الشيخ عارف طه سمور الحمارشة
في البداية نتقدم بالشكرالجزيل للسـيد خلـدون الشيـخ علي من يعبد الذي إختار جدّنا ليكون الفـارس للعدد الأول من صحيفته " الفرسـان" و التي صدرت في يعبد عام 2008 و قد طلب إفادته ببعض المعلومات عن الجّد الذي كرمه بنشر صورته في صحيفته.
ولد الشيخ عارف طه عبدالله سمور الحمارشة في يعبد عام 1905 حيث كان أهله يعملون في الزراعة و النجارة التي أتقنوها و عرفوا بها في أنحاء فلسطين.
ظهرت سيماء الذكاء عليه و هو في الصفوف الأولى بالتعليم حيث كان أحد أساتذته السيد محمد حافظ طوقان من نابلس و الذي عمل مدرسا في يعبد ، مما شجع أهله على إرساله إلى الأزهر الشريف في مصر لتلقي العلوم الشرعية و هو بعد لم يبلغ العشرين من العمر و كان معه في الأزهر فضيلة الشيخ حمزة الطاهر من يعبد رحمه الله .
أما من أصحابه و لا ندري إن كانوا معه في الأزهر أم لا و الذين أثنوا عليه و حفظوا له الود الشيخ عبدالله غوشة و الشيخ عبد الحميد السائح من القدس و الشيخ سعيد صبري من قلقيلية و الشيخ يونس أبو الرب و الشيخ يوسف أبو الرب من قباطية و الشيخ أسعد قدوره من صفد و غيرهم .
إستطاع الشيخ عارف رحمه الله أن يحصل على الشهادة العالمية للغرباء من الأزهر الشريف في زمن قياسي لكن الحالة المادية لأهله أجبرته على قطع الدراسة و عدم إكمال الدراسة العليا ليعود إلى يعبد و يساعد أهله في أعمالهم مع عمله كرجل دين من إمامة و خطابة و مأذون شرعّي إلى أن عيّن مدرسًا مع حكومة الإنتداب الأنجليزي عام 1931.
منحته مهنة التدريس التنقل من يعبد إلى أم الفحم و طلوزة و برقين إلى عرابة و من ثم ليعود إلى يعبد عام 1957. و أتاحت له هذه الرحلة الطويلة الإحتكاك و الإتصال بكثير من الشخصيات و زعماء العشائر مما أكسبه الخبرة اللازمة ليكون محكّما في لجان الإصلاح و قاضيا عشائريا للإصلاح في القضايا و الأحداث المصيرية .
كما ساعده رحمه الله للقيام بهذه الإعمال إضافة للخبرة التي إكتسبها شجاعته في قول الحق و دماثة أخلاقه مع تواضعه للجميع فأحبه الناس جميعا صغيرهم و كبيرهم و تجمعوا حوله حتى في عام النكبة 1967 طلب أحد سكّان يعبد من أهل يعبد أن يحرقوا السيارة التي تحمل أمتعة الشيخ عارف إذا حاول الرحيل من يعبد بسبب الإحتلال .
الا أنه بقي صامدا مع أهله حتى توفاه الله عام 1977 لتخرج يعبد بأكملها لتودع رجلا أحبها و عاش معها الحياة بحلوها و مرها .
هذا الجانب الإنساني من حياة شيخنا أما عن الجانب الوطني فقد كان رحمه الله مع الشيخ عزالدين القسام عام 1935 والثورة عام 1936 حتى لقبوه " مفتي الثورة " وشارك كثيرا لتصحيح مسارها حيث أنقذ حياة الكثيرين حين منع و عارض الثورة من قتل الكثيرين ، و على سبيل المثال ما ذكر في صحيفة الغد الأردنية من أن الشيخ عارف هو الذي أنقذ أحد أبناء عشيرة الشريدة من القتل بيد الثوار .
كما كان الشيخ رحمه الله شديد اللهجة مع أولئك الذين تعاونوا مع الإنجليز و أعتقل بسبب ذلك مرات و سجن إلا أنه كان يفرج عنه لمكانته الدينية و الإجتماعية بعد أخذ التعهدات عليه لكنه مع ذلك إستمر في مساعدة الثورة و حماية الثوار.
وقد شارك في عام 1948 بمعركة جنين و أشرف على دفن أول شهيد من الجيش العراقي أثناء المعركة.
هذا هو الشيخ عارف طه سمور الحمارشة رجل الدين مربي الأجيال المصلح الإجتماعي المناضل الوطني الفارس في أهله و بلده يرحمه الله و يدخله فسيح جناته إن شاء الله آمين.
شارك بتعليقك