(حسن أنيس إبراهيم حمارشه) أو "العم حسن" كما كان يسميه معارفه وأقاربه. وقد كان فعلا العم الذي يلجأ إليه الكثيرون طلبا للعون في حل مشاكلهم وقضاء حوائجهم. كان – رحمه الله- متواضعا بشوشا لا يغلق بابه أمام أحد من أقاربه أو أبناء بلده حاضرا لمد يد العون في كل الأوقات وفي كل الظروف.
شغلَ المرحوم حسن إبراهيم الذي ينتمي لفرع المصلح من عشيرة الحمارشة عدة مناصب مهمة في الدولة الأردنية حيث كان سفيرا في موسكو لعدة سنوات ثم انتقل للعمل في وزارة الخارجية ليصبح وزير الدولة للشؤون الخارجية في حكومة الرئيس زيد الرفاعي المشكّلة في 8/2/1976 م، وشغلَ نفسَ المنصبِ بالإضافة إلى منصب وزير الإنشاء والتعمير في حكومة الرئيس مُضر بدران المشكّلة في 13/7/1976 م، ثُمَّ عاد ليشغل المنصبين معاً في حكومة الرئيس مُضر بدران المشكّلة في 27/11/1976 م ثُمَّ شغل منصبَ وزيرَ دولةٍ في حكومة الشريف عبد الحميد شرف المشكّلة في 19/12/1979م، ثُمَّ شغل نفسَ المنصبِ في حكومة الدكتور قاسم الريماوي المشكّلة في 3/7/1980م، ثُمَّ شغل منصبَ وزير شؤون الأرض المحتلة في حكومة الرئيس مُضر بدران المشكّلة في 28/8/1980 م، واستمر فيها إلى أن استقالت في 10/1/1984م.
بالرغم من مشاغله الكثيرة كان - رحمه الله - يحرص دوما على استقبال ضيوفه من الأقارب والمعارف يسمع منهم وكان كثير السؤال عن أحوال "البلد" وعن أهلها فقد كان حبه ليعبد كبيرا وكان دائم الشوق لها وكان يتمنى أن يزور "البلد" في يوم ما والحمد لله فقد تحقق حلمه وزار البلد فعلا.
هنا أود أذكر حادثة حصلت معي جعلتني أحمل لهذا الرجل حبا كبيرا وتقديرا عظيما. في صيف عام 1983 ذهبت بصحبة والدي الى مقر وزارة شؤون الأرض المحتلة التي كان المرحوم على رأسها آنذاك في أمر شخصي وعند وصولنا استقبلنا مدير مكتبه وعرفناه بأنفسنا وأننا نريد مقابلة الوزير في شأن خاص. جلسنا في غرفة الاستقبال في انتظار المقابلة وعاد بعد قليل مدير المكتب ليخبرنا بأن الوزير يرحب بنا وأنه سوف يقابلنا بعد وقت قصير بعد أن ينتهي اجتماعه مع وزير جاء لزيارته. في هذا الوقت رأينا أن هناك ضيوفا حضروا ودخلوا فورا إلى مكتب الوزير وبعد دقائق حضر مدير المكتب وطلب منا أن نتبعه وتبعناه فعلا الى غرفة صغيرة ليدخل بعدها مباشرة "العم حسن" مرحبا مبتسما وفي نفس الوقت معتذرا عن عدم قدرته على مقابلتنا والجلوس معنا بسبب حضور مجموعة من المسؤولين لكنه مع ذلك أحب أن يرانا وأن يستمع إلينا وبقي واقفا حتى انتهينا من كلامنا واعتذر مرة أخرى لأن "الضيوف" في انتظاره ووعد بالمساعدة وودعناه وخرجنا. يومها عرفت كم هو محب لأهله وبلده وكان بإمكانه الاعتذار عن استقبالنا بسبب انشغاله الواضح ولكنه أبى هكذا كان "العم حسن" رحمه الله.
شارك بتعليقك
وقد كان اثناء دراسته في الجامعة الاميركية ببيروت منتميا الى بعض الخلايا الماركسية التي ساهمت فيما بعد بتأسيس الحزب الشيوعي الاردني.
وقد احتفظ بعلاقته الودية مع الشيوعيين الاردنيين حتى وفاته رحمه الله.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته .