سأسرد عليكم قصة رجل من رجالات يعبد المخلصين ، رجل شرب من حليب خيرة أمهات يعبد ، ولد يتيماً ، لم يهنأ بوجود أمه وحضنها الدافء ، فارقته وهو في أيامه ألأولى ، فعوضه الله بخالاته وعماته عن أمه ، نشأ نشأة فريدة ،أبوه من أروع الرجال ، كان أبوه ذو شخصية قوية متميزة صاحب حكمة ورأي ، ذاك الشبل من ذاك الأسد ، فنشأ الولد اليتيم بين أولاد أعمامه واخواله وعموم اولاد البلد ، تميزهذا الولد منذ الصغر عن أقرانه فكان مشغول بحال أمته العربية وما أصابها من تراجع وتخاذل ، تربى على الفضيلة والدين والإلتزام الذي لازمه إلى أن فارق الحياة في الثمانين من عمره ، كان شهما صاحب رأي سديد ، واصل الرحم ،كثير الإبتسامة ، مجالسه يغلب عليها الفائدة والنقاش والتباحث في أمر الأمة مدافعا عنيدا عن فكرته ، ترى خصومه متشنجين ويتكلمون بعصبية وصوت عالي ويهاجمونه وهويرد عليهم و يدافع عن أفكاره ببرود وهدوء ، كان من الرجالات التي يشار إليها بالبنان ، له في كل المناسبات نصيب ، كانت البيوت تفتح له أبوابها بشوق وشغف ، محبوب طارد للحزن صاحب نصيحة ونكته، جرئ لايهاب ولايخاف من كلمة الحق ، هذا ديدنه ، حارب البعثيين في الخمسينات عند ما حاولوا نشر فكرهم الضال في يعبد ، فاعترضهم مع ابن خاله عبدالكريم الراغب وذلك عندما عقدوا ندوة في وسط البلد وكان كثير من متعلمي البلد قد انخدعوابهذا الفكر بالبداية فوقف وقال لهم يقول الله عزوجل " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ومن ثم اشتبكوا مع البعثيين مما دعا افراد عائلته لمساندته فقلبوا السحر على الساحر وفشلت الندوة ، وأيضا في احدى خطب الجمعة وأثناء الخطبة وقف واعترض على حديث الخطيب امام الجميع ، كان دائما مايحدث بينه وبين اولاد عمومته توفيق السليم وعبدالكريم الراغب مباريات في المصارعة أو المباطحة (الجودو) غالبا مايكون هو الفائز ،وصل في دراسته الى الثانوي ولم يكمل كحال أغلب ابناء البلد .
عندما كبر واراد الزواج فكان صعب عليه الأمر لأنه رضع من كثير من أمهات البلد ومعظم ابناءهم اخوانه بالرضاعه ، ولكنه لم يبتعد كثيرا فتزوج بنت عمته،وعمته هذه لم ترضعه صغيرا ، وكان من طرفه أنه يقول لقد اكتشفت اليوم أماً لي أرضعتني وأناصغيروهي فلانه الفلاني من الحارة الفلانية.
انتقل الى الكويت ولازال بنفس المبادئ والأفكار التي تربى عليها فعمل مضمد أسنان ، فكان شخصيةمشهورة جدا وكان مطلوب في الجاهات والعطوات والصلح بين العائلات بين الجالية الفلسطينية في الكويت ، وأيضا هومن الناس القلائل الذين ذهبوا لزيارة يعبد من الكويت بالسيارة في 1966 ، تنقل بعمله من عيادة الى عيادة في الكويت من الفروانية او الدوغا الى مستشفى الأميري ومن ثم استقر في حولي في المستوصف لجنوبي الى أن وصل عمره ستون عاما والوضع القانوني ان يتوقف عن العمل ولكن تم تجديد له خمس سنوات اخرى ، وللعلم أنه كان بينه وبين الشيب الأبيض خصومه فلايوجد في رأسه شعرة بيضاء الى ان فارق الحياة، في مقابل البناية التي يسكن بها في منطقة حولي بنى احد المحسنين مسجدا وذلك في 1984 وسمي المسجد بالفريح فكان دائما مايقف امام المصلين ناصحا لهم وكان يعتبر من أعمدة المسجد ومن الناس الذين يحافظون على سمت المسجد وآدابه بين المصلين .
قبل غزو الكويت من قبل العراق بفترة تم الإستغاء عن خدماته ، فكان يجلس في البيت يقرأ القرآن وسمعت أنه كان يختم القرآن كاملا كل ثلاثة أيام ، بعد تحرير الكويت من العراقيين انتقل للعيش في مدينة الزرقاء في الأردن فاشترى بناية بها عدة شقق له ولأبنائه تأويهم ، أصابه مرض في رأسه فأجريت له عملية زرع عصب تم نزعه من جزء في جسمه وزرع في رأسه سبب له بعض المضاعفات التي لازمته إلى أن توفاه الله وهي أنه كان كثير النسيان وأذكر أنه عزمني على الغذاء فلبيت العزومة وبعد فترة رآني وقال لي لما لم تلبي العزومة ، كان في شوق وشغف ليعود إلى يعبد مسقط رأسه ولكن اولاده منعوه شفقة على حاله وكثرة نسيانه ولكن العجيب أنه لم ينسى أي شيئ مما يحفظ من القرآن ومن الأفكار والمبادئ وظل يدافع عن فكره مبادئه لآخرلحظة .
وفاته كانت إثر حادث أليم في الطريق حيث دهسته سيارة واثناء نقله للمستشفى تلفظ الشهادتين ومات رحم الله العلم حسن راغب محمد الجزار زيد الكيلاني "أبومحمد " وذلك في شهر يونيو 2001.
شارك بتعليقك
My condolences to all his family especially his two sons my best friends Mohamed and Abed Alruhman
عنه وقد فقدته وفقدته وفقدته واصحابك واخوانك واقرباؤك فقدوك يا اعز الناس بعد الله ثم رسوله والانبياء يا والدى رحمه الله عليك رحمه واسعه وانت فى البال دائما لانه ما فى شي بعمله الا من تعاليمه التى كان يعلمنى اياها لن انساك يا والدى العزيز مهما حييت