فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

يعبد: العجوز الشاب حمدان سعيد حمدان زيد الكيلاني رحمه الله

مشاركة sufian kilani في تاريخ 8 شباط، 2010

صورة لقرية يعبد - فلسطين: : صناعة الفحم في يعبد أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
العجوز الشاب حمدان سعيد حمدان زيد الكيلاني رحمه الله "أبو محمود"
المقدمة
وجدته في بحر ذكرياتي العميق ، لي معه أجمل ذكريات ومازلت يافعاً صغيراً لم أتعدى السابعة من عمري ، لم أكن أعرف معنى الموت إلا بعد أن توفى سيدي الغالي عليّ وعلى كل من عرفه إنه سيدي أبومحمود حمدان سعيد حمدان زيد الكيلاني زوج عمتي أخت أبي ، في اول مرة رأيته وكانت هي ءاخرمرة ايضاً في بلدتنا يعبد القسام عندما كنا في زيارة لهناك مع الأهل في صيف عام 1973 ، كانت الزيارة الأولى بعد نكسة 1967 الكل كان بإنتظارنا عندما علموا بقدومنا ،رأينا جموع المستقبلين وحفاوتهم لنا والتي أنستنا عذاب الجسر ومرارته والمآسي والطرق الإذلالية المتعمدة من قبل الصهاينة للعائدين لزيارة بلادهم وأهاليهم .
بداية الرحلة
بعد أن أنهينا إجراءات الدخول لفلسطين الحبيبة قام أبي بإستئجار سيارة لموزين مرسيدس لتقلنا إلى يعبد ، وهناك أحسسنا بأننا دخلنا جنة الله بالأرض ، ياأمي ماهذه ياأبي أين نحن أين الصحراء القاحلة أين الغبار أين لهيب الصيف الذي نتجرعه بالنهار والليل نحن في عالم ءاخر ، صرخ أبي صرخت أمي ياأولادي هذه بلدكم الحقيقية هذه البلد التي منعنا من دخولها سنين هذه الأرض المباركة هذه البلد التي تربينا وترعرعنا عليها أنا وأبيكم منذ الصغر إنها فلسطين فلسطين انظروا لشجر التين انظروا لشجر الزيتون الآن أدركتم ماهو التين والزيتون عندما تقراوون سورة القرءان بمدارسكم ، هذه اريحا بلد جيراننا وهذه طوباس بلد جيراننا أيضا وهذه جنين و قباطية ،وهذه وهذه ولكن ياأمي ياأبي أين يعبد ، لاتستعجلوا ياأولاد اننا الآن بصدد الوصول ليعبد وماإن دخلنا يعبد من جهة البيارة والكازية فهتف أبي وقال هذه بلدكم ياولاد وكأنه استرجع ذكرياته هناك وأمي كذلك مشهد عظيم لايوصف ولايتكرر حتى في مسلسل التغريبة الفلسطينية وإذا بأولاد عمي وعمتي الذين لانعرفهم وهم لايعرفوننا فقط يسمعون عنا يهتفون جاء دارعمي وأخذوا يركضون خلف اللموزين ونحن ننظر إليهم من الخلف ونتضحك عليهم ونستغرب مما يفعلون .
حفاوة الإستقبال
اللموزين تستقر أمام بيت سيدي رحمه الله وهناك ارتفعت الزغاريط والبكاء والنحيب واستقبلنا سيدي رحمه الله وهو يبكي وستي رحمها الله ايضا وكنا نعرفهم لأنهم حضروا الى الكويت في مرة ورأيناهم اما البقية كان يحدثنا عنهم أبي وكذلك أمي ولكن لم نرهم من قبل ، عمي ابوبلال رحمه الله الصدر الحنون الهميم الشهم صاحب الشخصية القوية وهذا ولده بلال وهذا عمر وهذا علي وهذا احمد ومحمد وصلاح وجميعهم اولاده وهؤلاء بنات عمك ومن هذه التي تبكي ودموعها تتساقط وحظنت أبي وقبلت يديه فقالت أمي انها ابنة عمكم الكبرى كانت هي من أدركناها قبل أن نتغرب عن يعبد وهناك رجل سمعنا عنه ولم نره في زحمة الإستقبال أين هو ياترى ،ياأمي اين سيدي حمدان الرجل الشجاع المقدام الفارس صاحب الشهامة التي دائماً ماتتغنين به وبرجولته ، فقالت إسأل عمتك أخت أبيك هو زوجها ياأمي كيف عمتي متزوجة من سيدي كيف يحصل هذا ، ياولد انه سيدك ابن عم سيدك ابوالعبد وليس والد أبيك ، فأقبلنا إلى عمتي نقبل يديها ونسألها عن الفارس سيدي حمدان فقالت انه يعمل وسيأتي بالمساء وماذا يعمل ياعمتي قالت إنه يعمل بتكسير الصخور والحجارة ومعه فأس يلازمه دوماً وهناك زاد تشوقنا لرؤيته فارس ويحمل فأس وأيضا ياأحبائي محمود ابن عمتكم ايضاً في العمل إنه يعمل حدادا أما مصطفى وخالد لازالوا يدرسون بالمدرسة وسيحضرون حالاً
حضر سيدي الشاب العجوز
أقبل المساء وعاد سيدي حمدان إلى البيت فكان رجلا عجوزاً هرماً يركب حماراً ويحمل عدة العمل معه ، فتفاجأنا بأنه يعمل ويكدح من الصباح الى الليل وهو شايب عجوز فكيف يقوى على ذلك ، إنها الإرادة والهمة العالية التي نشأت مع الإنسان الفلسطيني من الصغر ، حضر سيدي حمدان وسلمنا عليه وسلم علينا وبدأ يمارس دوره الطبيعي بإستقبال المهنئين بالسلامة بإيقاد النار على الموقد (الكانون )، إنه سيبدأ بتحميص القهوة العربية كما تعودوا عليه وكانت تقول أمي أنه في عز البرد القارص كان يوقد الموقد ويلتفوا حوله وكان يروي لهم اجمل القصص والحكايات ، في هذه اللحظة كان في الثمانين من عمره , كنت دوما من عز الصبح اذهب اليه فكان يستقبلني و يضعني على حجره ويغني لي أغنية (عالكر عيني عالكر ) ،ومن قصص أمي عنه أنني عندما كنت صغير باللفة أي 6 شهور 1966في يعبد تركتني بالعكدي (غرفة من الطين ) نائما بسريري وعندما رجعت وجدت ثعباناً يمشي على لحافي ويستقر عليه فصرخت وإذا بسيدي حمدان يهب مسرعا ويرفع اللحاف ومعه الثعبان ويقذفه بالحوش ويأتي بفأسه ويقطع رأسه ، لايهاب قلبه كالصخر ، كنت منذ الصغر تحدث بيني وبين ابنه خالد مشاجرات ومشاحنات فكان خالد أكبرمني بسنة وأقوى مني فكان يضربني فينهره سيدي ويوبخه وقد أكون أنا المخطأ ولكن مثاليته جعلته يحسن استقبالنا حتى على حساب اولاده ، في يوم من الأيام تأخر عن البيت فانشغلت عليه عمتي كثيراً فأخذ الجميع يستقصي عن سبب غيابه فوجدوا أن السيارة التي تقله انقلبت بالوادي والحمد الله خرج منها سليماً معافاً لم يأتي بعد موعد ساعته حتى وهو في أرذل العمر ، جاء موعد الرحيل وجاء المودعون في ليلة السفر الى بيت سيدي أبوالعبد رحمه الله فأوقد سيدي حمدان أبومحمود رحمه الله الموقد (الكانون )وصنع القهوة كما جرت عادته وجاء الصباح الغائم الحزين وازدحم البيت والطرقات وغادرنا يعبد وسيدي ابوالعبد يبكي وستي تبكي رحمهما الله وعمتي أيضاٍ وسيدي حمدان كان قد ودع أهلي من الفجر وقبلنا وودعنا ونحن نائمين في فرشنا وتسهل الى عمله رحمه الله ووغادرنا يعبد والدموع تتساقط على خدودنا ونحن نودع بلد لم نجد الى هذه اللحظة بلد اجمل منه ولا أطيب من أهاليها ولااكرم منهم .
حبه لرحمه
هذه صفة جبل عليها من الصغر وهو حبه لرحمه ولولاياه (نساء المقربين إليه) في يوم من الأيام رأيته يحضر إمرأة عجوز إلى البيت ويركبها على حمارته وعندما استفسرت قالوا بأنها أخته الكبرى ذهب وأحضرها لتتغذى عنده وأيضا كان يتفقد أمي كثيراٍ ويلبي طلباتها عندما سافر أبي وتركها عند بيت سيدي ابوالعبد مع أخي الأكبر .
فقد أكبرأبنائه في حرب 67
هذا الحدث تكلمت عنه عندما فقد ابنه سعيد حمدان في حرب 67 عندما كان يلهو بمخلفات الشظايا رحمه الله وأيضا حفيده طاهر من إبنته (بنت عمتي لزم ) المربية الفاضلة صانعة الأجيل استشهد رحمه الله بإنتفاظة الأقصى الأخيرة عام 2000 فالشفاعة له بدخول الجنة ولله الحمد مضمونه ولكن نسأل الله قبول سعيد وطاهر رحمهما الله شهداء ولانزكي على الله أحداٍ .
خبر وفاته
وبعد قرابة عام اوعام ونصف جاءنا خبر موته رحمه الله واسكنه فسيح جناته وهناك أدركنا ماهو الموت ومامعناه ، فكان عزاءه بين بيتين نظراً لصغر الشقق فالرجال كانوا عند دارعمي محمد ابوالراغب حفظه الله والنساء في بيتنا حفظ الله أبوَيّ ورحم الله الشاب العجوز" ابومحمود حمدان سعيد زيد الكيلاني "



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع