دكانة أحمد العوقل
--------------------------------------------------------------------------------
الموقع :
حارة اليعابدة او حارة اليعبداويين كما كانوا يسمونها في الكويت وهي حارة كان يقطنها اليعبداويين من جميع العائلات وهي تقع بمنطقة حولي عند دوار ملحمة ميسلون ومكتبة الكرامة ويحيطها ثلاث شوارع رئيسية شارع شرحبيل وشارع موسى بن نصير وشارع قتيبة .
قيمتها :
كانت هذه الحارة قبلة اليعبداويين الحانين الى بلدهم يعبد فكان يجمعهم حب يعبد وحب ابناء يعبد ، استأجر السيد أحمد العوقل بقالة هناك وكانت هذه البقالة نادياً لأهالي يعبد يجتمعون عندها كل يوم فكانت الأخبار من يعبد تصلهم هناك قبل تعدد الإتصالات الحديثة وتنوعها وسهولتها .
ناد او ملتقى لرجالات يعبد :
وكان أناس منهم يلعبون الطاولة أناس يتمازحون وسط ضحكات عالية وفرفشة بريئة وآخرين يتناقشون بموضوع سياسي أو ديني وءاخرين يلتقون مع المدرسين اليعبداويين في المدارس الحكومية ويتناقلون أخبار ابنائهم الدارسين وايضاً كل منهم يبرز تفوق ابناءه في المدرسة وءاخرين يشكون تقصير ابناءهم ومشاكل أبناءهم المغتربين في الجامعات وسرد معاناة الحياة اليومية من باب الفضفضة وطلب الرأي والمشورة .
هدف الزائرين :
وايضا يحضر الى هناك الزوار القادمين من يعبد محملين بالأخبار والرسائل وتنكات الزيت والزعتر والميرامية والجبن والزيتون لأنه في هذه الأيام كان الإتصال بأهلنا في الضفة من أشد الصعوبات بسبب التشدد الإسرائيلي الغاصب فإذا عاد هذا يحمله رسالة وهذا يحمله امانة ومصروف لوالديه ، كانت هذه البقالة مركز تجاري هام لليعبداويين وكانت تخفف عنهم وحشة الغربة ووطأتها ،
الأعراس :
قبل استحداث صالات الأفرح كان العرس اليعبداوي له بهجة وطنة ورنة كان هناك زقة للعريس وأناس يعزمون العريس ويسيرون في هذه الحارة من بيت الى بيت ويستظل من الشمس بالشمسية المزركشية والبلايين الملونة ، اما السهرة فتحييها الفرق الفلسطينية في وقتها فيضعون الكشافات في الساحة الترابية التي تقع وسط البنايات التي يقطنها اليعبداويين وتعلو صوت الميكروفونات ويشتغل الريغول والعتابا والميجانا ومن بعدها تنزل فرقة السمران للدبكة وتتشابك معهم أيادي الشباب المتحمس وأيضا السحجة اليعبداوية الأصيلة التي دأب أهل يعبد على وجودها في أعراسهم فيصيح عريف الحفل بالميكرفون "بناءً على رغبة أهل يعبد ويكرموا أهل يعبد وتفضلوا على السحجة " فكان أول مايلبي الطلب هم كبار السن ومن بعدها الشباب فكانوا يحمسون بعضهم البعض ولكن هيهات أن يغلب الشباب الشيب فهم أصلب عوداً وأتقن وأكثر صموداً من الشباب ودائما بهذه الفقرة المحببة لليعبداويين يذكر الزجالة اسماء الحاضرين ضمن ابياتهم الشعرية في اغلب الأحيان تأتي بناءً على طلب ابو العريس وسط تصفيق الأهالي وزغاريط النسوان من سطوح البنايات فكأنهم يعيشون جو يعبد في هذه الأثناء كنت صغيراً لايتجاوز عمري العاشرة .
النخوة والفزعة :
كانت النخوة والفزعة هي شعلة تنافس بين ابناء البلد الحاضرين هناك ، كم من شخص المت به مصيبة او تعرض لحادث او تعرض لإعتداء من ءاخرين فوجد أبناء بلده بمختلف العائلات إلى جانبه ، كان تجمعهم يعطي قوة وهيبة لهم .
الحرص على صلاة الجماعة :
يومها كانوا حريصين على صلاة الجماعة في المسجدأشد الحرص فكانوا يلتقون في مسجد قديم اسمه مسجد فاطمة غلوم على صلاة المغرب ومن بعدها صاروا يلتقون في مسجد أقرب على البقالة وهو مسجد النصرالله بني حديثاً وأيضاً يصلون العشاء في المسجد يذهبون مشياً على الأقدام ويعودون للبقالة فورالإنتهاء من صلاة الوتر .
بداية التراجع :
واستمرت الحياة هكذا الى ان تم هدم البنايات القديمة وتفرق الأهالي ولكن بقالة أحمد العوقل بقيت الى ءاخر يوم ، والآن في يومنا هذا أصبحت أطلال تترحم على أهل يعبد الذين سكنوها وغادروها بسبب تبعات الغزوالعراقي للكويت تغيرت المباني وتغير الناس وذهبت البهجة وأطفأت الأنوار وغابت النجوم عنهم وأصبحت البقالة محل لتبديل زيوت السيارات على ماأعتقد .
الأهالي :
يوجد من أهل يعبد أناس قليلون يعدون على الأصابع بهذه المنطقة الآن واسمحوا لي ياأخوة أن أعدد بعض العائلات التي كانت تسكن بجوار بقالة أحمدالعوقل حسب ذاكرتي الشخصية علماً أننا نحن أقصد أهلي وأيضاً دار عمي أبوالراغب حفظه الله كنا نسكن بعيدين عن تلك الحارة بمسافة كيلومتر واحد .
والعائلات كما أذكرهم رحمهم الله أحياءً كانوا أم أموات هم :
أحمد العوقل ، خالدالعوقل أبووليد ، صالح العوقل ابوبسام لازال موجود بالكويت ، شفيق العوقل أبورائد رحمه الله ، حاتم النجيب أبوجرير رحمه الله ، محمد المحمود أبومحمود ، طارق الجزار ابومعتزرحمه الله ، عدنان الجزار رحمه الله ، أبوأيوب رحمه الله ، حسين الديباش ، جميل الجزار ابوتوفيق ، نافع الكيوان ابوفرح ، حسن العارف ابوعلي لازال موجود بالكويت ،مصطفى نايف الحمارشة أبوأسامة ، محمد حسن الراغب ابوحسن ، احمد الصادق رحمه الله ، اما كبير اهل يعبد الخال حسن راغب الجزار ابومحمد (حمودة رحمه الله كان يسكن بالحارة بالبداية ومن ثم سكن في بناية تطل على شارع شرحبيل أي بعيدة تقريبا 300متر وهناك ءاخرين لايحضرونني الآن ولكن ممكن من خلال الردود يزودني ويتحفني من اراد أن يدلو في دلوه ويعيد ذكريات حارة ميسلون حارة اليعابدة في الكويت رحم الله من انتقل الى ربه وحفظ الله من لازال يعيش الى يومنا هذا ومنهم ابي وقرة عيني وعمي أبوالرغب حفظه الله .
شارك بتعليقك