.. لقد رأيت بنفسك البنادق التي تصعد باتجاه الجليل..
يوسف ضمره
شارك بتعليقك