فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

يعبد: الشهيد محمود كبها (ابو جندل) - كما يصوره الشاعر فاروق مواسي

مشاركة د.ايمن حمارشه في تاريخ 2 تشرين أول، 2007

صورة لقرية يعبد - فلسطين: : منظر عامد أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
من كتاب(صورة الشهيد الفلسطيني في أشعار فاروق مواسي ) لخلدون الشيخ علي


توضأ وجلس للصلاة كعادته اليومية، ففي الصلاة متعته الحقيقية بعيدًا عن المادة والهموم والمشاكل والأحزان، فيها يجد نفسه واضحًا، يكرس لها معظم وقته، قلبه يعتمر بمجموعة من المفاهيم. موزعة بين حب الله أولاً والوطن والأهل ثانيًا، ركع أبو جندل ثم سجد، وفي أثناء ذلك جاءته عصفورة صغيرة، واتخذت من كتفيه موقعًا لها. ثم انتقلت على ظهر إطار لصورة مكبرة له. ثم مرة أخرى إلى يديه. وعندما فرغ من صلاته ماتت على راحة يديه، هذه الرواية الحقيقية كانت فاتحة البشرى لتأكيد الشهادة. فيتساءل مواسي :

قل لي

ما معنى أن يأتي عصفور

ويحط على راحة يدك اليمنى

يمسح منقاره

في راحة يدك اليسرى

- في أثناء دعاء -

ويموت

من قبل (استدعائك)

بدقائق؟! ( مواسي : ما قبل البعد ، ص 21 )

أما محمود كبها فقد ولد عام 1962م في بلدة يعبد - يعبد التي اعتادت أن تمنح الإنسان الفلسطيني القوة والكرامة، وعلى أرضها استشهد القائد الأول عز الدين القسام، واستشهد أحمد الكيلاني وصالح وعبد الرحيم عبادي، وعبد الله ويوسف الكيلاني، وباسل سمارة، ومروان القنيري، وربيع حمارشة، وعمر ياسين حمارشه، وزيد عمارنة، وعمار عمارنة، وعبد الله ديباش ووووو، وعلى أرضها كذلك ظهرت الكرامة العربية ويكفيها فخرًا أن ابنها محمود كبها، محمود الذي استشهد بتاريخ 21/7/1992م.

ينحدر أبو جندل من عائلة متواضعة، نظيفة، مستقيمة. أخواه مصطفى وأيمن المناضلان المعروفان. وأبناء عمومته صادق وناهد ومحمد ومحمود كبها. كلهم دائمو العطاء والتضحية. ولمحمود مجموعة من الأبناء وهم "جندل، محمد، عبد الله، حنان، منال. وفيه يقول الروائي الفلسطيني أحمد رفيق عوض:

(لقد سقطت متممًا كل الواجبات.... وهذا هو فخارنا وغارنا لقد سقطت أيها الحبيب واقفًا، ناهضًا.وصنعت شيئًا جارفًا ساطعًا. سقطت فتكاملت، سقطت فتعاليت، ولك أيها الحبيب أقول كم أرغب في أن أتكئ على جذع شجرة في وادي الزيتون. وأبكي قليلاً ثم أصيح في وجه القمر الذي تعشقه. أيها القمر ذهب صديقي محمود) . " صحيفة الشعــب 20 آب 1992 ، ص 4 "

مواسي يتساءل عن أسرار الرائحة التي تفوح من مهجع الشهيد. يتساءل عن طبيعة الاسم (أبو جندل) هذا الاسم الذي يحوي معنى الصلابة والصخر والعظمة:

قل لي

ما سر الرائحة النافذة الــــفاحت

من مهجعك العابق؟!

(أتراني ألجأ لأساطير وحكايات

أعجنها بحقائق؟ )

قل لي

بادئ بدء لا تغفل!

من سماك

"أبا جندل" ؟!!

الأرض في أشعار مواسي أعلنت الولاء لمحمود كبها، آوته بين أحضانها، أبعدت عنه كل الخيالات والأشياء الموحشة، ظللت عليه بأكوام من الأغصان كي يستظل تحتها، ومي لا تراه حرقة الشمس ولا تمتد إليه بلهيبها القاتل أنقذته من كل أوجاع الغربة والاغتراب والوحشة والظلمة، وتحدت به كل المجاهيل، حملته في مهجعها، وضمته إلى صدرها، وأزالت الأشواك من طريقه، وزرعت له كل الأمجاد والأسماء، وأطلقت له جناحيها كعصفورة تمددت على راحتيه اليمنى واليسرى.

أبو جندل جرح لا يندمل في ذاكرة الأعداء. صفحة سوداء ترافق مواسمهم، ليلة شتائية لا يمكن أن تضمحل أو تنسى، خربشة سوداء في عيون جلاديه، موال حزن تردده كل المواسم العتيقة. هو حكاية الجد عن عنتر وعبلة والزير سالم في ليالي كانون، هو نقش على جدران القلب ينمو، يكبر، يمتد، يعرش على كل الحقول والكروم، يكبر مع بيت الزعتر وزهرة الياسمين. ينمو مع شجرة الدفلى، ويمتد مع كل الأخلاق الحميدة.

محمود رصف شارع الأحزان الفلسطينية بالدم، وأنبت فيه كل الورود الجميلة سقاها من عبيره. من رائحته كي تستمر هكذا رحيقًا حلوًا لذيذًا. محمود أرض مقدسة لن يقترب من حدودها إلا الشهداء الذين أشعلوا من جراحهم مصباحًا لنا. إلا الشهداء الذين لا يفهمون سوى لغة الحق والحرية والصمود.

وشهيدنا شق الطريق، وشاعرنا أطلق العنان لكلماته كي تروي الحقيقة كاملة، حقيقة محمود وأمثاله، ومواسي خفق قلبه لهذا العملاق العربي وأحب هذا النسر الطائر في كل الأرجاء، ولهذا رسمه شاعرنا بدماء، وحتمًا سيحفظ التاريخ الفلسطيني القادم صورة هذا البطل في صفحة ناصعة متألّقة.



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

رحمك الله يا ابا جندل دمك لن يذهب سدا
رحمك الله يا ابا جندل وادخلك فسيح جنانه
احبكي يا فلسطيني كيف كنتي تتحملي في هاذ الحربو وكيف كنتي تتحملي شرب ماء كيف كنتي دون ابو جندل وكيف حما وطنة المحتل بايدي الفلصطينين وكيف كان يتحمل ضربت رصاصة
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع