فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

يعبد: " الفارس رفيق سليم محمد حمدان زيد الكيلاني أبوناصر رحمه الله "

مشاركة sufian kilani في تاريخ 2 كانون أول، 2009

صورة لقرية يعبد - فلسطين: : الاسير البطل عمرو الكنيري أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
فارس مقالي اليوم ، ولد رجل ونشأ رجل وكبر وهو شيخ الرجال ، توفى أبوه سليم محمد الحمدان زيد الكيلاني رحمه الله وهومازال صغير ولم يذق بعدها حلاوة الطفولة وبراءتها ، فتح عينيه أمام صدمة موت أبيه وأخيه وفجعة أمه وحزنها عليهما اللذان كانا ممن يملآن عليها الكون كله فكانت هي بالنسبة لزوجها نعم المرأة الصالحة، وخير متاع الحياة الدنيا المرأة الصالحة ، ولكن عن أية إمرأة نتحدث ، إنها الحاجة تمام محمد الجزار الصابرة مربية الأيتام رحمها الله ،كانت الحاجة تمام رحمها الله تعالى وهي جدتي او ستي أم والدتي ام سامر ءاخر بيت في هذا الطريق وكانت وحدانية في بيت اقرب الى الخشاش ولكن من افضل البيوت راحة في يعبد ، السكينة والطمأنينة التي تنزل عليك في هذا البيت لاتلاقيها في أجمل قصوراو المنتجعات السياحية العالمية ، لأنه بيت طاهر لامجال للتكفير وسب الدين او النمائم ئم او الإستغابات فقط لأداء الصلوات والدعاء للغائبين انه بيت الكرم والجود والإيواء ، اتذكر كان ابن عمي عندما يخرج من بيت ابيه مخيرا او مجبورا كان يلجأ لستي تمام ام رفيق رحمهما الله ويقيم عندها بالأيام وأبوه في سعة في رزقه ولديهم اكثر من بيت .

كانت الأم الحنون الذي يسع قلبها الجميع وكانت تتنقل من يعبد الى الزرقاء واحيانا بغداد او الكويت وتعود محملة ببعض الحاجات التي تم التوصية عليها من مقربينها ومحبينها وينتظرونها في شغف وشوق ، كانت ستي تترك بيتها بالليل لتذهب لتنام عند أختها الكبيرة الطاعنة بالسن والتي تعيش مرحلة الطفولة المتأخرة لتعتني بها وتلبي حاجاتها مع انه المفروض ان من يقوم بهذا الدور من هو اصغر عمرا منها واكثر شبابا وحيوية ولكن الكل اعتمد عليها ونسوا كبر سنها وقلة حيلتها وهي صابرة لاتشتكي ولاتلين ، قدرها أن تعيش في صراع مع الحياة وأن لاتجد راحتها الا عند بارئها هو أدرى بها وأعلم والتي نحسبها من اللواتي يزاحمن الرسول صلى الله عليه وسلم في دخول الجنة ، ولم تمضي سنة من فقدان ابنها البكر توفيق رحمه الله الذي توفي في تاسوعاء 1943 حتى توفى المرحوم سليم محمد الحمدان زيد الكيلاني رحمه الله زوجها في عام 1944 .

كانت هذه الصدمات مخاضاً لبروز فارسنا رفيق سليم رحمهما الله وأخذه زمام الأمور وتوليه رعاية أمه وأخويه وأخته بنت العامين ، رحلة حياته مليئة بالمغامرات والتضحيات التي لا يقدر عليها إلا عزائم الرجال ، كان في الصف السابع وكان مشهودٌ له بالذكاء والحنكة فكان متقدماً على أقرانه في كل شيئ ، فلم يكن يرضى إلا بالترتيب الأول في فصله ، وعندما أراد ترك المدرسة توجه مدير المدرسة المرحوم الأستاذ نهاد كمال إلى أمه وأعمامه ، ليقنعوه بالعدول عن رأيه وأن المدرسة ستتكفل في تعليمه إلى نهاية المطاف ، ولكن عزة نفس هذا الفتى وكبرياءه منعته من التنازل عن قراره ، ومضى في طريقه الشاق الصعب الذي إختاره ، لم تتسع يعبد له وضاقت عليه بما رحبت ، لجأ إلى مناطق 48 والى مدينة حيفا بالتحديد ، فسخر الله له رجلا" من رجالات حيفا الكرماء الأصلاء يملك دكاناً ومقهاً ليعمل عنده إنه المرحوم نايف الصفدي (أبو إسماعيل ) ، فكان له نعم رب العمل ونعم الأب البديل ، فتح له قلبه وبيته وأواه وشغله ، وفي المقابل أيضاً كان فارسنا شاباً جاداً مخلصاً في عمله وينطبق عليه الآية الكريمة ، إن خير من إستأجرت القوي الأمين " فكان يدخر كل مايحصل عليه من مال أو مصاري (كيات) بلفظ أمه رحمها الله ليدعم أمه وأخويه وأخته بنت العامين في صراع الحياة .

كان يسكن مع نفرمن أقاربه وهم أولاد المرحوم عمه ذياب في بيوت شينكو في منطقة الشيخ قضاء حيفا ، وكان من عمله أيضاً أن يوصل مواد غذائية كالرز والبن والبهارات والمكسرات والتي يتم مقايضتها مع التجار القادمين في السفن والتي ترسوا على شواطئ حيفا ومن بعد يتم إرسالها إلى دكاكين داخل المناطق التي تسيطر عليها العصابات اليهودية ، وكان طريقهم محفوف بالمخاطر والموت يترقبهم في كل منعطف ، فمنهم من ينجح بمهمته ومنهم من يرجع إلى أهله مكفناً شهيداً ، وحدث أن أحد الأشخاص الذين كان برفقة فارسنا رفيق قد أصيب أمام عينيه من قبل المسلحين اليهود واستشهد بعد صراع مع الإصابة وفارسنا الفتى ينظر إليه مرعوباً مذهولاً من هول مايرى وهو يقف عاجزاً عن إنقاذه والعدو أمامه يطلق وابلاً من الرصاص بلا رحمة أو تمييز ، فكانت هذه نقطة بداية لإنقلاب جذري في حياة فارسنا المغوار ، فأصبح وطنياً وصاحب قضية وأيضاً صاحب ثأر ، ففي يعبد مسقط رأسه كان لايلمس خطر اليهود في حينها ولايشعر بإجرامهم وهمجيتهم أما في حيفا فالأرض تنطق وطنية والناس مشاعرهم تفيض وطنية والعدو على المحك وهكذا يصنع الله الرجال ، غربة وعدو متربص وشعب مرابط يعيش أجواء المحنة ويستشعر الخطر القادم ونفس مهيئة واعية كالفتى رفيق الكيلاني لتعيش الأجواء المشحونة على وجود اليهود بين ظهرانيهم .

ظهر الخير في إمارة الكويت وبدأت ريحها العطرة تفوح ، فأخذ الشباب يتسابقون على الوصول إليها بشتى الطرق والوسائل ، حزم فارسنا أمره وانطلق الى الكويت مع إثنين من رفاقه وهم احمد السعيد الأحمد وعمر توفيق الحمارشة ولكن قوت صاحبنا ونقوده لم تبلغه الى الكويت ، أما صاحبيه فوصلا إلى الكويت واستقرا بها ، وصل صاحبنا إلى بغداد وعجبته ، فما كان إلا أن توجه إلى شركة البترول ليعمل بها وكان لحسن حظه أن مديرالشركة أنذاك عراقي من عائلة الكيلاني فكانت هذه شفيعة له بأن يعمل بهذه الشركة وأحضر كتاباً موثقاً مختوماً ومدعماً من كبار عائلة الكيلاني في فلسطين بأنه ينتسب للعائلة نفسها ، وكانت طبيعة عمله فرصة له بأن يتعرف على عوائل فلسطينية مهجرة من مناطق 48 وكانت عوائل مستقرة هناك وتنعم برغد العيش والتسهيلات الممنوحة لهم في قبل حكومة العراق أنذاك ، ومن العوائل عائلة أبو العيون من طول كرم وشاء الله أن يناسبهم في إحدى بناتهم ومن بعده أخوه محمد رحمه الله الذي تزوج أخت زوجته الأصغر منها .


أمام صعود نجم الكويت فضل فارسنا الذهاب إلى الكويت وحده من غير عائلته ، ونجح في ذلك وعمل في نفس المجال وفي قطاع البترول بالتحديد نظراً لخبرته في هذا المجال ، وبعد فترة حصل على فرصة أفضل كإداري في بلدية الكويت وعمل بها ، وأمام إصرار زوجته وتطلعها إلى الإستقرار العائلي والعيش بجانب أهلها ألحت عليه بالعودة إلى بغداد وأن يجمع شمل الأسرة مرة أخرى فاستجاب لها وعاد إلى بغداد واستقر هناك الى أن توفاه الله في نهاية القرن الماضي ، كان أيضاً له تجربة مريرة بسبب صراع أحزاب متناحرة موزعة بين تلك الدولة وأخرى وكان هو أحد ضحاياهم الكثيرين ومن أثرها أن أودع بالسجن مدة من الزمن ضريبة يتحملها بسبب وطنيته وتحمسه لقضايا وطنه وأمته ولكن سلمه الله وأنجاه منها بعد حين وخرج منها أقوى وأشد عوداً وصلباً وكان يحقق قول الشافعي رضي الله عنه "وكن رجلاً على الأهوال جلداً شيمتك السماحة والإخاء " .

استقرت حياته في بغداد ورزقه الله من البنين والبنات زرع فيهم حب الأهل والعشيرة والوطن ورباهم على القيم والمبادئ وعزة النفس والكبرياء ، كان لايرى إلا جادا لايخلط بين المزح والجد ، لايجامل في مبادئه ، مناصراً قوياً لأبناء عشيرته وعمومته ، لايرضى الدنية لهم ، كان بينه وبين الخوف عداوة شديدة فهي منزوعة من قلبه ، فرش بيته في بغداد وجعله سهلاً أخضراً للزائرين له و محطة للذاهبين إلى بلادهم ، عندما كان يذهب إلى الكويت زائراً لاأتذكر أنه جاء بخفي حنين ، كان يكثر من الهدايا لكل أفراد عائلته هناك وكان أكثر مايحضر لهم هو صفط المن والسلوى ولايمكن أن يستثني أحداً من هديته فجميعهم مكرمين عنده ومحفوظة قيمتهم ، كان إذا حضر إلى الكويت كسر الملل وقصّر المسافات بين أبناء العائلة الواحدة بعد أن كانت كل أسرة مشغولة بنفسها ، جمعهم حوله فأصبحت غرف المضافات مليئة بالأنواروتعج بالزوارو وغاب عنها السواد والعتمة والهجر ، ولكن ماإن يسافر فارسنا حتى يعود الملل ويسود السواد وتهجر المضافات ، إننا كنا ننتظره من فترة لأخرى ونشتاق لقدومه ، كان قدومه من العراق إلينا يزرع في بيتنا بهجة ويحرك في نفوسنا حب الحياة والناس. ذهب إلى مسقط رأسه يعبد مع زوجته وأبنائه في مطلع السبعينات فكانت يعبد سعيدة بقدوم رجل من أبنائها المخلصين ، فكان أعمامه وأولاد أعمامه يفتخرون به ويثنون على رجولته وجديته في الأمور كلها .

رزقه الله حج بيته الحرام ومات وهو قرير العين بعد أن اطمئن على أبناءه بلا استثناء فزوّج جميع أبنائه وبناته ولديه مايزيد عن السبعون حفيد وحفيدة ، توفاه الله في نهاية القرن الفائت رحمه الله فنصب له أخوه أبوخالد خيمة عزاء في منطقة حي معصوم في الزرقاء، حضروقدّم العزاء وأرسل البرقيات الوزراء والوجهاء والمخاتير والشخصيات المرموقة والتي كانت تعتبره من عمداء عائلة الكيلاني المخلصين للعائلة ، رحم الله فارسنا البطل وأسكنه فسيح جناته .



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

Thanks for the writer, and as a one of his cousins I am per witeness that he was a Hero,Brave and Dauntless
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع