فلسطين في الذاكرة من نحن تاريخ شفوي نهب فلسطين English
القائمة الصراع للمبتدئين دليل العودة صور  خرائط 
فلسطين في الذاكرة سجل تبرع أفلام نهب فلسطين إبحث  بيت كل الفلسطينيين على الإنترنت English
من نحن الصراع للمبتدئين    صور     خرائط  دليل حق العودة تاريخ شفوي نظرة القمر الصناعي أعضاء الموقع إتصل بنا

يعبد: المعلم والمربي والشاعر مصطفى حيدر زيد الكيلاني

مشاركة كرم زيد الكيلاني في تاريخ 12 كانون أول، 2007

صورة لقرية يعبد - فلسطين: : الشهيد احمد الكيلاني أنقر الصورة للمزيد من المعلومات عن البلدة
بقلم: حسني أدهم جرار

مصطفى حيدر زيد الكيلاني

مصطفى الكيلاني.. معلّم ومربّ قدير من رواد التربية في الأردن، وشاعر وطني إسلامي حمل قضايا أمته العربية والإسلامية، ونظم شعراً في تلك القضايا، وحذّر أبناء الأمة من الغزو الصليبي والصهيوني المعاصر، ودعاهم إلى مقاومته، وهو شاعر متمكّن من لغته الشعرية، ذو لسان صادق، وعاطفة جيّاشة.

حياته:

ولد الأستاذ مصطفى حيدر زيد الكيلاني في مدينة نابلس بفلسطين عام 1923، ورحل مع والده في سنّ مبكرة إلى مدينة السلط، حيث كان يقيم أعمامه وهم شيوخ أجلاّء عرفهم أهل السلط بالتقوى والصلاح والتفقّه في الدين.

درس مصطفى في مدرسة السلط الثانوية منذ كان طفلاً حتى حصل على شهادة الدراسة الثانوية عام 1941، واستكمل تعلّمه بنفسه، وقد أولع بالمطالعة وحبّ الأدب والشعر، وكان شاباً طموحاً تملأ رأسه الأحلام العذاب، وتداعب عواطفه عرائس الشعر. أما ثقافته الإسلامية فقد اتّسمت بالعمق والوعي وسعة الإطلاع.

ذاق مصطفى مرارة اليتم في التاسعة من عمره حين تُوفي والده رحمه الله، ولمّا حصل على شهادة الدراسة الثاوية العامة التحق بدائرة جوازات السفر مراقباً على الحدود، وانتقل بين الجسور المقامة على نهر الأردن، وإلى بلدة الرمثا المطلة على الحدود السورية.

ولكن هذا العمل لم يشبع روح التطلّع في نفسه، فلبث طيلة السنتين اللتين قضاهما في الجوازات يحنُّ إلى أجواء أخرى تزخر بالشعر والأدب، وتحفل بالعلم والحيوية والتجدّد والانطلاق.. كان يحس أنه غريب يعيش في عالم لا يألفه، إنه عالم مهزوز مضطرب لم يُخلق له.. ولعل البيتين التاليين من قصيدة نظمها حينذاك يصوران مشاعره أصدق تصوير، فيقول:

تقولين لي ماتت أغانيك كلُّها وهُنَّ عذابٌ لم يزلن على فمي

لعمرك ما ماتت أغانيَّ إنما دُفنَّ على أنقاض جـرح مكتّم

وتقدّم بطلب نقل من دائرة الجوازات إلى وزارة المعارف، فاستجيب طلبه وعيّن معلماً في قرية صويلح اعتباراً من 1/10/1943، ولم يطب له المقام في مكان واحد، ولم يحتمل أجواء المجتمع القروي أكثر من عامين، فكان يسعى إلى أجواء أكثر رحابة وأوسع أفقاً.

ومن قرية صويلح انتقل إلى قرية حوارة على مقربة من اربد، وبعد عامين انتقل إلى الطفيلة، ومنها إلى الزرقاء، ثم عاد إلى الطفيلة ومنها إلى طيبة بني علوان قضاء اربد.وأخيراً وضع عصا الترحال في مدينة اربد حيث قضى فيها سبعة عشر عاماً، عمل فيها معلماً فمديراً في مدرسة أولية، ثم معلماً للغة العربية في المرحلة الثانوية، وفي نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات ثم تكليفه بتدريس اللغة العربية في ثانوية البنات لبضع سنوات.

وفي عام 1966 أسندت إليه إدارة مدرسة ثانوية اربد للبنين، ثم انتقل إلى صويلح مديراً لمدرستها الثانوية، ثم صار موجهاً ومشرفاً لمادة اللغة العربية في مديرية تربية السلط، ومنها طلب إحالته على المعاش في 1/4/1970.

وفي مطلع العام الدراسي 70/1971 التحق بالكلية العلمية الإسلامية ليستأنف الرسالة التعليمية التي نذر لها حياته مهما امتدّ به العمر، فدرّس مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية، ثم صار مشرفاً على تدريس المادتين، وترك الكلية بعد أن نيّف على السبعين من عمره.

وجلس في منزله المتواضع في صويلح، يجترُّ الذكريات، ويستعرض شريط حياته، ويسبح في ملكوت الله سبحانه وتعالى، يستجلي من خلقه سرّ عظمته وجلاله، متفرّغاً إلى التفكير في ما سوف يكون حاله حينما يمثل بين يديه سبحانه.. وفي أوائل عام 2003، انتقل إلى رحمة الله تعالى.

نشاطه الأدبي:

كانت للكيلاني مساهمات أدبية.. شعرية ونثرية، نشر الكثير منها في الصحف الأردنية والعربية، وقد انتسب إلى رابطة الأدب الإسلامي في عمان، وكانت له فيها أمسيات أدبية.

شعره:

بدأ ميله نحو الشعر والأدب والمطالعة ينمو ويتفتّح منذ صغره، ففي المرحلة الابتدائية من دراسته شغف بقراءة القصص الشعبية والأزجال الحماسية، فقرأ تغريبة بني هلال وسيرتهم، وقصة عنترة والزير سالم وألف ليلة وليلة وغيرها من القصص والروايات، ولما وصل المرحلة الثانوية ازداد تعطشه إلى المطالعة، وكانت مجلة الرسالة المصرية التي كان يصدرها أحمد حسن الزيّات هي المفضلة عنده، فكان يقرأ فيها مقالات الشيخ علي الطنطاوي والشيخ عبد العزيز البشري، وإبراهيم المازني لأنها تتميز بسهولة أسلوبها وحلاوته ورقّته، يتابع فيها المعارك الأدبية وخاصة بين الرافعي والعقاد، وكان يتخذ كرّاساً يسجّل فيه ما يعجبه من القصائد كمعلقة عمرو بن كلثوم، وقصيدة شوقي في نكبة دمشق، ويصطحب الكرّاس معه في غده ورواحه، يقرأ منه على رفاقه ويُسَلّي به نفسه حينما تضيق به السبل، وكان يحب من الشعراء أولئك الذين تغلب على طابعهم السهولة والوضوح والرقة والعذوبة كجرير والبحتري والبهاء زهير.

كان مصطفى طالباً فقيراً ولكنه أحب المطالعة، وكان يتطلع إلى اقتناء كثير من الكتب الأدبية، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة، وما إن تخرّج من المدرسة وتوفّرت له بضعة قروش من راتبه المتواضع حتى بادر إلى تعويض ما حُرم منه، واستطاع أن يزوّد مكتبته بكثير من المؤلفات.

وهكذا نمت شخصيته الأدبية وذخيرته الشعرية حتى وجد نفسه يمسك القلم ويبدأ محاولاته في نظم الشعر منذ كان في المرحلة الثانوية، وقد شجعه على ذلك أساتذته الأجلاّء أمثال محمد حسن البرقاوي، وسعيد الدرّة، وأخذت المجلات والصحف تنشر إنتاجه وتفسح له في صفحاتها ما يثير فيه حبّ الكتابة ونشوة الشهرة.

ومع مضي الأيام صقلت شاعريته، ونظم شعراً كان سجلاً أميناً لتقلبات حياته، وتعبيراً صادقاً لانفعالاته وعواطفه، وقد تميّز شعره بأمور قال هو عنها(1):

"إنني لا أعرض أي قصيدة أنظمها إلا بعد أن أشبعها تهذيباً وتنقيحاً، فتخرج ذات لغة سليمة وتركيب متين وأسلوب سلس رقيق عذب.. ثم إني لا أتكلف في نظم شعري تكلفاً يخرجني عن صدق الشعور بل إنّ تفاعلي مع الأحداث هو الذي يثير فيّ الرغبة العارمة في معالجتها، فتجيش عواطفي وينطلق لساني وتنسكب كلماتي عفوية صادقة من أعماق قلبي.. إنّ شعري كان وما زال مرآة أمينة لشخصيتي وسجلاً واعياً لأحاسيسي وأحداث حياتي".
نظم الكيلاني شعراً في مجالات شتى، ومناسبات كثيرة..

نقلا عن رابطة ادباء الشام


ح



إذا كنت مؤلف هذه  مقال وأردت تحديث المعلومات، انقر على ازر التالي:

ملاحظة

مضمون المقالات، المقابلات، أو الافلام يعبر عن الرأي الشخصي لمؤلفها وفلسطين في الذاكرة غير مسؤولة عن هذه الآراء. بقدر الامكان تحاول فلسطين في الذاكرة التدقيق في صحة المعلومات ولكن لا تضمن صحتها.

 

شارك بتعليقك

اللهم إجعل مثواه الجنة هو وزوجته النقية التقية أم أنمار.
اللهم آمين
فعلا الاستاذ مصطفى من موليد السلط وانا جلست معو اكثر من مرة وهذا الحكي على لسانو وكان من محبي وعشاق وادي السلط ولا انسى شعره عن مدرسة السلط رحمة الله عليه ارجو من الكاتب تصحيح الخطا
اود ان اصحح للكاتب بخطا ارتكبه ان جدي مصطفى هو من مواليد السلط وليس نابلس وشكرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كما اود ان انوه انه جاري العمل حاليا بجمع اشعار الاستاذ مصطفى بديوان خاص به
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اود اضافة تعليق انه حتى بعدما عاش في صويلح كان له نشاطات ادبية كثيرة والف العديد من الكتب منها مضرب الامثال و اناشيد مدرسية اسلامية كما انه سيبقى ذو فضل عظيم في قلوبنا جميعا
 
American Indian Freedom Dance With a Palestinian


الجديد في الموقع