فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

يعبد: سعيد البدارنة اسد رابض خلف القضبان

مشاركة sufian kilani في تاريخ 8 شباط، 2010

صورة لقرية يعبد - فلسطين: : احدى مراحل انتاج الدخان اليعبداوي أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
المعتقل القسامي القائد / سعيد محمد بدارنه
اول فلسطيني ينفذ فكرة الحزام الناسف
اول فلسطيني يحكم عليه بالاعدام


أعترف لكم أننا لا نعرف الكثير عنهم ، وأعترف أننا نمر بحرب ، حرب حقيقية ، لكننا لا نستطيع إدارة كفة هذه الحرب وفقا لما ورد في الكتب العسكرية ، إذ لا توجد خطوط فاصلة ولا ساحة قتال ولاأهداف معادية بالإمكان مهاجمتها واحتلالها" .


بهذه الجملة علق أحد جنرالات الاحتلال ( شلومو غازيت ) واصفا حال حربهم مع رجال كتائب الشهيد عز الدينالقسام ، هذه الحرب التي كتب فيها المقاتل القسامي بالحديد والنار التاريخ الجديدلفلسطين ، وحقق بعملياته العسكرية والاستشهادية الجريئة أضخم الإنجازات العسكرية(كما ونوعا ) قياسا بالعقود الماضية والتجارب السابقة ، و سعيد بدارنه هو أحد هؤلاءالرجال الكبار والقساميين العظام الذين وضعوا طرفا جديدا للمعادلة ، جاعلين من الاستشهاد سلاح المرحلة وعملية يتم بموجبها الاقتصاص من المحتل على قاعدة ( إن أردت أن تقتلني فسوف أحفر قبراً لأدفنك ) .


طفوله جهادية ؟؟
المعتقل سعيد محمديوسف بدارنه ابن قرية يعبد القسام ولد فيها بتاريخ 5\10\1972م لعائلة فلسطينيةمتدينة ، تربى فيها على حب الوطن والتضحية في سبيله ، وتشرب على يدها منذ نعومةصباه نور الإسلام العظيم ، عاش سعيد طفولته بين أحضان أحراش يعبد ينشق عطر القسام وعبق الشهادة التي حلم بها دوما فكان بحق خير خلف لخير سلف ، بدأ مشوار سعيدالجهادى مبكرا جدا مقارنة مع أقرانه ففي سن الرابعة عشرة عمل سعيد في صفوف الجبهةالديمقراطية لتحرير فلسطين في يعبد وكان أحد كوادرهم الطلابية في مدرسة عز الدين القسام الثانوية في يعبد .
من المؤسسين الاوائل ؟؟
وبقي سعيد يعمل في صفوف الجبهة حتى انطلاق انتفاضة 1987م حيث حدث انقلاب فكري لدي سعيد جعل من الإسلام فكرته الجديدة التي أحس في أحضانها بالعزة والفخر ، وهكذا بدأ سعيد في فهم الإسلامعقيدة ومنهجا وطريقة للحياة حتى انطلاق ركب الحق والقوة والحرية ركب كتائب الشهيد عز الدين القسام ؟ في قطاع غزة والضفة الغربية حيث كان سعيد من المؤسسين الأوائل لكتائب القسام في بلدته يعبد القسام ، فقام على تجميع الشباب المسلم وتكوين مجموعات السواعدالرامية لضرب أهداف العدو الصهيوني ، اعتقل سعيد من قبل قوات الاحتلال الصهيوني للمرة الأولى في عام 1990م مع سبعة من رفاقه أثناء تواجدهم في مسجد يعبد الكبير حيث مكث في التحقيق لمدة ستة أيام ثم افرج عنه ، وبعد ذلك بأشهر اعتقل للمرة الثانيةوافرج عنه بعد خمسة أيام لعدم توفر الأدلة ضده ، بعد خروج سعيد من السجن تعرض للإصابة في قدمه في إحدى المواجهات التي دارت بين شباب الانتفاضة وقوات الاحتلال الصهيوني في يعبد حيث أصبح بعد هذه الحادثة مطلوبا للمخابرات الإسرائيلية بسبب نشاطاته وقيادته للجان المقاومة الشعبية في قرية يعبد .
العمل العسكري؟؟
انتقل سعيد من المقاومة الشعبية التي تعتمد على المواجهات وضرب الحجارة والزجاجات الحارقة لأسلوب المقاومة العسكرية والذي حاول من خلاله سعيدالاستفادة القصوى من الإمكانيات المحلية المتاحة ، فقام بتصنيع ما أمكن تصنيعه وبابتكار ما تفتقت عنه خبرته في مواجهة العدو ، وأثمر هذا التفاعل سلسلة من الكمائن ضد الدوريات العسكرية الإسرائيلية والتي اعتمدت في الأساس على العبوات الناسفةالصغيرة حيث وضعت هذه العبوات على طرق المستوطنات والمعسكرات الصهيونية .
مع الاستشهاديين ؟؟
وفي سنة 1994م وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل والتي قام خلالها مستوطن حقير بإطلاق النار فوق رؤوس المصلين المسلمين وقت صلاة الفجر ولحظةحضور النية لفريضة الصيام مما أدي لاستشهاد أكثر من ثلاثين فلسطيني ، وبعد هذه المجزرة الرهيبة وضعت غرفة عمليات كتائب الشهيد عز الدين القسام خطة للرد على هذه الجريمة البشعة ، وتوعدت العدو الصهيوني بالردبالوقت المناسب وبشكل لم يعرفه الصهاينة بعد ، كانت هذه المجزرة بمثابة ضوء أخضرلسعيد ورفاقه لتطبيق أفكارهم في مجال تطوير وسائل جهادية جديدة لم تستخدم بعد ضدالصهاينة ، وقد قامت فكرة سعيد على إرسال استشهادي يحمل في يده حقيبة وعلى وسطه حزام يحتويان على كمية كبيرة من مادة tnt الشديدة الانفجار حيث يقوم الأستشهاديبتفجير نفسه في أحد المحطات المركزية أو أحد التجمعات السكانية وذلك للرد على العدوبنفس الأسلوب ونفس الشكل الذي فعلوه مع أبرياء يؤدون صلاة الفجر بسلام .وكانت هذه اول مرة في تاريخ النضال الفلسطيني يتم خلالها استخدام عملية استشهادية بحزام ناسف، اذ يسجل لسعيد هذا السبق ، وبعد شهر تقريبا من المجزرة جاء الرد الأول من قبل كتائب العز القسامية على يد المجاهد الكبير ( رائد زكارنه ) والذي قام بتفجير سيارةمفخخه كان يقودها في محطة الباصات في مدينة العفولة الواقعة في أراضي 1948م مماأوقع عدد كبير من القتلى الصهاينة ، فرح سعيد بهذه العملية النوعية الجريئة وكانهذا دافعا قويا له لكي ينفذ مشروعه الاستشهادي فوقع اختيار سعيد على المجاهد عمارعمارنة أحد رفاقه ليكون بطل الرد الثاني على مجزرة الحرم الإبراهيمي ، وفعلا فقدتقرر أن تكون العملية الجديدة بعد أسبوع من تاريخ عملية الرد الأول لرائد زكارنه ،وبعد أسبوع وعندما حانت لحظة الصفر لبدء الهجوم الجديد تقرر أن تكون العمليةالجديدة في مدينة الخضيرة وفي قلب العمق الصهيوني ، حيث جهز سعيد عمار الحقيبة التي سيحملها في يده وربط على وسطه الحزام المتفجر وانطلق الشهيد البطل عمار عمارنه فييوم 14\4\1994م لمكان الهدف وهو محطة الباصات المركزية في الخضيرة ، وفي ساعات الظهر والازدحام قام الشهيد عمار بتفجير كل من الحقيبة والحزام الناسف في داخل أحدالباصات مما أدي لقتل ستة من الصهاينة وجرح 35أخرين واستشهاد البطل عمار عمارنه،
بعد هذه العملية البطولية والتي هزت العمق الصهيوني قام المجاهد سعيد بدارنه بكتابة بيان عسكري تتحمل فيه كتائب الشهيد عز الدين القسام المسؤولية عن العمليةوتتوعد الصهاينة بالمزيد ، كما وتهدي كتائب القسام هذه العملية لروح شهداء الحرم الإبراهيمي الشريف ، كما وقام سعيد بإجراء اتصال هاتفي مع إذاعة صوت العدو متحملا فيه المسؤولية عن العملية .
لقد كان سعيد أول من طبق فكرة العملية المزدوجة(حقيبة وحزام ) في العمل الاستشهادي ، بل وكان حزام عمار عمارنه هو أول حزام يقوم سعيد بتصنيعه بهدف وضعه على الجسم ، قامت قوات الاحتلال بعد العملية بمداهمة منزلالمجاهد سعيد بدارنه وتدمير محتوياته كما وقاموا باعتقال شقيقه الوحيد ( وليد)وذلك للضغط على سعيد لتسليم نفسه ، وفي يوم 17\4\1994م وبعد أربعة أيام من عمليةالخضيرة اعتقل سعيد في مركز مدينة جنين العسكري حيث تم اقتياده لعملية التحقيق .

ظلمة السجن والسجل المشرف ؟؟
بقي سعيد في سجن جنين مدة25يوما ثم تم نقله لمركز تحقيق الجلمه حيث مكث هناك 51يوما ذاق فيها سعيد كل صنوف العذاب المختلفة من شبح وتقليع الأظافر وعملية ضرب وهز لمنطقة الرأس باستمراروبمعدل هزه كل دقيقتين مما كان يؤدي لفقدان الوعي ، وبعد ذلك التحقيق بدأت جلسات المحاكمة لسعيد ، وقد وصلت هذه الجلسات لأكثر من 47جلسة ، بعدها عينت جلسة الحكم النهائي والتي أجريت في محكمة جنين العسكرية وجاء ضمن لائحة الاتهام ضد سعيد التهم التالية :
- الانتماء لتنظيم كتائب الشهيد عز الدين القسام
- قيادة نشاطات وفعاليات ضد قوات الاحتلال الصهيوني
- تشكيل مجموعات عسكريةوخلايا للقيام بعمليات ضد الجيش
- الوقوف خلف تخطيط وتنفيذ وزرع 28 عبوة ناسفةعلى طرق قوات الجيش والمستوطنين
- القيام بعملية تفجير باص عسكري مر من طريق شارع المستوطنات قرب يعبد مما أدى لجرح 3 جنود صهاينة
- العقل المدبر و المشرف المباشر على عملية الخضيرة التي قام بها المجاهد عمار عمارنه .
الحكم الاول فيتاريخ دولة الاحتلال؟؟
وفي نهاية الجلسة نطق القاضي العسكري أول حكم يتم القضاءبه في تاريخ الكيان الصهيوني وهو ( الإعدام ) للمجاهد سعيد بدارنه ، لقد ذهل جميعمن بالقاعة من حضور وحتى جنود الاحتلال المتواجدين في المكان اندهشوا من الحكم ،شخص واحد لم يتعجب ولم يدهش وهو سعيد، حيث وقف وهو مبتسم وقال بكل ثقة وفخر ( أنتم اليهود ليس أمامكم عندنا سوى ثلاثة خيارات أما أن ترحلوا عن أرضنا ، وإما أن تبقواو تسلموا وتبقوا عندنا ، وإما أن تقتلوا في فلسطين ) بعد هذا الحكم عقد الوزيرالمجرم ( رحبئام زئيفي ) مؤتمر صحفي طالب فيه الحكومة بتطبيق حكم الإعدام فورا علىسعيد .
بعد شهرين من الجلسة النهائية عقدت جلسة أخرى في رام الله جرىفيهااستبدال حكم الإعدام بالسجن ( مدى الحياة ) و 15 عام أخرى وذلك لعدم توفر قانون إعدام في دولة العدو ، في فترة ما قبل الحكم بقي سعيد في العزل لمدة سبع شهور فيسجن شطه العسكري وجنيد في نابلس ثم لمدة ستة شهور أخرى في سجن عسقلان ، تنقل المجاهد سعيد بعد الحكم النهائي بين سجون ( جنين ، جنيد ، شطه ، عسقلان ، تلموند ،هدارين) .
وفي السجن لم يتوقف سعيد عن نشاطه وحيويته التي رفقته خارج السجن ،حيث قام بقتل أحد العملاء ( الجواسيس ) الذين تم كشفهم خنقا ، وعندما حضر الجنودللغرفة سأل الضابط المعتقلين من قام بقتل العميل فأجابه سعيد قائلا ( أنا قمت بقتل كلبكم هذا ) بعد هذا الحادث قامت إدارة السجن بمنع الزيارة عن سعيد لمدة 9 شهور ،كما وأعيدت محاكمته وفرض عليه 18 عام أخرى زيادة على محكوميته ، وفي سجن عسقلان أعيد سعيد بدارنه للتحقيق مرتين وذلك بتهمة إرسال أشخاص للتدريب العسكري وجلب أموال من الخارج .
سعيد هادئ وخجول؟؟
تقول والدة المجاهدالمعتقل سعيد ( سعيد شاب هادئ وخجول ولكنه بنفس الوقت رجل روحاني وقيادي من الطرازالأول ، وهو لا يهدأ أبدا في خارج السجن فعل ما فعل وفي داخل السجن يقوم بقتل العملاء ومقارعة جنود وضباط السجن ) أما عن وضع سعيد الآن تقول والدته ( سعيد الآن في سجن هدارين في نفس القسم الموجود فيه المجاهد القسامي عبد الناصر عيسى ومحمودأبو سرية والمجاهد زاهر جبارين ، كما وقام سعيد في السجن بحفظ القرآن الكريم كاملاوبالمشاركة في كثير من الدورات الثقافية والعلمية والروحية ، لم يؤثر السجن في نفسية سعيد أبدا ، بل على العكس يتمتع بمعنويات مرتفعة وهو حتى الآن يعيش وكله أمل بالتحرر من السجن والعودة لساحة الجهاد ضد اليهود الملاعين مرة أخرى
المجاهدسعيد بدارنه نموذج فريد لرجل المصحف والبندقية والذي أبى إلا أن يكون الأول في كل شئ ، في جهاده وفي أفكاره حتى في حكم المحكمة ضده كان أول من حكم عليه بالإعدام فيتاريخ كيان العدو ، سعيد بدارنه قسامي بطل سار على درب جده القسام وقائده الأول الرسول الأعظم محمد بن عبد الله ، لك منا يا سعيد كل التحية والفخار ، ولك يا أيهاالأسد الرابض خلف القضبان أصدق الدعاء من قلوب مؤمنة ( فك الله أسرك ، وأرجعك إلىأهلك غانما وسالما بعون الله) .


والدة الأسير سعيد بدارنة ..
ضاع الحلم وتبدّد الأمل بعد فشل صفقة تبادل الأسرى
بدت الـمواطنة مرضية بدارنة (70عاماً) محبطة ويائسة ومخذولة بعد سماعها التصريحات التي تؤكد فشل مفاوضات صفقة تبادل الاسرى، فهذه السيدة الطاعنة في السن كانت تعيش على امل احتضان نجلها الاسير سعيد (39 عاماً) وضمه إلى صدرها مجدداً بعد مضي نحو 14 عاماً على اعتقاله في سجون الاحتلال، حيث يمضي حكماً بالسجن الـمؤبد ست مرات و180 عاماً.
وجلست بدارنة داخل منزلها الـمتواضع في بلدة يعبد بمحافظة جنين، تتابع عبر شاشات التلفزة الأنباء الـمتضاربة بشأن صفقة تبادل الأسرى التي ورد اسم نجلها فيها ضمن قائمة الأسرى الذين أبدت إسرائيل استعدادا لإطلاق سراحهم في إطار سعيها لاستعادة جنديها الأسير جلعاد شاليت.
وتقول هذه الأم: ان الأيام الأخيرة كانت الأصعب والأقسى في حياتها، فتارة تشعر أن الدنيا لا تتسع لفرحتها عندما تسمع أن هناك تقدماً في الاتصالات الجارية لإتمام صفقة التبادل فيهيأ لها أن نجلها سعيد يقف على عتبة منزلها ويناديها لتضمه إلى صدرها، وتارة تبكي بحرقة عندما تتحدث الأنباء عن فشل التوصل إلى اتفاق، حيث تسيطر عليها مخاوف تبدد املها وتحول أمنيتها باحتضان نجلها الى كابوس، خصوصا مع احساسها ان العمر لن يمهلها طويلا.
وكانت الـمرة الأخيرة التي تزور فيها بدارنة نجلها القابع في سجن "شطة" قبل نحو أسبوعين، حيث أبلغها أنه تم إدراج اسمه ضمن صفقة التبادل، وعندها قالت بدارنة: إنها أخذت تبكي وتحاول إخفاء دموعها عن نجلها الذي كان يتحدث إليها عبر جهاز هاتف مثبت داخل غرفة الزيارة في السجن.
وتضيف: إنها بكت فرحا في ذلك اليوم بعدما تيقنت انها ستحتضن نجلها من جديد، خصوصا بعدما فقدت الأمل بإمكانية إطلاق سراحه في ظل رفض إسرائيل إطلاق سراح الأسرى الذين تصفهم بأن أيديهم ملطخة بدماء إسرائيلية.
ومنذ ذلك اليوم، تحرص بدارنة على متابعة كل صغيرة وكبيرة من تفاصيل الاتصالات الجارية بشأن إتمام صفقة التبادل والأنباء الـمتضاربة بشأنها، فيما قلبها يحدثها أنها باتت على موعد قريب مع نجلها.
وتتابع الأم: إنها تحلـم في اليوم الذي يعود فيه نجلها الأسير إلى منزله الذي غابت عنه كل مظاهر الفرح لأكثر من 14عاماً متتالية، وخيمت عليه مظاهر الحزن بسبب غياب الابن الذي تحلـم والدته بأن تراه عريساً وأن يمد الله في عمرها حتى ترى أحفادها منه.
ورغم مضي أكثر من 14 عاماً على اعتقال نجلها لا تزال ذاكرة بدارنة تحفظ كل التفاصيل التي سبقت اعتقاله.
وقالت: ان قوات الاحتلال بدأت مطاردة نجلها سعيد في أعقاب عملية التفجير التي نفذها الشهيد عمار عمارنة، وتبنتها كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، واستهدفت حافلة لنقل جنود وضباط من جيش الاحتلال في مدينة الخضيرة، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، وذلك ردا على مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل.
وبعد هذه العملية بأيام قليلة كان منزل عائلة بدارنة هدفا لعمليات الاقتحام اليومية التي عادة ما كان يصاحبها تنكيل بأفراد العائلة، وتحطيم محتويات الـمنزل بالكامل، والتهديد بتصفية سعيد بدعوى مسؤوليته الـمباشرة عن عملية الخضيرة.
وتصف الأم تلك الأيام بأنها كانت صعبة وقاسية، وكلـما كانت تسمع صوت رصاصة أطلقت في البلدة تأخذ بالترحم على نجلها، ولا سيما في ظل تهديدات الاحتلال الـمتكررة بتصفيته، مشيرة الى ان هذا الحال استمر اكثر من عام ونصف العام حتى تمكنت قوات الاحتلال بعدها من اعتقال نجلها خلال كمين نصبته له.
وبعد عدة شهور أحضرت سلطات الاحتلال بدارنة للـمحكمة العسكرية في جنين، حيث تألفت الـمحكمة يومها كما تقول الأم من أربعة قضاة أحدهم كان مصاباً بالشلل ويستخدم كرسياً متحركاً جراء إصابته خلال الحرب الإسرائيلية في لبنان في العام 82، وطالب الـمحكمة بإصدار حكم بالإعدام بحق بدارنة في سابقة كانت الأولى من نوعها.
وفي ذلك اليوم، وقف الجميع داخل الـمحكمة، بمن فيهم أفراد عائلة بدارنة، خشية موافقة الـمحكمة على قرار الحكم بإعدامه حتى قررت الـمحكمة تأجيل الـمحاكمة حتى وقت آخر، ما مكن الـمنظمات الحقوقية والإنسانية من التحرك وإثارة هذه القضية التي تحولت آنذاك إلى قضية رأي عام، ما جعل الـمحكمة تتراجع وتصدر في الجلسة الثالثة والعشرين من الـمحاكمة حكمها بالسجن الـمؤبد ست مرات و180 عاماً على الـمعتقل بدارنة.
ومنذ ذلك اليوم، تقول بدارنة: إنها تواظب على زيارة نجلها سعيد وهو يتنقل من سجن لآخر، وكان من الـمفترض أن تزوره، اليوم ، إلا أنها لن تتمكن من ذلك بسبب انتهاء تصريح الزيارة الذي بحوزتها، وكلها أمل أن تعيش حتى ذلك اليوم الذي تحتضن فيه نجلها من جديد.

القائد الأسير "سعيد بدارنة"

سعيد بدارنة،احد المبدعين من كتائب الشهيد عز الدين القسام،مجاهد عمل في وقت شحت فيه الامكانات، من جيوبهم كانوا يدفعون من اجل أن يبنوا جسمااسمه كتائب القسام، ومن اجل ان يقلبوا الموازين رغم ضيق اليد.


سعيد مثال ضروري لكل مجاهد أن يدرس قصته حتى يعلم كيف تصنع الإرادة المعجزات.. ليس بالضرورةأن يتوفر كل شيء للمجاهد حتى ينفذ مهمته، قد تصنع أعظم شيء من لا شيء أحيانا، فقط إذا كنت مقتنعا انك إنسان قادر مبدع مبادر.. فإلى هذا الحوار:

صف لنا برنامجك اليومي داخل المعتقل ؟
حقيقة يبدأ يومي بعد صلاة الفجر حيث ممارسة الرياضة بين السادسة والسابعة صباحاً، بعدها أعود إلى غرفتي من اجل الاستحمام ومن ثم تناول طعام الإفطار، ليبدأ برنامج اليوم الثقافي،حيث يوجد حلقات قرآنية بمعدل جلستين أسبوعيا، وجلسات عادية يومية، بعد الانتهاء من الجلسات يأتي وقت "الفورة" وهي من العاشرة حتى الثانية عشرة ظهرا، تحين بعد ذلك فترة الغداء ومن ثم فترة القيلولة، أما الفترة المسائية ففيها فترة ثقافية اختياريةمدتها ساعتين، وكذلك زيارات بين الغرف، إلى أن يحين المغرب وقت إغلاق الغرف، بعدصلاة العشاء يجيء وقت السمر مع باقي المعتقلين، إضافة إلى متابعة برامج قناةالجزيرة الحوارية وتكون عادة شبه جلسة حوار بين المعتقلين حول موضوع الحلقة.


بعد ذلك يحين وقت النوم لبعض المعتقلين الذي ينامون مبكراً من اجل قيام الليل حتى صلاة الفجر -80% من المعتقلين على هذا النحو، وهناك من يمتلك مشروع قيام مكثف ، إذ ينام من الثامنة حتى العاشرة ومن ثم يقوم الليل من العاشرة حتى صلاةالفجر، أما من يدرسون في الجامعة العبرية أو يحفظون القران فبرنامجهم بعد صلاةالفجر.


كيف قيمتم عملية الإفراج الأخيرة عن الأسرى التي تمت بالإفراج عن نحو 500 معتقل؟
مما لا شك فيه أن الإفراج عن أي أسيركان هو إنجاز للحركة الأسيرة، ولكن في الحقيقة كثيرون من إخواني المعتقلين أصيبوا بنوع من الخذلان، حيث كانوا يأملون أن تكون نتائجها أفضل، عموما التعويل الأفضل هوعلى المقاومة وليس على المفاوضات.


تعرضت للعزل الانفرادي أكثر من مرة: هل من تعريج على حياة العزل ؟
المرة الأولى التي تعرضت فيهل للعزل الانفرادي كانت بتاريخ 24/11/1994 وذلك في سجن شطه ولمدة سبعةاشهر في عزل تام وشامل، والحقيقة أنها كانت أسوء فترة في مجمل اعتقالي، إلا أني والحمد لله حفظت خلالها 14 جزءا من القران الكريم، ففي العزل تمنع عنك كل وسائل الإعلام والاتصال بالآخرين إلا من كتاب الله لذا عمدت إلى حفظ المصحف، وكان سبب العزل حينها صدور حكم الإعدام بحقي وكانت تلك المرة الأولى التي تصدر فيها محكمةصهيونية حكم الإعدام بحق معتقل.


أما المرة الثانية التي تعرضت فيها للعزل فكانت أواخر عام 1995 وذلك في سجن تلموند، فخلال التحقيق مع أحد الأشخاص المتعاونين مع العدو توفي أثناء التحقيق، وكنت أنا الوحيد داخل الغرفة المحكوم بالمؤبد، فلم أجد بدا من حمل القضية عن باقي الأخوة، فطلبت حضور مدير السجن وقلت له أنني من قمت بقتل هذا الشخص وحملته وخرجت به، وقد مكثت في العزل الانفرادي عامين ونصف في سجن جنيد ومن ثم إلى سجن عسقلان.


بالعودة إلى حكم الإعدام الذي صدر بحقك وكان سابقة خطيرة في القضاء الصهيوني: كيف حدث ذلك؟


في الحقيقة قبل صدور الحكم بنحو 20 يوما كانت قد حدثت عمليةاستشهادية مشابهة لعملية عمار عمارنه وهي التي نفذها الاستشهادي القسامي صالح نزال من قلقيلية في تل الربيع المحتلة و أودت بحياة 24 صهيونيا، حيث كان ذلك أحدالأسباب.
أما السبب الثاني فكان عنادي وصلابتي في التعامل مع الصهاينة في الفترات الأولى لاعتقالي، حيث كنت كثيرا ما استهزئ بهم خلال جلسات المحكمة، أما ماحدث يوم محاكمتي فقد طلبت من القاضي الحديث بعد أن أدلى ذوو القتلى الصهاينةبأقوالهم، فقلت لهم: إن العمليات الثلاث ( وكانت حينها بداية العمليات الاستشهاديةفي العفولة والخضيرة وتل الربيع) هي بداية الشرارة وأنا انصح من هنا الصهاينةالنصيحة التالية:


أي صهيوني أصله من خارج فلسطين عليه أن يخرج منها، وأي صهيوني يريد أن يحمي نفسه عليه أن يسلم، فاستشاط القضاة غضبا وضربوا الأرض بأرجلهم وعلقوا الجلسة ثم خرجوا للتشاور .. واستمرت المداولات بينهم خمس ساعات متتالية، فيهذه الأثناء جاءني شعور بان الحكم سيكون الإعدام، وقد شعرت بنشوة عظيمة إذ ذاك وتذكرت عمار عمارنة والرسول عليه الصلاة والسلام، شعرت بان روحي تحلق في السماءوكانت دموع الفرح، وحضر إلي في تلك الأثناء محامي الدفاع الأستاذ عبد المالك دهاشمةوقال لي ما بك : قلت له أنني اشعر وكأن الحكم سيكون الإعدام، فقال لي: يراودني نفس الشعور، وقد سمعت كلاما يدل على ذلك من الادعاء، وبعد ذلك صدر الحكم كما توقعت،وبدأت بالتكبير والتهليل.


في الحقيقة وكما تناولت الصحف العبرية تفاصيل المحاكمة فان القاضي الذي أصدر الحكم وهو قاض مشلول كان قد أصيب في جنوب لبنان،وكان قد أحيل إلى التقاعد قبل شهرين من تاريخ محاكمتي إلا انه أصر على إتمام قضيتي لتكون قضيته الأخيرة، وهنا يتضح كيف تدخل الحسابات الشخصية في صلب القضاءالصهيوني.


و أود التعريج هنا على موقف خفيف حصل بيني وبين الاستشهادي عمار عمارنه قبيل تنفيذه العملية:


حين خرجنا من منزل عمار سلم على أمه وبالطبع هي لا تعلم ما ننوي عليه، فقال لها ادعي لي يا أمي بالشهادة، فقالت له: روح جعلك من الشهداء، فطار عمار فرحا وقال لي نجحت أول مرةتقولها، وعندما توجهنا إلى منزلي، قلت لأمي ادعي لي بالشهادة، فقالت لي: الله اجعلهاعتقال وليست شهادة، وفعلا استشهد عمار واعتقلت أنا، فسبحان الله كيف دعوة الأم، فيالحقيقة أنا دائما من باب الفكاهة اذكر أمي بهذه الدعوة..


كانت عمليتك في الخضيرة الأولى من نوعها التي تتم داخل حافلة بعدعملية رائد زكارنه التي تمت بسيارة مفخخة، فمن أين أتتك الفكرة ؟


في الحقيقة أنا امتلك المتفجرات منذ عام 1989، ولكن المشكلة انه لم يكن في تلك الفترةقرار باللجوء إلى العمل المسلح بهذه الطريقة خوفا على تعرض الإنتفاظة لضربات قاضية فيطور نشأتها، حيث كانت المعارضات شديدة من قبل القيادة في تلك الفترة، فالتزمت قرارالقيادة وأتلفت ما كان لدي من متفجرات، أما في مجزرة الأقصى عام 1990 فقد كانت لدي عبوة جاهزة وقد حضرتها جيدا، إلا أنني أيضا قررت الالتزام بموقف القيادة رغم صعوبةالموقف حينها، وقد جاءني عمار يومها وقال لي: أريد أن استشهد أريد أن أنفذ عمليةطعن، فأخبرته بأن يتريث ولا يقدم على ذلك خوفا على مصلحة الإنتفاظة .


إلى أن كانت مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف حيث صدرت الأوامر صريحة بسلوك هذا الدرب، وكنت يوم مجزرة الحرم الإبراهيمي برفقة عمار عمارنة في المسجد الأقصى وكان قدر صدر بيان القسام عقب المجزرة متوعدا الصهاينة بتحويل عيدهم إلى يوم اسود، خلال عودتنا من الأقصى قال لي عمار انه قرر قراره النهائي بتنفيذ ما عزم عليه..


عند ذلك اصطحبته لوضع خطة العملية.. اقترح علي عمار بداية أن ينفذ الهجوم بحزام ناسف وان يأخذ معه إلى الخضيرة ست عبوات ناسفة يزرعها في مناطق مختلفة ومن ثم تكون عدةعمليات في عملية واحدة، ولكني لم أوافق على ذلك لأن التشديد الأمني كان في ذروته حينها بسبب عملية العفولة، وكحل وسط اتفقنا أن يحمل معه حقيبة داخل الباص ويترك أخرى في الموقف وتكون موقوتة لتنفجر بعد انطلاق الحافلة، وقد نفذ بروفا للعملية قبل العملية بأسبوع حيث سافر في ذات الحافلة من الخضيرة إلى "نتانيا" ليعتاد على المكان، وكان يوم تنفيذه الهجوم، حيث وضع العبوة كما اتفقنا في " التحناه " الموقف وكانت مخبأة في حقيبة ثم صعد إلى الحافلة بحقيبة أخرى لكن عددا من الصهاينة سألواعن صاحب الحقيبة عن انطلاق الحافلة عندها أصابت عمار حالة ارتباك فهم مسرعا إلى الباص وفجر نفسه فقتل ستة صهاينة وجرح نحو أربعين آخرين، في حين قامت شرطة العدوبتفكيك العبوة الأخرى قبل موعد انفجارها .. بالطبع هذه التفاصيل عرفتها من الشهودالصهاينة خلال مداولات المحكمة؟


ولكن كيف تدبرتم أموركم المالية في تلك الفترة العصيبة ؟ وماذا تقول كونك كنت صاحب السبق؟


الحقيقة أن كل شيء كان من جيوبنا الخاصة، أنا اعتقلت وأنا مثقل بالدين، وكذلك عمار استشهد وهو مثقل بالدين، تلك الفترة كانت كتائب القسام تعاني من شح المصادر ليست كهذه الأيام، ولم يكن بالإمكان سوى الاعتماد على النفس، في الحقيقةجزء من ديني ودين عمار كان بسبب وضعنا الاقتصادي الصعب، لكن الجزء الأكبر منه كان بسبب التحضير لما نقوم به.


ولكن الفضل أولا وأخيرا بعد الله سبحانه وتعالى يعود للكتائب العملاقة، ولديننا الإسلامي الذي كان يحثنا دائما على الإبداع، كانت القيادة دائما تحثنا على الابتكار وإيجاد شيء من العدم، لقد كنت في صغري اتبع احدالتنظيمات الأخرى وحين قلت لهم نريد أن نضرب مولوتوف على الجيش كانوا يقولون لي " مجنون فيها هدم دور" وهنا نلاحظ الفرق بين التضحية في الفكرين.


وماذا عن الأمل في المستقبل ؟
أنا أؤمن أن الإفراج من الله قادم على أيدي المجاهدين في كتائب القسام لا محالة، في الحقيقة عندي في السجن الكثير من المجموعات ممن سيحاكمون محاكمات عالية على خلفية تخطيطهم لعمليات اختطاف جنود، منهم من تمكن من الخطف ومن ثم قتل الجندي نتيجة عدم تجاوب الصهاينة ومنهم من ألقي القبض عليه في طور التخطيط وهكذا..


ولكن عظم الجهد الذي تبذله الكتائب في هذا الجانب يطمئننا أن كتائب القسام لن تخذلنا ولا بد أن تتكلل هذه الجهود بالنجاح،نحن أكثر كتائب ضحت وقدمت في هذا الإطار الخطف هو الوسيلة الوحيدةلإطلاق سراح المعتقلين ولا سبيل غيره.


كلمة أخيرة ..


في الحقيقة أنا عمري ما حاولت الحديث بهذه الطريقة.. ولكني أقول: والله يشهد أني لو كنت في الخارج لفضلت خطف جندي من اجل المساومة عليه على قتل عشرةآلاف صهيوني لا يمكن إدراك مدى الأجر الذي يمكن أن نحققه إذا تمكنا من الإفراج عن السجناء.. لدي هنا أناس من الواحد منهم بجيش.. حقيقة أن الواحد منهم بجيش من حيث النوعية.. إن لدى كتائب القسام وغيرها طاقات عظيمة جدا في السجون.. ولا بد أن تتظافر الجهود من اجل تحرير هذه الطاقات؟رجال بأمة..

فرج الله عن كل أسرانا وكتب لهم الحرية
تم بحمد الله



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع